رجع بعد توبته
"فقال له الإبن يا أبي أخطأت إلى السماء وقدّامك ولست مستحقا بعد أن أدعى لك ابنا" (لوقا 21:15). إذا كان العالم والخطية الموجودة فيه تشدّك إليها, واذا وجدت في هذه القصة تشابه كبير بينها وبين ما تحيا به الآن من ابتعاد عن الله فتعلّم من الذي فعله الإبن الضال في نهاية القصة التي تتمحور في ثلاثة مراحل:
1- ذهب إلى العالم: "وبعد أيام ليست بكثيرة جمع الإبن الأصغركلّ شيء وسافر إلى الكورة بعيدة وهناك بذّر ما له بعيش مسرف" (لوقا 13:15). دخل هذا الشاب إلى العالم ظنا منه أنه سيجد ما يطوق إليه قلبه, وبأنه سينال السعادة والطمأنينة, واعتقد أن العالم بأسره سيكون بين يديه وتحت إمرته, فبدأ بالتبذير الكبير وهناك كانت الصدمة الكبرى له, انتهت الأموال وإنتهى كل شيء معها, إبتعد عنه الأصدقاء وبقي وحيدا مضطربا خائفا لا ملجأ ولا معينا يذهب إليه فوقف يفكر مليا!!!
2- تاب فرجع: "أقوم وأذهب إلى أبي وأقول له يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك" (لوقا 15: 18). إبتدأ الندم الكبير يغلي في عروق هذا الشاب الذي ترك العز الذي كان عند أبيه, وأصبح وحيدا في هذا العالم, بدأت الأفكار تجول في رأسه, العالم الذي كان يفكّر به وبجماله الخلاب انتهى في لحظة في طرفة عين، بدا كل شيء عنده لا قيمة له, علم في قرارة نفسه أن كل شيء لا معنى له، لهذا حزم أمره لإتخاذ القرار الصائب بالتوبة عن كل ما فعل!!!
3- استقبله الأب بحنان: "وإذ كان لم يزل بعيدا رآه أبوه فتحنن وركض ووقع على عنقه وقبّله" (لوقا 15: 20). كان قراره أن يرجع إلى الآب الذي حضنه من الصغر والذي خاف عليه من كل شر, فرجع مسرعا وتائبا إلى أبيه الذي أحبه وهناك كان أعظم مشهد يمكن أن تتخيله, الأب واقفا ينتظر ابنه من بعيد فاتحا ذراعيه, يريد أن يحضنه ليحميه من العالم الشرير الذي أغرقه بالخطايا وهشمّه بمغرياته الواهية, فكان اللقاء عظيم جدا. حضن الأب ابنه وتحنن عليه ووقع عند عنقه وقبله!!!! هذا هو الآب السماوي الحنون الذي ينتظر كل واحد منا غرق في وحول هذا العالم لكيما يعود بالتوبة والإنسحاق, فإذا كانت يا صديقي العزيز قصتك تشبه الإبن الضال, تعال إلى الآب حيث هناك الملجأ الحقيقي والملاذ المتين حيث يد الرب دائما موجودة للعون, فتعال دون تأخير!!!.
- عدد الزيارات: 5355