هل تشعر بالسلام القلبي؟
"لأنه يخبئني في مظلّته في يوم الشر. يسترني بستر خيمته .على صخرة يرفعني" (مزمور 5:27). الثقة التي يتحدّث عنها الكتاب المقدس تشير إلى الطمأنينة وراحة القلب التي يتمتع بها المؤمن في المسيح. فعلينا أن نكون كما سيدنا وهذا شرف لنا، فالمسيح كان دائما في سلام واطمئنان ولم يفقد سلامه وهدوءه ولا مرة واحدة. والسبب أن طمأنينته كانت نابعة من ثقته بالآب السماوي.
من أصعب الأمور في الحياة أن يحيا المؤمن المسيحي من دون الثقة بالرب، لأن عدم الثقة بالرب تولّد عدم ثقة بالنفس ومن ثم تملأ الحياة يأسا وبؤسا فيحيا الإنسان بعدم سلام قلبي. فلكي تكون شخصا مؤمنا مملوء بالراحة وسط كل المصاعب عليك أن:
1- ترتمي بين أحضانه: "ارحمني يا الله ارحمني لأنه بك احتمت نفسي وبظلّ جناحيك أحتمي إلى أن تعبر المصائب" (مزمور 1:57). ما أروع وما أجمل أن نجلس بين أحضان المسيح حيث هناك نتلمّس منه السلام الكبير القلبي الذي يرفعنا من جديد لنقف وسط التحديات، فذراعه تشعرني بالدفىء العجيب ولمساته الحنونة تحيرني، فأنا المزدرى والغير الموجود وهو الرب العظيم يتحنن علي وبالفعل يمنحني السلام القلبي الرائع.
2- تقتدي خطواته: "اختبرني يا الله واعرف قلبي امتحني واعرف أفكاري. وانظر إن كان فيّ طريق باطل واهدني طريقا أبديا" (مزمور 23:139). نريد أن نتعلّم منك الكثير نريد أن نتدرب على يديك ونريد نأخذ من حضرتك التواضع والمحبة يا إلهي فأنت معلمنا ومرشدنا وقائدنا فإجعلنا نقتدي خطواتك إجعلنا نتعمق بأقوالك التي لا مثيل لها من موعظة الجبل التي تهزّ القلوب فتجعلها تنكسر أمام عمقها إلى المأمورية العظمى حيث وضعت على عاتقنا مسؤولية تقديم رسالتك الخلاصية للجميع، فبالحقيقة أنت وحدك تعطينا السلام القلبي الثابت.
3- تصوّب نحو الهدف: "أرفع عيني إلى الجبال من حيث يأتي عوني. معونتي من عند الربّ صانع السموات والأرض" (مزمور 1:121). عندما أجد نفسي في حيرة من أمري وعندما أجد كياني غير ثابت وعندما ينكرني الجميع وأيضا عندما أشعر بعدم سلام، أذهب إليك يا إلهي يا منبع الحياة، أصوب نحو الهدف السامي حيث تشعرني بقوتّك تتغلغل وسط أحشائي فأنت كونتني قبل أن أرقّم في أعماق الأرض وأنت الذي نسجتني في بطن أمي فكيف لا أرفع رأسي نحوك لأستمد هذا السلام الذي يبحث عنه الجميع. فحتما أنت يا إلهي مانح السلام القلبي الراسخ والذي لا يتغيّر.
- عدد الزيارات: 16236