هو حامل كل الأشياء بكلمة قدرته
"لأنه متمم أمر وقاضى بالبرّ. لأن الرّب يصنع أمرا مقضيا به على الأرض" (رومية 28:9). إن الله يحكم ويرسم مسبقا كل ما سيحدث في التاريخ، والأحداث لا تحصل مصادفة كحادث عرضي، فالكتاب المقدس يخبرنا بأن كل الأحداث ليست مفاجئة ولا مخيبة للأمل لدى الله، بل إن كل ما يحصل هو تتميم إلهي وإن احكامه تتميز بأنها:
1- أحكام مؤسسة على الحكمة: إن الله هو كلّي الحكمة وحاضر في كل مكان. فأحكامه ليست ناشئة عن نزوة ولا عن اعتباطية. لأن الله لا يتصرف بمجرد دوافع عاطفية بل عقلانيا أي عن تعقّل وحكمة، فأهدافه دائما بحسب رأي مشيئته، فالله يشكل قراراته وأحكامه عن طريق معرفته اللامتناهية.
3- أحكام شمولية: "كل ما شاء الرب صنع في السماوات وفي الأرض في البحار وفي كلّ اللجج" (مزمور 6:135). وهذا يتضمن كل ما لا بد أن يكون في كل المجالات، أكان هذا في المجال المادي والأخلاقي والروحي والإجتماعي أو السياسي، فالله حكمه يسري على كل شيء وبالتفصيل الدقيق.
4- أحكام لا تتغّير: "لأني أنا الرب لا أتغيّر ..." (ملاخي 6:3). كما أن الله لا يتغيّر كذلك أحكامه ثابتة لا تتغيّر، وكما أن الله ليس فيه عيب ما، لا في معرفته ولا في قدرته، ولا في صدقيته، كذلك أحكامه لا يمكن أن تتغيّر بسبب عدم قدرته على إتمام أمر، أو عدم أمانة من نحو مقاصده، فهذه الأحكام ثابتة وراسخة. علينا كل يوم أن نشكر الله من أجل أنه حامل كل الأشياء في كلمة قدرته فهو يهتم بكل الأمور العظيمة من حولنا والأهم من هذا إنه يهتم بي أنا الإنسان الضعيف المزدرى والغير موجود. فشكرا لك إلهي من أجل هذه الأحكام الرهيبة. "لأن هبات الله ودعوته هي بلا ندامة" (رومية 29:11).
- عدد الزيارات: 6633