بين الخلق والخليقة الجديدة
"في البدء خلق السموات والأرض" (تكوين 1:1)، "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة" (2 كورنثوس17:5). عندما نتأمل في الخليقة من حولنا، لا يسعنا إلا أن نسبح الخالق مرددين مع المرنم هذه الكلمات "إذا أرى سمواتك عمل أصابعك القمر والنجوم التي كونتها فمن هو الإنسان حتى تذكره وابن آدم حتى تفتقده" (مزمور 3:4).
1- حياة جديدة من اليوم الأول: ".. وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة" (تكوين 2:1). هذه تشبه حالة كل إنسان، القلوب خربة وفارغة وتتخبط في ظلام دامس. ولكن الروح القدس يرفرف فوق أعشاش قلوبنا الخربة والخالية والمظلمة لكي يبكتنا على خطايانا وعندما يتجاوب القلب بالتوبة وبقبول الرب يسوع الله يصدر الأمر "ليكن نور" فيأتي النور ويطرد الظلمة خلال حدوث معجزة الخليقة الجديدة. "هوذا الكل قد صار جديدا" (2 كورنثوس 17:5).
2- إنفصال عن الخطية في اليوم الثاني: "فصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد" (تكوين 7:1). واليوم الثاني الروحي في حياتنا المسيحية هو وقت الإنفصال. علينا أن نتعامل مع الجميع بكل محبة ولكن دون مساومة على مبادئنا المسيحية. فالعالم دخل حياتنا بطرق متنوعة، ولكن الكتاب المقدس يحذرنا فيقول "لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم. إن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الآب" (1 يوحنا 15:2).
3- ثمار شهية في اليوم الثالث: "شجرا يحمل ثمرا بزره فيه كجنسه" (تكوين 11:1). فالثمر الشهي الذي أعطانا اياه الله يمثل الثمر الروحي في الحياة المسيحية. فما أعظم هذه المسؤولية الملقاة علينا أن نكون قدوة مثمرين في الكلام في التصرف في المحبة وفي الروح وفي الإيمان، وفي الطهارة. وفي اليوم الرابع علينا أن نكون نور كما خلق الله الشمس وأيضا في اليوم الخامس علينا أن نتحدى الطبيعة كالأسماك والطيور. وفي اليوم السادس علينا أن نحيا على مستوى صورة الله ومثاله الأدبية والأخلاقية، ففي هذا اليوم خلق الله الإنسان وفرح بذلك، وأما في اليوم السابع عندما استراح الله من جميع أعماله هناك سنكون معه إلى الأبد، فما أروع هذا كله ونحن بين خلق الكون والخليقة الجديدة نقول آمين تعال أيها الرب يسوع، يا خالقنا ومخلصنا وربنا.
- عدد الزيارات: 6287