نحو الجلجثة
"ولما مضوا به الى الموضع الذي يدعى جمجمة صلبوه هناك مع المذنبين واحدا عن يمينه والآخر عن يساره". ما أرهب هذا المشهد! رب المجد معلق بين الأرض والسماء ومن شدّة رهبة هذا الحدث إنشق حجاب الهيكل من وسطه، وخيّم الظلام، والناس من حول الصليب مندهشين لما حدث، عندها نادى يسوع بصوت عظيم وقال "يا أبتاه في يديك أستودع روحي"، لقد كانت هذه التضحية الكبيرة السبب الأساسي:
1- للغلبة على الخطيّة: "لأن أجرة الخطية هي موت. وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا" (رومية 23:6). إن نتيجة معادلة الخطية بالموت الحتمي لكل إنسان تغيّرت عبر موت المسيح، إذ أن هذه التضحية الكبيرة على صليب الجلجثة قدمت حلا جذريا للخطية من خلال إيمان جدي وواع بالفكر والذهن بعمل المسيح على الصليب من قبل كل إنسان خاطي.
2- لأمل بآفاق جديدة: "لأنه إن كان بخطيّة الواحد قد ملك الموت بالواحد فبالأولى كثيرا الذين ينالون فيض النعمة وعطية البر سيملكون في الحياة بالواحد يسوع المسيح" (رومية 17:5). عندما قدم المسيح نفسه على الصليب فتح نافذة أمل بحياة جديدة حقيقية تضمن خلود النفس البشرية بين أحضان الله بسلام وهدوء، فتضحيته الرائعة أعطت هذا الضمان العظيم كعربون للانتقال من الموت إلى الحياة.
3- لقّوّة للسير قدما: "ألستم تعلمون أن الذين يركضون في الميدان جميعهم يركضون ولكنّ واحدا يأخذ الجعالة. هكذا اركضوا لكي تنالوا" (1 كورنثوس 24:9). تلة الجلحثة وحدث الصليب ومن ثم القيامة المجيدة، تعطينا تصميما للسير قدما دون تراجع بإتجاه تمجيد المسيح في كل طموحاتنا المستقبلية، لنحيا حياة تليق بالتوبة ودائما ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع المسيح.
- عدد الزيارات: 5890