Skip to main content

تاسعاً: عن اعتقادهم بأن إبليس سيتقيد لمنعه من الذهاب إلى عوالم أخرى ليضلها

وبالإضافة إلى هذا يستنكرون وجود سلام مدة الألف سنة. وهاكم بعض ما ورد في كتاب "المجيء الثاني" بقلم كارليل ب. هينز في صفحات 66-71 إذ يقول (وكون الشيطان سيتقيد جعل البعض يستنتجون أن الألف سنة لا بد وأن تكون فترة سعيدة يغمرها السلام ويسودها الوئام بين الأمم. وأن شعوب الأرض طرَّا لا بد أن يؤمنوا بالإنجيل، فيكون من نتيجة ذلك أنهم يسرحون جنودهم ويتلفون أسلحتهم ويهدمون حصونهم ولا يعودون يتعلمون الحرب فيما بعد). ويقول أيضاً (وما هذه النظرية إلا اختراع شيطاني غايتها أن تقود شعب الله إلى الاعتقاد أن المسيح لا يأتي حتى يكون العالم قد تجدد بأسرهِ).

وللرد على هذه الأقوال الباطلة يحسن بالقارئ أن يقرأ ما قيل في (أش 11: 6-10) وفي (ميخا 4: 3 و4) عن توقف الحروب أثناء ملك المسيح.

هذا وإني أعجب بقول مستر هينز: عن رأي بعض الناس بأن المسيح لا يأتي حتى يكون العالم قد تجدد. على أننا من أقوال الروح القدس بفم بولس الرسول في (2تس 2: 3) عن مجيء المسيح "أنه لا يأتي ما لم يأتِ الارتداد أولاً" وهذا ما نراه كأدلة في انتشار تعاليم السبتيين وشهود يهوه والمرمون وغيرهم التي هي بوادر الارتداد بعينها.

ثم نجد مسز هويت في كتاب "المعركة القادمة" صفحة 77 تعلن اتفاقها على آراء مستر هينز بحبس إبليس إذ أنها تصرح (إذ يُحبس في الأرض لا يستطيع أن يذهب إلى العوالم الأخرى التي لم يخطئ سكانها قط ليجربها ويزعجها. بهذا المعنى هو مقيد إذ لا يبقى من يضلهم) وكتاب "المجيء الثاني" صفحة 71 يقول: (هنا في هذه الأرض الموحشة وقد خلت من كل بشر وامتلأت من إنقاص المدن سينحصر الشيطان لمدة ألف سنة مقيداً بسلسلة عظيمة، ومعنى ذلك أنه سيرغم على البقاء في هذا العالم، فلا يسمح له بالخروج منه إلى سواه من العوالم، وسيبقى كذلك مقيداً بالظروف، فليس بوسعهِ أن يخدع الأبرار لأنهم جميعاً في السماء وليسوا في متناول يدهِ. ولا أن يخدع الأشرار لأنهم أموات كلهم فهو لذلك مقيد وسيظل مقيداً حتى يطرأ تغيير على وضع الأبرار والأشرار).

أما الكتاب المقدس فيرد على آراء باطلة كهذه بأن تقييد إبليس معناه عدم إضلالهِ العالم الموجود في الأرض وليس بصحيح قول السبتيين أن الأرض تكون خالية من البشر مدة الألف سنة. ففي (رؤيا ص20) يوضح الوحي ذلك بأن إبليس بعد منعهِ من إضلال الأمم وحلهِ زماناً يسيراً سيجهز جيشاً عظيماً من أربعة أطراف الأرض. فلو لم تكن الأرض عامرة بالسكان لما وجد الجيش الكبير ليحارب الرب.

والمهزلة الكبرى هي في اعتقادهم بوجود عوالم أخرى لم يضلها إبليس لأن مسز هويت في كتابها "المعركة القادمة" صفحة 93 تتحدث عن الذين ينجون من الهلاك ويلتقون بأولئك الذين لم يخطئوا في العوالم الأخرى بقولها (عوالم اعترى سكانها الحزن الشديد إذ شاهدوا ما أصاب البشر من الويلات من الخطية، وقفزوا فرحاًً ورنموا ترنماً إذ سمعوا بخلاص نفس وبابتهاج يفوق الوصف يدخل بنو الأرض في فرح الذين لم يسقطوا قط).الخ

ألا ترون معي أيها الأحباء أن تعابير كهذه تمس كرامة عدل الله لأنه سمح لإبليس أن يضل البشر وفي الوقت نفسه جعله مقيداً لكي لا يضل العوالم الأخرى ويسقطهم بالخطية. أليس الكل خليقته تعالى وهل عنده محاباه فيسلم البعض للضلال ويحفظ البعض الآخر منه.

  • عدد الزيارات: 3447