Skip to main content

أولاً: عن اعتقادهم بأن المسيح هو ميخائيل رئيس الملائكة

وهذا الاعتقاد بدون شك، مهين جداً لمقام السيد المسيح، لأنهُ إن كان هو ميخائيل أو أحد الملائكة فيكون مخلوقاً، وطبعاً لا يمكن أن يكون هو الخالق وهو المخلوق في الوقت نفسه. فقد أتى مرةًّ رجل من البارزين في فئة السبتيين ليبحث معي وليؤكد لي إن المسيح هو ميخائيل. وحيث أن سلاحي القوي ضد بهتان الناس، هو من الكتاب المقدس، فقرأت له ما جاء في العدد التاسع في رسالة يهوذا القائل "وأما ميخائيل رئيس الملائكة فلما خاصم إبليس محاجَّاً عن جسد موسى لم يجسر أن يورد حكم افتراء بل قال لينتهرك الرب". وهذه الآية المقدسة ترينا بكل وضوح أن ميخائيل رئيس الملائكة عجز عن انتهار إبليس والتجأ للرب لينتهرهُ، بينما نجد أن المسيح وهو على الأرض بجسد إنساني متضع لم يلجأ إلى أحدٍ ما لينتهر إبليس بل انتهرهُ بسلطانه الإلهي (مت 4: 10) وللروح الشرير النجس الأصم قال "أنا آمرك" (مر 9: 25) ثم إن الكتاب يرينا الفرق بين المسيح وبين الملائكة. ففي (عب 1: 7 و8) نقرأ هكذا: (عن الملائكة يقول الصانع ملائكتهُ رياحاً وخدامه لهب نار. وأما عن الابن كرسيك يا الله إلى دهر الدهور"، وفي (كو 1: 16) نقرأ أيضاً عن الرب يسوع "فإنه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض. ما يُرى وما لا يرى سواء كان عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين الكل بهِ وله قد خلق".

وفي (عب 1: 6) يرينا أنه "تسجد له كل ملائكة الله" فملائكة الله ومن جملتهم ميخائيل يسجدون لهذا الابن البكر المتجسد.

والغريب أن السبتيين يتشبثون في اعتقادهم الباطل بحجة أن كلمة ميخائيل تعني (مثل الله). فالعبارة مثل الله لا تعني هو الله لأن المسيح هو الله بالذات بطبيعته وليس مثل الله كميخائيل.

ومن الكتاب نعلم أنه هو الابن الوحيد للآب القدوس، فإن كان ميخائيل هو المسيح حسب رأي الضلالة السبتية فيكون للآب ابنان. وهل كانا توأمان الواحد سمي يسوع والآخر دعي ميخائيل.

ونريد أن نسأل السبتيين هل مجرد كل اسم لواحدٍ ما يجعله هو الشخص الأخر بعينهِ، وهذا طبعاً لا يمكن أن يكون لأننا نقرأ في (كو 4: 11) "يسوع المدعو يُسطس" فهل يسوع يُسطس هذا هو يسوع المخلص لأنه اسمه مثلهُ. ثم نعلم أن أحد ملوك ايطاليا كان اسمه عمانوئيل فهل اسمه هذا يعطيه الحق أن يكون عمانوئيل المولود من العذراء المباركة مريم، وحسب معناه "الله معنا" .

فيا ليت جماعة السبتيين يقبلون نصيحتنا المخلصة التي نقدمها لهم بمحبة أن ينزعوا عن أفكارهم هذه الخرافات التي تطعن ابن الله الأقنوم الثاني في الثالوث الأقدس في صميم لاهوتهِ، وأن يعودوا إلى الإيمان بابن الله الوحيد يسوع.

ولسوء الحظ نرى أن السبتيين لا يقفون عند هذا الحد بل يعتقدون أن المسيح كان ملاكاً وبرتبة لوسيفورس، وهاكم أيها القراء الأعزاء ما تصرح بهِ مسز هويت نبية السبتيين المشهورة وتشرحهُ ببحث طويل نختصر منه ما جاء في صفحتي 9 و10 من كتابها (المعركة القادمة) حيث تقول (تساءَل لوسيفورس قائلاً لماذا تكون السيادة للمسيح دونهُ هو..... زاعماً أن الله قد ظلمه بأنه تعالى قد فضَّل المسيح عليه.....وأنه اعتزل منصبه وراح يبث بين الملائكة روح التذمر مخفياً قصده الحقيقي تحت ستر من الاحترام لله. وأن الله أبقاه في السماء يعرض عليه بين الفينة والفينة العفو إن هو تاب وخضع ... وأن ابن الله ذاته توسل إلى لوسيفورس مبيناً له عظمة الإله ولطفه وعدله وعدم تغير شريعته المقدسة وموضحاً أنه تعالى هو الذي وضع نظام السماء.... أما هذه التوسلات المقدمة له في محبة ورأفة فلم تزده إلا عناداً).

  • عدد الزيارات: 4329