الفصل الأول: المسيح في ترجمة العالم الجديد
ابتدأ الآريوسيون عداوتهم للمسيح منذ قرون بعيدة، وكما حارب الشيطان كرامة الكيان الإلهي حاربوا هم تجسد الكلمة مستغلين تواضعه و تنازله. أُزيلت الآريوسية واستمر "روح ضد المسيح" يعمل على مر العصور في جماعات متفرقة في أرجاء المعمورة إلى أن استعلن أخيراً بقوة في تعاليم تشارلز تاز رصل وأتباعه. وكما كانت البدعة القديمة، هكذا ربيبتها اليوم، منظمة برج المراقبة وشهودها الذين حملوا لواء الآريوسية ببراعة، بل فاقوهم آريوسية بتشكيكهم في صحة الكتاب نفسه، ولسان حالهم قول المشكك "أحقا قال الله؟" (تكوين 3: 1).
في ترجمتها تسعى منظمة برج المراقبة إلى حجب كل ما يشير إلى لاهوت المسيح وحقيقة الإله الواحد المثلث الأقانيم. فأعطت المسيح دوراً ثانوياً بأن رسمته في فكر مشايعيها إلهاً اقل شأناً وقدرة من الله الآب، تماشياً مع تعليمها القائل، أنّ "يسوع في مركز ثانوي في الزمان، القدرة، والمعرفة". [5] ولعل أهم ما تتعكز عليه في حربها، بداية إنجيل يوحنا،"وكان الكلمة الله".
يوحنا 1 : 1
ترجمة فندايك *: "في الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ"
الترجمة الكاثوليكية: "والكَلِمَةُ هوَ الله"
الترجمة المشتركة *: "وكانَ الكَلِمَةُ اللهَ"
ترجمة العالم الجديد: "وكانَ الكَلِمةُ إلهاً"
النسخة اليونانية *، مع لفظها وترجمتها الحرفية:
εν αρχη ην ο λογος και ο λογος ην προς τον θεον και θεος ην ο λογος
en (في)archē (بدء، بداية) ēn (كان)o (ال)logos (كلمة)kai (و، أيضاً) o (ال)logos (كلمة)ēn (كان)pros (عند، مع)ton (ال) theon (إله، الإله، الله) kai (و، أيضاً)theos (إله، الإله، الله)ēn (كان)o (ال)logos(كلمة)
قالوا: "في يوحنا 1: 1 يرد الاسم اليوناني ثيوس ( إله ) مرتين ... وثيوس الأول هنا تسبقه لفظة تون ( الـ)، صيغة لأداة التعريف اليونانية ... ومن ناحية أخرى ، ليست هنالك أداة قبل ثيوس الثاني في يوحنا 1 : 1 لذلك فانّ الترجمة
---------------------------------------------------
* وتسمّى "البروتستانتية". عمل على إخراجها كلٍ من دكتور عالي سميث، و دكتوركرنيليوس فندايك، وشارك فيها المعلم بطرس البستاني، والشيخ ناصيف اليازجي، والشيخ يوسف الأسير الأزهري.
* صدرت عن اتحاد جمعيات الكتاب المقدس، وقد وضعتها لجنة مؤلفة من علماء كتابيين ولاهوتيين ينتمون إلى مختلف الكنائس المسيحية، الكاثوليكية و الأرثوذكسية و الإنجيلية.
* النسخ اليونانية المستخدمة هنا تجدها في لائحة المراجع.
الحرفية تقرأ،" وإلها كان الكلمة" ... كان "إلهيا"، "شبيها بإله" "إلها". [6]
الرد: يقيناً، كلمة "ثيوس" theos في الشطر الثاني للآية جاءت نكرة لا تتقدمها أداة التعريف o أو to، لذا فإنّ ترجمتها الحرفية تفيد "إله". وهكذا أراد معشر شهود يهوه أن تترجم العبارة إلى "وكان الكلمة إلها"، تصحيحاً لما ترجمه البعض لصالح لاهوت المسيح، كما يزعمون.
ليست القضية بجديدة، فالحوار والجدل في هذه الآية يكاد يكون بقدم الإنجيل نفسه. ونحن لا نعترض على كون "ثيوس" النكرة تعني "إله"، ولا على انتماء المسيح للطبيعة الإلهية. فهذا الانتماء بحد ذاته ليس متعارضا مع العقيدة، لكنه غير كافٍ، وأنّ الوقوف عند هذا الحد من الإيمان يجعلنا نقف أمام عقبات لاهوتية لا حل لها، وعليه فأن "ثيوس" النكرة عندنا تفيد "الله"، ولا يجوز أن تترجم إلى غير ذلك.
ومما يعلن صحة صياغتها إلى "الله"، أنها تكررت في الإصحاح الأول من إنجيل يوحنا خمس مرات، هذا لأنّ البشير يوحنا في استخدامه صيغة النكرة يعتمد على عرف يهودي في توحيد الإله الحق. وخلاصة هذا العرف التاريخي أنه في حالة الحديث عن الإله الحق، في صيغة معرفة أم نكرة يقصد به دائماً الله، ما لم تأتي الإشارة إلى غيره، مثل استخدام ثيوس المعرفة للتعبير عن إبليس "إله هذا الدهر"( 2 كورنثوس 4 : 4 ). وهذا يعني، أنّ لا ثيوس نكرة و لا ثيوس معرفة يحددان طبيعة الكائنات، فقد يقال إله للتعبير عن الله و قد يقال الله للتعبير عن إله. هذا ليس اختراع مسيحي، بل هو عرف موجود بكثرة في الترجمة السبعينية *، التي سبقت المسيحية بقرون، وفيها تم ترجمة "يهوه" إلى "ثيوس"، وعليه فإنّ ثيوس نكرة أو معرفة تفيد "الله"، ما لم يظهر في السياق نقيضها، وهذا لا يخالف اللغة كونه اصطلاحا.
جاءت "ثيوس" نكرة في الأعداد التالية من إنجيل يوحنا الأصحاح الأول:
العدد 1: kai theos ēn o logos وترجمته الحرفية "وإلهاً كان الكلمة"، لكن إن ترجمنا بالحرف ناقضنا كلمة الله التي تصرّ بقوة على وجود الله الواحد، ومن إيمان يوحنا الرصين والثابت أنّ الله واحد، لا وجود لإله غيره. كما ولا يقبل العقل بوجود إله صغير بجانب الله القدير.
العدد 6: apestalmenos para theou "مرسل من إله". إنّ المنطق السليم يستبعد، أن يكون يوحنا "مرسل من إله" مجهول، قد لا يكون هو الله ذاته من العدد الأول. لهذا السبب، ومنعا لكل التباس، انبغى أن تترجم العبارة إلى "مرسل من الله".
العدد 12: tekna theou genesthai وترجمته الحرفية: "أولاد إله يصيرون"، لكن لا يسوغ الاعتقاد، أنّ المؤمنين هم أولاد إله مجهول، وعليه فالسياق يلزم المترجم أن ينقل إلى "يصيرون أولاد الله".
العدد 13: ek theou egennēthēsan، إنّ الترجمة الحرفية إلى "من إله ولدوا"، استحالت، فاستلزم أن تترجم النكرة إلى "الله"، للدلالة على الإله الحقيقي.
--------------------------------------------------
* السبعينية (السبتواغنتا) هي ترجمة العهد القديم إلى اليونانية في القرن الثالث ق.م. قام بها سبعون عالماً يهودياً في مدينة الإسكندرية.
العدد 18: theon oudeis eōraken ، وهنا يستعمل يوحنا "ثيوس" بدون تعريف للدلالة على الكيان الإلهي لا على إله نسبي أو زائف أو مجهول الهوية، لذلك ينبغي أن تكون الترجمة "الله لم يراه أحد"، رغم كون "ثيوس" في الأصل نكرة.
من قراءتنا لهذه النصوص لا يساورنا شك البتة، أن يوحنا حين خط في إنجيله "ثيوس" نكرة كان في ذهنه "الله" الوحيد العظيم القدرة. لأن النكرة طبقا للمصطلح المستخدم في بيئته تفيد "الله"، وهذا المصطلح يجب أن يتقدم على حرفية اللغة ولغة الحرف. هذا حق أدركه المترجمين ونقّال الكلمة منذ العصور الأولى للمسيحية.
قالوا: "كانت للغة اليونانية الدارجة أداة تعريف (الـ ) ولكن لم تكن لها أداة تنكير. لذلك عندما لا تأتي أداة التعريف قبل الاسم المسند يمكن أن يكون نكرة، إذ يتوقف ذلك على القرينة". [7]
الرد: تشير قاعدة كولويل إلى أنّ الاسم الواقع عليه فعل الجملة predicate nominative تتقدمه أداة التعريف "الـ" إذا جاء بعد فعله، أما إذا جاء قبل فعله فلا يحتاج إلى "الـ "، أي أنّ استخدامها ممكن ولكنه غير إلزامي، فلا يمتنع تعريفه لمجرد عدم وجود أداة تعريف.* وبناءاً على هذه القاعدة التي هي محط احترام الدارسين، ليس ما يلزم المترجم بنقل "ثيوس" النكرة في يوحنا 1: 1 إلى "إله". لا القاعدة تنص بذلك ولا حتى السياق والقرينة.
وردت "ثيوس" في العهد الجديد مئات المرات بصيغة نكرة، وقد التزم مترجمي "العالم الجديد"، مئات المرات بترجمتها معرفة إلى "الله"، حتى في مجمل الآيات الواردة في الأصحاح الأول من إنجيل يوحنا، إلاّ في الآية الأولى، فهل اختلفت القاعدة؟
وظنوا، بغير حق، أنّ "ثيوس" النكرة هي اقل قدرة من "ثيوس" المعرفة، فقالوا: "التعبير "إله" في هذا السياق معناه "قدير"... فيسوع - الكلمة - هو "إله"، إي أنّ له مركزا رفيعا لكنه ليس الله القادر على كل شيء". [8]
نقول: جلّ قصدهم أن يحطوا من قدر المسيح وقدرته، لكن كلمة الله واضحة وجلية تُبيّن، أنّ ثيوس النكرة استخدمت في العهد الجديد عشرات المرات للإشارة إلى الله الآب. مثالاً عليها في القول: "المدعوين المقدسين في الله الآب" theō patri en ( يهوذا 1: 1). فلا الله ولا الآب أتت معرفة، وإنّ كان استخدام النكرة هنا لا يحط من قدرة الآب فهو بالتأكيد لا يحط من قدرة الابن- الكلمة.
ولا يغرب عنهم، أنّ موضوع الإصحاح بجملته هو الكلمة (لوجس)، ولا يفوتهم مفهوم اللوجوس
--------------------------------------------------
*
"A definite predicate nominative has the article when it follows the verb; it does not have the article when it precedes the verb...A predicate nominative which precedes the verb cannot be translated as an indefinite or a 'qualitative' noun solely because of the absence of the article; if the context suggests that the predicate is definite, it should be translated as a definite noun despite the absence of the article." (A Definite Rule for the Use of the Article in the Greek New Testament,” in Journal of Biblical Literature, 1933, Volume 52, p. 21).
عند اليونانيين، فالكلام موجه إليهم وبلغتهم. وبهذا الصدد يقول المفسر والعالم في النسخ اليونانية، وأستاذ النقد الكتابي وليم باركلي: "اللوجوس اليوناني، كان يعني الكلمة كما كان يعني الفكر، العقل. ولقد كان كلا المعنيين، مترابطين في ذهن الرسول يوحنا، وفي أذهان كبار المفكرين من اليهود في حديثهم عن الكلمة... وهكذا استطاع اليهود واليونانيون على السواء أن يصلوا إلى إدراك معنى اللوجوس – كلمة الله، وفكر الله، وعقل الله الذي أبدع الوجود ".* اللوجوس ليس مجرد إله أو شبه إله، وإنمّا الله ذاته، والآية يجب أن تُفهم وتُفسر بوحدة متكاملة مع السياق.
اعتراض: "يُدعى يسوع أيضا "الكلمة". (يوحنا ١:١٤) وتُظهر هذه التسمية انه كان الناطق باسم الله. فلا شك انه حمل رسائل الله وإرشاداته إلى أبناء الآب الآخرين، سواء كانوا روحانيين أم بشرا." [9]
على معشر الشهود، بدل المكابرة والإنكار، التأمل في وصف الوحي للكلمة. فالكلمة أزلي، الكلمة الهي، الكلمة خالق الكل، والكلمة شخص قائم بذاته. من عرفه عرف الله بجوهره، ومن رآه رأى الله، وبدون الكلمة لا وجود حقيقي لله، وعليه لا يعقل أن الله وجد في زمن من الأزمنة بدون الكلمة، العقل الناطق، ثم خلق لنفسه الكلمة، وكيف يخلق لنفسه الكلمة وهو لا يملك ما يخلق به، أي العقل ؟!
الإعلان واضح، "كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يوحنا1: 3)، ومن يفصل الكلمة عن الله ينسب العجز إلى ذات الله وينفي قدرته الذاتية، ويجعل قوله "أنا صنعت الأرض، وخلقت الإنسان عليها" (اشعياء 45: 11) بدون مغزى. ومن يفصل الكلمة عن الله يقر بأن قدرة الله الخالقة مرتبطة بشخص أخر لا ينتمي للذات الإلهية، وهذا الشخص هو الكلمة. لهذا، لا يبقى أمامنا سوى الرضوخ للحق المعلن في السياق، أنّ الكلمة هو الله ذاته وليس شخصاً منفصلاً عنه.
بمنتهى التكلّف يفككون الصورة الحقيقية للكلمة ويشوهون معالمها. و أي تحقير لله اكبر من اعتبار كلمته مجرد مخلوق يحمل رسالة الله للبشر؟! من الظلمة العقلية أن ينظروا كل هذه العلامات تشير إلى حقيقة الكلمة المتجسد ويكابروا ويتفننوا في تأويلها. إنّ المترجم الذي يترجم "كان الكلمة إلها" لا دقة في ترجمته، رغم حرفيتها، كونه يتجاهل معنى الكاتب وفكره الواضح والجلي في السياق والقرينة، وإننا نتحكم للمنطق الذي يقرون به، أن "القرينة يجب أن ترشد المترجم". [10]
اعتراض: "كيف يمكن أن يكون الشخص عند شخص آخر ويكون هو نفسُه ذلك الشخصَ الآخر في آن واحد؟". [11]
نقول: منطقيا لا يمكن، ولكن الذات الإلهية لا تخضع لنطاق منطقنا، ولو صح ذلك لصارت كل أمور الله تفهم بالعقل وتُفسَّر بالمنطق، ويكون لحكماء هذا الدهر ولفلاسفته القدرة المطلقة على كشف أسرار الطبيعة الإلهية وسبر أغورها. والمثل بحد ذاته فاسد ولا يصح استخدامه في هذا المقام، إذ أننا لا نؤمن أن الله شخص مجرد، بل هو ثلاثة أقانيم، إي الآب هو اقنوم، والابن هو اقنوم، والروح القدس هو اقنوم، والثلاثة معاً هم الذات الإلهية. فالقول، الابن كان عند الله يفيد وجوده في الذات الإلهية مع الآب وروحه، وفي هذا لا غرابة ولا عدم منطقية.
--------------------------------------------------
* مقدمة تفسير إنجيل يوحنا، وليم باركلي
رومية 9 : 5
فندايك: "وَلَهُمُ الآبَاءُ وَمِنْهُمُ الْمَسِيحُ حَسَبَ الْجَسَدِ الْكَائِنُ عَلَى الْكُلِّ إِلَهاً ُمباركاً إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ".
الكاثوليكية: "وهو فَوقَ كُلِّ شيءٍ : إِلهٌ مُبارَكٌ أَبَدَ الدُّهور. آمين".
المشتركة: "وهوَ الكائِنُ على كُلِّ شيءٍ إلهًا مُباركًا إلى الأبَدِ. آمين".
العالم الجديد: "والذين منهم الآباء ومنهم تحدّر المسيح بحسب الجسد. ليكن الله، الذي هو فوق الجميع، مباركاً إلى الأبد آمين".
اليونانية:
ο ων επι παντων θεος ευλογητος εις τους αιωνας αμην
o ōn (الذي هو) epi (فوق، على) pantōn) (كل، كل شيء، جميع theos ( إله، الله) eulogētos (مبارك) eis (في، إلى، حتى)tous(ال) aiōnas (دهر،أزل، أبد،) amēn (آمين)
واضح بأنّ ترجمة العالم الجديد في واد و المقصود في وادٍ آخر، وهي أشبه بمن يحدثك في جملة واحدة عن الطب والهندسة. فالتركيب شاذ جدا ولا يتفق مع الأصل اليوناني، الذي لنا فيه أجمل تصريح عن لاهوت المسيح. القراءة السليمة للآية هي: "المسيح الكائن على الكل الله المبارك"، وكل ما عداها احتمالات. ففي الأصل اليوناني لا علامات وقف أو حروف ابتداء، فكيف وعلى أي أساس علمي ولغوي افترضوا وجود نقطة تفصل بين "المسيح" و "إلهاً مباركا"؟ أي كان السبب فقد جانبوا الصواب في ترجمتهم، والأسباب أسوقها كالتالي:
1- إنّ الجملة إما أن تكون صيغة بركة أو صيغة الوصف. في الحالة الأولى تأتي الصفة قبل الله، "مباركٌ الله"، بينما في الثانية تأتي الصفة بعد الموصوف، "الله المبارك". لو أنها بركة لله لكانت البركة سبقت الاسم، أو لتقدمها كلمة تربط البركة مع ما يسبقها، وهذا ما لم يحصل في الآية. عندما يعطي بولس البركة لله في كتاباته يأتي التركيب الشهير، الذي فيه البركة تسبق اسم الله، كما في القول "مبارك الله" eulogētos o theos ( 2 كورنثوس 1 : 3 و وأفسس 1: 3). هذه الصيغة لا يمكن إسقاطها على نص رومية 9، حيث الصفة تصف ما قبلها مباشرة "المسيح... إلهاً مباركاً"، ونجد شبهاً لها في القول "الله ... الذي هو مبارك إلى الأبد" eulogētos o theos…oiden o ōn (2 كورنثوس 11: 31) هذه الصيغة هي تماما الحالة في رومية.
للتمويه ذهبوا إلى السبعينية، حيث اعتقدوا بوجود آيات في صيغة البركة، فيها يسبق الموصوف الصفة، ومنها أيوب 1: 21، ودانيال 2 : 20. غير أنّ النصوص التي يعتمدون عليها لقلب الحقائق ترد البركة فيها بصيغة فعل eulogēmēnon بينما الحال في رومية 9 مختلف، إذ ترد البركة كصفة eulogētos والفرق شاسع. فجميع ما يُستدل به من السبعينية لا يصلح في هذا المقام، باستثناء المزمور 68: 18- 19، حيث جاءت عبارة "الله مبارك" في نهاية العدد 18 ثم تكررت بشكل معكوس في بداية العدد 19 "مبارك الله"، وهي حالة شاذة في السبعينية لا يمكن الاعتماد عليها لبناء قاعدة أو خلق مفهوم حول مصطلح جاء بعدها بقرون وتأكد صحة الاستدلال به من استخدام الكاتب وأسلوبه.
يقول العالم في العهد الجديد بروس متزغر في تعليق على النص السبعيني للمزمور: "العبارة الأولى [مبارك] ليس لها كلمة مطابقة في العبرية ويبدو أنها ترجمة مزدوجة (ص 522). لذلك فالعبارة المترجمة ليس لها دليل لغوي أو كتابي يُحتج به".* ولفهم كلام بروس تكفينا نظرة إلى النص:
العدد 18: kuriov o qeov euloght
العدد 19: euloghtov kuriov
ببساطة شديدة، إنّ الدليل المزعوم الذي يستند عليه الشهود لتكذيب قراءة "المسيح الله المبارك" غير موجود في الأصل العبري، وما دليلهم إلاّ خطأً مطبعياً في النسخة السبعينية.*
2 – وفيما يختص بالسياق والقرينة نقول، إنّ استخدام الأسلوب العلمي في استقراء أسلوب الكاتب واختياراته يجعلنا على يقين، بأنها صيغة وصف مرتبطة بشكل وثيق مع السياق، الذي فيه الحديث عن المسيح كسبب بركة في جماعة إسرائيل، الذين تشرفوا بانتساب المسيح إليهم. وقوله "حسب الجسد" يدل على طبيعة أخرى يمتلكها وإلى مجد أسمى، فهذه العبارة تتوقع عبارة موازية توضح ناحية أخرى عن المسيح وهي، "الكائن على الكل إلهاً مباركاً". أما القول أنّ الرسول يقدم بركة لله ثم يعقبها بتوجيه النقد للإسرائيليين فهو في غير محله ومحاولة فاشلة لإنكار حقيقة ساطعة. فالتركيبة التي صنعتها ترجمة العالم الجديد ضمن السياق لا تعطي فكرة واضحة وتتعارض مع منطق الخطاب اللغوي السليم. فلا يعقل أنّ بولس يبارك الله وسط الإقرار بفشل الإسرائيليين وإلا لما قال: "أود أن أكون أنا نفسي محروما من المسيح لأجل إخوتي".
وإن قارنا أسلوب الكاتب في رومية 1 نصل إلى النتيجة ذاتها. هناك يقول: "الذين استبدلوا حق الله بالكذب واتقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق الذي هو مبارك إلى الأبد. آمين"، هذا وصف وليس بركة، لأنّ الكلام عن المنكرين، فكيف وسط إظهار اعوجاجهم ووصف نجاساتهم يقف الرسول ليبارك الله؟! فليس الكلام بركة لله، ولا وصفاً له، لأنّ المنطق السليم يستبعد أن يقرر الكاتب فجأة ترك السياق والتحدث عن صفة الله. ففي الحالتين لا ينطبق الكلام عن الله، وعليه لا مفر من التسليم، أنّ الآية تتكلم عن المسيح وأنّ "ثيوس" تسمية له، كما أنّ عبارة "الكائن على الكل" هي وصف استحقه، لأنه "رب الكل" (أعمال 10: 36)، وكل ما للآب هو له (يوحنا 16: 15).
كولوسي 1 : 16و 17
-------------------------------------------------
*
Metzger explains the problem with Ps 67:19 in the Septuagint: “... the first eulogetos [blessed] has no corresponding word in Hebrew and seems to be a double translation" (p.522). So the WT really has no Scriptural or linguistic evidence for its claim “
*
Romans 9:5 Research, By Gary F. Zeolla: “But the editor of Calvin's commentaries was quoted in the first part of this article as saying:It is well known, that in Hebrew the word "blessed" is ALWAYS placed before "God" or Jehovah, when it is an ascription of praise; and it appears that the Septuagint has in more than THIRTY instances followed the same order, and, indeed, in every instance except one (Ps 67:19) and that evidently a typographical mistake. The same is the case with ALL the examples in the new Testament…”
فندايك: "16 فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ... الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. 17 اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ".
الكاثوليكية: "16 ففيه خُلِقَ كُلُّ شيَء... كُلُّ شيَءٍ خُلِقَ بِه ولَه. 17 هو قَبْلَ كُلِّ شيَء وبِه قِوامُ كُلِّ شيَء".
المشتركة: "16 بِه خَلَقَ اللهُ كُلَّ شيءٍ... بِه ولَه خَلَقَ اللهُ كُلَّ شيءٍ. 17 كانَ قَبلَ كُلِّ شيءٍ وفيهِ يَتكوَّنُ كُلُّ شيءٍ".
العالم الجديد: "16 لانه به خلقت سائر الأشياء... به وله خُلقت 17 وهو قبل سائر الأشياء وبه أوجدت".
اليونانية:
16 οτι εν αυτω εκτισθη τα παντα … τα παντα δι αυτου και εις αυτον εκτισται 17 και αυτος εστιν προ παντων και τα παντα εν αυτω συνεστηκεν
16 oti فإنّ، لأنّ)) en autō (فيه) ektisthē (خلق، مخلوق) ta panta ...(الكل، الجميع)ta panta (الكل، الجميع) di autou (به) kai (و) eis auton (له) ektistai (خُلق، مخلوق) 17 kai (و) autos (هو) estin(كائن، موجود) pro(قبل،أمام) pantōn (كل الاشياء) kai (و) ta panta (الكل، الجميع)en autō (فيه) sunestēken(يقوم،يثبت)
إنّ كلمة "الكل" تعلن المسيح بصفته الخالق الأزلي، الذي لم يأت شيء إلى الوجود إلا به ومن خلاله. فهو قبل كل الأشياء، أصلها وعلة وجودها. ولـمّا كان هذا الحق يتعارض مع فكر شهود يهوه القائل بخلق المسيح، استلــزم الأمر تعديلاً طفيفاً على النص يجعل من المسيح مخلوقا خارج نطاق "الكل"، أي أنه خُلق أولاً ليخلق بعدئذٍ سائر المخلوقات الأخرى. وبدون هذا التعديل لا يمكن تفادي المشكلة، ويكون المسيح الذي خلق "الكل" قد خلق نفسه أيضا.
قالوا في باب التوضيحات على الترجمة العربية للعالم الجديد: "يشير المعقوفان [ ] إلى معلومات تفسيرية زيدت بينهما في النص العربي". [12] أما في ترجمات أخرى للنص كالإنكليزية فقد جاء المعقوفان تتوسطهما كلمة "أخرى" ليوحوا للقارئ أنّ كلمة "كل" لا تعني مطلقا كل الخليقة.* وبهذا أضعفوا عبارة "الكل" لتصير "كل الأشياء [الأخرى]"، مما قد يشير إلى خلق أخر لم يخلقه يسوع، بل يهوه، وهذا الخلق يريدون به يسوع. لكن في ترجمتهم العربية لم يستخدموا المعقوفان [ ]. فجعلوا التوضيح من أصل النص، كما وأبدلوا عبارة "الكل" الأولى بـ "سائر الأشياء" وحذفوا "الكل" الثانية، وتكرر الفعل ذاته في العدد الذي يليه. هذا التلاعب غرضه تثبيت تعليمهم القائل: "قبل أن يصير يسوع بشرا استخدمه يهوه كصانع مبدع في خلق كل الأشياء الأخرى في السماء وعلى الأرض - إنّه الشخص الوحيد المخلوق مباشرة من يهوه. فكل الأشياء الأخرى أتت إلى الوجود بواسطته كعميل الله الرئيسي". [13]
-------------------------------------------------
*
“because by means of him all [other] things … All [other] things have been created,,
الرد: إنّ الكلمة اليونانية pas يعَّرفها القاموس بـ "كل"، و "جميع" *. بينما كلمة "سائر" مشتقة من Loipoi، كما في القول "سائر الأمم" (مرقس 4 : 19) و "سائر الكنائس" (2 كورنثوس 12 : 13) و "سائر الأشياء" (رومية 1 : 13 )، وهي لا تفيد في كل الأحول الكل المطلق. والملفت أنهم ترجموا pas إلى "كل" في مجمل ترجمتهم للعهد الجديد، حتى في ذات الرسالة وذات الإصحاح ترجموها إلى "كل الخليقة". فكان من الأمانة أن يترجموا الآيات 16 و 17 بوضوح يتفق مع القرينة الكتابية. فأين الدقة والأمانة المزعومة، ولماذا غابت الترجمة الصحيحة في هذه الآيات بالذات؟
أما كلمة Sunestēken في نهاية العدد 17 فهي في صيغة المضارع ولها معنى مخالف لما أعطوه. لقد ترجموا الكلمة بصيغة الماضي إلى "الأشياء به أوجدت" لكي يقوضوا سلطان المسيح على الخليقة فيحصروه في الخلق فقط. بينما أعطت الترجمات الأخرى المعنى الحقيقي للكلمة فدلت، أنّ المسيح لم يوجد كل شيء فحسب، بل أنه يبقي كل شيء على حالة الوجود، لأنه الله الذي "به نحيا ونتحرك ونوجد".
كولوسي 2 : 9
فندايك: "فَإِنَّهُ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيّاً".
الكاثوليكية: "ففِيه يَحِلُّ جَميعُ كَمالِ الأُلوهِيَّةِ حُلولا جَسَدِيًّا".
المشتركة: "ففي المَسيحِ يَحِلُّ مِلْءُ الألوهِيَّةِ كُلُّهُ حُلولاً جَسَدِيّاً".
العالم الجديد: "لأنه فيه يسكُنُ ويُجسَّمُ ملء الصفات الإلهية كُلّه".
اليونانية :
οτι εν αυτω κατοικει παν το πληρωμα της θεοτητος σωματικως
oti (فإنّ، لأنّ) en autō (فيه) katoikei (يحل، يسكن) pan (كل، جميع) to plērōma (ملء، تكميل) tēs(ال) theotētos (لاهوت) sōmatikōs (جسديّاً)
أمامنا نص يعلن حلول اللاهوت بكماله وجلاله في المسيح، مما يجعل المسيح هو الله الكلي القدرة. النص يؤرق الشهود ويثقلهم بمتاعب جمة حاولوا تخفيفها بترجمتهم المحرِّفة للحرف والمعنى.
لا حديث هنا عن صفات إلهية بل عن ملء اللاهوت، وليس ملء اللاهوت إلا الله بملئه. والكلمة اليونانية المستخدمة هي theotētos وتشتق من theos ، أي الله، ولم ترد في موضع آخر في الكتاب. تقابلنا كلمة شبيهة بها وردت في رومية هي theiotēs، وعليها اعتمدت ترجمة العالم الجديد في نقل معاني "لاهوت". تقول الآية: "لأن منذ خلق العالم ترى أموره غير المنظورة وقدرته السرمدية ولاهوته مدركة بالمصنوعات"(رومية1: 20)، وعليه أشاعوا أن الصفات الإلهية التي ملئت المسيح تملء نسبيا كل
---------------------------------------------------
* قاموس Strog 3956
إنسان. وهذا ضلال وتضليل، لأنّ العبارة في رومية مشتقة من theiotes *، ولا علاقة لها بـ "ملء اللاهوت" التي في كولوسي، بل وتختلف عنها كتابة ولفظا ومعنى. ففي رومية تدل العبارة على الطبيعة الإلهية التي وضعها الله في خلقه، بينما العبارة في كولوسي تشير إلى الألوهية ذاتها التي حلّت في المسيح، انسجاماً مع الإعلان "أنّ الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه" (2 كورنثوس 5 : 19 ).
وإن قبلنا جدلا بترجمتهم هل يقبلون هم بما تترتب عليه من معانٍ؟ ترجمتهم تعترف أقله أنّ المسيح اتصف بملء الصفات الإلهية كاملة وليس ببعضها أو بجزء منها، ومن صفات الله، أنه واجب الوجود، أزلي، سرمدي، كلي القدرة، كلي العلم والمعرفة. إن التسليم بحقيقة امتلاك المسيح لملء الصفات الإلهية الكاملة والغير محدودة سواء في قوتها أو في فعلها يرفعه إلى مرتبة واحدة مع الله الآب. إن قبلوا بهذا يكون قولهم "أنّ الابن اقل قدرة من الآب" إجحافا بالابن.
أرادوا أن يجعلوا من اللاهوت مجرد صفات منفصلة عن ذات الله، لكن ترجمتهم لم تأتي بالنتيجة المرجوة، وجهدهم الدؤوب لم ينجح في تغيير الصورة الحقيقية الصريحة، بأنّ الحّال في المسيح ليس صفات اللاهوت وإنما اللاهوت بصفاته، أي الكلمة الذي "صارا جسدا وحل بيننا".
تيطس 2 : 13
فندايك: "مُنْتَظِرِينَ الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ".
الكاثوليكية: "وتجلي مَجْدِ إِلهِنا العَظيم ومُخَلِّصِنا يسوعَ المسيحِ".
المشتركة: "ظهور مَجدِ إلهِنا العَظيمِ ومُخَلِّصِنا يَسوعَ المَسيحِ".
العالم الجديد: "والاستعلان المجيد لله العظيم ولمخلّصنا المسيح يسوع".
اليونانية:
και επιφανειαν της δοξης του μεγαλου θεου και σωτηρος ημων ιησου χριστου
kai (و) epiphaneian (ظهور) tēs(ال) doxēs (مجد، بهاء) tou (ال)megalou (عظيم، كبير، شديد) theou (الله، الإله، إله) kai (و) sōtēros (مخلص)ēmōn (تصريف فعل كينونة) iēso (يسوع)christou (المسيح)
إنّ القراءة اليونانية أعلاه معتمدة من سائر النسخ اليونانية بلا استثناء، ولا نرى فيها أثراً لـحرف "ل" الذي أضافوه للمخلص بقصد فصله عن "الله العظيم"، بل نرى بالأحرى واو العطف التي تتوسط "الله العظيم" و "مخلصنا" للدلالة على أن الكلام عن شخص واحد هو المسيح. علاوة على ذلك أنّ كلمة "المجد" يراد منها وصف مجد إلهنا المسيح، وليس "استعلان الله".
---------------------------------------------------
* قاموس Strong 2305, 2320
لقد عبثوا بالنص بغية إبعاد الألوهية الكاملة عن المسيح، وهو النص الذي يعلن بلا منازع، أنّ المسيح هو الله، وأدلتنا نسوقها كالتالي:
1 – شهادة الكثير من علماء الترجمة وخبراء العهد الجديد، ومنهم العاملين في نسخة "نت بايبل"، التي تقول في تعليقها على النص: "مصطلح الله و مخلصنا كلاهما يشير إلى شخص واحد، يسوع المسيح. و هذه واحدة من أوضح التصريحات في العهد الجديد حول لاهوت المسيح . التعبير بتركيبته اليونانية يخضع لقانون غرانفيل شارب *... وهو القانون الذي تعرض على مدى 200 سنة لمحاولات إجهاض باتت بالفشل". * لقد اختارت "نت بايبل" ترجيح قراءة "الله العظيم مخلصنا يسوع المسيح" استناداً على ما توفر لديها من مواد علمية.
2 – لقب "إله ومخلص" استخدمه اليهود قديما للإشارة إلى يهوه، وإضافة اسم "يسوع المسيح" في النص خير دليل، على أنّ "إلهنا ومخلصنا" تعود عليه. وإن جاء نص فيه "مخلصنا الله" إلى جانب "يسوع المسيح مخلصنا" كما في تيطس 3، "ظهر لطف مخلصنا الله ... الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا" فهذا إشارة واضحة إلى كون المسيح هو الله، وإن جاءت عبارة "مخلصنا الله" في سياق الحديث عن المسيح فهي غالبا ما تشير إليه كما في تيطس 1 "بالكرازة التي اؤتمنت أنا عليها، بحسب أمر مخلصنا الله". فما من احد أمر بولس بالكرازة إلاّ المسيح، وليس المسيح إلاّ الله.
3 – يقول قانون شارب: "عندما تأتي واو العطف اليونانية kaiفي جملة لتربط اسمان من نفس النوعية أو أسماء فاعل أو نعوت أو أوصاف ورافقها تكرار أداة التعريف فهذا يشير إلى عناصر مختلفة، كما في 1كورنثوس 3 : 8، "والغارس والساقي" phuteuōn de kai o potizōn o . لكن ورود اسمان تتوسطهم واو العطف ولهم أداة تعريف واحدة فهذا يدل على عنصر واحد، كما هو الحال مع "الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح". وقد أدرك معشر الشهود هذه القاعدة ففعلوا ما امتنع بولس عن فعله، ألا وهو إضافة "ل" إلى المخلص لتعريفها فجعلوا في النص شخصين هما، الله والمسيح.
4 – عبارة "عظيم" megas لم تستخدم في العهد الجديد ولا مرة لوصف الله، وإنما هي وصف خاص بالمسيح، النبي العظيم ( لوقا 7 ) ورئيس الكهنة العظيم ( عبرانيين 14 ).
5 – كذلك عبارة "ظهور" epiphaneiaاستعمالها في العهد الجديد خاص بالمسيح ( 2 تسالونيكي 2 : 8 و 1 تيموثاوس 6 : 14 و 2 تيموثاوس 4 : 1 و 8 ).
6 – إنّ القرينة من 2 بطرس 1:1 "بر إلهنا والمخلص يسوع المسيح" تؤيد أنّ الكلام عن شخص واحد، وأنّ "إلهنا والمخلص" إشارة إلى يسوع. هذه الآية لم يتعرض لها شهود يهوه، والسبب هو منهاج يتبعونه في التمويه ولا يصعب اكتشافه على الملّم بأساليبهم، ففي حالة وجود أكثر من آية بذات الصيغة يغيرون إحداها لتصبح مقياساً في تفسير الآيات الأخرى.
----------------------------------------------------
* قواعد اللغة اليونانية Grandville Sharp Rule
*
Netbible,comentar to Tit.2,13:“The terms “God and Savior” both refer to the same person, Jesus Christ. This is one of the clearest statements in the NT concerning the deity of Christ. The construction in Greek is known as the Granville Sharp rule... Although there have been 200 years of attempts to dislodge Sharp’s rule, all attempts have been futile,,
انطلاقا مما تقدم، تكون القراءة الصحيحة هي "الله العظيم مخلصنا يسوع المسيح".
1 يوحنا 5 : 20
فندايك: "أَعْطَانَا بَصِيرَةً لِنَعْرِفَ الْحَقَّ. وَنَحْنُ فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. هَذَا هُوَ الإِلَهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ".
الكاثوليكية: "أَعْطانا بَصيرةً لِنَعرِفَ بِها الحَقّ. نَحنُ في الحَقِّ إِذ نَحنُ في ابنِه يسوعَ المَسيح. هذا هو الإِلهُ الحَقُّ والحَياةُ الأَبدِيَّة".
المشتركة: "أعطانا فَهمًا نُدرِكُ بِه الحَقَّ. ونَحنُ في الحَقِّ، في ابنِهِ يَسوعَ المَسيحِ. هذا هوَ الإلهُ الحَقُّ والحياةُ الأبدِيَّةُ".
العالم الجديد: "أعطانا مقدرة تفكيرية لكي نعرف الإله الحقيقي. ونحن في اتحاد به، بواسطة ابنه يسوع المسيح. هذا هو الإله الحقيقي والحياة الأبدية".
اليونانية:
δεδωκεν ημιν διανοιαν ινα γινωσκομεν τον αληθινον και jεσμεν εν τω αληθινω εν τω υιω αυτου ιησου χριστω ουτος εστιν ο αληθινος θεος και ζωη αιωνιος
dedōken (يعطي، يهب)ēmin ) (فعل الكينونة للجمعdianoian ( (بصيرة، عقل، فهم ina( لكي، بحيث) ginōskomen( نعرف، ندرك) ton (ال)alēthinon (حق) kai (و)esmen(نكون، نوجد) en (في) tō alēthinō (الحق) en ) ( في tō (ال)uiō (ابن)autou(ضمير الملكية) iēsou christō يسوع المسيح)) outos (هذا) estin(هو، يكون) o (ال) alēthinos (حق)theos (إله، الإله، الله)kai zōē والحياة) ( aiōnios (أبد،أزل)
لا صحة في ترجمتهم لهذا النص، والأسباب:
1 - لقد استبدلوا كلمة "الحق" بعبارة "الإله الحقيقي"، وأعادوا صياغة عبارة "في المسيح" إلى "في اتحاد معه"، ليدللوا أنّ "الإله الحق والحياة الأبدية" في الشطر الأخير تعود إلى "الإله الحقيقي" من الشطر الأول، أي الله الآب. أما الابن فأصبح مجرد وسيط يعطي المعرفة عن الله، لا أكثر ولا أقل.
2 - إنّ "الإله الحقيقي" مسندة للفاعل الأقرب في الصورة وهو المسيح، الذي أتى وأعطانا بصيرة، ونحن نوجد فيه. هو موضوع الآية، والعبارة وصف خاص به، كما أنّ وصف الحياة الأبدية يرجع إليه وحده. فهذا التعبير يميز أسلوب يوحنا عند وصف الابن في إنجيله ورسائله. وبتأملنا لسياق الرسالة والإصحاح الذي جاء فيه الكلام نتيّقن، أنّ الابن هو موضوع الكلام، وهو الحياة الأبدية التي كانت عند الآب أظهرت لنا، لذلك من له الابن له الحياة. إنّ الحياة والحق صفتان وُصف المسيح بهما، والصفتان نراهما في آية واحدة، فنسب عبارة "الإله الحقيقي" إلى الله هنا لا يتفق مع السياق.
3 - المقدرة التفكيرية هي غير المعرفة أو البصيرة الروحية. فقد يملك الإنسان قدرة فائقة على التفكير ومع ذلك لا يعرف الله. فالترجمة الأصح هي "بصيرة"، وقد أعطيت لنا لمعرفة الحق المتجسد في المسيح الابن.
4 - ولا حديث هنا عن اتحاد روحي مع المسيح أو ما شابه ذلك، وإنما عن كينونة ووجود في المسيح الحق. والكينونة تعود إلى المسيح وليس إلى الله، أي نحن في ابنه، وليس في الله بواسطة ابنه، كما ترجموا. فالفرق شاسع، وترجمتهم مشوهة وتركيبها فاسد يهدف إلى نفي ألوهية المسيح الكاملة.
فيلبي 2 : 6
فندايك: "الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ".
الكاثوليكية: "م يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة".
المشتركة: "ما اعتبَرَ مُساواتَهُ للهِ غَنيمَةً لَه".
العالم الجديد: "لم يتأمل في فكرة اختلاس، أي أن يكون مساويا لله".
اليونانية:
αρπαγμον ηγησατο το ειναι ισα θεω
ouch (لم ) arpagmon (خلسة) ēgēsato (يحسب، يرى، يعتبر) to (أن) einai (يكون) isa(،مساوٍ معادلٍ ) theō (إله،الإله، الله)
ترجمتهم توحي، أنّ المسيح لم يكن مساوياً لله، كما أنه لم يتطلع إلى المساواة على اعتبارها تصرفا غير لائق به، وللتأكيد قالوا: "من هذا القبيل يقول رالف مارتن في رسالة بولس عن اليونانية الأصلية :"ولكن هنالك شك في ما إذا كان يمكن لمعنى الفعل ان ينزلق من معناه الحقيقي "يختلس"، ينتزع بعنف، إلى " يتمسك بـ". وهكذا خرجوا باستنتاج، أنّ "فيلبي 2 : 6 باليونانية، عندما تقرأ بموضوعية، تظهر العكس تماما، أن يسوع لم يفكر أن ذلك لائق". [14]
الرد: إنّ قول رالف مارتن الذي أشاروا إليه لا يمكن أن يصل بالقارئ إلى ما استنتجوه، بل لا نرى ضرورة تستدعي الاستشهاد به في هذا المقام. فالاقتباس هو من قبيل المراوغة وهدفه التمويه على الحقائق والإيحاء للقارئ بنزاع فكري دائر بين الفرق المسيحية حول معاني الآيات، بينما في الواقع يسود إجماع عند غالبية العلماء والمفسرين حول مدلول النص.
نذهب إلى المرجع من حيث ابتتروا قول مارتن، لنتحقق بأنّ مارتن يصل إلى نتائج متعارضة مع فكرهم، فيرى أنّ المساواة هي حق للمسيح، فيقول: "لقد واجه ابن الله الأزلي تجربة مزدوجة، التخلي عن حقه، وإمكانية امتلاكه بالاستيلاء عليه، أي المساواة مع الله. فاختار أن يسود بالطاعة عن طريق الآلام. في الأعداد التابعة
نرى ما آل إليه اختياره." * يقر مارتن أن المساواة حقّت للمسيح، ثم يواصل شرح الآية ويظهر مجد المسيح المساوي لله الآب. ولن يستدل القارئ من كلامه إلى ما يدعم فكر شهود يهوه بشيء.
لقد فسر اللاهوتيين هذا النص بأشكال عدة، لكنّ معظمهم اتفق على كونه يصرح بمساواة المسيح لله، فيقول وليم باركلي: "الكلمة التي يستعملها الرسول للخلسة هي "هاريجموس"، وهي مشتقة من فعل يعني الخطف أو النهش بالمخلب. وهذا التعبير يمكن أن يمل معنيين كلاهما يهدفان إلى شيء واحد، 1 – فقد يكون المعنى أنّ يسوع لم يكن في حاجة إلى خطف المساواة مع الله لأنه كان كذلك واللاهوت حق طبيعي له. كانت المساواة حقا له فلم تكن به حاجة إلى خطفها أو اختلاسها. 2 – وقد يكون المعنى أيضا أنّ يسوع لم يخطف المساواة مع الله كما لو كان قد احتفظ بها لنفسه ممسكا بها بشدة لئلا تفلت منه. انه تخلى عنها بمحض رغبته لصالح الناس. ويمكنك أن تأخذ المعنى الذي يروق لك فكلاهما محتملان ويؤكدان مرة ثانية جوهر اللاهوت الذي لا يتغير في يسوع المسيح".*
ثم لا حاجة للمسيح إلى خطف المساواة، لأنه يملكها "الذي إِذ كَانَ فِي صورة الله". والآية التابعة "لكنه أخلى نفسه" تؤكد امتلاكه شيئاً جليلاً تخلى عنه، وهذا الشيء هو بلا شك المساواة بالله. فعمله هو من قبيل التواضع، وتواضعه دليل على كونه يملك مجداً سامياً، وتخليه يدل أنه يمتلك الثمين، وإلا فلا معنى للتواضع وللتخلي مادام المسيح أصلا لا يملك المساواة، كما يزعمون.
يوحنا 16 : 27 – 28
فندايك: "وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَرَجْتُ. خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الآبِ، وَقَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ".
الكاثوليكية: "أَنِّي خَرجتُ مِن لَدُنِ الله. خَرَجتُ مِن لَدُنِ الآب".
المشتركة: "بأنِّي خَرَجتُ مِنْ عِندِ اللهِ. نعم، خَرَجتُ مِنْ عِندِ الآبِ".
العالم الجديد: "أنني خرجت ممثلا للآب. خرجت من عند الآب".
اليونانية :
27 καὶ πεπιστεύκατε οτι εγω παρα του θεου εξηλθον 28 εξηλθον παρα του πατρος
27 kai pepisteukate (وآمنتم) oti egō (أني) para (من عند) tou (ال)theou (إله، الإله، الله) exēlthon خرجت)) 28 exēlthon (خرجت) para (من عند) tou (ال)patros (آب)
نلحظ هنا أمرين: أ - أبدلوا عبارة "من عند الله" بـ "ممثلا للآب" مع عدم وجود ما يدل عليها في النص. ب - الآية الأولى تذكر "ثيوس"، بينما تذكر الثانية "باتروس"، أي الآب، أما هم فترجموا في كلا
-------------------------------------------------
وكعادتهم في الاقتباس لم يذكروا المرجع باسمه الاصلي ورقم الصفحة مما يصعب البحث. هنا المرجع والنص كما جاء في سياقه:*
Martin, Ralph P. 1987. The Tyndale New Testament Commentaries: Philippians: "The eternal Son of God, however, faced with a parallel temptation, renounced what was his by right, and could actually have become his possession by the seizure of it, viz. equality with God, and chose instead the way of obedient suffering as the pathway to his lordship.The circumstances of this tremendous decision are described in the verses which follow,
* تفسير الرسالة إلى فيلبي، وليم باركلي
الموضعين "آب". لا يمكننا الجزم في الأغراض والنوايا التي تقف خلف هذا التصرف، لكن بلا شك الترجمة تخفي معالم المكانة الفريدة التي للابن في الذات الإلهية، وبالتالي تجعل المسيح مجرد رسول كغيره من الرسل جاء ليمثل الآب.
أعمال 3 : 15
فندايك: "وَرَئِيسُ الْحَيَاةِ قَتَلْتُمُوهُ الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ".
الكاثوليكية: " فقَتَلتُم سيِّدَ الحَياة، فأَقامَه اللهُ".
المشتركة: "فقَتَلْتُم مَنبَعَ الحياةِ، ولكِنَّ اللهَ أقامَهُ".
العالم الجديد: "قتلتم الوكيل الرئيسي للحياة إلاّ أن الله أقامه".
اليونانية:
τον δε αρχηγον της ζωης απεκτεινατε
ton de (ال)archēgon (رئيس، منشئ، مؤسس ) tēs(ال) zōēs (حياة) apekteinate (قتلتموه)
ليس من يتسلط على الحياة إلا الله مانح الحياة. لذلك حاولوا تفريغ الآية من قوتها ونفي سلطان المسيح على الحياة بجعله مجرد "الوكيل الرئيسي للحياة". لكنّ الكلمة archēgos لا تفيد "وكيل" كما ترجموها، بل "رئيس"، و"رأس"، و"أصل"، و"مؤسس"، و"منشئ"، و"قائد"، ومثالاً عليها في أعمال 5: 31 "رئيساً ومخلصاً" archēgon kai sōtēra. وقد نقولوها هي الأخرى إلى "وكيلاً رئيسياً ومخلصاً". ولاحقا لنا عودة إلى هذه الكلمة في موضوع آخر.
أعمال 20 : 28
فندايك : "لِتَرْعُوا كَنِيسَةَ اللهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ".
الكاثوليكية: "الَّتي أكتَسَبَها بِدَمِه".
المشتركة: "الّتي اَكتسَبَها بدَمِهِ".
العالم الجديد: "التي اشتراها بدم ابنه".
اليونانية، وفيها قراءتان:
ην περιεποιησατο δια του ιδιου αιματος
ēn (التي) periepoiēsato (اقتناها) dia (بـ) tou idiou aimatos (دم)
)1894 scrivener textus Receptus(
ἣν περιεποιήσατο διὰ τοῦ αἵματος τοῦ ἰδίου
ēn (التي) periepoiēsato (اقتناها) dia (بواسطة، من خلال، عن طريق) tou(، أداة تعريف ال
(ضمير الغائب هو aimatos (دمه) ton (ال)ioion (خاص به، خاصته)
)Nestle-Aland 26th-27th Greek NT(
ترجمتهم يشوبها التمويه والتضليل، ونرد عليها كالتالي:
1 - أمامنا قراءتان باليونانية، واحدة تفيد "اقتناها بدمه" والأخرى "اقتناها بدمه الخاص"، وهذا ما نقلته الترجمة العربية البولسية. لكن مترجمي العالم الجديد سمحوا لأنفسهم إضافة فاعل آخر للنص وهو "ابنه"، رغم عدم وجوده في النص الأصلي، الأمر الذي يتنافى مع الأمانة العلمية.
2 – لا يجوز أن تنسب عبارة "خاصته" ton ioion للمسيح، لأنّ العهد الجديد لم يشر إليه ولا مرة بهذا اللقب. كما أنّ الكلمة لم ترد ولا مرة في حالة مشابهة بالمفرد، بل في صيغة جمع الأقرباء أو الأصدقاء أو الإخوة والأخوات. وإن أتت العبارة بالمفرد فهي إما إشارة لغير العاقل، كما في يوحنا 15 :19 "العالم يحب خاصته"، أو أن ترافقها الكلمة الأساسية التي تشير إليها الخاصية ، متى 9 :1 "مدينته". فمعشر الشهود افترضوا أنّ "خاصته" تدل على المسيح رغم انعدام الدليل على ذلك.
3 - بمقارنة النص مع 1 بطرس 1 : 18- 19 "عالمين أنكم افتديتم ... بدم كريم... دم المسيح"، و1 بطرس 2 : 10 – 11 "وأما أنتم ... شعب اقتناء ... شعب الله" يصل المعنى إلينا بأن المسيح هو الله ذاته. فالفعل "اقتنى"peripoiēsis ينسب تارة إلى الله وتارة أخرى إلى المسيح، وعليه لا فرق بين القول "الله اقتنى الكنيسة" أو "المسيح اقتنى الكنيسة". والكتاب بجملته يؤكد، أن الكنيسة هي خاصة الله والمسيح، ولذا فأنّ الدم يكون دم الله والمسيح، وما الاثنين إلا واحد. فرغم عدم امتلاك الله لدم حقيقي يُنسب له الدم في أعمال 20.
عبرانيين 1: 8
فندايك: "وَأَمَّا عَنْ الاِبْنِ: كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ".
الكاثوليكية: " وفي الاِبْنِ يقول: إِنَّ عَرْشَكَ أَللَّهُمَّ لأَبَدِ الدُّهور".
المشتركة: "أمَّا في الابنِ فقالَ: عَرشُكَ يا اللهُ ثابِتٌ إلى أبَدِ الدُّهورِ".
العالم الجديد: "ولكن في شأن الابن: "الله عرشك إلى الأبد".
اليونانية:
πρὸς δὲ τὸν υἱόν, Ὁ θρόνος σου ὁ θεὸς εἰς τὸν αἰῶνα τοῦ αἰῶνος
pros (عن، حول)de (أما، ولكن)ton uion(الابن) o thronos son (عرشك)o theos (يا ألله) eis (إلى، حتى) ton (ال)aiōna (أبد، أزل، دهر)ton (ال)aiōnos (دهور)
يخاطب الوحي المسيح بصفته الله الأزلي وملك الدهور. وفي اجتهادهم للتمويه على الآية خرجوا بترجمة جعلوا فيها الله عرشاً للمسيح. ولئلا تفهم ترجمتم العربية بوجه آخر ومنعاً لكل التباس نشير إلى ترجمتهم باللغة الانكليزية *.
دانيال 7: 14
فندايك: "فَأُعْطِيَ (ابن الإنسان) سُلْطَاناً وَمَجْداً وَمَلَكُوتاً لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ".
الكاثوليكية: "فجَميعُ الشُّعوبِ والأُمَمِ والأَلسِنَةِ يَعبُدونَه".
المشتركة: "حتى تعبُدَهُ الشُّعوبُ".
العالم الجديد: "لتخدمه جميع الشعوب".
العبرية: פּלח pelach
اليونانية: δουλεύω douleuō
الكلمة في الأصل العبري تفيد "العبادة" كما تفيد "خدمة الله". والكلمة اليونانية المرادفة لها في السبعينية هي douleuō وتفيد "الاستعباد والعبودية والقبول بسلطان الآخر، طوعاً أو مجبراً".* أمثلة عليها في رومية 12: 11 و غلاطية 4: 8 و أعمال 7: 7.
بالرجوع إلى السياق يتضح أنّ الموضوع هو مجد ابن الإنسان الفائق، وإنّ العبادة والإجلال أمور تليق به، ولذلك يعود الوحي فيشدد على هذا الحق في العدد 27 قائلاً: "ملكوته ملكوت أبدي وجميع السلاطين إياه يعبدون ويطيعون". وقد جاءت ترجمة العالم الجديد لهذا العدد قمة في المهزلة، فنقلت: "أما المملكة والسلطان وعظمة الممالك تحت كل السماء فأعطيت لشعب قدوسي العليّ. ملكوتهم ملكوت دهري. وجميع السلاطين إياهم يخدمون ويطيعون". لم يقفوا عند تحريف "يعبدون"، وإنما تطاولوا ونسبوا النبوّة إلى جماعتهم، وبهذا صار الكلام النبوي يتماشى تماما مع إدعاءات الهيئة الحاكمة في بروكلين، ومنها أن الشعوب ستخضع "لقديسي العلي"، أي لشهود يهوه وقادتهم "جماعة العبد الأمين الحكيم" في "ملكوتهم" القادم بقيادة المسيا. *
-----------------------------------------------
*
“But with reference to the Son: “God is your throne forever and ever…”(NW)
*
Strong: H6399 פּלח pelach (Chaldee); corresponding to H6398; to serve or worship: - minister, serve.
Strong: G1398 δουλεύω douleuō From G1401; to be a slave to (literally or figuratively, involuntarily or voluntarily): - be in bondage, (do) serve
* انظر "الرد على شهود يهوه" الجزء الأول، فصل 2
- عدد الزيارات: 7701