المورمون: قدِّيسو آخر الأيّام أم قدِّيسو آخر زمان؟ - الرد على المورمون
الرد على المورمون
الغرض من الرد هو التذكير والتنوير والتحذير. "ودُرهم وقاية خير من قنطار علاج".
يقول المورمون، كما مرّ معنا، بأن الله الآب له جسد ملموس من لحم وعظم كجسد الإنسان، وبأن الله كان في ما مضى مثلنا وارتقى سلّم التقدُّم حتى وصل إلى ما هو عليه الآن. وللرد على هذه القوال يكفينا أن نورد هنا قول المسيح للمرأة السامرية وهو: "الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا" (يوحنا4: 24)، لاحظ أن المسيح قال: "الله روح"، وليس "الله جسد" أو "الله له جسد". ولكن الضلالات لا تكفّ عن تصغير الله وتكبير الإنسان وتحقير الكتاب المقدس.
ويدّعي سمث أن المسيح قال: "أنا يسوع المسيح. أنا الآب وأنا الابن". هل تصدق يا قارئي العزيز أنّ إنساناً عاقلاً يمكن أن يصدر عنه كلام كهذا؟ فكيف يكون المسيح هو الآب والابن معاً؟ ألم يقُل الآب: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" (متى3: 17)؟ قال أحد زعمائهم: "نحن نوافق على أن يسوع المسيح هو الله بمعنى أنه الابن الوحيد للآب في الجسد وأوّل من وُلد روحاً. ولذلك فهو أخونا البكر، لأنّنا نحن أيضاً ذريّة الله". فالمسيح، في نظرهم، مخلوق كأي واحد منّا، في حين أن الرسول يوحنا يقول في فاتحة إنجيله: "في البدء كان الكلمة". وإن كان المسيح كلمة الله فمعنى ذلك أنه أزلي وليس مخلوقاً. فالله لم يكن في وقت من الأوقات بلا كلمة (أخرس). ولكن شاء قديسو آخر زمان أن يؤمنوا بإله أخرس كإله شهود يهوه. فما رأيك؟
وفي ما يتعلق بولادة المسيح من عذراء، يقول بريغام يونغ، خليفة سمث: "لما حبلت مريم العذراء بالطفل يسوع كان الآب قد ولده (خلقه) على شبهه. فهو لم يولد من الروح القدس". ثم يضيف: "ومن هو أبوه؟ إنه أول عضو في العائلة البشرية... يسوع أخونا البكر وُلد في الجسد من نفس الشخص الذي كان في جنة عدن (أي آدم) الذي هو أبونا في السماء". وليس هذا فقط بل يقول المورمون أيضاً: "إن المخلّص لم يولد بعمل الروح القدس المباشر بل بعلاقة جنسية تمت بين الإله آدم ... ومريم".
هل هناك من حاجة للرد على هذا؟ لا أظن. يكفي أن أحيل القارئ على إنجيل متى1و 2 وإنجيل لوقا1و 2ن لأن كلمة الله وحدها هي المحكّ الوحيد لكشف التحرّضات والأضاليل.
وماذا نقول عن اعتقاد قدّيسي آخر زمان بزواج المسيح؟ فقد ظنوا أن المسيح مثلهم ولذلك قالوا إنه كان متزوجاً بثلاث نساء: مريم ومرثا (من بيت عنيا) ومريم المجدلية. وقد فاتهم أن المسيح لم يكن له "أين يسند رأسه". وقد فاتهم أيضاً أن المسيح جاء لهدف واحد فقط وهو "لكي يطلب ويخلّص ما قد هلك" (لوقا19: 10). وقد ذهب بريغام يونغ إلى حد القول بأنّ عرس قانا الجليل كان عرس المسيح نفسه، مع العلم أن يسوع كان من بين المدعوّين إلى العرس. يقول يوحنا في الإصحاح الثاني من إنجيله: "ودعي يسوع أيضاً وتلاميذه إلى العرس" (يوحنا2: 2).
والآن كلمة موجزة عن الروح القدس: يقول أحد اللاهوتيين البارزين في كنيسة المورمون أن الروح القدس هو مادة، وسائل، وشخصية في آن واحد. وهذا التعليم يخالف تعليم الكتاب المقدس على خط مستقيم. فالروح هو الأقنوم الثالث الأزلي الكلي القدرة والكلي الحضرة والكلي العلم وهو واحد مع الآب والابن ومساوٍ لهما في الجوهر.
ولو طُلب مني أن أعبّر عن رأيي في معتقدات المورمون وأقوالهم لقلت "شوربة". فهي خليط غريب عجيب متضارب لا يُعرف أوّلُه من آخره. هذا مع العلم أن للشوربة (الحساء) حسنات، بخلاف آراء المورمون.
الخلاص
إن اختبار الخلاص أتباع بدعة سمث ليس مقصوراً على الإيمان بالمسيح كما تعلّم كلمة الله، بل هو بممارسة المعمودية، والطاعة لتعليم كنيسة المورمون، والأعمال الصالحة، "وحفظ وصايا الله التي تزيل آثار الخطية" حسبما يقول بريغام يونغ. وقد فات حضرته أن الكتاب المقدس يقول: "بدون سفك دم لا تحصل مغفرة" (عبرانيين9: 22)، وأن التبرير هو بالنعمة من جانب الله وبالإيمان من جانب الإنسان (أفسس2: 8- 10، رومية3: 24و 25). أضف إلى هذا أن المورمون يؤمنون بخلاص الإنسان بعد الموت، ولهذا يمارسون المعمودية لأجل الأموات. أما كلمة الله فتقول: "وُضع للناس أن يموتوا مرة وبعد ذلك الدينونة" (عبرانيين9: 27). فليست هناك إذاً فرصة ثانية للخلاص بعد الموت.
الشيطان
يقول المورمون إنّ لوسيفورس (الشيطان) كان أخاً في الروح ليسوع المسيح قبل التجسُّد، ولكنه سقط من السماء من جرّاء حسده وغيرته من المسيح. وقد غار لوسيفورس من يسوع وعاداه لأن الآلهة، حسب زعمهم، عيّنت المسيح فادياً للجنس البشري العتيد أن يسقط في العصيان بسبب خطية آدم.
ويدّعي قديسو آخر زمان أن الشيطان قال لله: "ها أنذا أرسلني. فأنا أكون لك ابناً وأفتدي الجنس البشري بحيث لا تهلك نفس واحدة... فليتك تمنحني هذا الشرف".
السماء والجحيم
يوجد عند المورمون أربع طبقات: الملكوت السماوي المعدّ للأبرار الأمناء في حفظ وصايا الرب، الذين تطهّروا من كل خطاياهم. والملكوت الأرضي المعدّ للذين عاشوا حياة الطهارة ولكنهم لم يقبلوا رسالة الإنجيل أو لم يكونوا جبابرة في الإيمان. والملكوت السفلي هو للذين لم يعيشوا حياة الطهارة على الأرض، ولذلك يقاسون عقاباً وقتياً على خطاياهم قبل دخولهم لهذا الملكوت. أما الملكوت الرابع فهو لكل الذين يستحيل افتداؤهم والمدعوين أبناء الهلاك. إنه الظلمة الخارجية التي يُطرحون فيها.
- عدد الزيارات: 13745