شهود يهوه أم شهود زور؟
إن الحديث عن الضلالات والبدع والتعاليم الغريبة العجيبة ليس من الأمور المستحبّة عندي. ولكن الضرورة موضوعة عليّ، فَويلٌ لي إن سكتُّ عن الأخطاء والسموم التي تُزرع بِاسم الدين وتحت ستار نشر الحقيقة والحق.
لمّا قال إشعياء النبي: "أنتم شهودي، يقول الرب (يهوه) وأنا الله" (إشعياء43: 12)، لم يخطر في بال أنه بعد نحو 2500 سنة ستظهر بدعة تستمد اسمها من كلامه. فلو خطر في باله أمر كهذا لكان أعدّ العدّة له. ولو كان عائشاً اليوم لما تأخر عن فضح مزاعم هذه الجماعة كما فضح الأنبياءَ الكذبة والمعلمين الكذبة في عصره.
أرى أنه من الأهمية بمكان أن نكون ملمّين بالمعتقدات والآراء التي يروّها شهود يهوه، معتمدين في نشر سمومهم على زيارة البيوت وبيع الكتب وجهل الكثيرين للكتاب المقدس. والغرض من هذا الإلمام هو أن نحذِّرهم ونحذِّر منهم. وهكذا يستطيع الواحد منّا أن يقول مع بولس الرسول: "إني بريء من دم الجميع" (أعمال الرسل20: 26).
نشأت ضلالة شهود يهوه في مدينة بتسبرغ في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1870 بزعامة تشارلز رصل (Charles Russel). وكان همّه أن يدحض فكرة جهنّم التي، في رأيه، لا تتّفق مع محبة الله. ولذلك أنشأ سنة 1879 مجلّة دعاها "برج المراقبة" وشدّد فيها على ما سمّاه "ملكوت الله الأرضي". ووضع كتباً أخرى طُبع آخرها بعد موته سنة 1916. وما إن ازداد عدد المخدوعين بتعاليمه حتى دبّ الخلاف بينهم أكثر من مرة، والخلاف أدّى إلى الشقاق، ولكنهم اتفقوا على تسمية الجماعة باسم "شهود يهوه" عام 1931.
حياة رصل الأخلاقية وصفقاته التجارية المشبوهة وسعيه وراء المادة لاقت الكثير من الاشمئزاز والاستنكار لدى مختلف الفئات. وقد رفع دَعْويَيْن ضد الغير بتهمة تشويه سمعته، ولكنه خسرهما كلتيهما. ولما خسر في المحكمة، راح يدّعي أنه مظلوم ومضطهَد، مّما استدرّ عطف السُّذّج والبسطاء وأدّى إلى المزيد من النمو لبدعته وخدعته.
وبعده جاء جوزف رذرفورد (Joseph Rutherford) وقاد جماعة شهود يهوه من سنة 1917 إلى 1942. وكان هذا الرجل كاتباً ماهراً وخطيباً ذا لسان سليط استعمله في الطعن برجال الدين والوعّاظ والكنائس، وكان يندّد بشدّة بكل من يخالفه الرأي.
لا أحد ينكر أن جماعة شهود يهوه تتميّز بالغيرة الدينية والالتزام والنشاط. إنّهم يقرعون أبواب البيوت ويوزّعون المنشورات ويبيعون كميات كبيرة من الكتب. ولكنّهم يرفضون عملية نقل الدم للمريض ويعتبرون خدمة العَلَم ضرباً من ضروب الوثنية. وأخطر ما في عقائدهم الدينية وتعاليمهم المنحرفة جداً عن كلمة الله، أنّهم ينكرون تقريباً كل الرد على البدع الأساسية- ينكرون الثالوث ولاهوت المسيح وشخصية الروح القدس وجهنم، ويعتبرون أن عقيدة التثليث هي عقيدة وثنية شيطانية. ولكن إنكار الأعمى لوجود الشمس لا يعني أن الشمس غير موجودة بل أنه هو لا يراها لأنّه أعمى.
وفوق هذا هم ماهرون في المماحكات والتلاعب بآيات الكتاب المقدس، والقفز من نقطة إلى أخرى ومن موضوع إلى آخر لكسب النقاش. نعم يهمّهم ربح المناقشة لا ربح النفوس التي مات المسيح لأجلها. وإذا أُحرجوا في نقطة ما قالوا لك: "سنسأل برج المراقبة عن هذا الأمر"، أو لجأوا إلى السخرية والاستهزاء بالمسيح وبالروح القدس لكي يُوهموا السامعين أنّهم أذكياء في حين أنّهم خبثاء مخادعون. وفي الواقع أنّهم أقرب الناس إلى التجديف على الروح القدس. سألت واحد منهم مرة عن مفهومه للآية الواردة في رسالة العبرانيين1: 8: "وأمّا عن الابن: كرسيُّك يا الله..." فأجاب: الابن هو كرسي الله، بالمعنى الحرفي. فتصوّر...
إليك الآن أبرز معتقدات شهود يهوه قبل الرد على بعضها.
1-يهوه الرب كائن أزلي وحيد
2-المسيح الكلمة إله صغير ومخلوق
3-الشيطان مصيره الزوال
4-موت المسيح هو لإزالة آثار خطية آدم عن نسله
5-المسيح قام من الموت بالروح لا بالجسد
6-النفس غير خالدة وقابلة للموت والزوال
7-جهنم غير موجودة
8-جاء المسيح ثانية بالروح عام 1914
9-ملكوت الله فوق كل الممالك والحكومات (التي هي من تنظيم الشيطان) والولاء للحكومات الأرضية خيانة لملكوت الله. ومن أقوالهم الوقحة حول هذه المعتقدات ما يلي:
"الشيطان هو مصدر عقيدة الثالوث"
"إن المُخلصِين الراغبين في معرفة الله الحقيقي، يجدون صعوبة في أن يُحبوا ويعبدوا إلهاً ذا ثلاثة رؤوس".
""إن كان المسيح هو الله فمَن كان يدير شؤون الكون خلال الأيام الثلاثة التي قضاها في القبر بعد موته؟"
"الروح القدس ليس الله ولا واحداً في الثالوث ولا مساوياً لله ولا أقنوماً. إنه قوة الله العاملة".
"ولادة يسوع على الأرض لم تكن تجسُّداً. وُلد يسوع من أب كامل بلا خطية هو يهوه الرب".
"الخلود هو أجرة الأمانة ولا يأتي بصورة آليّة للإنسان عند الولادة".
"لم يأخذ يسوع جسده البشري إلى السماء... فلو فعلَ لبقي أدنى من الملائكة إلى الأبد".
"جاء يسوع المسيح ثانية عام 1914، ليس كإنسان بل كمخلوق روحي ممجّد".
"شهود يهوه لا يؤدُّون التحية لعَلَم أية دولة".
"عقيدة الاكتواء بنار الجحيم... لا يمكن أن تكون صحيحة..."
"إن الادّعاء بأن الإنسان له نفس خالدة ويختلف عن الحيوان، ليس مؤسساً على الكتاب المقدس".
"مَنْ وكم هم الذين يدخلون الملكوت؟ يحصر سفر الرؤيا الرقم في 144000".
هذا قليل من كثير من أقوال بدعة شهود يهوه. وإليك الرد على بعضها، ليس لأنها تستحق الرد بل لأجل التنوير والتحذير.
لمّا كنت صغيراً كان يأتي إلى منطقتنا رجلٌ يحمل على ظهره صندوقاً خشبياً يُعرف باسم "صندوق الفرجة". وكان ينادي ويقول: "تعال تفرّج يا حبيبي وانظر عجائب الدنيا". وأنا سأدعوك الآن لنتفرّج لا بالعجائب، بل بغرائب مَن يَدعُون أنفسهم "شهود يهوه"، وما هم إلاّ شهود زور.
لاهوت المسيح
هذه الجماعة مصابة بعقدة نفسية مُحكمة بسبب عقيدة التثليث الكتابية، ولذلك لم تجد منفذاً لها إلاّ الإنكار- إنكار لاهوت المسيح والقول بأنّه إله صغير مخلوق. ولم يَدْرُوا أنّهم بهذا الإنكار وقعوا في فخ الوثنية. فالقول بأنّ المسيح إله صغير معناه أن هناك إلهاً آخر كبيراً، وبالتالي أنّ هناك إلهين في الكون على الأقل، مِمّا يجعل شهود يهوه وثنيين يؤمنون بتعدُّد الآلهة. فمن جهة يعتبرون تحيّة العلم وثنية، ومن جهة أخرى يؤمنون بإلَهين في آنٍ واحد. فتأمّل التناقض!
بالإضافة إلى هذا، يقول أصحاب هذه البدعة أن المسيح هو "ابن الله" وليس الله. وقد نسوا أن للمسيح لقباً آخر هو "ابن الإنسان". فإن كان ابن الإنسان هو إنساناً فالنتيجة هي أن ابن الله هو الله. حتى خصوم المسيح فهموا هذه الحقيقة وبرهنوا أنهم أذكى من شهود يهوه. ففي إنجيل يوحنا5: 18 يقول الرسول إنّهم كانوا يطلبون أن يقتلوه "لأنه لم ينقض السبت فقط، بل قال أيضاً إنّ الله أبوه معادلاً نفسه بالله". فإنّ اللفظة "ابن" تشير إلى الطبيعة والجوهر. فكما أنّ ابن الإنسان هو من طبيعة الإنسان وجوهره، هكذا ابن الله هو من نفس طبيعة الله وجوهره. ابن الإنسان هو إنسان وابن الله هو الله.
لننظر الآن في مزيد من البراهين على لاهوت المسيح. ولكي لا أطيل الشرح سأقتصر على مُقتطفات من إنجيل يوحنا بهذا الخصوص. كلُّنا نعلم أنّ شهود يهوه يعتمدون كثيراً على إنجيل يوحنا، ظناً منهم أنّ أقوال الرسول تدعم آراءهم في حين أن العكس هو الصحيح. كل ما في الأمر هو أنّهم يتلاعبون بترجمة الآيات وتفسيرها لتوافق آراءهم وأذواقهم الركيكة.
كتب يوحنا الإنجيلَ المعروف باسْمه لغرضٍ معيّن، ألا وهو دَحْض الآراء والضلالات التي أنكرت لاهوت المسيح وناسوته في تلك الأيام. وقد بيّن غرضه هذا في الإصحاح 20: 30و 31 إذ قال: "وآيات أُخَر كثيرة صنعها يسوع قدام تلاميذه لم تُكتب في هذا الكتاب. وأما هذه (الآيات) فقد كُتبت لتؤمنوا أن يسوع (الإنسان) هو المسيح ابن الله (الله) ولكي تكون لكم، إذا آمنتم، حياة باسمه". ولهذا افتتح إنجيله بهذه الكلمات: "في البدء (لما خلق السموات والأرض بحسب تكوين 1: 1) كان الكلمة". لم يقل "صار الكلمة"، بل "كان الكلمة" أي كان موجوداً من قبل. فهو ليس جزءاً من الخليقة ولا بدأ مع الخليقة بل هو الخالق: "كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان" (1: 3). "كان في العالم وكُوّن العالم به ولم يعرفه العالم" (1: 10). أضِف إلى هذا أن المسيح هو الكلمة (كلمة الله)، وإن كان المسيح هو كلمة الله فمعنى ذلك أن المسيح أزلي لأن الله لم يكن في أي وقت من الأوقات بلا كلمة. فقول شهود يهوه بأنّ المسيح مخلوق وله بداية معناه أنّ الله، قبل خلقه المسيح، كان بلا كلمة، أي أنّه كان أخرس لا يتكلّم. وشهود يهوه الذين يعبدون إلهاً أخرس هم أنفسهم سيخرسون. أما نحن فنعبد إلهاً أزلياً ناطقاً كان (وما يزال) يتكلم. إلهنا الإله الحقيقي، يختلف كلياً عن إلههم.
يتابع يوحنا قائلاً: "والكلمة كان عند الله"، أي مواجهاً له، وذلك إشارةً إلى أقنوميّته المستقلة وشركته الدائمة مع الآب ومساواته له في الطبيعة والجوهر. ولهذا يَخْلص يوحنا إلى النتيجة الحتمية وهي: "وكان الكلمة الله"، مِمّا يعني أن يسوع الجديد هو نفسه يهوه العهد القديم. أمّا قول المُضِلّين بأنّ ترجمة هذه الآية مغلوطة فهو دليل جهلهم للغة اليونانية الأصلية ونيّاتهم السيّئة ضدّ شخص المسيح المُبارَك إلى أبد الآبدين.
في الإصحاح الثاني يروي لنا الرسول يوحنا قصّة العرس الذي دُعي إليه يسوع في قانا الجليل، ويقول إنّ المسيح أجرى آية في تلك المناسبة، إذ حوّل الماء خمراً. وقد انفرد يوحنا برواية ما جرى، لا لسبب إلاّ ليؤكّد لنا أن يسوع الذي حوّل الماء خمراً، هو نفسه يهوه الذي حوّل الماء دماً في أرض مصر. وليس صدفةً أن يكون تحويل الماء خمراً هو الآية الأولى كما أن تحويل الماء دماً كان الضربة الأولى. وليس صدفةً أيضاً أن يكون غرض الآيتين واحداً: ففي سفر الخروج 7: 17، نقرأ أقوال الرب لفرعون على لسان موسى: "هكذا يقول الرب (يهوه) بهذا تعرف أني أنا الرب". ثم أضاف: "ها أنا أضرب بالعصا التي في يدي على الماء الذي في النهر فيتحوّل دماً". وهنا في عرس قانا الجليل نقرأ قول يوحنا في 2: 11: "هذه بداءة الآيات فعلها يسوع في قانا الجليل وأظهر مجده (مجد اللاهوت) فآمن به تلاميذه". وهكذا عرفوا أنّه هو يهوه الرب.
أنتقل الآن إلى الإصحاح السادس حيث تقع عيوننا على قصة إشباع المسيح لبضعة آلاف من البشر من خمس خبزات وسمكتين. لماذا أتى يوحنا على ذكر هذه الحادثة؟ أليس لكي يقول لنا إن الذي أشبع الآلاف هنا هو نفسه الذي أشبع الآلاف المؤلّفة من العبرانيين لمّا أعطاهم المنّ والسلوى في بريّة سيناء؟
وحين نأتي إلى الإصحاح الثامن نجد برهاناً ساطعاً آخر على لاهوت المسيح. ففي فاتحة الفصل يخبرنا يوحنا قصة المرأة التي أمسكت بخطيتها وجيء بها إلى يسوع. ولمّا أقاموها في الوسط، قال الكتبة والفريسيون: "موسى في الناموس أوصانا أن مثل هذه تُرجم. فماذا تقول أنت؟" فماذا كان ردّ المسيح عليهم؟ يقول العدد السادس: "أما يسوع فانحنى إلى أسفل وكان يكتب بإصبعه على الأرض". والغرض من هذا القول هو تذكيرنا بأنّ الذي كتب بإصبعه على الأرض هو نفسه الذي كتب بإصبعه الوصايا العشر في العهد القديم وأعطاها لموسى. ففي سفر الخروج 31: 18و 32: 16 نقع على الآيتين التاليتين: "ثم أعطى (الله) موسى عند فراغه من الكلام معه في جبل سيناء لوحي الشهادة، لوحَي حجر مكتوبَين بإصبع الله. واللوحان هما صنعة الله والكتابة كتابة الله منقوشة على اللوحين". ولمّا نزل موسى من الجبل ورأى أن الشعب كان فسد وعبد العجل الذهبي، حميَ غضبه "وطرح اللوحين من يديه وكسرهما في أسفل الجبل" (خروج32: 19). فصار لازماً أن يكتب الربُّ الناموس مرة أخرى. ولهذا نقرأ في خروج34: 1: "ثم قال الرب لموسى انحت لك لوحين من حجر مثل الأوّليْن فأكتبَ أنا على اللوحَيْن الكلمات التي كانت على اللوحَيْن الأوّليْن اللذَيْن كسرتهما". وهنا في الإصحاح الثامن من إنجيل يوحنا نقرأ أن المسيح لم يكتب مرة واحدة على الأرض بل مرّتين. فبعدما كتب في المرة الأولى انتصب وقال للمشتكين على المرأة الخاطئة: "من كان منكم بلا خطية فليرمِها أولاً بحجر" وبعد ذلك مباشرة نقرأ قول يوحنا: "ثم انحنى أيضاً (أي مرة ثانية) إلى أسفل وكان يكتب على الأرض". فهل هذه صدفة أم أن يسوع هو نفسه يهوه الذي يجهله شهود يهوه؟
والآن إلى الإصحاح التاسع من إنجيل يوحنا وإلى قصة الرجل الأعمى منذ ولادته. يقول الرسول يوحنا إنّه لما أراد المسيح أن يعيد إليه بصره "تفل على الأرض وصنع من التفل طيناً وطلى بالطين عيني الأعمى" وهنا لا بد من السؤال: لماذا لجأ المسيح إلى هذه الوسيلة لشفاء هذا المسكين؟ الجواب هو أنّ البشير أراد أن يقول لقرّائه (ونحن منهم) إنّ الذي جبل طيناً في هذه المناسبة وخلق للأعمى بصراً جديداً هو نفسه الرب الذي جبل آدم تراباً من الأرض. هنا خلق عَيْنين جديدتين، وهناك خلق الإنسان كله. فهلاّ يفهم شهود يهوه؟
والإصحاح العاشر لا يقل أهميّة عمّا سبقه. ففي العدد الحادي عشر يقول يسوع: "أنا هو الراعي الصالح". وفي سفر المزامير يقول داود في المزمور23: "الرب (يهوه) راعيّ فلا يعوزني شيء.." وبالمقارنة يفهم كل ذي عين بصيرة أن الراعي الصالح في كلا العهدين هو يسوع المسيح بالذات، سواءً اقتنع المضلّلون أو لم يقتنعوا.
قلت قبلاً إنني لن أطيل الشرح، ولهذا سأكتفي بثلاث نقاط أخرى من بشارة يوحنا. الأولى من الإصحاح الثاني عشر، والثانية من الإصحاح العشرين، والثالثة من مقاطع متفرّقة. ففي إنجيل يوحنا12: 37- 41، نقرأ قول البشير: "ومع أنه (أي يسوع) كان قد صنع أمامهم آيات هذا عددها لم يؤمنوا به. لِيَتم قول إشعياء النبي الذي قاله "يا رب من صدّق خبرنا؟... لهذا لم يقدروا أن يؤمنوا. لأن إشعياء قال أيضاً: قد أعمى عيونهم وأغلظ قلوبهم لئلا يبصروا..." ثم أضاف الرسول (وهنا أرجو الانتباه جيداً): "قال إشعياء هذا حين رأى مجده (أي مجد المسيح) وتكلم عنه". ومتى رأى إشعياء مجد المسيح؟رآه عندما ظهر له يهوه الرب في الإصحاح السادس من نبوته. وهذا يعني أنّ يوحنا كان يؤمن أن يهوه هو نفسه يسوع المسيح.
أمّ الإصحاح العشرون من إنجيل يوحنا ففيه خبَرُ ظهور المسيح لتلاميذه بعد قيامته من الأموات في الجسد. (بالمناسبة، يُنكر شهود يهوه قيامة المسيح في الجسد، لأنهم لم يتركوا شيئاً لم ينكروه.)فلمّا ظهر الرب لتلاميذه "قال لهم: سلام لكم. ولما قال لهم هذا، أراهم يديه وجنبه، ففرح التلاميذ إذْ رأوا الرب. فقال لهم يسوع أيضاً سلام لكم. كما أرسلني الآب أرسلكم أنا". ثم تابع يوحنا قائلاً: "ولما قال هذا نفخ وقال لهم: اقبلوا الروح القدس". والسؤال الآن هو: لماذا نفخ يسوع في التلاميذ وقال لهم: اقبلوا الروح القدس؟ الجواب نجده في سفر التكوين2: 7 حيث تقول كلمة الله: "وجبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفساً حيةً". فالله الذي نفخ في آدم وأعطاه حياة جسدية هو نفسه الذي نفخ في التلاميذ وأعطاهم حياة أبدية بواسطة الروح القدس.
وهنا نأتي إلى البرهان الأخير على لاهوت المسيح. وعندما أقول "البرهان الأخير" لا أقصد أنّنا قد استنفذنا كل ما في الكتاب المقدس بهذا الصدد. وبالعكس، ما زلت في أوّل الطريق. ولكني قصَرْت كلامي على مقتطفات من أقوال يوحنا بغية الإيجاز.
والبرهان الأخير، كما قلت، هو اللقب الذي استعمله المسيح نفسه مراراً وتكراراً في هذا الإنجيل. واللقب هو "أنا هو...". ولعلك تقول يا عزيزي: "وهل هذا لقب؟" الجواب هو "نعم"، وما عليك إلاّ أن تتابع القراءة حتى تفهم السبب.
في سفر الخروج3: 10- 14 نجد الحوار التالي الذي دار بين الله وموسى: "هلّم فأرسلك إلى فرعون وتخرج شعبي... من مصر". فقال موسى لله (في العدد الثالث عشر): "ها أنا آتي على بني إسرائيل وأقول لهم: إله آبائكم أرسلني إليكم. فإذا قالوا لي: ما اسمه؟ فماذا أقول لهم؟" فأجابه الله: "أهْيَهْ الذي أهْيَهْ... هكذا تقول لبني إسرائيل أهْيَهْ أرسلني إليكم". واللفظة "اهيه" تعني "الكائن". فالله هو "الكائن" الحيّ على الدوام. وقد استعمل يوحنا هذا اللقب ليهوه والمسيح في سفر الرؤيا1: 4و 8 فدعا كلاً منهما "الكائن والذي كان والذي يأتي". لاحظ أنه قال "الذي يأتي" وليس "الذي يكون". لماذا؟ لأن الذي يأتي ثانيةً هو يسوع المسيح بالذات. ولذلك لا غرابة إن قال المسيح عن نفسه في إنجيل يوحنا "أنا هو" أو "أنا كائن" ما لا يقل عن ثماني عشرة مرة. وإليك بعضاً منها:
ففي يوحنا 8: 58 قال: "قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن".
وفي6: 35و 48و 51 قال: "أنا هو خبز الحياة".
وفي8: 12، 9: 5قال: "أنا هو نور العالم".
وفي10: 9 قال: "أنا هو الباب".
وفي10: 11و 14 قال: "أنا هو الراعي الصالح".
وفي11: 25 قال: "أنا هو القيامة والحياة".
وفي14: 6 قال: "أنا هو الطريق والحق والحياة".
وفي15: 1 قال: "أنا هو الكرمة الحقيقية".
وفي4: 26 قال للمرأة السامرية: "أنا الذي أكلّمك هو".
وفي8: 24 قال لسامعيه: "إن لم تؤمنوا أنّي أنا هو تموتون في خطاياكم".
وفي6: 20 قال لتلاميذه الخائفين من العاصفة في البحر: "أنا هو، لا تخافوا".
وفي18: 5و 6 سأل يسوع الآتين عليه ليمسكوه: "من تطلبون؟" أجابوه: "يسوع الناصري". قال لهم يسوع: "أنا هو... فلّما قال لهم إني أنا هو رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض".
أكتفي بهذا المقدار من الكلام عن لاهوت المسيح، وعسى أن نشترك مع توما قائلين ليسوع: "ربي وإلهي".
الروح القدس
أنتقلُ الآن إلى الحديث باختصار عن الروح القدس الذي يقول شهود يهوه بأنّه ليس أقنوماً أو شخصية مستقلة بل هو قوة أو طاقة. إنه كالطاقة الكهربائية أو الشمسية أو الذرّية. إنه قوة غير عاقلة، حسب زعمهم. إنه قوة الله الفاعلة.
هل صحيح أن الروح القدس مجرّد قوة؟ وهل القوة غير العاقلة تشعر وتفكّر وتتكلّم وتتحرّك؟ وهل القوة أعظم من صاحبها؟ يا للغباوة، ويا للتجديف، ويا للعار، ويا للسخافة، ويا للوقاحة!
في فاتحة الكتاب المقدس (تكوين1: 2) نقرأ العبارة: "وروح الله يرفّ على وجه المياه"- وهي برهان تَحَرُّك الروح كما تحرّك لمّا حلّ على المسيح في المعمودية.
وفي سفر أيوب33: 4 نقرأ قول أليهو لأيوب: "روح الله صنعني"- وهل هذه العبارة تعني أقلّ من أن الروح القدس هو الخالق؟
في الرسالة إلى أفسس يقول بولس الرسول للمؤمنين: "ولا تُحزِنوا روح الله القدوس". فلو صحَ أن الروح قوة أو طاقة، فهل القوة تحزن؟
وفي سفر أعمال الرسل13: 2 يقول الكاتب الملهم: "وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس: افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه". وهنا نلاحظ أمرين على الأقل: أولاً، أنّ الروح القدس يتكلم، وثانياً، أنّ الروح القدس يدعو للخدمة. وهذا برهان آخر على شخصية الروح الإلهيّة التي ينكرها أتباع رصل. وأيضاً في سفر أعمال الرسل 5: 3 يقول الرسول بطرس لحنانيا: "لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس؟" فإن كان الروح مجرد قوة فكيف يكذب المرء على قوة غير عاقلة؟ يبدو لي أن غير العاقل هم شهود يهوه. ويصحّ فيهم قول الله في سفر التثنية 32: 28و 29: "إنهم أمّة عديمة الرأي ولا بصيرة فيهم. لو عقلوا لفطنوا بهذه وتأملوا آخرتهم".
قبل الانتقال إلى نقطة أخرى أريد أن ألفِت الانتباه هنا إلى حديث المسيح عن موضوع التجديف على الروح القدس. ففي إنجيل متّى، الإصحاح الثاني عشر، قال الرب للمتطاولين على روح الله: "كل خطية وتجديف يُغفر للناس. وأما التجديف على الروح فلن يُغفر للناس". فلو صحّ أن الروح القدس مخلوق وأنه قوة الله الفاعلة لكان المعنى أن القوة أعظم من خالقها. فالخطيّة هي ضد الله، ومع ذلك قال المسيح أنها قابلة للغفران. أمّا التجديف على الروح فغير قابل للغفران. فهل صار المخلوق أعظم من الخالق؟ يا للأفكار الجهنمية!
صحيح أن الكتاب المقدّس يربط القوة بالروح القدس في عدة مواضع كقول المسيح في سفر أعمال الرسل1: 8: "ستنالون قوة متى حلّ الروح القدس عليكم". ولكن هذا لا يعني أن الروح تحوّل طاقةً غير عاقلة. ألا ينسب العهد القديم القوة ليهوه الرب؟ ألم يقل الله لإبراهيم "أنا الله القدير؟" فهل صار يهوه قوة غير عاقلة؟ أي منطق هو هذا المنطق؟
فالثالوث موجود، شاء الناس أم أبوا. وهويَةُ الله (الآب والابن والروح القدس) لا تعتمد على موافقة البدع والضلالات بل على إعلان الله عن ذاته. فالله لم يسأل عن رأي شهود يهوه أو سواهم ولا طرح هويته للتصويت، بل أعلن نفسه في الكتاب المقدس إلهاً واحداً مثلّث الأقانيم. وهذا الإعلان يُفهم ويُقبل يالإيمان، وما زاد على ذلك فهو من الشرير. فهل تصدّق الله أم الناس؟
عقيدة جهنم
من هنا انطلقت بدعة شهود يهوه. ولعلّك تذكر، يا قارئي العزيز، أنّ شارل رصل مؤسس هذه الضلالة لم تَرُقْ له فكرةُ جهنّم، فحاول أن يدحضها، ظناً منه أنّها لا تتّفق مع محبة الله. ومتى أنكر المرء جهنّم أباح لنفسه كلّ شيء وفَعَلَ المُحرّمات بضميرٍ مخدّر. ولكن رصل لم يكن أوّل من أنكر حقيقة العقاب والعذاب الأبدي. فالشيطان سبقه إلى ذلك قبل آلاف السنين. والبرهان على ذلك نجده في سفر التكوين3: 1- 7. كذلك قال المسيح لخصومه في يوحنا8: 44: "أنتم من أب هو إبليس وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا". وشهود يهوه يستعملون الأسلوب عينه الذي استعمله الشيطان للإيقاع بالمرأة الأولى- حواء. ويمكن تلخيص الأسلوب بثلاث كلمات:
1-الشك في صحة الكتاب
2-الشك في صرامة العقاب
3-الشك في صلاح الآب
أليس هذا ما فعله الشيطان مع حواء؟ ففي سفر التكوين3: 1 نقرأ ما يلي: "وكانت الحية (إبليس) أحْيَل جميع حيوانات البريّة... فقالت للمرأة: أحقاً قال الله: لا تأكلا من كل شجرة الجنة؟" والغرض من سؤالها "أحقاً؟" (أي "هل صحيح؟") هو لزرع بزور الشك في قلب المرأة من جهة كلام الله. لاحظ العبارة: "قال الله". ولغاية الآن ما زال عدو النفوس يستهدف كلمة الله، وكذلك يفعل أتباعه المُخلِصون له. فتارةً يطعنون بترجمة الكتاب المقدس، وطوراً يطعنون بتفسيره ويتلاعبون بآياته لِعلّةٍ في نفوسهم.
بعد التشكيك في صحة كلمة الله، وجّه إبليس سهماً آخر في اتّجاه حقيقة العقاب والعذاب. قالت المرأة: "من ثمر شجر الجنة نأكل، وأمّ ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمسّاه لئلا تموتا". ولما قالت هذا أجابها الشيطان فوراً: "لن تموتا". ومنذ ذلك الحين ينكر إبليس وأتباعه حقيقة العقاب. فالموت هنا لا يعني الزوال والفناء والملاشاة كما يعلّم أتباع رصل وآريوس، بل هو الانفصال. فبالموت الجسدي تنفصل الروح عن الجسد (حتّى هذه يُنكرها شهود يهوه). وبالموت الروحي ينفصل الإنسان (جسداً ونفساً وروحاً) عن الله إلى الأبد. وبناءً عليه، فإنّ العقاب هو موت جسدي وموت أبدي (بالإضافة إلى الموت الأدبي، أي الروحي، في هذه الدنيا).
إن أكبر برهان على وجود جهنّم (بالإضافة إلى التعليم الواضح في كلمة الله) هو صليب المسيح. فلو لم تكن جهنم موجودة فلماذا مات المسيح واحتمل الآلام التي تفوق العقل والوصف؟ ولو لم تكن جهنم موجودة فلماذا بكى المسيح على أورشليم قُبيلَ موته بأيّام قليلة؟ ألأنّ الموت والخراب والتشريد كان سيحلّ بأهلها؟ كلاّ، فالبشرية في كل تاريخها عرفت الموت والخراب والتشرّد. إذاً لماذا بكى المسيح؟ بكى المسيح على مصير أهلها الأبدي وليس فقط على مصيرهم الدنيوي.
أضف إلى هذا كلّه أنّ وجود شهود يهوه وأمثالهم هو دليل آخر على وجود جهنّم. صحيح أنّ النار الأبدية مُعدّة "لإبليس وملائكته" (وهذه أيضاً ينكرها أولاد إبليس)، ولكنّ الضالين والمضلّين سيَلقَون المصير عينه إذ يسمعون قول المسيح (الذي أنكروا لاهوته وناسوته): "اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبديّة المُعدّة لإبليس وملائكته". فالإنكار لا يُنجّي من النار.
ثم بعد زرع الشك في صرامة العقاب، حاول الشيطان أن يزرع الشك في نيّات الآب فقال للمرأة: "الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفَيْن الخير والشر". أي أن الله عالم بالنتائج الطيّبة كلها وهو يريد أن يحرمكما إيّاها. ولكنْ ظهر كذبه وخداعه لمّا سقط الأبوان وبدأت المأساة البشرية. ولغاية الآن، يُصدّق الملايين من الناس كلام الشيطان أكثر من كلام الله. ألم يقل المسيح في الإصحاح الثالث من إنجيل يوحنا "أحّبَّ الناسُ الظلمة أكثر من النور"؟
اختبار الخلاص
أكثر ما يحزنني في أمر شهود يهوه هو أنّهم لا يعرفون معنى الخلاص ولا اختبار الخلاص. دُعيت مرةً إلى بيت أحدهم فوجدت عنده عدداً من النساء. لا يقلُّ عن السبع. كانت كلُّ مِنهُنّ تحمل الكتاب المقدس في يدها. فلما جلست سألت إحداهن: "هل أنت مُخلَّصة؟ هل اختبرتِ الخلاص؟" فأجابت: "لست أفهم ما تعني". قلت لها سأغيّر شكل السؤال: "هل خطاياك مغفورة؟ هل وُلدتِ الولادة الجديدة؟" فقالت: "أنا أقرأ الكتاب المقدس". ولمّا وجدتُ أنها لا تفهم لغة الكتاب المقدس اغتنمتُ الفرصة لأشرح لها وللباقين معنى خلاص المسيح وكيفية نوال الولادة الجديدة.
يقول شهود يهوه عادةً: "لا يمكننا التأكد من هذه الأمور إلاّ عندما يأتي الملكوت ويكشف الله هذه الأمور. في الوقت الحاضر، نحن نعمل جهدنا لعلّنا ننال الخلاص في ذلك اليوم".
يا لَلْبَونِ الشاسع بين ما تعلمه كلمة الله وما يقوله خلفاء رصل. يقول الرسول بولس، عن اختبارٍ: "لأنني عالم بمن آمنت وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم". وفي الإصحاح العاشر من رسالته إلى أهل رومية: يقول: "لأنّك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه خَلَصْتَ". لاحظ أنّه يقول "خَلَصْتَ" وليس "ستخلص" كما لو أن الخلاص منوط بالمستقبل.
أمّا فكرة الخلاص بالأعمال وبذل الجهد فهي أيضاً لا تثبت أمام محكّ الكلمة الإلهية. ففي رسالة أفسس2: 8و 9 تقول كلمة الله: "لأنكم بالنعمة مخلّصون، بالإيمان، وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد".
بالمناسبة، هل اختبرت الخلاص يا قارئي العزيز؟ هل خطاياك مغفورة بدم المسيح؟ هل تعلم أين أنت ذاهب بعد الموت؟ إن كنت لم تختبر خلاص نفسك فكل العقائد والتعاليم لا تجديك نفعاً: "لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟" تعال الآن إلى الرب بقلب منكسر تائب وضَعْ ثقتك فيه وفي عمله الكامل على الصليب تَنَلِ الحياة الأبدية منذ هذه اللحظة. فالخلاص عطية مجّانيّة تُقبَل بالإيمان فقط. ومن تلك اللحظة فصاعداً يبدأ الإيمان يعطي ثمراً في حياتك. والثمر هو بفضل عمل الروح القدس في القلب والحياة.
كلمة أخيرة
ليس غرضي هنا الرد على كل عقائد شهود يهوه، إذ ما قلته لحدّ الآن هو نقطة في بحر، بل الغرض هو فقط لفت النظر إلى الأخطار المحيطة بنا والتحذير منها.
نحن لا نكره شهود يهوه بل نكره أعمالهم وتعاليمهم التي يصدق فيها قول المسيح للفريسيين: "تطوفون البحر والبرّ لتكسبوا دخيلاً واحداً. ومتى حصل تصنعونه ابناً لجهنم أكثر منكم مضاعفاً" (متى23: 15). نحن نبغض الضلالات لأنها تؤذي الناس، نبغضها لأن الرب يُبغضها. قال الرب في سفر الرؤيا2: 6: "إنك تبغض أعمال النقولاويين (بدعة قديمة) التي أُبغضها أنا أيضاً". وفي العدد الخامس عشر من الإصحاح نفسه يقول الرب: "عندك قوم متمسكون بتعاليم النقولاويين، (الأمر) الذي أُبغِضه".
أمّا شهود يهوه أنفسهم فنحن نصلّي لأجلهم كي يفتح الرب آذانهم وأذهانهم ليسمعوا ويطيعوا رسالة الإنجيل. فالمسيح مات لأجلهم على الصليب كما مات لأجل كل واحد. فعسى أن يستفيقوا قبل فوات الفرصة.
وواجبنا في الوقت الحاضر هو واجب مزدوج. أولاً، يجب ألاّ نصدّقهم، وثانياً يجب ألاّ نصادقهم. يقول الرسول يوحنا في صدد الواجب الأول: "لا تصدّقوا كل روح بل امتحنوا الأرواح هل هي من الله لأن أنبياء كذبة كثيرين قد خرجوا إلى العالم" (1يوحنا4: 1). أما في صدد الواجب الثاني فيقول الرب يسوع: "احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب الحملان وهم من داخل ذئاب خاطفة" (متى7: 15). فهلاّ تسمع وتقنع وتتبع؟ "ليُعطِك الربُّ فهماً في كل شيء" (2تيموثاوس 2: 7).
- عدد الزيارات: 23454