Skip to main content

شهود يهوه أم شهود زور؟

الصفحة 1 من 6

إن الحديث عن الضلالات والبدع والتعاليم الغريبة العجيبة ليس من الأمور المستحبّة عندي. ولكن الضرورة موضوعة عليّ، فَويلٌ لي إن سكتُّ عن الأخطاء والسموم التي تُزرع بِاسم الدين وتحت ستار نشر الحقيقة والحق.

لمّا قال إشعياء النبي: "أنتم شهودي، يقول الرب (يهوه) وأنا الله" (إشعياء43: 12)، لم يخطر في بال أنه بعد نحو 2500 سنة ستظهر بدعة تستمد اسمها من كلامه. فلو خطر في باله أمر كهذا لكان أعدّ العدّة له. ولو كان عائشاً اليوم لما تأخر عن فضح مزاعم هذه الجماعة كما فضح الأنبياءَ الكذبة والمعلمين الكذبة في عصره.

أرى أنه من الأهمية بمكان أن نكون ملمّين بالمعتقدات والآراء التي يروّها شهود يهوه، معتمدين في نشر سمومهم على زيارة البيوت وبيع الكتب وجهل الكثيرين للكتاب المقدس. والغرض من هذا الإلمام هو أن نحذِّرهم ونحذِّر منهم. وهكذا يستطيع الواحد منّا أن يقول مع بولس الرسول: "إني بريء من دم الجميع" (أعمال الرسل20: 26).

نشأت ضلالة شهود يهوه في مدينة بتسبرغ في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1870 بزعامة تشارلز رصل (Charles Russel). وكان همّه أن يدحض فكرة جهنّم التي، في رأيه، لا تتّفق مع محبة الله. ولذلك أنشأ سنة 1879 مجلّة دعاها "برج المراقبة" وشدّد فيها على ما سمّاه "ملكوت الله الأرضي". ووضع كتباً أخرى طُبع آخرها بعد موته سنة 1916. وما إن ازداد عدد المخدوعين بتعاليمه حتى دبّ الخلاف بينهم أكثر من مرة، والخلاف أدّى إلى الشقاق، ولكنهم اتفقوا على تسمية الجماعة باسم "شهود يهوه" عام 1931.

حياة رصل الأخلاقية وصفقاته التجارية المشبوهة وسعيه وراء المادة لاقت الكثير من الاشمئزاز والاستنكار لدى مختلف الفئات. وقد رفع دَعْويَيْن ضد الغير بتهمة تشويه سمعته، ولكنه خسرهما كلتيهما. ولما خسر في المحكمة، راح يدّعي أنه مظلوم ومضطهَد، مّما استدرّ عطف السُّذّج والبسطاء وأدّى إلى المزيد من النمو لبدعته وخدعته.

وبعده جاء جوزف رذرفورد (Joseph Rutherford) وقاد جماعة شهود يهوه من سنة 1917 إلى 1942. وكان هذا الرجل كاتباً ماهراً وخطيباً ذا لسان سليط استعمله في الطعن برجال الدين والوعّاظ والكنائس، وكان يندّد بشدّة بكل من يخالفه الرأي.

لا أحد ينكر أن جماعة شهود يهوه تتميّز بالغيرة الدينية والالتزام والنشاط. إنّهم يقرعون أبواب البيوت ويوزّعون المنشورات ويبيعون كميات كبيرة من الكتب. ولكنّهم يرفضون عملية نقل الدم للمريض ويعتبرون خدمة العَلَم ضرباً من ضروب الوثنية. وأخطر ما في عقائدهم الدينية وتعاليمهم المنحرفة جداً عن كلمة الله، أنّهم ينكرون تقريباً كل الرد على البدع الأساسية- ينكرون الثالوث ولاهوت المسيح وشخصية الروح القدس وجهنم، ويعتبرون أن عقيدة التثليث هي عقيدة وثنية شيطانية. ولكن إنكار الأعمى لوجود الشمس لا يعني أن الشمس غير موجودة بل أنه هو لا يراها لأنّه أعمى.

وفوق هذا هم ماهرون في المماحكات والتلاعب بآيات الكتاب المقدس، والقفز من نقطة إلى أخرى ومن موضوع إلى آخر لكسب النقاش. نعم يهمّهم ربح المناقشة لا ربح النفوس التي مات المسيح لأجلها. وإذا أُحرجوا في نقطة ما قالوا لك: "سنسأل برج المراقبة عن هذا الأمر"، أو لجأوا إلى السخرية والاستهزاء بالمسيح وبالروح القدس لكي يُوهموا السامعين أنّهم أذكياء في حين أنّهم خبثاء مخادعون. وفي الواقع أنّهم أقرب الناس إلى التجديف على الروح القدس. سألت واحد منهم مرة عن مفهومه للآية الواردة في رسالة العبرانيين1: 8: "وأمّا عن الابن: كرسيُّك يا الله..." فأجاب: الابن هو كرسي الله، بالمعنى الحرفي. فتصوّر...

إليك الآن أبرز معتقدات شهود يهوه قبل الرد على بعضها.

1-يهوه الرب كائن أزلي وحيد

2-المسيح الكلمة إله صغير ومخلوق

3-الشيطان مصيره الزوال

4-موت المسيح هو لإزالة آثار خطية آدم عن نسله

5-المسيح قام من الموت بالروح لا بالجسد

6-النفس غير خالدة وقابلة للموت والزوال

7-جهنم غير موجودة

8-جاء المسيح ثانية بالروح عام 1914

9-ملكوت الله فوق كل الممالك والحكومات (التي هي من تنظيم الشيطان) والولاء للحكومات الأرضية خيانة لملكوت الله. ومن أقوالهم الوقحة حول هذه المعتقدات ما يلي:

"الشيطان هو مصدر عقيدة الثالوث"

"إن المُخلصِين الراغبين في معرفة الله الحقيقي، يجدون صعوبة في أن يُحبوا ويعبدوا إلهاً ذا ثلاثة رؤوس".

""إن كان المسيح هو الله فمَن كان يدير شؤون الكون خلال الأيام الثلاثة التي قضاها في القبر بعد موته؟"

"الروح القدس ليس الله ولا واحداً في الثالوث ولا مساوياً لله ولا أقنوماً. إنه قوة الله العاملة".

"ولادة يسوع على الأرض لم تكن تجسُّداً. وُلد يسوع من أب كامل بلا خطية هو يهوه الرب".

"الخلود هو أجرة الأمانة ولا يأتي بصورة آليّة للإنسان عند الولادة".

"لم يأخذ يسوع جسده البشري إلى السماء... فلو فعلَ لبقي أدنى من الملائكة إلى الأبد".

"جاء يسوع المسيح ثانية عام 1914، ليس كإنسان بل كمخلوق روحي ممجّد".

"شهود يهوه لا يؤدُّون التحية لعَلَم أية دولة".

"عقيدة الاكتواء بنار الجحيم... لا يمكن أن تكون صحيحة..."

"إن الادّعاء بأن الإنسان له نفس خالدة ويختلف عن الحيوان، ليس مؤسساً على الكتاب المقدس".

"مَنْ وكم هم الذين يدخلون الملكوت؟ يحصر سفر الرؤيا الرقم في 144000".

هذا قليل من كثير من أقوال بدعة شهود يهوه. وإليك الرد على بعضها، ليس لأنها تستحق الرد بل لأجل التنوير والتحذير.

لمّا كنت صغيراً كان يأتي إلى منطقتنا رجلٌ يحمل على ظهره صندوقاً خشبياً يُعرف باسم "صندوق الفرجة". وكان ينادي ويقول: "تعال تفرّج يا حبيبي وانظر عجائب الدنيا". وأنا سأدعوك الآن لنتفرّج لا بالعجائب، بل بغرائب مَن يَدعُون أنفسهم "شهود يهوه"، وما هم إلاّ شهود زور.

لاهوت المسيح
الصفحة
  • عدد الزيارات: 23448