Skip to main content

العبد الأمين الحكيم واقع أم خيال؟

أنتم تعرفون أن حكام الأمم يسودون عليهم وأن العظماء يتسلطون عليهم. فليس الأمر كذلك في ما بينكم.

متى 20:25,26

ينظروا شهود يهوه إلى صف العبد الأمين الحكيم على أنه كيان يستخدمه اللّه لإعطاء التّوجيه العمليّ و الرّوحيّ لكلّ المسيحيّين الحقّيقيين. ويعتقدوا بأن هذه المجموعة المركّبة من الأفراد تكوّن قناة اتّصال معيّنة من السّماء بين اللّه والبشر. ويزعموا أيضًا أن الفشل في التّعرّف والخضوع لتعاليم هذه القناة سيؤدّي إلى استنكار اللّه.

"لا سؤال عنه. نحن جميعا بحاجة الى مساعدة من أجل أن نفهم الكتاب المقدس, و لا يمكن أن نجد توجيه الأسفار المقدسة الذي نحتاجه خارج هيئة صف العبد الأمين الحكيم." (برج المراقبة 2-15-1981)

"موقفك نحو الممسوحون هو العامل المحدّد سواء دخلت الحياة الأبدية أم القطع الأبدي." (برج المراقبة 8-1-1981 ص26)

"التعرّف على هذا الجسم الحاكم و مكانه في ترتيب اللّه الثيوقراطي ضروريّان للخضوع لرّئاسة ابن الله." (برج المراقبة 15-12-1972 ص755)

"إذا لم نكون على اتّصال بقناة الاتّصال هذه التي يستخدمها اللّه, فلن نتقدّم في الطّريق إلى الحياة, مهما قراءنا بكثرة الكتاب المقدس." (برج المراقبة 12-1-1981 ص27)

إن فحص منظّم لافتراض برج المراقبة – على أنهم العبد الأمين الحكيم هو نقطة البداية المنطقيّة في اعتبار معتقدات برج المراقبة. بناءً عليه , هذا التّحليل هو مجهود لفحص حجر أساس هيكل برج المراقبة بالكامل. إذا كان الافتراض مضمونًا, فينبغي أن يؤدّي إلى النّتائج التي يعتنقها شهود يهوه. إذا كانت إدعاءات برج المراقبة لسلطة إلهيّة حقيقيّةً ومؤسسة على الحق, سوف يكون هناك لا شيئ للخوف من مثل هذا الامتحان. على العكس, هذا سيتسبّب في دليل لتصديق تعاليمهم وسيكون مفيد للجميع.

إن الإدعاءات الغير عادية تتطلب الدّليل الغير عاديّ. لا يمكن أن يعمل الإنسان أيّ ادّعاء أكبر من أنه يتكلّم بلسان اللّه. يقتضينا, بناءً عليه, إختبار مثل هذا الإدعاء الفوق عادي بإعتدال العقل والأمانة الفكريّة.

لماذا برج المراقبة ؟

تدّعي هيئة برج المراقبة أن يسوع فحص هيكله الأرضي بين السّنوات 1918-1919 لتحقّق من كان جديرا لتُعْطَى له كلّ ممتلكات السيّد. تنشئ هيئة برج المراقبة المعايير التالية التي استخدمها يسوع في عمل هذا القرار:

"إن تقديم الطّعام, النّوع المناسب للطعام, في الوقت المناسب كان القضيّة. كان يجب عليه أن يكون طبقًا لهذا المعيار أنّ السيّد الذي عاد كان قد إتخذ قراره. ...حتّى سنة 1919, حاولوا أن يعطوا الطّعام في الوقت المناسب إلى أسرة الأيمان أو خدم السّيّد السماوي ...لكنّ جودة الطعام نفسه كان سيُعْتَبَر. في هذا الصّدد, إن صف المسيحيين المكروهين والمضطهدين الذين حاولوا دوما أن يكونوا عباد امناء ليسوع, قد نجحوا الامتحان." (مملكة اللّه لألف سنة. ص350)

هنا نحن نرى أن المعيار الأوّل الذي كان عند يسوع فيما يخصّ انتقاء عبده الأمين كان أن يجده يقدم النّوع المناسب للطعام. في الحقيقة, أُكِّدتَ الهيئة أن جودة الطّعام كان تحت الفحص. ماذا كان نوع الطّعام الذي كان العبد يقدّمه لأسرة الله في ذاك الوقت و ماذا كان جودته لكي يميّزه عن كلّ العلف المسيحيّ الآخر ؟

إن لمحة عاجلة في مؤلّفات الجمعية أثناء فترة امتحان يسوع المزعومة تعطي فكرة جيّدة لطبيعة الطّعام الرّوحيّ الذي كان يُقَدَّم. في سنة 1917 نشرت الجمعية كتاب "اللّغز المنتهي". لاحظوا جودة تعاليم ذلك الكتاب.

في التّكلّم عن رؤيا 14:20

"بمسافة ألف و [ ستّة ] مئة غلوة تُعَرَّف كأقصر مسافة من المكان حيث دِيسَتْ المعصّرة بأقدام الرّبّ التي هي المسافة من سكرانتون, بنسلفانيا إلى بروكلين, نيويورك بطريقة العبّار المائي هوبوكن" ص230.

"حتّى الجمهوريّات ستختفي في خريف 1920 ... كلّ مملكة في الأرض ستمضي, تُلْتَهَم في الفوضة ...الأيّام الثّلاثة التي لاحق جيش فرعون الإسرائيليّين في الصّحراء تمثّل السّنوات الثّلاثة من 1917 إلى 1920 في ذلك الوقت كلّ رسل فرعون سيُلْتَهَمُونَ في بحر الفوضة ...أيضًا, في السّنة 1918, عندما يدمّر اللّه بالجملة الكنائس و أعضاء الكنائس بالملايين." ص 258.

"1917 بعض التّطوّرات المهمة بخصوص إنشاء الملكوت قد تحدث في 1920, ستّة سنوات بعد بدء وقت الضيقة العظيمة. لن يكون هذا غريب إذا حصل, عندما نتذكّر أن بعد أربعون سنة تجوّل الإسرائيليّين في الصّحراء جاءوا ليمتلكوا ارض كنعان بعد ستّة سنوات إضافيّة. بينما تكون هذه الأمور مستقبليّةً حتّى الآن نحن نستطيع أن ننتظر لرّؤية ما يحدث. نتوقّع أن الزّلزال سيحدث مبكّرًا في 1918, و أنّ الحريق سيجيء في خريف 1920." (اللّغز المنتّهيّ, 1917, ص178)

"1917 كانت مهمة باستور رصل, في الجزء الكبير منها, أن يعلم العالم المسيحيّ بنهايته الوشيكة, في وقت الضيقة العظيمة. إنّها دينونة الهية على الأمم. … لن يكون هناك فرصة الهروب من الدّمار, خلال الأمم. … الضيقة سببها بزوغ يوم للمسيح, الحكم الألفي. إنّه يوم الانتقام الذي بدأ في الحرب العالميّة سنة 1914 و الذي سيأتي مثل عاصفة صباح غاضبة في 1918." (اللّغز المنّتهي, 1917 ص404)

اللّغز المنتهيّ

يجب أن يقال أن هذه الإقتباسات من كتاب اللغز المنتّهيّ ليست الاستثناء. هم, في الحقيقة, ممثّلة للنوعية العامّة للكتاب كله.

في 1918 , في أعقاب نشر اللّغز المنتهي, جرى إعلان حملة كبيرة "حملة الملايين" على انها حقيقة الساعة للمجتمع. أيّ نوع طعام قدمته تلك الحملة ؟ هل أظهر حكمة استثنائية وأمانة متميّزة لكي يستحق تعيين إلهي من المسيح؟ نقرأ:

"أسّاسا على المناقشة هذه, إن النّظام القديم للأشياء, العالم القديم, سينتهي, و أنّ النّظام الجديد آتي, وأن سنة 1925 ستكون علامة قيام الأمناء القدام و بداية إعادة البناء, إنّه من العاقل أن نستنتج أن الملايين من النّاس الآن على الأرض سوف يكونوا على الأرض في 1925. ثمّ , وأسّاسا على الوعود الموجودة في الكلمة الإلهيّة, يجب أن نصل إلى النتيجة المؤكّدة و المتأكّدة بأن ملايين من الأحياء اليوم لن يموتوا أبدا." (ملايين من الأحياء اليوم لن يموتوا أبدا ص97)

"1918 بناءً عليه قد نتوقّع بثقة أن في سنة 1925 سيعود إبرهيم, إسحاق, يعقوب و الأنبياء المخلصون, خصوصًا هؤلاء القدماء الذين سماهم الرسول بولس في رسالته الى العبرانيين, إلى حالة الكمال البشريّ." (ملايين من الأحياء اليوم لن يموتوا أبدا ص 89)

لاحظ الطّريقة المتشددة التي وُعِظَ هذا التّأريخ الخاطئ فيها .

"هذا التّأريخ ليس من انسان, لكنّ من اللّه. من أصل الهيّ و تأييد ألهي, تأريخ الحق الحاليّ يقف في صف بنفسه , تام و بشكل غير مؤهّل للتصحيح." (برج المراقبة, 15 يوليو, 1922 ص217)

بعد فحص جودة بعض من الطعام الرّوحيّ الممدود من قبل الجمعية في ذاك الوقت, هل يمكن أن يتخيّل احد أن المسيح سيختارها كممثّلة للحكمة والأمانة ؟ هذا مع العلم بأن الجمعية قد أوقفت نشر كافة هذه المطبوعات وأن شهود يهوه لا يدرسوا أية مطبوعة من تلك الفترة.

ملايين من الأحياء اليوم لن يموتوا أبدا

ما هو عمر العبد الأمين ؟

طبقًا لبرج المراقبة 1 مارس, 1981, كانت بداية العبد الأمين الحكيم سنة 33 بعد الميلاد.

يفهم شهود يهوه أن العبد يشمل كلّ المسيحيّين الممسوحين كمجموعة على الأرض في أيّ وقت أثناء القرون ال19 منذ يوم الخمسين.

كيف أبقى العبد البالغ من العمر 19 قرن تعاليمه الفريدة ؟

"يسوع هو رأس الجماعة, عبده و كلماته تظهر أنه كان سيقوّيهم لتغذية خدمه خلال القرون. فيما يبدو جيل واحد لصف العبد غذّى الجيل التّالي من بعده, واستمر أيضا أن يغذّي أنفسهم." (برج المراقبة 15-1-1975)

ماذا كان طبيعة الطعام الذي كان يوزع ؟ برج المراقبة 15 يوليو, 1960 تعرّفه بهذا :

"خلال السّنوات كانت الجماعة المشبهة بالعبد تغذّي أعضاءها الحقيقيّين بحكمة و أمانة, من يوم الخمسين سنة 33 بعد الميلاد, حتّى هذه السّاعة الحاليّة, كان هذا يتم بمحبة وعناية جيدة. نعم, و هؤلاء الخدم قد تَغَذَّوْا على الطّعام الرّوحيّ المتقدم الذي جعلهم يتعرفون على الضوء الذي يضيء أكثر وأكثر حتى اليوم الذي فيه سيتثبت."

إذا ان خلاصة الإدعاءات هي هذه:

أن العبد الأمين الحكيم تواجد منذ يوم الخمسين سنة 33

كلّ جيل من صف العبد هذا غذّى الجيل التّالي.

جودة الطعام الروحي كانت دائمًا من طبيعة أفضل من تلك التي للجيل السّابق.

لكن هنالك تناقض أيضا, فرغم ما قرأنا أعلاه فأن الجمعية تعلم ما يلي أيضًا:

"بعد ثلاثين سنة وجد مجموعة رجال صغيرة , ليس مختلطين بالسبتيين او لهم علاقة بأي من الطّوائف الدّينيّة للعالم المسيحيّ , كانت تدرس الكتاب المقدّس في بيتسبرج, ألليجيني, بنسلفانيا. .. لقد درسوا بشكل مستقلّ لكي يتجنّبوا النّظر إلى الكتاب المقدس من خلال نظّرة طّائفيّة." (مملكة اللّه لألف سنة قد اقتربت ص 185,186)

"أن المعتقدات الحقيقيّة للكتاب المقدس كانت ملتوية جدًّا خلال فترة الإرتداد حتى انه لم يتمكن من رؤية واضحة لمجيء المسيح الثّاني و لن تكون ممكنة حتّى يتم ازالة هذه المعتقدات ..لم يكن بعد وقت اللّه المعين لإعادة ترميم العبادة الحقيقية." (شهود يهوه في القصد الألهي ص14)

هنا يصبح واضحًا أنّ الجمعية قد علّمت تدريسين متناقضين عن العبد الأمين الحكيم. من ناحية يدّعون أنه قد اشتغل دائمًا من سنة 33 باستمرار يوزّع طعام روحيّ متقدم خلال القرون, و من ناحية أخرى يدّعون أن بدلاً من تغذية متواصلة لتعاليم شافية, لم يكن حتّى سنة 1914 حتى اُسْتُعِيدَتْ تلك العبادة الحقيقيّة.

إذا كان العبد قد قام بتغذية المسيحيّين بطّعام رّوحيّ صّحّيّ, و إذ قد عمل هذا باستمرار و بشكل متواصل خلال القرون ,لماذا احتاجت تعاليم يسوع و رسله العظيمة أن تُسْتَعَاد كما هو مدّعى ببرج المراقبة ؟ ألا يجب أن تكون هذه التعاليم موجودة دون أي مفارقة ؟

لذلك تنشأ الأسئلة التّالية :

1. بعد ان مرت فترة الرسل نجد أن المسيحيّين كانوا قد انتشروا في منطقة عريضة جدًّا على الأرض. من شكّل صف العبد الوحيد هذا ؟ من شمل هذه المجموعة الجماعيّة تلك التي خدمت كقناة الإتّصال الوحيدة للّه لتزويد نفس الطّعام الرّوحيّ للمسيحيّين الحقيقيّين للقرن الثاني والثالث والرّابع بعد الميلاد ؟

2. ماذا عن التاريخ ؟ لم يكون التّاريخ ساكتًا على الإطلاق على التّطوّر الدّينيّ خلال القرون, لماذا لا نجد اية مجموعة او صف ديني ينطلي عليهم صفات العبد الذي توصفه الجمعية ؟

3. لماذا لا يشار الى صف العبد في القرن 18 و 19 حيث يتواجد معلومات تاريخية تفصيلية كثيرة ؟

4. إذا لا يمكن فهم الكتاب المقدس بدون صف العبد, و إن دراسة خاصّة للكتاب المقدس اُعْتُقِدَتْ بانها عديمة الجدوى و معاكسة لطريقة اللّه التّاريخيّة لإعطاء الفهم, لماذا لم يتصل شارلز رصل "بالعبد الأمين" البالغ من العمر 1900 سنة لكي يفهم كتابه المقدس ؟

5. الم يتصرف رصل بطريقة غير ثيوقراطية سنة 1879عندما أخذ على عاتقه دراسة الكتاب المقدس وحده وفي مجموعة صغيرة دون أن يتصل بالعبد الأمين في زمنه ؟

6. إذا كان نور جيل صف العبد كان يتزايد من جيل الى جيل, لماذا اذا نجد شرلز رصل:

- بشر بمجيء كاذب للمسيح سنة 1874 (على إفتراض بأن السنة الحقيقية كانت 1914)

- بشر بتاريخ كاذب للقيامة سنة 1878

- علم بأن بشرة الزنوج السوداء ستتغير الى البيضاء في حكم الملكوت الألفي (برج المراقبة 1-4-1914 برج المراقبة 15-4-1900)

- كان يتطلع الى الذهاب الى النجم "السيون"

- كان يؤمن بأن ميخائيل هو بابا روما

- كان يقيس مسافات ارض هرم الجيزة و يقارنها بسنين نبوية

- ادلى بالعديد من النبوات التي لم يتحقق منها أي واحدة.

هذه الأسئلة بحاجة الى إجابة. يردّ شهود يهوه على مثل هذه الأسئلة عادةً بالقول أن هناك دائمًا رجال مخلصون, أو أن يهوه يعرف شعبه. هذه ليست إجابات منطقية مبنية على اسس و دلائل يبني الأنسان إيمانه عليها بأن هيئة شهود يهوه هي الهيئة الوحيدة على الأرض و أنها تمثل "العبد الأمين الحكيم" خاصة بعد ما نظرنا الى نوعية و جودة الطعام التي توفره.

في الحقيقة, ان تعليم الهيئة لفكرة صف عبد الأمين الحكيم لا يعطي أية دليل على وجود صف منظور واحد طوال السنوات ال2000 الماضية كرابطة تاريخيّة إلى نظيره العصري.

سلسلة الحلقات الغير مرئيّة

من المثير, ان جمعية برج المراقبة تطالب بدليل تاريخي عندما تواجه ادّعاءات متشابهة لمنظّمات دّينيّة أخرى .

تحت عنوان "الخلافة الرسولية" في كتاب "المباحثة من الأسفار المقدسة" ص 184 باللغة العربية نجد أن في مجهودهم لإضعاف السلطة المدّعاة للكنيسة الكاثوليكيّة, يُشَجَّعُوا شهود يهوهَ أن يسألوا الكاثوليكي السّؤال التّالي :

" هل جرى اقتفاء اثر سلسلة غير منقطعة من الخلفاء من بطرس الى البابوات العصريين؟"

بينما يضعوا الكاثوليكيّ في حالة الدّفاع ليعطيهم دليل لمثل هذه السلسلة, أن شهود يهوه بغير قصد يطلبوا من الكاثوليك أن يمدّوا نفس الدليل الدّقيق الذي لا يستطيع شهود يهوه أنفسهم ان يعطوه بالنسبة الى تعليمهم عن صف العبد الأمين الحكيم.

التّرقية أم العقوبة ؟

يصبح الموقف اكثر تعقيدا عندما ننظر الى أمر متناقض آخر.

تدعي الجمعية أن يسوع المسيح كان مسرور جدا بنوعية طعامها حتى انه كافئهم بأعطائهم كافة أمواله او ممتلكاته الأرضية.

مستخدمين متى 25:21 "فقال له سيده نعما ايها العبد الصالح والأمين. كنت أمينا في القليل فأقيمك على الكثير."

"امانتهم وحكمتهم الروحية في خدمة السيد كانت ستحتم مقامهم ان يوضعوا على جميع ممتلكات الرب الأرضية" (برج المراقبة 15-12-1977 ص 751)

لكن هل كان هذا صحيحا؟

"لكنّ تصفهم الأسفار المقدسة بأنهم لابسين ملابس غير طاهرة بسبب معاشرتهم الطّويلة مع العالم المسيحي المرتد. كان لديهم عادات كثيرة, ميزات ومعتقدات متشابهة لطوائف المسيحيّين المشبهة بالزوان. لذلك من فترة 1914 إلى 1918 جاء عليهم إمتحان ناري, ليس بخلاف الفترة القديمة للأسر البابلي لليهود في سنة 607-537 ق.م. حدث هذا بسبب الانتهاك من جانبهم و ذلك لخوفهم من الأنسان, وعدم تصرفهم بطريقة حياديّة تمامًا أثناء سنوات الحرب وتلوثهم بعادات غير طاهرة كثيرة." (برج المراقبة 15-7-1960 ص 435,436)

تُصَوَّر الجمعية هذه الفترة كوقت تأديب إلهي للممارسات الغير الطاهرة. لكن هذا يخلق ورطة منطقيّة. إمّا جمعية برج المراقبة في 1919 قد نجحت الاختبار و استحقّت موافقة المسيح المنتظر, أو كانوا مذنبين بسبب الانتهاكات المهينة والبشعة التي أدت بهم الى الأسر البابلي. لا يمكن أن يكون الأثنين معا.

ما هي الأمور التي كانت عند الجمعية التي بسببها سمح يسوع للعبد أن يدخل في أسر بابلي؟ أن كتيب شهود يهوه في القصد الإلهيّ على الصّفحة 9 يخبرنا أنها كانت سلسلة من المعتقدات الخاطئة التي أوجدتهم في حالة أسر. لكن كما هو معروض بالرّسم البيانيّ في الأسفل, أن المبادئ البابلية التي سبّبت بأسر الجمعية, لم تُصَحَّح حتّى بعد مرور سنوات عديدة بعد أن اختار يسوع العبد بسبب مسلكه الأمين.

معتقدات سنة 1914 التي بسببها قادت العبد الأمين الى الأسر البابلي

السنة التي تم التخلص من هذه المعتقدات والتعاليم

أعتقدوا أن "السلطات العلية" روما 13:1 كانت تشير الى الحكومات الأرضية. ولذلك كان لدى شهود يهوه خوف الأنسان

1929 برج المراقبة حزيران 1929 ص 163. في تلك السنة غيرت الجمعية التعليم هذا و استبدلته بأن السلطات العلية هم يهوه و يسوع. لكن عاودت في الستينات الى التعليم ذاته

شددوا على تعليم "تطوير الشخصية" اي التعاليم التي تشجع على تنمية صفات مسيحية. إعتقدوا ان كان عليهم أن يشددوا على تعاليم النبوات و اتمامهم بدلا منها. ( مع ذلك, كيف إستطاعوا أن يحللوا بأن تعليم تطوير الشخصية المسيحية هو تعليم يستحق بسببه الأسر البابلي هو شيء مذهل حقيقة.)

لا زالت تعاليم "تطوير الشخصية" تعلّم حتى سنة 1919. فيما بعد لم تنشر الجمعية مقالات عن اللطف, المحبة, الرحمة, الزواج و ذلك بسبب الأعتقاد أن مثل هذه المقالات كانت تعتبر "تطوير الشخصية". من الغريب أن مجمع المقالات الحاضرة تركز على "تطوير الشخصية" أكثر من أي شيء آخر, هذا بعد فشل معظم تفاسيرهم عن النبوات و إتمامها.

كان هنالك عبادة أفراد (مثل رصل)

حتى سنة 1927 كانت الجمعية تعلّم بأن "رصل" كان ذاك العبد

كانوا يحتفلون بأعياد وثنية مثل عيد الميلاد

احتفلت الجمعية بعيد الميلاد حتى سنة 1927

إستخدموا إشارة الصليب

أستخدمت إشارة الصليب على غلاف مجلة برج المراقبة حتى 15-10-1931

مع انهم استخدموا الأسم يهوه من وقت للآخر إلا انه لم يكن في الواجهة

لم يتخذ الأسم يهوه الواجهة إلا بعد أن إتخذوا الأسم شهود يهوه سنة 1931

أستخدموا شهود يهوه الأسلوب الديمقراطي في تعيين الشيوخ والمسؤولين

تم تغيير هذا سنة 1932 (شهود يهوه في القصد الألهي ص127)

من الأدلة المشار اليها أعلاه, تثبت أن فكرة أسباب الأسر البابلي والخروج منه تصبح بلا معنى. هي مجرد وسيلة لوضع حوادث وتاريخ الجمعية تحت هالة نبوية من الكتاب المقدس. ذلك لتمجيد تاريخهم ووضعه على منصة عالية. حتى عند فحص الأسباب نفسها لما يسموه بالأسر البابلي فهل من العاقل الإفتراض بأن للسيد يسوع المسيح أي يد في ذلك؟ على العكس, فإن كل هذا يخدم لتعظيم صورة الجمعية لكن في نفس الوقت, لابد أن التعليم هذا يؤدي الى تحقير حكمة و جلالة و وقار السيد يسوع المسيح حتى أذا لم تقصد الجمعية بفعل ذلك.

الفهم التّقدّميّ ؟

تتدعي جمعية برج المراقبة بأن اللّه قد استخدمهم بإعطاءهم فهم تقدمي للكتاب المقدّس. لكن ما هو الدليل بأن الله كان سيغير من منهاجه الذي اتبعه في الماضي عندما كان يتعامل مع أفراد "ملهمين" أنبياء و أما اليوم فأنه يتعامل مع مجموعة من رجال غير ملهمة يعطيهم معرفة تدريجية عن الأسفار المقدسة؟

دون أي شك, حاولت و لا تزال الجمعية تعتبر نفسها أحدا من أنبياء الكتاب المقدس. حيث يصنفون أنفسهم بنفس صنف الأنبياء العظماء و يسمون أنفسهم بصف "حزقيال" وصف "إرميا" و صف "يوحنا". لقد أخذوا على عاتقهم أن يتماشوا مع هيبة هؤلاء الأنبياء لكن من دون أن يتحملوا مسؤولية المركز التي شغله الأنبياء. و ذلك أن أنبياء الكتاب المقدس ما علموا قط أية معتقد خاطىء أو بشروا بتعاليم التي اضطروا أن يغيروها في ما بعد. و هذا يعود بسبب أنهم كانوا بحق معينين وملهمين من الله.

تتدعي الجمعية بأنها قناة إتصال الله, لكنهم يعترفون بأنهم غير ملهمين. فكيف يمكن مقارنة الأنبياء موحى بهم بالروح مع أشخاص غير موحى بهم؟

يستحيل إثبات إدعاء الجمعية بأنها عينت الهيا, و ذلك بسبب إدعائهم على حدث غير مرئيّ. أي شخص يمكن أن يدّعي أن المسيح عاد بشكل خفيّ في سنة محدّدة . قد ادّعت الجمعية هذا الحدث مرّتين في تاريخ 120 سنة الخاصّ بها ( 1874 , 1914 ) . تطالب جمعية برج المراقبة اتباعها أن يقبلوا بتواضع وبدون أي شك في الطّعام الرّوحيّ الذي تقدمه. ما يقلق هو أن الفشل في قبول كل شيئ الذي تقوله الجمعية يمكن أن يؤدي الى نتائج فادحة إلى أتباعها. لذا, من النادر أن يجري فحص لمؤلّفات الجمعية, أو أن يتم إختبارها أو فحصها علانية. و أن فعل أي شخص هذا الأمر فسيكون مذنب بكون لديه روح متعالية و عدم تقدير لترتيب الله.

هل إعتقد المسيحيون الأوائل بأنّهم سوف يكون لديهم معرفة تدريجية عن مشيئة الله؟ أثبت مسيحيّو القرن الثّاني و الثالث معتقداتهم بالإشارة الى ما أعطاهم الرسل من معرفة دقيقة. اعتقدوا المسيحيين آنذاك أن بحوذة الرسل كامل المعرفة الدقيقة.

أشار "ايرانيوس" و هو شيخ مسيحي في القرن الثاني ما يلي:

"إنّه من غير الشرعيّ أن نؤكد بأن الرسل وعظوا قبل أن يمتلكوا المعرفة الممتازة, كما جازف البعض أن يقول, متفاخرين بنفسهم بأنهم حسنوا و أضافوا على تعليم الرسل. لأنّ , بعد أن قام المسيح من الموت, تنشط الرسل بقوة من الأعالي عندما حل رّوح القدس عليهم. هم مُلِؤوا تمامًا وكان لديهم معرفة ممتازة. سافروا إلى نهايات الأرض , يبشرون الأخبار السّعيدة للأشياء الجيّدة المرسلة إلينا من اللّه."

و في القرن الثالث قال "ترتوليان" شيخ معروف في قرطاجة ما يلي:

"يخبرنا المبتدعون أن الرسل لم يعرفوا كل الأشياء . معرضين المسيح للوم لأرساله رسل الذين كان لديهم جهل كبير, أو بساطة كثيرة. من هو الرجل ذات العقل الصّحيح ليمكن أن يفترض أن الرسل كانوا جاهلين بأي شيئ, الذي عيّنهم الرّبّ ليكونوا معلمين؟"

وأيضا:

"متى جاء ذاك روح الحق, فهو سيعلمكم في كلّ حق". يظهر أن الرسل لم يجهلوا شيئا, الذي وعدهم بأن يكون لديهم في المستقبل كلّ الحق بمساعدة روح الحق.

هذه التّصريحات قدّمت إلى أشخاص كانوا يدّعوا بوحي إضافيّ بخصوص المسيح, لكن المبدأ مازال سار المفعول - مسيحيّو الأجيال اللاحقة صدّقوا بالإجماع بأن بحوزتهم المعتقدات الرسولية التي لم تحتاج الى أيّة إضافة أو تّبلور.

و بسبب ذلك ذكر الرسول بولس في رسالته الى اهل غلاطية ما يلي:

و لكن إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم فليكن أناثيما. كما سبقنا فقلنا أقول الآن أيضا إن كان أحد يبشركم بغير ما قبلتم فليكن أناثيما. غلاطية 1:8.

الخلاصة

عند التحليل, يصبح واضحًا أن هناك لا شيء متشابه بين طريقة الاتّصال التّاريخيّة للّه كما هي موجودة في الكتاب المقدّس و الطريقة التي تدعيها هيئة برج المراقبة بالنسبة لتعليم العبد الأمين الحكيم.

  • عدد الزيارات: 3920