الإصحاح الحادي والعشرون: جواب أيوب لصوفر
هنا يجد أيوب نفسه أمام سر لا يستطيع كشفه: لماذا يضرب الله العادل الإنسان الذي يطلب رضاه؟ ولماذا من جهة أخرى وعلى عكس كلام أليفاز وبلدد وصوفر، يُنجح الأشرار في عملهم على الأرض؟ إنهم يسبّون الله قائلين: "ابعد عنا وبمعرفة طرقك لا نسر" (ع14). وبالرغم من ذلك لا يعاقبون. (ع7-15، ملاخي3: 18).
إن سكوت الله وعدم مبالاته ظاهرياً بتصرفات الأشرار هي لغز لكثيرين من المؤمنين(مزمور50: 21). هذه المشكلة الخطيرة كانت سبب عذاب لاساف التقي في (مزمور73) حيث يقول: "حقاً قد زكّيت قلبي باطلاً وغسلت بالنقاوة يديّ. وكنت مصاباً اليوم كله وتأدبت كل صباح" أي ما الفائدة من تزكية قلبي إن كان التأديب يقع عليّ كل صباح. إن للأشرار نصيباً أحسن مني.
ولكن لنقرأ (ع17) من هذا المزمور "...وانتبهت إلى آخرتهم" ليتنا لا نحسد أهل العالم، لأن الله لا ينطق بحكمه قبل القبر. إن المباينة هائلة بين هذه النهاية الرهيبة التي تنتظر غير المؤمنين وبين المستقبل المجيد الذي ذخره الرب لمفدييه المحبوبين(يوحنا14: 3،17: 24، رومية8: 17و18).
بينما يتجه عطفنا صوب أيوب إزاء المعاملة التي يلقاها من أصحابه، فإن في ردوده لدليلاً واضحاً على كفايته في الدفاع عن نفسه، على الأقل فيما يتصل بالناس. وإننا لنراه يواجه كل متكلم من ذات بضاعته، ويسكته. وفي رده على صوفر لا يزال عنيد الروح، يجاوب نقّاشه بأسلوب قاطع.
وهذا الرد ينقسم، مثل خطاب صوفر، إلى سبعة أجزاء:
(ع1: 6) الجدية التي يتسم بها رد أيوب الذي يتصل بالله
(ع7-16) نجاح الأشرار.
(ع17-21) الدينونة لا تظهر إلا في أولادهم.
(ع22-26) تشكيلة من اختبارات الأشرار.
(ع27-31) اتهامه لأصحابه.
(ع32،33) النهاية في الموت.
(ع34) الخاتمة.
- عدد الزيارات: 18826