Skip to main content

الأصحاح السادس

فظل تابوت الله في بلاد الفلسطينيين سبعة أشهر. وبسبب الضربات التي حلّت بهم فكروا في إرسال التابوت إلى بيتشمس. وهي قرية إسرائيلية قريبة منهم. فدعا الفلسطينيون الكهنة والعرافين الذين أدعوا أنهم قادرون على معرفة الأمور المستقبلة عن طريق استدعاء أرواح الأموات أو بواسطة النجوم وإلقاء القرعة. أما الكهنة فأشاروا بكيفية نقل التابوت باستخدام عجلة واحدة جديدة تجرها بقرتان مرضعتان لم يعلهما نير مع حفظ ولديهما عنهما في البيت. فإن صعد التابوت في طريق تخمة إلى بيتشمس فإن هذا يعتبر دليلاً أن ضرباتهم كانت من الرب. واقترحوا أيضاً أن يرسل مع التابوت قربان إثم. وفي هذا اعتراف منهم أنهم أخطأوا بأخذ التابوت وينبغي التعويض عن الضرر الناتج عن عملهم، وإذ ارتفع المرض بعد إرسال التابوت يعلمون أن الضربات كانت من الرب.

وكان قربان الإثم خمسة بواسير من ذهب. ورقم خمسة رقم أقطاب الفلسطينيين ورقم مدنهم الهامة. وكانت البواسير هي المرض الذي أصابهم، وخمسة فيران من ذهب، وهي الضربة التي أصابتهم بانتشار القيران في حقولهم وإتلافها لمحلولهم. وذلك لأنه من عادة الوثنيين تقديم تمثال للجزء المصاب بالمرض. وبتنفيذهم هذا الاقتراح يعطون إله إسرائيل مجداً بطلبهم الغفران منه.

وقال الكهنة للفلسطينيين "لماذا تُغلّظون قلوبكم كما غلّظ المصريون وفرعون قلوبهم أليس على ما فعل بهم أطلقوهم فذهبوا" وهذا ما حدث في خروج 8: 15. لقد ذكر الكهنة ما حدث من نحو 350 سنة، وهذا دليل على أن تلك الحوادث التي حدثت في مصر كانت مشهورة ومعروفة في تلك الممالك حيث ضرب الرب المصريين بعشر ضربات فأطلقوا شعبه.

نفذ الفلسطينيون اقتراح الكهنة بأن وضعوا تابوت الرب على عَجلة جديدة تجرها بقرتان مُرضعتان لم يعلهما ننير؛ الأمر الذي يرينا تقديرهم للتابوت، وحبسوا ولديهما في البيت لأن ميل البقرة هو إلى العودة إلى ولدها، فكان قول الكهنة إنه إذا اتجهت البقرتان مباشرة إلى بيتشمس ولم ترجعا إلى ولديهما فإن في هذا دليلاً على أن الضربات كانت من الرب.

استقامت البقرتان في طريق تخم أرض إسرائيل، وكان اتجاههما إلى بيتشمس وهي مدينة للكهنة (يش 21: 19). وكانت هذه المدينة على تخم يهوذا على الجنوب الشرقي من عقرون وعلى بعد حوالي عشرين كيلومتراً منها.

استقامت البقرتان على بيتشمس وكانتا تجأران- أي تصيحان- من أجل ولديهما وابتعادهما عن البيت الذي كان فيه ولداهما, وهذا دليل على انهما كانتا مسوقتين من الله.

وكان أهل بيتشمس يحصدون حصاد الحنطة, وفرحوا عندما رأوا التابوت وأتت العَجلة إلى حقل يهوشع البيتشمسي ووقفت هناك. وكان هناك حجر كبير جعله الكهنة  في بيتشمس مذبحاً وشققوا خشب العَجلة واصعدوا البقرتين محرقة للرب. وأصعد أهل بيتشمس أيضاً ذبائح أخرى للرب. ومع أن أهل بيتشمس فرحوا برؤية التابوت ولكن يقال هنا إنهم "نظروا إلى تابوت الرب" وضربهم الرب ضربة عظيمة وضرب من الشعب خمسين ألف رجلاً. وكاملة "نظروا" ترينا أنهم رفعوا غطاء التابوت ونظروا إلى داخله. وكانت هذه خطية عظيمة إذ لم يحترموه الاحترام الواجب له لأن التابوت كان في الخيمة ولم يكن بدخل إليه سوى رئيس الكهنة مرة واحدة في السنة وبالدم على يديه. وعند ارتحال المحلة كان هرون وبنوه ينزلون حجاب السجف ويغطون به التابوت, ويأتي بعد ذلك بنو قهات للحَمل فقط ولم يكن ليمسوه. وامات الرب عُزّة لأنه سند التابوت حين كان يُحمَل على العَجلة التي عملها له داود, وكان ذلك مخالفاً للناموس إذ كان يجب أن يُحمَل على أكتاف اللاويين أي يعامل بكل احترام وهيبة.

وحين ضرب الله أهل بيتشمس طلبوا إبعاده بدلاً من أن يعترفوا بخطأهم, وطلبوا إصعاد التابوت إلى قرية يعاريم لأنها قريبة منهم وكانت على تخم يهوذا.

 

  • عدد الزيارات: 2329