Skip to main content

الأصحاح 7

قد يسأل عدم الإيمان عند قراءة هذا الأصحاح- لماذا هذه الإطالة في أقوال الوحي التي يمكن اختصارها في سطور قليلة، ولكن اختصاراً كهذا لا يوافق فكر الله لأنه يسر بذكر كل شيء خاص بتكريس المؤمنين بالتفصيل ولذلك جاء هذا الأصحاح مشتملاً على 89 عدد حيث نرى كل سبط وكل عشيرة يضيء بمميزاته الخاصة وتقدماته التي وصفت وصفاً دقيقاً، دون كل قربان قدم منهم بسرور، لم ينس أصغر الأشياء بل دونها لكي تقرأها الملايين والأجيال، تقرأ تقدمات شعبه، لم تذكر الأسماء والقرابين وصفاً مجملاً، بل مفصلاً، وقد يمر الإنسان على القرابين والعطايا مروراً سريعاً بدون اهتمام، لكن الله لا يعمل ذلك لأنه يسر بكل جزء فيها. ويحق لنا أن نسمي هذا الأصحاح السابع من سفر العدد عينات من صفحات سفر الأبدية المنقوش عليها بأصبع الله أسماء خدامه وخدماتهم. وإذ يرجع القارئ إلى 2 صم 23، رو 16 لوجد صفحتين من الوحي متشابهتين، في الأولى نرى أسماء وأعمال أصحاب داود وفي الثانية نرى أسماء وأعمال أصدقاء بولس كل واحد له مكانه الخاص في جدول أسماء القديسين، وكل واحد له مكانه الخاص في قلب السيد، ولا شك أنه بعد قليل جداً سيعلن ذلك للجميع وسينال كل واحد مكافأة خدمته.

كان بين رجال داود "الثلاثة الأول", "والثلاثة", ثم "الثلاثين" وعمل كل واحد من هؤلاء الأبطال قد ذكر ذكراً وافياً, وكذلك نوع وجوهر خدمته وكيفية أدائها كل شيء دون بكل عناية وتدقيق وذلك بعلم الروح القدس الذي لا يخطئ ولا يحابي بالوجوه. إن عين الرب تتبعت الرؤساء حين قدموا عطاياهم، ورأت الفلسين اللذين قدمتهما الأرملة في خزانة الهيكل لأنه لا ينسى أقل خدمة تقدم إليه.

يستحضر هذا الأصحاح أمامنا تقديراً ملحوظاً من جانب رؤساء الأسباط للنظام المسموح المقدس الذي أقامه الله في وسط وشعبه وهو خيمة الاجتماع. وكانت التقدمات التي يذكرها اختيارية وتلقائية، لم يذكر أنه كان هناك أمر من الله بشأنها، وقاد الرؤساء الشعب ليعطي هذه التقدمات الموافقة لمسرة الله ومناسبة لحمل الخيمة في البرية كما كانت مناسبة لخدمة المذبح ونرى فيها قيادة الرب لشعبه في كل الأمور.

كان بعض الأسباط كبير العدد: يهوذا 74000، والآخر صغيراً منسي 32000، ومع ذلك كانت القيادة واحدة في كل الأسباط، وهذا ما يعمله الرب في اجتماعات القديسين الآن، فالاجتماعات الكبيرة والصغيرة يقودها الرب كلها قيادة واحدة في طريق الشهادة لاسمه، قيادة تتوافق مع مقاصد الله، ويجهز الرب القواد والمرشدين الذين يستخدمهم لهذه القيادة الروحية، ومع ذلك ينبغي أن نحذر من الذين يضعون أنفسهم في مركز القيادة دون أن يقيمهم الرب لهذا العمل، أناس ذوي اسم مثل قورح وداثان وأبيرام الذين امتلأت بهم المسيحية الاسمية.

أقام الرب مسكناً مسموحاً في وسط شعبه القديم وأيضاً مسكناً في العهد الجديد يشير إليه الرسول في عب 8 بالقول "وأما رأس الكلام فهو أن لنا رئيس كهنة مثل هذا قد جلس في يمين عرش العظمة في السموات خادماً للأقداس والمسكن الحقيقي الذي نصبه لا إنسان" (عب 8:1، 2) هذا المسكن منفصل انفصالاً كاملا عن النظام البشري. أقام الله نظاماً إلهياً محفوظاً بمسحة الروح القدس، أقيم هذا المسكن في يوم الخمسين، وكما كان رؤساء الأسباط لهم تقديرهم لما هو من الله في وسطهم نرى تقدمات العهد الجديد عندما جاء الرب يسوع له المجد إلى عالمنا تدل على تقدير ما هو من الله ممن قدموها حيث نرى تقدمات المجوس (مت 2: 11)، وتسبيحات الأطفال في الهيكل (مت 21: 15، 16)، والتقدمات التي وضعت أمام أقدام الرسل (أع 4: 35، 37) كانت كلها تلقائية وفي روح التعاون، وهذا ما نراه في رؤساء الأسباط عندما قاموا بتقديم تقدماتهم.

بمجرد أن أقيمت الخيمة ومسحت وتقدست جاء حالاً الرؤساء بتقدماتهم، كانوا يرغبون في أن يكون لهم نصيب في تقديم الخدمة المعلنة في ص 3، 4 وهي حمل خيمة الاجتماع في البرية، كانوا يرغبون في تسهيل هذه الخدمة بقدر الإمكان والرب يشجع مثل هذا التدريب في كل اجتماع محلي للقديسين لأن الشهادة ليست سهلة في مشهد هذا العالم المملوء بالصعوبات والعقبات للشهادة. وهذه الرغبة نابعة من المحبة "تعب المحبة" (1 تس 1: 3). انظر أيضاً (1 كو 15: 58)، وأعظم مثل لذلك أتعاب بولس. إن عمل الرب يحتاج إلى غيرة نشطة وحرارة الروح.

كان للرؤساء فكرة تغطية العجلات إذ أحضروا عجلات مغطاة لأن ما أحضروه يجب أن يحفظ من التأثيرات المحيطة في البرية، وهذا يرينا أن الحقائق المرتبطة بالشهادة للرب ليست للعرض العلني، ونقرأ كلمة "سر" في العهد الجديد وهي ترينا أن الحقائق والدور لا ينبغي طرحها أمام الخنازير بل هي لتمتع المؤمنين.

وتحرك الخيمة في البرية رمز لتحرك الشهادة في وقتنا الحاضر فهي ليست شهادة جامدة، مجموعة تعاليم وصيغ ثابتة من قرون طويلة، بل هي شهادة مصحوبة بتدريبات روحية تعبر البرية تحت قيادة روحية. كانت فكرة العجلات نابعة من المحبة لتسهيل تحرك الخيمة. ويوجد في الفكر الإلهي مكان لكل ما هو نابع من المحبة لتسهيل الخدمة والشهادة، ونستطيع أن نرى في خدمة يوحنا مرقس وبرنابا شيئاً من ذلك. وكتب تريفوس رسالة رومية المطولة تحت إملاء الرسول بولس، وأرسل إليه المؤمنون في فيلبي مساعدات مالية، وأنعشه أنسيفورس حين وجد الرسول في رومية، كل هذه الأمور تشير إلى العجلات، وتسهيل تحرك خدام الرب وتعمل تحت القيادة الكهنوتية، وتوزيع الكتب التي تحوي الحق الإلهي والنبذ وتسهيل تحرك خدام الرب وإضافتهم وتسديد أعوازهم، كلها عجلات لتسهيل الخدمة. والرب قبل أن يكلف بالخدمة يعطي وسائل تسهيلها.

لكن العجلات ليس لها أي نصيب في خدمة الأقداس التي وزعت على القهاتيين، فكانوا يحملون القدس على أكتافهم الأمر الذي يحتاج إلى القوة الروحية، والمعونات المختلفة التي تلقاها من هنا وهناك لم تضف شيئاً إلى خدمته القهاتية، لأن هذه الخدمة كانت له كإناء مختار حملها بالنعمة والقوة الروحية وكانت له من الرب مباشرة، وهي رمز للإعلانات التي أعطيت للرسول من المسيح. كان في إمكان القديسين معاونته بالصلاة، وهي في ذاتها قهاتية على مستوى كهنوتي، وتختلف عن معونات العجلات، والخدمة لها مكيال يجب أن يتمم "تمم خدمتك" (2 كو 4: 5) وقال لأرخبس "انظر إلى الخدمة التي قبلتها في الرب لكي تتممها" (كو 4: 17).

وقال بولس للكورنثيين "إن أتى تيموثاوس فانظروا أن يكون عندكم بلا خوف لأنه يعمل الرب كما أنا. فلا يحتقره أحد بل شيعوه بسلام ليأتي إلي لأنب انتظره مع الأخوة" (1 كو 16: 10، 11) كان الرسول يعطي الكورنثيين الفرصة لتجهيز العجلات لتسهيل خدمة تيموثاوس.

وأحياناً يقدم المؤمنون عجلات ليس بفكر الإلهي لأنها مخالفة لكلمته كما عمل داود حين وضع تابوت الرب على عجلة جديدة تجرها الثيران. وأظهر الله غضبه على هذا الأمر باقتحام عزة (2 صم 6: 3- 7، 1 أخ 13: 7- 10).

ونرى كل رئيسين يتعاونان في تقديم عجلة والثيران التي تجرها وهذا يرينا أهمية التعاون في عمل الرب، ويقول بولس عن تيموثاوس "كولد مع أب خدم معي لأجل الإنجيل" (في 2: 22) ويقول عن أبفرودتس "العامل معي" (في 2: 25)وعن إخوة آخرين "وباقي العاملين معي" (في 4: 3)، وهذا ما يريده الرب في كل اجتماع محلي، نعمل طبقاً للحق الإلهي في شركة لتقدم عمل الرب، وحين أرسل الرب تلاميذه أرسلهم اثنين اثنين، وكان هذا أمام عيني الرب حين قال "إن اتفق اثنان منكم على الأرض في أي شيء يطلبانه فإنه يكون لهما من قبل أبي" (مت 18: 19). وكانت التقدمات التي قدمها الرؤساء موافقة لفكر الرب ولمسرته، ولذلك قال لموسى "خذها منهم".

ونرى في التقدمات أوان فضية وأخرى ذهبية، وهي تشير إلينا كمؤمنين، وأعطينا وزن الإناء وليس حجمه، وهذا يرينا أن كل إناء له وزنه أمام الله، وموازين الله التي يزننا بها عادلة ونقية والذي لا يتكلم قد يكون إناءً ثقيلاً، والذي يتكلم كثيراً قد يكون إناءً خفيفاً، وتشير الفضة إلى الفداء، والإناء الفضي يشير إلى المؤمن المفدي لله فنحن لسنا أوان للخدمة على أساس الجسد، بل على أساس موت المسيح كمفديين، ويرتبط بنا سمو قيمة المسيح (1 بط 2: 7)، نحن كهنة لله أبيه (رؤ 1: 6) تقدسنا بتقديم جسد يسوع المسيح مرة واحدة.

وما كان يمكن وجود طبق فضة بدون تنقيته وذلك يتم بتشكيل الآتية واستبعاد كل غزل منها. ومع أن الرسالة إلى العبرانيين تستحضر أمامنا المؤمنين وقد تقدسوا وتكملوا في تقدمة المسيح، ولكنهم يتعرضون للتأديب ليشتركوا عملياً في قداسة الله. ونتعلم من 2 تي 2: 20 أن الذين لهم طبيعة الأواني الذهبية والفضية مسئولون أن يحفظوا أنفسهم من دنس الاختلاط بأواني الهوان في البيت الكبير، والذي يطهر نفسه من أواني الهوان بالانفصال عنها يكون إناء للكرامة مقدساً نافعاً للسيد مستعداً لكل عمل صالح.

واختلاف الأوزان والأشكال لهذه الأواني يرينا اختلاف التعيين الإلهي لكل إناء، فالطبق يختلف عن المنضحة. ومسئوليتنا أن نصل بالصلاة إلى ما هو معين لنا من الله.

وسواء الطبق أو المنضحة فكلتاهما مملوءتان دقيقاً ملتوتاً بزيت قبل تقديمها للمذبح. والدقيق الملتوت بزيت رمز لناسوت المسيح المقدس، لقد حبل به في بطن العذراء بالروح القدس، وقوة العلي ظللتها (لو 1: 31، 35) وهكذا نرى أن الحبل بالروح القدس هو المقصود بالتعبير "ملتوت بزيت" إنه اكثر من المسحة حيث تشير المسحة إلى مسحة للخدمة. كان ناسوته فريداً في أصله وصفاته، ليس أنه كان فقط بلا خطية لكنه كان شخصاً إلهياً جاء في شبه جسد الخطية، جهز جسده من الله بطريقة معجزية.

وحياته التي لا تقارن أظهرت في كمالها الأدبي الذي يشير إلى الدقيق الناعم الملتوت بزيت، كان الزيت يلامس كل ذرات الدقيق، لم يكن هناك أي جزء في حياته الفريدة ليس ممتزجاً بالروح القدس، ولذلك كان دائما موضوع سرور الله. ويشير الطبق إلى آلام المسيح الخارجية والمنضحة أي السلطانية المجوفة غير المكشوفة إلى آلامه الداخلية.

وقربان رئيس السبط أيضاً "صَحْنٌ وَاحِدٌ عَشَرَةُ شَوَاقِلَ مِنْ ذَهَبٍ مَمْلُوءٌ بَخُورًا" (ع 14). يشير الذهب إلى ما هو إلهي، ولذلك فالصحن الذهبي يشير إلى خليقة الله الجديدة في المسيح "إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت. هو ذا الكل قد صار جديداً. ولكن الكل من الله" (2 كو 5: 17، 18) الإنسان الجديد الذي صار إليه المؤمن خليقة إلهية بعيدٌ تماماً عن كل ما هو عن الطبيعة أو الجسد. والصحن الواحد وزنه عشرة شواقل من ذهب، وهذه الشواقل العشرة من ذهب تشير إلى أفكار الله الصالحة من جهة المؤمنين، وهذه الأفكار مضمون تنفيذها في المؤمنين ليس على المسئولية بل بطريقة تستحضر رائحتهم العطرية لله، وهذا ما نراه في البخور ذي الرائحة العطرية المتصاعدة إلى الأعلى.

وقربان رئيس السبط أيضاً في ع 15 "وَثَوْرٌ وَاحِدٌ ابْنُ بَقَرٍ وَكَبْشٌ وَاحِدٌ وَخَرُوفٌ وَاحِدٌ حَوْلِيٌّ لِمُحْرَقَةٍ، وَتَيْسٌ وَاحِدٌ مِنَ الْمَعَزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ، وَلِذَبِيحَةِ السَّلاَمَةِ ثَوْرَانِ وَخَمْسَةُ كِبَاشٍ وَخَمْسَةُ تُيُوسٍ وَخَمْسَةُ خِرَافٍ حَوْلِيَّةٍ".

هذه الذبائح ليست تقدمات مستحضرة نتيجة تدريب فردي مثل تلك المقدمة في الأصحاحات الأولى من سفر اللاويين حيث تشير هناك إلى اختلاف الإدراك للمسيح طبقاً للغنى الروحي لمقدمة الذبيحة، ولكنها تظهر هنا مشاهد مختلفة للمسيح مستحضرة للمذبح. فالثور هو الحيوان الأكبر في الحيوانات الطاهرة ويشير إلى عظمة المسيح شخصياً، أما الكبش فيشير إلى تكريس المسيح لله وللمؤمنين الأمر الذي نراه أيضاً في العبد العبراني (خر 21)، والخروف يشير إليه كالمتألم الخاضع (إش 53)، والتيس الواحد من المعز ذبيحة خطية يشير إلى المسيح المتروك من الخطية الذي مع أنه لم يعرف خطية فقد جعل خطية لأجلنا. وتقدمات هؤلاء الرؤساء تضع في المشهد كل إسرائيل- لها الصفة العامة وليس الفردية.

وعندما تأتي ذبيحة السلامة في المشهد، نجد أعداداً متزايدة، اثنين وخمسة وأيضاً أربعة حيوانات مختلفة، وهكذا نرى أنه حين يكون هناك طعام لكل كهنة الله وشعبه فإن الرموز تمتد وتتنوع لأن الله يرغب في أن يشبعنا بالمسيح حتى لا نتطلع إلى أوثان العالم.

ونلاحظ أن التقدمات في الأعداد 15- 17 كلها ذكور، وهذا يرينا قوة الإدراك للمسيح، وهذا ما قدمه الرؤساء الذين كانوا يقودون الشعب. فالقيادة الروحية المميزة هي التي تقدر أن تقود إلى قوة إدراك كبيرة في المسيح. ونرى في تساوي تقدمات الرؤساء أن الاقتراب إلى الله عن طريق المسيح الذي به لنا كلينا يهود وأمم قدوم إلى الله. العدد الأخير من هذا الأصحاح يرينا طريقة التقدم إلى الله التي تتبع تدشين المذبح، ذهب موسى إلى خيمة الاجتماع وقلبه ممتلئ بكل الغنى الروحي الذي ظهر في التقدمات، لم يكن لديه فقط أفكار غنية ولكن القدرة على وضعها في كلمات مناسبة يتكلم بها في آذان الله، وهو في هذا رمز للمسيح الذي يستطيع أن يتكلم إلى الله في قيمة عمله الكامل على الصليب، ونحن المؤمنين بالمسيح نستطيع أن نتقدم ونتكلم إلى الله في قيمة عمل المسيح، وتقدير الآب لشخصه المبارك "مهما سألتم باسمي فذلك أفعله لتمجد الآب والأبن" (يو 14: 13).

وكلام موسى إلى الله لم يكن صلاة تماماً أو حتى تشكرات بل حديث مقدس، ولا شك أنه امتياز عظيم أن يسبغ على مخلوق أن بتكلم إلى الله، كان موسى وإيليا على الجبل المقدس يتكلمان معه في حرية ومودة مقدسة، وإذا تكلمنا إلى الله، فهو بالتأكيد يتكلم إلينا كما حدث مع موسى إذ سمع الصوت يتكلم إليه من على كرسي الرحمة الذي على تابوت الشهادة. وهو أمر مبارك أن نتكلم إلى الله ولكن الأكثر بركة أن يتكلم هو إلينا وذلك ليجعلنا في شركة معه ونستمر في الكلام معه. ونقرأ أخيراً "فكلمه" أي تكلم موسى إلى الله، ولم تنته المقابلة بالصوت الذي تكلم من على كرسي الرحمة لأن رغبة قلبه أن نستمر في الكلام معه.

ونستطيع أن نستفيد من معاني رؤساء الأسباط على النحو التالي "نحشون" ومعنى اسمه وسيط الوحي وهو يشير إلى المسيح الذي أعطانا تفسيراً وتوضيحاً وإعلاناً لما هو موجود في قلب الله من جهتنا ومدون لنا في الوحي، والاسم الثاني "نثنائيل" ومعنى الاسم عطية الله، أي أن ما هو موجود في قلب الله أي مقاصده من جهتنا قد أعطي لنا هبة مجانية "أما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا". وأساس إعطائنا الحياة الأبدية هو محبته ولذلك يأتي الاسم الثالث "أليآب" أي الله الآب، "انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله" (1 يو 3: 1). والاسم الرابع "أليصور" معنى اسمه إلهي هو الصخر أي الصخر الكامل صنيعه والثابت في محبته ونعمته واذلك يأتي الاسم الخامس "شلوميئيل" الذي يعني الله سلام ونحن لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح، والاسم السادس "ألياساف" ومعناه الله يجمع أي إلى مدرسته يجمع القديسين ليكون لهم الفكر الواحد، والاسم السابع "أليشمع" ومعنى الاسم الله يسمع أي يسمع صلاتنا حين تقدم إليه بثقة وإيمان وتكون حسب مشيئته، والاسم الثامن "جمليئيل" ومعناه الله هو المكافئ الذي يكافئ على كل عمل لمجد اسمه. ويحرضنا الرسول قائلاً "مكثرين في عمل الرب كل حين عالمين أن تعبكم ليس باطلاً في الرب" (1 كو 15: 57)، والاسم التاسع "أبيدن" أبا الدينونة- كان الرب يسوع إذ شتم لا يشتم عوضاً وإذ تألم لم يكن يهدد بل كان يسلم لمن يقضي أو يدين بعدل (1 بط 2: 23)، والاسم العاشر "أخيعزر" أي أخي معين، وعندما اسلم لمن يقضي بعدل يصبح الرب يسوع هو الأخ المعين. والاسم الحادي عشر "فجعيئيل" ويعني تدخل الله بحث وهو الحدث الذي سيفجع العالم أعني الاختطاف، أما الاسم الثاني عشر فهو "أخيرع" ومعنى اسمه أخو الشر وهو يشير إلى الوحش الذي سوف يوجد بعد اختطاف الكنيسة.

  • عدد الزيارات: 1872