الأصحاح السادس عشر
"وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الْجَمْعِ لأَجْلِ الْقِدِّيسِينَ فَكَمَا أَوْصَيْتُ كَنَائِسَ غَلاَطِيَّةَ هَكَذَا افْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضاً. فِي كُلِّ أَوَّلِ أُسْبُوعٍ لِيَضَعْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عِنْدَهُ خَازِناً مَا تَيَسَّرَ حَتَّى إِذَا جِئْتُ لاَ يَكُونُ جَمْعٌ حِينَئِذٍ" (ع 1، 2).
هذا هو الأصحاح الأخير في الرسالة الحافلة بالتعاليم الخاصة بالجماعة والفرد والممارسات الكنسية وبالعبادة وغير ذلك من الحقائق الأساسية الهامة وكذلك الواجبات المسيحية.
ونلاحظ أن جو هذا الأصحاح هو جو المحبة والسلام. جو عائلي رغم أن منهم من تكلم ضد الرسول لكن لا توجد لذلك تأثيرات على الإطلاق بل جو محبة نقي معطر.
يتكلم الرسول هنا عن موضوع العطاء:
لم تترك كلمة الله شيئاً إلا ونجد عنه إرشاداً ونصحاً. هل توجد طريقة للجمع أم كل كنيسة تتبع نظام كما تشاء؟ يجب أن تسير الكنائس على طريقة موحدة.
كان الأخوة في اليهودية فقراء ونجد الكلام عن الجمع لهم في سفر الأعمال ورسائل رومية وغلاطية وكورنثوس الأولى والثانية.
عندما رجع بولس من رحلته الأولى وذهب إلى أورشليم وأعطوه يمين الشركة ليكون هو وبرنابا للأمم وبطرس للختان قالوا: "غير أن نذكر الفقراء" (غل 2: 10). ونذكر أنه حدث الجمع مرتين للفقراء في أورشليم:
الجمع الأول: مذكور في (أع 11: 27- 30) عندما حدث جوع عظيم على جميع المسكونة في أيام كلوديس قيصر علاوة على فقر المؤمنين من اليهود لأنهم لما آمنوا اضطهدوا وتشتتوا وقبلوا سلب أموالهم بفرح كما جاء في (عب 10: 34).
فالأخوة في أنطاكية التي هي أول كنيسة أممية عملوا جمعاً وأرسلوا الخدمة مع اثنين من اليهودية.
الجمع الثاني: هو الجمع الذي كان الرسول مشغولاً به هنا وفي الرسالة الثانية وفي رسالة رومية.
يقول في (رو 15: 26- 28): "لأَنَّ أَهْلَ مَكِدُونِيَّةَ وَأَخَائِيَةَ اسْتَحْسَنُوا أَنْ يَصْنَعُوا تَوْزِيعًا لِفُقَرَاءِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ. اسْتَحْسَنُوا ذلِكَ، وَإِنَّهُمْ لَهُمْ مَدْيُونُونَ! لأَنَّهُ إِنْ كَانَ الأُمَمُ قَدِ اشْتَرَكُوا فِي رُوحِيَّاتِهِمْ، يَجِبُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَخْدِمُوهُمْ فِي الْجَسَدِيَّاتِ أَيْضًا. فَمَتَى أَكْمَلْتُ ذلِكَ، وَخَتَمْتُ لَهُمْ هذَا الثَّمَرَ، فَسَأَمْضِي مَارًّا بِكُمْ إِلَى اسْبَانِيَا".
"فكما أوصيت كنائس غلاطية هكذا فعلوا أنتم أيضاً": فهذا مبدأ موحد تسير عليه الكنائس. ما هو هذا المبدأ؟
"في أول كل أسبوع ليضع كل واحد منكم...": لماذا أول كل أسبوع؟ لأنه يوم الرب ولا يوجد يوم أنسب منه للجمع ففي هذا اليوم نذكر محبة الرب وتضحيته لأجلنا ونقول مع المرنم:
أنت أتيت بالغفران والنجاة
وقد وهبتني الخلاص
وأنا ماذا يا ترى وهبت من أجلك
في (2 كو 8: 9) نقرأ: "فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ" وفي (عب 13: 16) نقرأ: "وَلكِنْ لاَ تَنْسَوْا فِعْلَ الْخَيْرِ وَالتَّوْزِيعَ، لأَنَّهُ بِذَبَائِحَ مِثْلِ هذِهِ يُسَرُّ اللهُ".
"ليضع كل واحد": لا يستثنى أحد بل كل واحد مطالب بأن يشترك في هذا العمل ويعطي الروح القدس للعطاء عدة أسماء جميلة منها: نعمة- شركة- خدمة- بركة (2 كو 8: 4، 9: 1، 5).
وأيضاً ثمر (رو 15: 28) وعطية ثمر (في 4: 17).
والرب يسوع له المجد اهتم بالعطاء وجلس بجانب الخزانة يلاحظ ما يلقونه فيها. وهو الآن ينظر إلى ما نضعه في الصندوق كل يوم أحد والمعطي المسرور يحبه الرب.
هل تعمل حساب ذلك أيها الأخ الحبيب وأنت تضع ما تلقيه في الصندوق؟ وإن كان الناس لا يرونك لكن الله يراك. لأن العطاء يجب أن يتناسب مع طاقة كل واحد وما يعزم عليه في قلبه. لذلك سأل بطرس حنانيا وسفيرة: أبهذا المقدار بعتما الحقل؟ وعندما كذب اعتبر ذلك كذباً على الروح القدس.
كل واحد يضع عنده أي يخزن في بيته طوال الأسبوع بحسب ما يسّره[1] الرب له أو بعبارة أخرى بقدر ما أعطاه الرب من ميسرة ونجاح. ويحضره معه في أول كل أسبوع ليضيفه إلى ما وضعه أخوته ولا يكون جمع في حضور الرسول. فنصيب الرب من دخلي يجب أن يفرز ويجب أن تتوفر فيه الشروط الآتية:
يكون بسخاء، وليس بشح، ولا بحزن، ولا عن اضطرار، ولا عن بخل، بل على قدر الطاقة وفوق الطاقة أيضاً طالما أعطينا أنفسنا للرب أولاً (2 كو 8: 9).
يقول الرب له المجد: "اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ، حَيْثُ لاَ يُفْسِدُ سُوسٌ وَلاَ صَدَأٌ، وَحَيْثُ لاَ يَنْقُبُ سَارِقُونَ وَلاَ يَسْرِقُونَ" (مت 6: 20) هذا هو المكان (البنك) المضمون لحفظ أموالك. ليت الرب يعيننا لنطبق هذه المبادئ السامية عملياً.
- توجد أغراض كثيرة للجمع منها لعمل الرب وهذا ميدان واسع مثل المطبوعات التي تنشر الحق الإلهي والنبذ الخلاصية، وحاجات الذين كرسوا أنفسهم لخدمة الرب. ثم الملاجئ والعائلات الفقيرة وإقامة مباني العبادة إلى غير ذلك. فلا أفاجأ ولا أرتبك عندما يحدث جمع لأن نصيب الرب مخزون عندي في البيت. ويجب تقديمه في هذه المناسبات.
كان الإسرائيلي بعد إعطاء العشور يقول: "قد نزعت المقدس من البيت" (تث 26: 13).
ولا شك أن ما نقدسه للرب يكون أكثر من عشر الدخل لأنه من غير المعقول أن نعطي في زمان النعمة أقل مما كانوا يعطون في زمان الناموس بل يجب أن نرتفع فوق مستوى الناموس. وكلما أجزلت العطاء كلما أجزل الله لك العطاء أيضاً فهو لا يكون مديوناً لأحد.
يقول سليمان الحكيم: "يوجد من يفرق فيزداد أيضاً" (أم 11: 24) وأيضاً: "من يرحم الفقير يقرض الرب وعن معروفه يجازيه" (أم 19: 17).
ويجب ألا يكون العطاء مصحوباً بحب الظهور. فالرب له المجد قال: "اِحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا صَدَقَتَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوكُمْ... فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ، كَمَا يَفْعَلُ الْمُرَاؤُونَ... فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ" (مت 6: 1- 4).
"وَمَتَى حَضَرْتُ فَالَّذِينَ تَسْتَحْسِنُونَهُمْ أُرْسِلُهُمْ بِرَسَائِلَ لِيَحْمِلُوا إِحْسَانَكُمْ إِلَى أُورُشَلِيمَ. وَإِنْ كَانَ يَسْتَحِقُّ أَنْ أَذْهَبَ أَنَا أَيْضاً فَسَيَذْهَبُونَ مَعِي" (ع 3، 4).
نفهم من هذا أن الخدمات لا تكون مع فرد واحد بل أكثر من واحد إذ يقول الرسول: "الذين تستحسنوهم"- هذا هو المبدأ الإلهي.
الذين يوزعوهم العطاء أو يجمعونه أو يحملونه- الذين يعتنون بالأمور المالية في الكنيسة يجب أن يكونوا أكثر من واحد. فالرسول هنا يعمل احتياطات كثيرة حتى من جهة نفسه بأن يكون معه آخرون وهو يحمل خدمتهم لأننا لا نجهل أفكار العدو ولا نعطيه فرصة ولا نسمح له بثغرة يدخل منها.
لا يجوز لكنيسة من الكنائس أن تجعل حساب العطاء مع فرد واحد بل يجب أن يكون مع اثنين أو ثلاثة أو أكثر. لكن لا يقل عن اثنين حتى في الكنائس الصغيرة.
يقول الرسول: "الذين تستحسنوهم" أي الذين تنتخبوهم للقيام بهذا العمل. الشيء الوحيد الذي يجوز أن يكون بالانتخاب في الكنيسة هو خدمة الشمامسة (انظر أع 6) حيث يقول الرسول: "لا يجوز أن نرتبك نحن خدام الكلمة بالأعمال المالية فانتخبوا لأنفسكم شمامسة". أما الخدمات الروحية فيقوم بها الخدام أصحاب المواهب الذي يعينهم الرب (لا الناس)- الرب يعطيهم المواهب وهو يرسلهم والروح القدس يستخدمهم معطياً إياهم كلاماً عند افتتاح الفم.
"وَسَأَجِيءُ إِلَيْكُمْ مَتَى اجْتَزْتُ بِمَكِدُونِيَّةَ لأَنِّي أَجْتَازُ بِمَكِدُونِيَّةَ. وَرُبَّمَا أَمْكُثُ عِنْدَكُمْ أَوْ أُشَتِّي أَيْضاً لِكَيْ تُشَيِّعُونِي إِلَى حَيْثُمَا أَذْهَبُ. لأَنِّي لَسْتُ أُرِيدُ الآنَ أَنْ أَرَاكُمْ فِي الْعُبُورِ لأَنِّي أَرْجُو أَنْ أَمْكُثَ عِنْدَكُمْ زَمَاناً إِنْ أَذِنَ الرَّبُّ. وَلَكِنَّنِي أَمْكُثُ فِي أَفَسُسَ إِلَى يَوْمِ الْخَمْسِينَ لأَنَّهُ قَدِ انْفَتَحَ لِي بَابٌ عَظِيمٌ فَعَّالٌ وَيُوجَدُ مُعَانِدُونَ كَثِيرُونَ" (ع 5- 9).
هذا مشروع أو خطة كانت لدى الرسول أو بالحري أشواق قلبه كانت أن يجتاز بمكدونية ثم يشتي عندهم في كورنثوس فالرسول كان في أفسس عندما كتب هذه الرسالة إليهم لذلك يقول في ختام الرسالة: "كنائس آسيا (التي عاصمتها أفسس) تسلم عليكم"- هذا كلام محبة جميل مع أن من هؤلاء من أنكروا رسوليته واحتقروا خدمته لكن كل هذا لم يترك أثراً في نفسه فنراه يتكلم بلغة المحبة الجميلة راجياً أن يقضي وقتاً بينهم. أليس هذا الذي قال: "صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ، لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَال قَوْمًا"؟
يقول في الأصحاح الحادي عشر من هذه الرسالة: "وأما الأمور الباقية فعندما أجيء أرتبها". طبعاً كانت هذه أمور خاصة بسيطة لأنها لو كانت مبادئ لكتبها لهم بالروح القدس.
"إن أذن الرب": كانت أشواق قلب الرسول أن يراهم ويمكث عندهم ويرتب أمورهم لكنه يقدم مشيئة الرب. جميل أن تكون عاداتنا أن نستعمل هذه العبارة "إن شاء الرب" ونقولها في قلوبنا بتسليم كامل فعلي لإرادة الله.
ونجد أن الرب لم يوافق على خطة الرسول هذه وقد غيرها فعلاً فسنرى في الرسالة الثانية أنه لم يذهب إليهم وأرسل تيطس لهم لكي يطمئنه على تأثير الرسالة الأولى عليهم. وأرسل اثنين من الأخوة ليحملوا خدمتهم التي جمعوها.
أم الكلام الوارد في رسالة يعقوب بخصوص مشيئة الرب فليس للمؤمنين بل لغير المؤمنين الذين لا يجعلون الله في حسابهم فيعملون خططاً جسدية للذهاب إلى المدينة الفلانية للمتاجرة والربح... الخ (يع 4: 13- 16).
"انفتتح لي باب عظيم فعال": نقرأ في (رؤ 3: 7، 8): "وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي فِيلاَدَلْفِيَا:«هذَا يَقُولُهُ الْقُدُّوسُ الْحَقُّ، الَّذِي لَهُ مِفْتَاحُ دَاوُدَ، الَّذِي يَفْتَحُ وَلاَ أَحَدٌ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ وَلاَ أَحَدٌ يَفْتَحُ: أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ. هَنَذَا قَدْ جَعَلْتُ أَمَامَكَ بَابًا مَفْتُوحًا وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُغْلِقَهُ، لأَنَّ لَكَ قُوَّةً يَسِيرَةً، وَقَدْ حَفِظْتَ كَلِمَتِي وَلَمْ تُنْكِرِ اسْمِي".
الرب الذي دفع إليه كل سلطان جعل أمام الفيلادلفيين باباً مفتوحاً. وقد فتح باباً عظيماً فعالاً للرسول بولس في أفسس. وتكونت فيها كنيسة سامية روحياً.
في (أع 16: 6، 7) نقرأ: "مَنَعَهُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ أَنْ يَتَكَلَّمُوا بِالْكَلِمَةِ فِي أَسِيَّا. فَلَمَّا أَتَوْا إِلَى مِيسِيَّا حَاوَلُوا أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى بِثِينِيَّةَ، فَلَمْ يَدَعْهُمُ الرُّوحُ". كم هو جميل ومبارك أن يخدم المؤمن حيث يفتح له الرب الباب.
"ويوجد معاندون كثيرون": يقول البعض طالما يوجد معاندون كثيرون يكون قصد الرب ترك الخدمة في هذا المكان لكن بالعكس فإن هذا دليل على أن الباب فتحه الرب لأن الشيطان لا يهاجم إلا العمل الذي من الله لكن العمل الذي ليس من الله فلا يقاومه ولا يوجد الشيطان معاندين له.
مكث الرسول بولس في أفسس مدة طويلة والمعاندون يزيدون حتى تجمعوا وقاموا بثورة تزعمها ديمتريوس ضد بولس.
"ثُمَّ إِنْ أَتَى تِيمُوثَاوُسُ فَانْظُرُوا أَنْ يَكُونَ عِنْدَكُمْ بِلاَ خَوْفٍ. لأَنَّهُ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ كَمَا أَنَا أَيْضاً. فَلاَ يَحْتَقِرْهُ أَحَدٌ بَلْ شَيِّعُوهُ بِسَلاَمٍ لِيَأْتِيَ إِلَيَّ لأَنِّي أَنْتَظِرُهُ مَعَ الإِخْوَةِ. وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ أَبُلوسَ الأَخِ فَطَلَبْتُ إِلَيْهِ كَثِيراً أَنْ يَأْتِيَ إِلَيْكُمْ مَعَ الإِخْوَةِ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ إِرَادَةٌ الْبَتَّةَ أَنْ يَأْتِيَ الآنَ. وَلَكِنَّهُ سَيَأْتِي مَتَى تَوَفَّقَ الْوَقْتُ" (ع 10- 12).
كان الرسول قد أرسل إليهم تيموثاوس ومعه أرسطوس كما نرى ذلك في (أع 19: 22) وكان تيموثاوس شاباً صغيراً في السن ورقيقاً لذلك يوصيهم الرسول عليه ليكون تيموثاوس عندهم مطمئناً وبلا خوف لأنه يعمل عمل الرب.
كان بين الكورنثيين من قالوا على بولس: "أن الرسائل ثقيلة وقوية أما حضور الجسد الضعيف والكلام حقير" (2 كو 10: 10). فخشي الرسول أن مثل هؤلاء يحتقرون تيموثاوس لذلك يكتب إليهم هذه الوصية.
ونلاحظ كلام الرسول عن ابنه في الإيمان تيموثاوس فهو يعتبره شريكه وزميله في الخدمة ويقول أنه: "يعمل عمل الرب كما أنا أيضاً". ويقول عنه في (في 2: 20): "لأن ليس لي أحد آخر نظير نفسي يهتم بأحوالكم بإخلاص". وإنها لعادة جميلة أن يشيّع الأخوة خادم الرب بعد أن تنتهي مدة خدمته عندهم بعواطف المحبة والتشجيع. وتتضمن كلمة "تشييع" المساعدة في مصاريفه المادية.
"وأما من جهة أبلوس": فقد طلب الرسول بولس منه أن يذهب إليهم ونحن نعلم أن أبلوس اعتبروه منافساً لبولس حيث قال البعض أنا لبولس وآخرون أنا لأبلوس. هل خشي بولس على نفسه عندما يذهب أبلوس إليهم أن تقديرهم لأبلوس يزداد وبالتبعية ينقص بولس في نظرهم؟ كلا. بل هو نفسه ألح على أبلوس ليذهب. هذه هي المسحية الحقيقية وإنكار الذات ووضع مجد المسيح غرضاً واحداً أمامنا.
"ولم تكن له إرادة البتة": لماذا؟ لأن أبلوس أيضاً من ناحيته رأى الانقسامات والانشقاقات بين المؤمنين في كورنثوس عرف أن الوقت لم يكن مناسباً للذهاب إليهم حتى تنتهي الانقسامات فلا يعطي فرصة للشيطان وحيله.
"اِسْهَرُوا. اثْبُتُوا فِي الإِيمَانِ. كُونُوا رِجَالاً. تَقَوُّوا. لِتَصِرْ كُلُّ أُمُورِكُمْ فِي مَحَبَّةٍ" (ع 13، 14).
قال أحد المفسرين أن هذه التوصيات المختصرة الخمسة خلاصة جميلة مثل أوامر عسكرية من القائد واجبة التنفيذ:
الأمر الأول- "اسهروا": أول شيء السهر. هل يجوز للجندي الحارس أن ينام؟ كلا. هذا ليس وقت النوم والتغافل بل وقت اليقظة والصحو والسهر. يقول الرسول لتيموثاوس: "فاشترك أنت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح" (2 تي 2: 3) فنحن جنود للمسيح وعلينا أن نسهر. وقد قال الرب له المجد: "اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة" (مت 26: 41). وإذ سمع بطرس هذه النصيحة من فم الرب يقول: "اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ" (1 بط 5: 8).
ويقول الرسول: "فلا ننم كالباقين بل لنسهر ونصح" (1 تس 5: 6) وأيضاً: "هذَا وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ الْوَقْتَ، أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ" (رو 13: 11).
الأمر الثاني- "اثبتوا في الإيمان": الإيمان هنا هو الحقائق المسيحية التي يقاومها الشيطان ويريد أن يهدمها كحقيقة القيامة التي أنكرها قوم بين الكورنثيين. ويقول يهوذا في رسالته: "ابنوا أنفسكم على إيمانكم الأقدس" (يه 20).
فيقول الرسول للكورنثيين اثبتوا على الحق الإلهي الذي تعلمتموه، ونقرأ أقواله لابنه تيموثاوس في (1 تي 6: 3- 5): "إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُعَلِّمُ تَعْلِيمًا آخَرَ، وَلاَ يُوافِقُ كَلِمَاتِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الصَّحِيحَةَ، وَالتَّعْلِيمَ الَّذِي هُوَ حَسَبَ التَّقْوَى، فَقَدْ تَصَلَّفَ، وَهُوَ لاَ يَفْهَمُ شَيْئًا... تجنب مثل هؤلاء". وأيضاً "تمسك بصورة الكلام الصحيح الذي سمعته مني" (2 تي 1: 13). "وأما أنت فاثبت على ما تعلمت" (2 تي 3: 14).
ويقول الرسول يوحنا: "كُلُّ مَنْ تَعَدَّى وَلَمْ يَثْبُتْ فِي تَعْلِيمِ الْمَسِيحِ فَلَيْسَ لَهُ اللهُ. وَمَنْ يَثْبُتْ فِي تَعْلِيمِ الْمَسِيحِ فَهذَا لَهُ الآبُ وَالابْنُ جَمِيعًا. إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِيكُمْ، وَلاَ يَجِيءُ بِهذَا التَّعْلِيمِ، فَلاَ تَقْبَلُوهُ فِي الْبَيْتِ، وَلاَ تَقُولُوا لَهُ سَلاَمٌ" (2 يو 9، 10). ويقول الرب يسوع له المجد: "اُثْبُتُوا فِيَّ وَأَنَا فِيكُمْ. كَمَا أَنَّ الْغُصْنَ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ بِثَمَرٍ مِنْ ذَاتِهِ إِنْ لَمْ يَثْبُتْ فِي الْكَرْمَةِ، كَذلِكَ أَنْتُمْ أَيْضًا إِنْ لَمْ تَثْبُتُوا فِيَّ" (يو 15: 4). "من يحفظ وصاياه يثبت فيه (في المسيح) وهو (المسيح) فيه..." (1 يو 3: 24).
الأمر الثالث- "كونوا رجالاً": سبق أن قال لهم الرسول في الأصحاح الثالث: "لم أستطع أن أكلمكم كروحيين بل كجسديين كأطفال في المسيح" لأنه عندهم انشقاقات وافتخار. وقال هذا أيضاً في الأصحاح الرابع عشر بخصوص لهفتهم على التكلم بألسنة: "لاَ تَكُونُوا أَوْلاَدًا فِي أَذْهَانِكُمْ، بَلْ كُونُوا أَوْلاَدًا فِي الشَّرِّ، وَأَمَّا فِي الأَذْهَانِ فَكُونُوا كَامِلِينَ (أي رجالاً)"(1 كو 14: 20).
وفي (عب 5: 13، 14) نقرأ: "كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ الْخِبْرَةِ فِي كَلاَمِ الْبِرِّ لأَنَّهُ طِفْلٌ، وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ"- ينبغي للمؤمن أن يشتهي لبن الكلمة الصافي لكي ينمو به ويصبح بعد ذلك رجلاً.
الأمر الرابع- "تقووا": توجد لنا قوة عظيمة مذخرة في الرب:
"تقووا في الرب وفي شدة قوته" (أف 6: 10).
"فتقوَ أنت يا ابني بالنعمة التي في المسيح يسوع" (2 تي 2: 1).
"مُتَقَوِّينَ بِكُلِّ قُوَّةٍ بِحَسَبِ قُدْرَةِ مَجْدِهِ، لِكُلِّ صَبْرٍ وَطُولِ أَنَاةٍ بِفَرَحٍ" (كو 1: 11).
ويصلي الرسول لأجل الأفسسيين قائلاً: "لِكَيْ يُعْطِيَكُمْ بِحَسَبِ غِنَى مَجْدِهِ، أَنْ تَتَأَيَّدُوا بِالْقُوَّةِ بِرُوحِهِ فِي الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ" (أف 3: 16). إن عظمة قدرة الله هي لحسابنا إذ يقول الرسول: "مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا... وَمَا هِيَ عَظَمَةُ قُدْرَتِهِ الْفَائِقَةُ نَحْوَنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ، حَسَبَ عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ" (أف 1: 18، 19).
الأمر الخامس- "لتصر كل أموركم في محبة": قال الرسول لهم في ختام ص 12: "وأريكم طريقاً أفضل" ما هو هذا الطريق؟ هو طريق المحبة. وكتب لهم أصحاحاً كاملاً عن المحبة وهو الأصحاح الثالث عشر وبين لهم فيه أنه بدون المحبة لا نفع لشيء.
"من لا يحب لم يعرف الله لأن الله محبة" ( 1 يو 4: 8). "وَأَمَّا الْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ فَلاَ حَاجَةَ لَكُمْ أَنْ أَكْتُبَ إِلَيْكُمْ عَنْهَا، لأَنَّكُمْ أَنْفُسَكُمْ مُتَعَلِّمُونَ مِنَ اللهِ أَنْ يُحِبَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا" (1 تس 4: 9). "وعلى جميع هذه البسوا المحبة التي هي رباط الكمال" (كو 3: 14).
كم يحزننا أن نرى في المسيحية تحزبات وانقسامات وتنافراً وعداوة بدلاً من المحبة! ليكن جو المحبة هو الذي نعيش فيه ونستنشقه لأن هذا هو جو المسيحية الصحيحة.
"وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ: أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ بَيْتَ اسْتِفَانَاسَ أَنَّهُمْ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ وَقَدْ رَتَّبُوا أَنْفُسَهُمْ لِخِدْمَةِ الْقِدِّيسِينَ كَيْ تَخْضَعُوا أَنْتُمْ أَيْضاً لِمِثْلِ هَؤُلاَءِ وَكُلِّ مَنْ يَعْمَلُ مَعَهُمْ وَيَتْعَبُ. ثُمَّ إِنِّي أَفْرَحُ بِمَجِيءِ اسْتِفَانَاسَ وَفُرْتُونَاتُوسَ وَأَخَائِيكُوسَ لأَنَّ نُقْصَانَكُمْ هَؤُلاَءِ قَدْ جَبَرُوهُ إِذْ أَرَاحُوا رُوحِي وَرُوحَكُمْ. فَاعْرِفُوا مِثْلَ هَؤُلاَءِ" (ع 15- 18).
بيت استفانوس هو عائلة قلت الرب مثل عائلة ليديا التي هي أول من قبل الرب في أوربا (في فيلبي). والرسول يقول في ص 1 إني لم أعمّد أحداً منكم إلا كريسبس وغايس وعمّدت أيضاً بيت استفانوس هم باكورة أخائية أول من قبل المسيح فيها كما كانت ليديا التي آمنت وفتح الرب قلبها ففتحت بيتها للقديسين والرسل وقلت لهم إن كنتم حكمتم إني مؤمنة فادخلوا بيتي وامكثوا. وألّحت عليهم فدخلوا. كذلك استفانوس وأهل بيته بعد أن فتح الرب قلوبهم فتحوا بيتهم ورتّبوا أنفسهم لخدمة القديسين أي جنّدوا أنفسهم لهذه الخدمة- خدمة في الخفاء لكن يقدرها الرب.
"أنتم تعرفون بيت استفانوس": كانوا معروفين لأن أي شخص كان يأتي إلى هناك يستضيفونه وكانت لهم عواطف المحبة لإخوتهم- يلاحظون ويرشدون وبيتهم مفتوح لإضافة الغرباء- يا لها من خدمة محبة جميلة.
هل عيّنهم أحد؟ هل رسمهم أحد؟ كلا. لم يكن في كورنثوس شيوخ معينون لأنه لو كان فيها شيوخ لكان سلمهم الرسول ما يريد أن يوصله إلى المؤمنين، لكنه يقول في ص 11: "لأنني تسلمت من الرب ما سلمتكم أيضاً" وفي ص 15 "فإني تسلمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضاً".
يقول البعض: بدون تعيين شيوخ كيف يعرفهم الأخوة؟ وكيف يقومون بمسؤوليتهم؟ الجواب: إن ممارسة عملهم هي التي تجعلهم معروفين للجميع وهنا يقول الرسول: "أنتم تعرفونهم" مع أنه لم يقمهم أحد ولم يرسمهم. وبعد أن قال الرسول أنتم تعرفون بيت استفانوس عاد فقال:
"فاعرفوا مقل هؤلاء": أي لاحظوا واعتبروهم واخضعوا لهم. هل من أجل مركزهم؟ لا. لكن من أجل عملهم- الرب أعطاهم خدمة وهم يقومون بها لأنهم قبلوها من الرب ويتممونها لذلك تخضعون لهم ومن وقت أن فتحوا بيتهم للقديسين ظل مفتوحاً باستمرار- هذه صورة طبيعية جميلة للخدمة المسيحية التطوعية غير رسمية.
وفي (عب 13: 7) نقرأ: "اذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله"- هؤلاء كانوا قد رقدوا.
وفي (عب 13: 7) نقرأ: "أطيعوا مرشديكم واخضعوا..."- هؤلاء كانوا موجودين وقتئذ.
وكان في تسالونيكي أيضاً شيوخ غير مقامين ولا معينين ويقول لهم الرسول: "ثُمَّ نَسْأَلُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَعْرِفُوا الَّذِينَ يَتْعَبُونَ بَيْنَكُمْ وَيُدَبِّرُونَكُمْ فِي الرَّبِّ وَيُنْذِرُونَكُمْ، وَأَنْ تَعْتَبِرُوهُمْ كَثِيرًا جِدًّا فِي الْمَحَبَّةِ مِنْ أَجْلِ عَمَلِهِمْ" (1 تس 5: 12، 13).
ذهب ثلاثة أخوة إلى الرسول بولس هم استفانوس ومعه فرتوناتوس وأخائيكوس وزاروه وقدموا له خدمة وقد فرح بمجيئهم لأن نقصان الأخوة قد جبره هؤلاء.
"تُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ كَنَائِسُ أَسِيَّا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ فِي الرَّبِّ كَثِيراً أَكِيلاَ وَبِرِيسْكِلاَّ مَعَ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِمَا. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الإِخْوَةُ أَجْمَعُونَ. سَلِّمُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ بِقُبْلَةٍ مُقَدَّسَةٍ. اَلسَّلاَمُ بِيَدِي أَنَا بُولُسَ. إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُحِبُّ الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا. مَارَانْ أَثَا. نِعْمَةُ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَكُمْ. مَحَبَّتِي مَعَ جَمِيعِكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. آمِينَ" (ع 19- 24).
لماذا يقول: "يسلم عليكم في الرب كثيراً أكيلا وبريسكلا"؟ لأن أكيلا وبريسكلا كانا في كورنثوس عندما ذهب إليها الرسول ونزل عندهما لأنه كان في صناعته خياماً مثلهم. فأكيلا وبريسكلا يعرفونهما جيداً ولما كانا في كورنثوس كان في بيتهما كنيسة ولما ذهبا إلى أفسس كان في بيتهما كنيسة أيضاً. وفي الرسالة إلى رومية ص 16 يقول الرسول: "سلموا على بريسكلا وأكيلا العاملين معي في المسيح يسوع اللذين وضعا عنقيهما من أجل حياتي... وعلى الكنيسة التي في بيتهما"- هذه كانت عائلة صغيرة لكن مباركة وحيثما ذهبا كانت كنيسة في بيتهما.
"سلّموا بعضكم على بعض بقبلة مقدس": أي بلا غش ولا رياء. لا تحزب ولا انقسام بل محبة صافية للجميع وكأن الرسول يقول لهم اغسلوا الانشقاقات التي كانت بينكم وسلّموا بعضكم على بعض بكل محبة خالصة.
"السلام بيدي أنا بولس": كان الرسول يملي الرسالة وآخر يكتبها وفي آخرها يكتب الرسول بخط يده هذه العبارة: "السلام بيدي أنا بولس" علامة على أنها ليس مزورة.
"إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُحِبُّ الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ فَلْيَكُنْ أَنَاثِيمَا": هذا كلام خطير. لا يقول إن كان أحد غير مؤمن أو معاند ومقاوم لكن إن كان أحد لا يحب الرب يسوع فليكن أناثيما أي محرماً من كل شيء. محروماً هنا من هذه الحياة وفي الحياة الأخرى بعد الموت.
المحبة للرب يسوع المسيح تعني الإيمان والخدمة وهي الدافع لكل شيء والرسول وهو يقرر هذا الأمر الخطير كان يعلم يقيناً أنه لا يوجد مؤمن حقيقي مولود من الله ويسكن فيه الروح القدس لا يحب ربنا يسوع المسيح لأن المحبة الإلهية قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا والذي أول ثماره "محبة" كما نرى في (غل 5: 22).
"مَارَانْ أَثَا": هذه العبارة تعنني "الرب آتٍ"- "ماران" أي السيد و"أثا" تعني آتٍ.
الذين يحبون الرب يسوع يحبون مجيئه للاختطاف ليروه بالعيان في سحب المجد كما أنهم يحبون ظهوره أيضاً وفي ذلك اليوم ينالون الأكاليل من أجل تعبهم في خدمته.
أما الذين لا يحبون الرب يسوع فيخشون ظهوره لأنه عند استعلان الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته (يجيء) في نار لهيب معطياً نقمة للذين لا يعرفون الله والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح الذين سيعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب ومن مجد قوته (2 تس 1: 7- 9).
"محبتي مع جميعكم": ليس مع الذين قالوا أنا لبولس لكن مع الجميع. يا له من جو معطر بالمحبة الخالصة.
قبل أن يقول لهم: "لتَصِر كل أموركم في المحبة" كانت محبته تفيض إلى جميعهم لأن المحبة هي الطريق الأفضل. وهي العلاج لكل المشاكل والمميز الواضح لتلاميذ المسيح.
ليعطنا الرب نعمة لتفيح من حياتنا رائحة المحبة بل رائحة المسيح الذكية وله كل المجد.
[1]- ما تيسر ليس أي مبلغ كما اتفق بدون حساب لكن بقدر تيسير الرب لي وكلما زاد تيسر الرب كلما زاد العطاء.
- عدد الزيارات: 4378