Skip to main content

الروح التي نواجه بها المقاومات

وفي الأعداد الختامية لهذا الإصحاح أمامنا تحذير هام لخادم الرب. فبالإشارة إلى طريق الانفصال عن تشويش المسيحية فإن الرسول يسبق فيتنبأ كما أن هناك أولئك الذين يطيعون تلك الوصايا والتوجيهات، كذلك هناك أيضاً الذين يقاومون بعنف.فالتأكيد على هذه الحقائق إنما تثير على نحو غير متوقع "المباحثات الغبية والسخيفة[1] "و الاختبار كشف لنا حقيقة هذا الأمر. وغالباً فإن كل جدل يثير الذكاء الإنساني إنما يتجه إلى محاولة استبعاد هذه الوصايا الصريحة في هذا الجزء، ولكننا نحذر بأن هذه المناقشات تولد النزاع والخصومات. فمهما حدث لخادم الرب فلا يجب أن يستدرج للنزاع والخصومة. إنه "لا يجب أن يخاصم"، وإذا سمح لنفسه أن ينزلق إلى الخصومة فإنه يجد نفسه مهزوماً بالرغم من وقوفه لأجل الحق المطلق. فعلى الخادم أن يتذكر أنه خادم فقط وليس هو السيد، وكخادم الرب من واجبه أن يظهر صفة الرب في الترفق وصلاح التعليم والصبر والوداعة في مواجهة المقاومات. إن الميل الطبيعي فينا أن ندفع ونتمسك بما نحن مرتبطين به حتى ولو كان غير كتابي بالمرة. والنتيجة الأولى لاستحضار هذه الحقائق غالباً ما تثير المباحثات الغبية والسخيفة. فإذا أتت المقاومات على الخادم نفسه، يصبح عليه أن يتحلى بالصبر الكثير والوداعة بقدر كبير إذا أراد أن يعلم الآخرين. وعندما نكشف هذه الحقائق للآخرين ليس بسبب وضوح كشفنا لتلك الحقائق ولا بسبب الوداعة في أسلوب تقديمها تصبح مقبولة منهم، ولكن لسبب أن الله وحده هو الذي يحضر الشخص إلى "معرفة الحق".


[1] "foolish and senseless questions" كما جاءت في ترجمة داربى, وتأتي حرفياً "foolish and undisciplined questionings" وفي معناها العام الذهن غير الخاضع لله, وهو الشخص الذي رأيه الخاص وإرادته الذاتية. (المعرب).

  • عدد الزيارات: 3153