إصحاح 6، آية 10
10-"من هي المشرفة مثل الصباح جميلة كالقمر طاهرة كالشمس مرهبة كجيش بألوية؟"
لقد رأت العذارى والبنات العروس "الوحيدة لأمها" فطوبنها. "الملكات والسراري فمدحنها" وتتلخص كلمات التطويب والمدح في قولهن "من هي المشرفة مثل الصباح. . . . . ؟" وهذه هي الصورة التي يجب ان نظهر بها أمام العالم لمجد الله الآب "فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات"(مت5: 16) نعم يجب ان نرى أمام الآخرين في نفس الأوصاف والصفات التي توصف بها العروس هنا "من هي المشرقة مثل الصباح؟" ان الصورة التي ستظهر بها الكنيسة في المجد هي التي يجب ان تظهر بها روحيا وأدبيا هنا في هذا العالم. يتحدث الكثيرون من المسيحيين عن "الكنيسة الغير منظورة" ولكن في الحقيقة لم يكن قصد الله أبدا ان تكون الكنيسة غير المنظورة، لأنه إذا صارت الكنيسة كذلك فهذا دليل انحرافها وخرابها، وإنما يجب ان يرى "صباح" يوم الملكوت المجيد في العروس وهي هنا على الأرض، وهذا ما قصده الرسول بطرس في كلامه عن نور النهار وطلوع كوكب الصبح في قلوب المؤمنين (2بط1: 9) فإذا كان نور النهار أشرق فينا وطلع كوكب الصبح في قلوبنا فأننا نرى بصورة عملية بأننا "أبناء نهار"(1تس5: 4و5) فواجبنا ان تكون لنا في حياتنا وسلوكنا العملي والعلني صفات "النهار" وذلك بالمباينة مع الليل وما له من صفات. ان العروس (في رؤ21) ترى ظاهرة في صورة علنية، وان كل ما تحلت وتجملت به "كعروس مزينة لرجلها" لم يكن شيئا خفيا بل واضحا أمام الآخرين. إنها سترى من ربوات ربوات من شعوب المخلصين في نورها الباهر "ولمعانها شبه أكرم حجر يشب بلوري" وهذا ما يجب ان تكون عليه روحيا وهي هنا على الأرض. يجب ان ترى وقد انعكس عليها بهاء المسيح "ولها مجد الله"
* * *
لقد رأى العريس عروسه قبلا كالغالية "مرهبة كجيش بألوية"(ع4) أما الآن فليست ترى من العريس فقط في هذه الصورة _صورة الظافرة والمنتصرة، بل من الآخرين الذين رأوها. إنها تظهر بصورة علنية كالظافرة والمنتصرة على أعدائها "مرهبة كجيش بألوية" فلا ترى كالضعيفة المنهزمة. أنها جيش المسيح الظافر، ومتى ظهرت الكنيسة بهذه الصورة الجميلة فلن تكون "الكنيسة غير المنظورة".
صحيح أننا نتوقع ردا كاملا ورجوعا شاملا للمسيحية بأسرها _المسيحية الاسمية السائرة في طريق الارتداد _ ولكن رجوعا فرديا، أفرادا يلبون دعوة الرب "ان سمع أحد صوتي" فيعيشون عيشة الغلبة والنصرة ويسيرون معا بحسب مبادئ الكنيسة الكتابية من حيث امتيازاتها ومسئولياتها.
* * *
"من هي المشرقة مثل الصباح؟" فكان عروس المسيا _البقية التقية ترى خارجة توا من ظلام الليل الطويل الذي تجتازه، وإذ تتركه وراءها، تتطلع إلى النهار المبارك عندما "تشرق شمس البر"، وواضح أنه كثيرا ما يرمز في الكتاب المقدس إلى نور الأتقياء في إسرائيل ومجدهم وكرامتهم بالشمس والقمر والنجوم، وهذا ما نراه في أحد أحلام يوسف، ففي عائلة يعقوب ترى الأمة كلها ممثلة في الشمس والقمر والنجوم، وفي سفر الرؤيا (ص12) نجد سبط يهوذا الذي طلع منه ربنا محاطا بذات النور والمجد حيث نقرأ عن "المرأة المتسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى رأسها إكليل من أثني عشر كوكبا" أي ان مجد الاثني عشر سبطا ممثل ومركز في السبط الملكي. كما ان هذه الأجرام السماوية تشير أيضا إلى الثبات كما قيل "مرة حلفت بقدسي أني لا أكذب لداود. نسله إلى الدهر يكون وكرسيه كالشمس أمامي. مثل القمر يثبت إلى الدهر. والشاهد في السماء أمين"(مز89: 35-37) ما أمجده تغييرا سيحدث لذلك الشعب الذي طالما أمتهن وديس تحت الأقدام. فالبنات والملكات والسراري سوف يرين بعيونهن السبط الملكي، يهوذا كعروس "مشرقة مثل الصباح جميلة كالقمر طاهرة كالشمس مرهبة كجيش بألوية" أنها ستكون موضع إعجاب شامل عندما "تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها"(ملا4: 2) عندئذ يتم الوعد القديم "أوصنا لابن داود" وعندئذ تسمع العروس القول "قومي استنيري لأنه قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليك. . . . فتسير الأمم في نورك والملوك في ضياء إشراقك" (أش60: 1و3).
- عدد الزيارات: 4288