Skip to main content

إصحاح 5، آية 4

4-"حبيبي مد يده من الكوة فأنت عليه أحشائي".

لقد مر بنا كيف أنه لا صوت الحبيب الذي ميزته العروس ولا قرعه الذي سمعته كانا كافيين لإنهاضها وذلك لبلادتها وفتور همتها، فأنه كثيرا ما يسمع صوت الرب وقرعه على باب القلب في خدمة الكلمة، ولكن حالة الاسترخاء الروحي والفتور تكون حائلا دون نهوض النفس لاستعادة نشاطها وشركتها مع الرب، ولكن عندما يمد الحبيب يده من الكوة (أو من فتحة الباب ( *) ) ترى النفس صورة أكثر وضوحا لمحبته. لقد سمعت العروس صوته وقرعه على الباب قبلا إلا أنه لم يكن مائلا أمامها، ولكن عندما مد يده فأنه لم يسمعها صوته فقط بل إظهار لها ذاته، وهذا ما حرك عواطفها، إذ ليس شيء يستطيع ان ينهض النفس وينتشلها من سقوطها وفشلها نظير إظهار الرب ذاته لها. أنها رأت يده فتغيرت حالتها "فأنت عليه أحشائي". لقد كان التلاميذ في حالة الرعب والخوف من اليهود، ولكن إذ ظهر الرب لهم وأراهم يديه وجنبه "فرح التلاميذ إذ رأوا الرب".

أننا كثيرا ما نسمع كلمة الله ونتحقق أننا نسمع صوته فيها ولكن مما يؤسف له أننا كثيرا ما سمعنا ولكن قلوبنا لم تتحرك ولم تتأثر وحالتنا الروحية بقيت فاترة أما عندما يمد الرب يده فان ذلك يؤثر على النفس في الداخل "فأنت عليه أحشائي". شكرا للرب فهذه خطوة صوت الاتجاه الصحيح، والفضل فيه ليده. نعم لقد أخذ قلب العروس يتحرك نحو الرب فتتحدث عنه بنفس الكلمة التي لم تكف عن مناداته بها "حبيبي" ذلك ان قلبها لم يكن خاليا خلوا كاملا من العاطفة من نحوه مع أنها في حالة الخمول والفتور، ولكن حينما لا تصغي النفس إلى صوته اللطيف وقرعاته الحبية، فأنه يستخدم وسائل أخرى. وهو يعرف حالة القلب كما يعرف ما يحركه ويحوله إليه "أفلا يفحص الله عن هذا لأنه هو يعرف خفيات القلب"(مز44: 21). أنه يستعمل أساليب ووسائل غير منتظرة، وقد تكون أليمة لكي يصل بها إلى ضمائرنا فندرك حالتنا وأين نحن، ومن ثم تنتصر النعمة فتقوم النفس وتطلب الرب، وتسعى وراء السعادة التي لن توجد إلا فيه هو وفي حضوره الذي يملأ النفس ابتهاجا وغبطة.

* * *


( *) جاءت كلمة الكوة في بعض الترجمات بمعنى "فتحة الباب" “The hole of the door"

  • عدد الزيارات: 3839