Skip to main content

الأصحاح السابع

الله وحده هو الذي يستطيع أن يقدر حق التقدير مدى انحراف القلب البشري. وإذ هو يعلم مبلغ زيغانه وحاجته المتصلة إلى التحذير والإنذار؟ فقد رأى أن يفرد أصحاحاً آخر بأكمله لمعالجة الموضوع ذاته الذي كنا نتأمل فيه. ورغبة في كشف كل حجر لم يقلب لتخليص الشاب من شراك المرأة الأجنبية؟ يعود صاحب الأمثال ويحدد مسالكها وتصرفاتها بصورة جلية. فإذا سعى وراءها الآن. فليس له عذر إذ قد فُتحت عيناه تماماً.

1. يا ابني احفظ كلامي واذخر وصاياي عندك 2. احفظ وصاياي فتحيا وشريعتي كحدقة عينك 3. أربطها على أصابعك أكتبها على لوح قلبك.

نعم؟ فإن التأمل المستمر في كلمة الله هو الذي يصون من الخطية. ولاحظ كيف أنه على اليد والقلب يجب أن تُربط الكلمة وتُكتب. وهذا يتضمن أكثر من مجرد القراءة العابرة للمكتوب؟ إنه يفترض أني أجعل الكلمة ملكي الخاص وأن أتغذى بها يومياً؟ وبذلك تُحفظ نفسي.

4. قل للحكمة أنتِ أختي وادع الفهم ذا قرابة. 5. لتحفظك من المرأة الأجنبية من الغريبة الملقة بكلامها.

إن الشيطان ليس في جعبته سلاح أقوى من الملق لتطويح الشاب. إنما الحكمة والفهم هما اللذان يعوزانه لحفظه من هذا الشرك. إنهما يعلّمانني ألا أحسن الظن بنفسي؟ بل أدينها. وهكذا أستطيع أن أميز الأقوال الكاذبة التي ينطق بها من يحاول أن يهدمني مستغلاً فساد قلبي.

هاهو شاهد عيان يرسم بغاية الدقة مشهداً لم يكرره آلاف الناس فقط؟ بل يتكرر ملايين من المرات؟ وهو صحيح اليوم كما كان صحيحاً أيام سليمان. ويحسن بالشاب أن يتأمله بعناية؟ فيتحذر من الأخطار التي تحيط بمن يأتمن قلبه؟ فينحرف عن الإله الحي ويترك نصيحة أمه ومرشد شبابه.

6. لأني من كوة بيتي من وراء شباكي تطلعت 7. فرأيت بين الجهال لاحظت بين البنين غلاماً عديم الفهم 8. عابراً في الشارع عند زاويتها وصاعداً في طريق بيتها 9 في العشاء في مساء اليوم في حدقة الليل والظلام 10. وإذا بامرأة استقبلته في زي زانية وخبيثة القلب 11. صخّابة هي وجامحة. في بيتها لا تستقر قدماها 12. تارة في الخارج وأخرى في الشوارع. وعند كل زاوية تكمن 13. فأمسكته وقبّلته. أوقحت وجهها وقالت له 14. علىَّ ذبائح السلامة. اليوم أوفيت نذوري 15. فلذلك خرجت للقائك لأطلب وجهك حتى أجدك 16. بالديباج فرشت سريري بموشّي كتان من مصر 17. عطّرت فراشي بمر وعود وقرفة 18. هلم نرتوي وداً إلى الصباح. نتلذذ بالحب 19. لأن الرجل ليس في البيت. ذهب في طريق بعيدة 20. أخذ صرة الفضة بيده. يوم الهلال يأتي إلى بيته.

إن قارئ هذا الجزء الخطير من كلمة الله؟ يرى للوهلة الأولى كيف ينطبق وصف هذه المرأة التي تظهر بمظهر التدين؟ على الكنيسة الاسمية المرتدة. فهي عالية الصوت؟ جامحة متمردة؟ كثيرة التلون والتغير؟ حتى تقدر أن تصطاد أولئك الذين؟ لولا مظاهرها الخداعة هذه؟ لما أمكن أن يكونوا في شركة معها. وهنا يحسن بالقارئ أن يدرس مع هذا الأصحاح؟ المشهد المدون في رؤيا 17 عن «الزانية العظيمة».

وإذ نعود إلى القصة؟ نرى المصير المريع الذي ينحدر إليه الشاب الذي بجهالة يأخذ طريقه إلى بيتها ويتبعها إلى حيث تقوده ضعيفاً متخاذلاً.

21. أغوته بكثرة فنونها بملث شفتيها طوّحته 22. ذهب وراءها لوقته كثور يذهب إلى الذبح أو كالغبي إلى قيد القصاص 23. حتى يشق سهم كبده كطير يسرع إلى الفخ ولا يدري أنه لنفسه.

تلك هي عاقبة طريق الخطية والجهالة. فالموت؟ في خزي لا ينطق به؟ لابد أن يكون النتيجة المحزنة لرفض التعليم والإصغاء إلى أقوال المتملقة.

24. والآن أيها الأبناء اسمعوا لي وأصغوا لكلمات فمي 25. لا يمِل قلبك إلى طرقها ولا تشرد في مسالكها 26. لأنها طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء 27. طرق الهاوية بيتها هابطة إلى خدور الموت.

يا له من صبر طويل؟ هذا الذي يظل يعلم كل من له أذن للسمع؟ وكل من يشتاق أن يكون له قلب فاهم! وفي فصل كهذا؟ كما في كل الكتاب؟ نسمع ذات صوت الله ونجد أن كل كلمة نافعة. وطوبى للشاب الذي يحفظ التعليم المقدَّم هنا؟ لكي يصان من مرارة تبكيت الضمير الأمر الذي طالما اختبر عذابه كثيرون!

  • عدد الزيارات: 3700