الأصحاح الأول
القسم الأول: 1 - 9: الحكمة والجهالة
إن الأعداد الأربعة الأولى من هذا الأصحاح تبدو كأنها تبرر التسمية التي أطلقت من زمن بعيد على هذه المجموعة العجيبة من الأمثال ألا وهى "سفر الشباب".
1 أمثال سليمان بن داود ملك إسرائيل. 2. لمعرفة حكمة وأدب لإدراك أقوال الفهم. 3. لقبول تأديب المعرفة والعدل والحق والاستقامة. 4. لتعطي الجهال ذكاءً والشاب معرفةً وتدبراً.
يحتوي هذا الجزء التمهيدي على عشر كلمات تتكرر مرة بعد أخرى خلال السفر؟ لذا فخليق بنا أن نتدبر دلالاتها ونحن في بداية التأمل. ومن المحقق أن واحداً من هذه المترادفات لم يأتِ هنا بقلم كاتب بَشري فكنا نعتبر تكرارها شيئاً عاطلاً. ولكن كل كلمة الله نقية؟ ولهذا فإن جميع هذه التعبيرات قد جاءت بدقة عجيبة للغاية.
«الحكمة» في عدد 2؟ هي "البراعة"؟ أي القدرة على استخدام العلم؟ المعرفة؟ على الوجه الصحيح. وهي ترد في هذا السفر وحده 37 مرة.
«الأدب» في نفس العدد؟ لفظ يعبر عن كلمة عبرية ترد 26 مرة في السفر. وقد تُرجمت إلى «تأديب» (أم11:3؟24:13). وأيضاً في أى 17:5وإش 16:26. ومعناها "التعليم بطريق التأديب".
«الفهم» في عدد 2؟ أي التمييز.
«المعرفة» (عدد3)؟ كلمة ترد قليلاً في الكتاب؟ وهي تحمل فكرة الخبرة أو التعلم بالاختبارات الأليمة.. اختباراتنا أو اختبارات غيرنا.
«العدل» أو «البر» (عدد3)؟ كلمة تشير إلى السلوك وقد تعرَّف "السلوك القويم"
«الحق» هنا تعني "اتخاذ قرار" والقدرة على "تمييز الأمور المتخالفة".
«الاستقامة» كلمة تشير إلى المبادئ القويمة وتعني "الكمال الأدبي".
«الذكاء» (عدد4)؟ ويعني القدرة على اكتشاف ما في الآخرين يقابلها في العهد الجديد «حكماء كالحيات».
«المعرفة» في عدد 4 بمعنى "العلم" أي المعلومات ذات الطابع السليم.
«التدبر» أي "التفكير" وهذا ما ينقص الشباب؟ لكنه يتوفر لكل من يتغذى بكلمة الله.
نجد في هذه الكلمات العشر وصفاً للأخلاق المستقيمة؟ ومن الأهمية بمكان أن نذكر أن دراسة حق الله وممارسته هي وحدها التي تنشئ هذه الأخلاق. إذاً فهذا الجزء من الكتاب يخاطب الشباب بوجه خاص؟ مزوداً إياه بما يعوزه في طريقه في العالم.
5. يسمعها الحكيم فيزداد علماً والفهيم يكتسب تدبيراً. 6. لفهم المثل واللغز أقوال الحكماء وغوامضهم.
الواثق في نفسه بتعظم؟ هو وحده الذي يحسب نفسه أرفع من أن يتعلم؟ أما الاستعداد للتعلم فهو طابع الحكيم. لكن الحقائق الجديرة بتأملاتنا لا نجدها مبسطة سهلة باستمرار؟ لأن الله يحب أن يدرّب حواسنا للتمييز بين الخير والشر. وليعلم عديمي الخبرة أنه إذا لم يكن في مشيئة الله إلا أن يقدِّم لخلائقه المعلومات اللازمة للطريق إلى السماء ومسئولية المسيحي؟ لكان في مقدوره تعالى أن يفعل ذلك بطريقة أبسط كثيراً من الطريقة التي اختار أن يقدم بها حقه. غير أن ذلك التبسيط كان ينفي التدرب الذي هو لبركتنا ولمجده. ومن هنا أتت نصيحة بولس الرسول «اجتهد أن تقيم نفسك لله مزكى؟ عاملاً لا يخزى؟ مفصلاً كلمة الحق بالاستقامة» (2تي15:2). أما «الغوامض» فإنها تتجلى حينما يتدارسها رجل الله وله عينان مكحلتان بكحل روح الحق.
7. مخافة الرب رأس المعرفة. أما الجاهلون فيحتقرون الحكمة والأدب.
هنا؟ ونحن في بداية خزانة الحكمة؟ نرى إحدى المفارقات الحادة التي يذخر بها سفر الأمثال. فإنه لا توجد معرفة حقة بعيداً عن مخافة الرب. وكل ما تطلق عليه هذه التسمية؟ ويتجاهل الله؟ ليس سوى غباء. وخير للشباب أن يعي هذا وهو يواجه العدد الوافر من النظريات الخاطئة؟ فإن الفلاسفة والعلماء قد ألقوا مخافة الرب في مهب الرياح؟ وجعلوا سلطان الله بعيداً عن دائرة خليقته؟ لذا «وبينما هم يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء»؟ ومن هنا كثرت السخافات التي يتقبلها الجهلاء على أنها علوم وفلسفة. إن العلم معناه المعرفة المستنيرة؟ أما إطلاق هذه التسمية على تخمينات النسطوريين والبيولوجيين الملحدين إنما هو إفساد الألفاظ وتلاعب فيها؟ فالفروض ليست علماً. وما قامت؟ ولن تقوم معركة أو صدام بين الكتاب المقدس والعلم؟ إنما يقع الصدام بينه وبين نظريات غير المؤمنين الباطلة؟ كما بينه وبين العقائد الدينية التي لا يساندها الكتاب؟ ولا تدعمها الحقائق العلمية.
8. اسمع يا ابني تأديب أبيك ولا ترفض شريعة أمك. 9. لأنهما إكليل نعمة لرأسك وقلائدَ لعنقك.
في الكتاب كله نرى طاعة الوالدين مقترنة مع الخضوع لله. إن أولئك المفسرين الذين يقسّمون الوصايا العشرة إلى أربع تتجه نحو الله وستة نحو الناس؟ يتجاوزون فكر الروح. والفكرة الصحيحة التي لا يتطرق إليها الشك هي التي تضع في كل لوح خمساً. فتكون الوصية «أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك» هي الخامسة والأخيرة في اللوح الأول. ذلك أن إكرام الوالدين هو اعتراف وتسليم بالسلطان الإلهي؟ وهو المكان اللائق بالمخلوق.
ولن تقل مسئولية هذه الوصية بالنسبة لمؤمني العهد الجديد الذين ليسوا «تحت الناموس بل تحت النعمة»؟ إذ نقرأ في رسالة أفسس «أيها الأولاد أطيعوا والديكم في الرب لأن هذا حق» (أف1:6). وعلى الفور توجه أنظارنا مباشرة إلى الدور البارز لهذه الوصية في الناموس؟ فهي «أول وصية بوعد». وبالمثل توصينا رسالة كولوسي «أيها الأولاد أطيعوا والديكم في كل شيء لأن هذا مرضي في الرب» (كو20:3).
وهذا خليق بالأولاد المؤمنين أن يكونوا قدوة في الطاعة البنوية لكي يزينوا تعليم المسيح. أما أولئك الشبان الذين يدّعون أنهم أوفياء للرب؟ بينما يتمردون على من يكبرونهم في البيت؟ فإنهم عار محزن على اسم ذاك الذي من المفروض أنهم يخدمونه. فالاستماع إلى تأديب الأب والتعلق بشريعة الأم هما الزينتان المفضلتان اللتان يزدان بهما القديس الشاب.
يضع الرسول عدم طاعة الوالدين في قائمة علامات ارتداد الأيام الأخيرة (2تى1:3-5)؟ فهي الخطية الصارخة المميزة للأزمنة الحاضرة؟ وهي نذير بساعة القضاء التي توشك أن تدق. فالوصية «أيها الأولاد أطيعوا والديكم» طالما استبدل الناس بها "أيها الآباء أطيعوا أولادكم". جيل يزرع الريح؟ لابد أن يحصد العاصفة. فإن الإرادة البشرية تزدري الانكسار بأي حال. ولكن ما أرهب النتيجة! فإن الناس إذ يطرحون كل سلطان أبوي؟ فإنهم بالقياس يطرحون كل مظهر ولائي للسلطان الإلهي؟ ويندفعون متجبرين كما تصورهم آخر أصحاحات سفر الرؤيا الخطيرة.
10. يا ابني إن تملَّقك الخطاة فلا ترضَ. 11. إن قالوا هلم معنا لنكمن للدم؟ لنختفي للبريء باطلاً. 12. لنبتلعهم أحياء كالهاوية؟ وصحاحاً كالهابطين في الجب. 13. فنجد كل قنية فاخرة؟ نملأ بيوتنا غنيمة. 14. تلقي قرعتك وسطنا؟ يكون لنا جميعاً كيس واحد. 15. يا ابني لا تسلك في الطريق معهم؟ امنع رجلك عن مسالكهم. 16. لأن أرجلهم تجري إلى الشر وتسرع إلى سفك الدم. 17. لأنه باطلاً تًنصب الشبكة في عيني كل ذي جناح. 18. أما هم فيكمنون لدم أنفسهم؟ يختفون لأنفسهم. 19. هكذا طرق كل مولع بكسب. يأخذ نفس مقتنيه.
ع10 التملق هو محاولة الإغراء والإغواء.
شيئان يجب أن يتحذر منهما الشاب تحذراً شديداً؟ هما: الزمالة الشريرة «المعاشرات الردية». والكسب الشرير «الطمع الذي هو عبادة الأوثان».
والكلمة الموحى بها ترسم خطّاً فاصلاً بين أولاد الله وأولاد إبليس؟ بين أبناء الطاعة وأبناء المعصية؟ «اخرجوا من وسطهم واعتزلوا»؟ هذه هي وصية الرب. فإذا حاول الخطاة غوايتك؟ ملوّحين بشهوة القلب البشري؟ تحول عنهم. فكل توسلاتهم إنما تدنس؟ ولا شيء يسعدهم إلا أن يلقي الشاب قرعته معهم؟ وأن يكون لجميعهم كيس واحد. ولكنها شركة آثمة؟ ولا يجب أن يكون للمؤمن نصيب فيها. «في مجلسهما لا تدخل نفسي. بمجمعهما لا تتحد كرامتي» (تك6:49).
والخطة الوحيدة الآمنة؟ هي الاعتزال فوراً «لا تسلك في الطريق معهم». فإن الانفصال الكلي عن العالم؟ بكل أوضاعه؟ هو سبيل البركة. وكم من شاب مسيحي تحطمت سفينته لأنه أراد أن يداعب العالم بدعوى محاولة إصلاحه؟ هذا غباء وخطأ جسيم.
«امنع رجلك عن مسالكهم لأن أرجلهم سريعة تجري إلى الشر». فإذا غامرت أولاً أن "تمشي" معهم في طريق ستجد نفسك أخيراً "تجري" معهم. ولن تعتذر بالجهل يوم هزيمتك الروحية والمعنوية؟ لأن كلمة الله أضاءت لك الطريق؟ وكشفت لك الشبكة المنصوبة لك في وضح النهار؟ وحذرتك ضد مكايد إبليس الخادعة.
وبالمفارقة مع توسلات الأشرار؟ يتحدث القسم التالي بصوت الحكمة متوسلة الاستماع والالتفات إليها:
20. الحكمة تنادي في الخارج؟ في الشوارع تعطي صوتها. 21. تدعو في رؤوس الأسواق في مداخل الأبواب؟ في المدينة تبدي كلامها. 22. قائلة: إلى متى أيها الجُهال تحبون الجهل؟ والمستهزئون يسرّون بالاستهزاء؟ والحمقى يبغضون العلم؟ 23. ارجعوا عند توبيخي؟ هأنذا أفيض لكم روحي؟ أعلمكم كلماتي.
في القسم الأول من هذا السفر (ص1-9) نرى كأن الحكمة شخصاً يتكلم. وإنها لتسعى أبدا لتحويل خطوات الشاب عن أبواب الحماقة والجهل؟ إلى هيكل المعرفة والبركة. وهي هنا كمن تنادي في الأماكن العامة؟ جاهدة أن تجذب انتباه العابرين. ففي أسواق التجارة؟ وعند أبواب العدالة؟ وفي أوساط السكان؟ وحتى بين المتعطلين في الشوارع؟ في كل مكان ترجو أن يطيع الجهال صوتها. لكنها وإن كانت لا تلقى رفضاً صريحاً دائماً؟ إلا أنها تواجَه بالمماطلة والتسويف؟ فتصرخ: «إلى متى أيها الجهال تتمسكون بجهلكم؟» ولكن لا جواب.
كما يرفض آخرون رفضاً باتاً أن يسمعوا لصوت الحكمة. فيرفضون شهادتها ويسرون باستقلالهم الفكري المزعوم ويكشفون طابعهم الحقيقي بكراهيتهم للعلم. ولأمثال هؤلاء توجه الحكمة إنذارها بكارثة مقبلة؟ يوم يكون إصغاؤهم لدعوتها الكريمة قد جاء متأخراً.
24. لأني دعوت فأبيتم؟ ومددت يدي وليس من يبالي. 25. بل رفضتم كل مشورتي؟ ولم ترضوا توبيخي. 26. فأنا أيضاً أضحك عند بليتكم؟ أشمت عند مجيء خوفكم. 27. إذا جاء خوفكم كعاصفة؟ وأتت بليتكم كالزوبعة؟ إذا جاءت عليكم شدة وضيق. 28. حينئذ يدعونني فلا أستجيب؟ يبكرون إلىَّ فلا يجدونني. 29. لأنهم أبغضوا العلم؟ ولم يختاروا مخافة الرب. 30. لم يرضوا مشورتي؟ رذلوا كل توبيخي. 31. فلذلك يأكلون من ثمر طريقهم؟ ويشبعون من مؤامراتهم. 32. لأن ارتداد الحمقى يقتلهم؟ وراحة الجهال تبيدهم. 33. أما المستمع لي فيسكن آمناً ويستريح من خوف الشر.
واضح جداً أن هذه الأعداد شبيهة بدعوة الإنجيل؟ بما يصاحبها من إنذارات بالدينونة القادمة إن رفضها الناس. ففي مطلعها؟ وبأسلوب العهد القديم؟ نجد مبدأ الله «لاتضلوا. الله لا يشمخ عليه. فإن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً. لأن من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فساداً. ومن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة أبدية» (غل7:6؟8). فالمبدأ ثابت سواء انطبق على الخطاة أو القديسين. على أننا نلمس «خدمة المصالحة» في نداء الحكمة وما هي النتيجة المتعذر اجتنابها.
آه أيها القارئ. إن كنت لم تخلص بعد؟ ألا فاذكر أنه إن كنت ترفض صوت «إله كل نعمة» في هذا العالم؟ فهناك عالم آخر سيرفضك فيه متى التقيت به كإله الدينونة. ليس فقط مشهد واحد تزدري فيه دعوة الحكمة؟ بل هنالك عالم آخر تُزدرى فيه صيحتك إن دخلته كرافض رسالة النعمة. إن النعمة التي ترفضها الآن ستضحك من نواحك ومن ولولتك اليائسة!
وليس أقسى على النفس الهالكة من أن تتذكر؟ وهي في هاوية العذاب؟ رسائل الإنجيل التي طالما قوبلت بالازدراء؟ وكلمة الله التي عوملت بغير تقدير أو اعتبار. فتصرخ في يأس "يسوع مات لأجل البشر؟ مع ذلك أنا في الجحيم! بذل نفسه عن الخطاة؟ وأعدّ لي طريق الخلاص؟ لكني كغبي رفضت نعمته حتى أنها ارتدت؟ وأغلق باب الرحمة؟ وأنا الآن أهلك إلى الأبد!" هكذا تضحك الحكمة عند بليتك إن دخلت الأبدية بخطاياك.
لن يستطيع واحد من أولئك الذين أصبح مصيرهم تعيساً شقياً؟ أن يلوم الله. بل سيعترفون أن ذلك كله صار لهم لأنهم أبغضوا المعرفة ولم يختاروا مخافة الرب؟ ارتدوا مع الحمقى فقتلوا؟ ونجحوا في غبائهم فهلكوا. هذا هو مصير رافضي الحكمة المتجاهلين توسلاتها. أما كل من أصغوا يسكنون آمنين إلى الأبد مطمئنون من خوف الشر «كثيرة هي نكبات الشرير. أما المتوكل على الرب فالرحمة تحيط به» (مز10:32).
على أنه لا يكفي أن نفكر في إنذار غير المؤمنين؟ بل إنه حتى بالنسبة لأولئك الآمنين إلى الأبد كتب الرسول «فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق لا كجهلاء بل كحكماء. مفتدين الوقت لأن الأيام شريرة. من أجل ذلك لا تكونوا أغبياء بل فاهمين ما هي مشيئة الرب» (أف15:5-17). إنه يصدق على القديسين والخطاة على حد السواء؟ إننا نحصد ما نـزرع. ولا يقدر المؤمن أن يخط لنفسه طريقاً دون أن ينال جزاءه؟ فإذا ما تحول عن بيت الحكمة وتابع طريق الغباء والجهل؟ فهو أيضاً لابد أن يسمع في النهاية ضحكة ساخرة من تلك الحكمة التي جرؤ على ازدرائها. ذلك أن تأديب الرب لابد أن يتبع الانحراف عن الطريق التي للمسيح.
من المهم أن نذكر أنه وإن كان في اللحظة ذاتها التي يثق فيها الخاطئ المسكين بالرب يسوع كمخلص له؟ تنتهي إلى الأبد مسئوليته كمجرم عليه أن يواجه الديان «إذاً لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح» (رو1:8)؟ ولكن في نفس اللحظة تبدأ مسئوليته كابن يتعامل مع أبيه وأن ذلك الآب «يحكم بغير محاباة حسب عمل كل واحد» (ابط17:1).
ومسئوليته الجديدة تنبع من نسبته الجديدة. ومن هنا عليه أن يحسب نفسه ميتاً عن الخطية ولكن حياً لله بالمسيح يسوع ربنا (رو11:6). فإن فشل في هذا وسمح لنفسه ألا يكترث بمشيئة الله؟ فلابد أن يتعلم بواسطة عصا تأديبه. «يعلم الله أن ينقذ الأتقياء من التجربة ويحفظ الأثمة إلى يوم الدين معاقبين» (2بط9:2). وفي هذا العالم يتعامل الآب مع المسيحي الحقيقي بشأن سقطاته. أما الأثمة فسوف يعاملهم الله في يوم الغضب. ولو إن الخطية تجلب الألم عليهم حتى وهم على الأرض. فلنذكر إذاً أنه «الوقت لابتداء القضاء من بيت الله. فإن كان أولاً منا فما هي نهاية الذين لا يطيعون إنجيل الله؟ وإن كان البار بالجهد يخلص فالفاجر والخاطئ أين يظهران؟» (1بط17:4؟18).
- عدد الزيارات: 5379