ديباجة
أول كل شيء نحمد الله ونستمد بركته ونخص القراء بتحية المحبة والولاء ثم نشرع في نشر سلسلة هذه الشروح الجديدة التي لقبناها "بالبيضاوية" لأننا جرينا فيها على الخطة المثلى التي انتهجها البيضاوي الشهير وغيره في إدخال النص ضمن الشروح على سبيل الإدماج، وجعل الكلام، على التوالي، صلة الارتباط ولحمة الاتصال. ولأننا أيضاً نريد أن يعلم أصدقاؤنا المسلمون أننا، بادئ ذي بدء، راعينا أذواقهم والاعتبارات التي يجعلونها قيد أنظارهم، كما راعينا أذواق المسيحيين واعتباراتهم، وإذ أننا لم نغفل العناية بآراء وحاجات كل من الفريقين فبملء الإخلاص والخشوع نبتهل إليه تعالى أن يبارك هذا الشرح لكل منهما فيسهل على العقول فهم ما هو صعب وغامض من بعض أجزاء كلمته المقدسة في العهد الجديد ويفتح أمام الواضح منها أبواب الدخول إلى مخادع القلوب.
أما الترجمة المنقحة فيمكن عدها جزء من الشرح. لأن تنقيح ترجمة النص اليوناني وطبعه بجانب الترجمة الحالية هو بالحقيقة شبه تفسير للنص. ففي الخمسين سنة الماضية عُرضت الترجمة الإنكليزية وغيرها من الترجمات الكثيرة لتنقيح كامل شامل. فلا ينتظر ولا يستصوب أن تبقى الترجمة العربية بمعزل عن هذا العمل النافع المفيد.
إذن ترجمتنا هذه عبارة عن باكورة التنقيح العام المنوي إجراؤه يوماً ما. والغرض منها:
- تفسير الأصل اليوناني على وجه أدق وأرق.
- تمكين الأسلوب العربي من الظفر بحسن الرضى والقبول عند الذين يجهلون اليونانية ولم يألفوا لغة الكتاب المقدس.
أما رسائل الانتقاد أو الاستحسان التي نرجو ورودها علينا بخصوص هذه الترجمة فستكون هي نفسها من ممهدات سبيل التنقيح في المستقبل. فليبارك الله كل عمل يباشر لمجده هادياً كل نفس إلى معرفته تعالى كما هو وكما أعلن نفسه من جهة وجوده.
- عدد الزيارات: 2180