الرسالة إلى الغلاطيين وشرحها ديباجة الرسالة (1: 1-5)
"من بولس" هو الاسم الروماني لكاتب هذه الرسالة وكان قبل اهتدائه (وبعده بقليل أيضاً) يعرف باسم شاول الطرسوسي "وهو رسول" أي مرسل من قبل مسيح الله ليكرز ببشرى الخلاص "لا من إنسان" في هذا دلالة على مصدر رسالته "ولا بإنسان" وفي ذلك دلالة على واسطة تبليغ تلك الرسالة "بل بربنا يسوع المسيح والله الآب" أي أن البشر لم يكن لهم يد البتة في بعثة بولس لأن السلطة الرسولية جاءته رأساً من الله بالمسيح. وقد كان ذلك مصدر الخلاف بينه وبين خصومه في غلاطية فإنهم أنكروا سلطته الرسولية وهو كان يدعي أنها جاءته رأساً من الله "وجميع الأخوة الذين معي" كتيموثاوس وسيلا "إلى كنائس غلاطية" كجماعات أنطاكية بسيدية وأيقونية ولسترة ودرية في جنوبي مقاطعة غلاطية الرومانية [1] "نعمة لكم وسلام من الله الآب وربنا يسوع الذي بذل نفسه" حتى الموت "عن خطايانا" إن سبب موت المسيح لم يكن خطية بيلاطس والقضاة اليهود فقط بل إن بين موته وخطايا كلنا علاقة حقيقية "لينقذنا من الدهر الحاضر الشرير" وفي الترجمة الحالية من (العالم الحاضر الشرير) وهو غي المقصود تماماً لأن لفظة عالم تشير إلى حيز للسكن بخلاف كلمة دهر فإنها تشير إلى طور من أطوار التاريخ البشري. وهذا الطور أو الدهر في حالة سيئة من الشر يجب إبدالها بحالة أتم هي (ملكوت الله) فيها يكون المؤمنون بمأمن من شر تلك الحالة. وذلك "حسب إرادة إلهنا وأبينا" أي أن إبدال الدهر الشرير بدهر كامل هو ما يريده الله. لذلك نصلي (وليأت ملكوتك، لتكن مشيئتك" ونمجده بقولنا "الذي له المجد إلى دهر الدهور آمين"
تنبيه: من المحقق أن بولس الرسول كتب هذه الديباجة بعد المسيح بعشرين سنة فقط وقد أودعها مع قصرها الحقيقيتين العظيمتين الآتيتين وهما (1) قيامة المسيح (2) وموته كفارة عن الجميع وهما أوليتان أجمع عليهما المسيحيون عشرين سنة بعد انتقال المسيح فتأملوا!
[1]- انظر التمهيد والحاشية في الوجه السابق
- عدد الزيارات: 2372