الفَصلُ الخامِس "وصفَةٌ للخَلاص" - الإنفصال (أو الطَّلاق) الأعظم في العالم
الإنفصال (أو الطَّلاق) الأعظم في العالم
قد تتساءلُ، "كيفَ يُمكِنُ أن يكونَ هُناك إلهٌ، أو نظامٌ أو خُطَّةٌ، وراءَ عالمٍ مثل عالمِنا المملوء بالإنحراف، والطلاق، والعائلات المُفكَّكَة، والجريمة، والقتل، والأسلحة لنوويَّة والبِيُولوجيَّة للدَّمار الشامِل، والحُروب، واللاجِئين، والشَّغَب، والأمراض المُستعصِيَة، وسائر المشاكِل المُرعِبة والمُربِكة التي تغمُرُنا؟ فإن كانَ لدَى الله خُطَّةٌ لكُلِّ شيء ولكلِّ فرد، فلماذا يمتلئ عالمُنا بذلكَ النوعٍ من الألم الذي يبدو ناتِجاً عن الفوضَى والمُصادَفَة؟ ولماذا يُوجدُ في هذا العالم كثيرونُ مُتألِّمون ومُحبَطُون ومُشوَّشون ومنبُوذون ومُستوحِدون ومُكتَئبُون؟"
يُجيبُ الكتابُ المقدَّس على هذه الأسئلة. ولن تجدَ نظرةً أكثر واقعيَّةً للحياة، وأجوبةً أفضل على هذه الأسئلة في أيِّ مكانٍ آخر، كما ستجدُها في كلمةِ الله. يُعلِّمُنا الكتابُ المقدَّس أنَّ اللهَ يُريدُنا أن نحيا بِطَرِيقةٍ تتناغمُ مع خُطَّتِهِ لحياتنا، ولكنَّ اللهَ أعطَانا أيضاً الحُرِّيَّةَ باختِيارِ أو رفض العلاقةَ مع الله وخُطته لِحَياتنا. ونحنُ نستطيعُ أن نستخدِمَ هذه الحُرِّيَّة التي أعطانا إيَّاها الله لكي نعيشَ على طريقتِنا بأنانيَّة، فنعمل ما نشاء، ونُعلِنُ إستقلالنا عن الله. فنحنُ نستطيعُ أن نُطلِّقَ أو نفصِلَ أنفُسَنا عنِ الله وعن خطتِهِ لحياتِنا.
إنَّ الحقيقةَ الصعبَة أن اللهَ خلَقَنا ذوي حُرِّيَّةٍ لإتِّخاذِ الخَيَارَ الخاطِيءَ بأن نفصِلَ أنفُسَنا عن خالِقِنا وعن خُطَّتِهِ لِحَيَاتِنا، يجعلُ من هذا الإنفِصَال بيننا وبينَ الله الإنفصال الأعظم في العالم، وواحداً من عجائبِ الدُنيا السبع الروحية. ومُصالحةُ هذا الإنفصال هي جوهرُ الإنجيل. (تكوين 3؛ إشعياء 53: 6؛ يُوحنَّا 3: 19؛ رومية 1: 24، 26، 28؛ 3: 23)
- عدد الزيارات: 12730