Skip to main content

الفصلُ الثانِي عشَر أَشخاصٌ ضالُّونَ ومُتَالِّمُون - ينابِيعُ وأنهَارٌ

الصفحة 3 من 3: ينابِيعُ وأنهَارٌ

ينابِيعُ وأنهَارٌ

لقد أخبرَ يسُوعُ هذه المرأة أنَّها حالما تشرَبُ من هذا الماء الحيّ، فإنَّ هذا الماء سيُصبِحُ فيها نبعَ مِياهٍ يرتَوي منهُ الآخرُون. ولقد تحقَّقَ هذا حَرفِيَّاً، عندما تَرَكَتِ المَرأَةُ جرَّتَها وذهبت لرجالِ السامِرة وقادَتهم إلى يسُوع وإلى المياهِ الحيَّة.

في إنجيل يُوحنَّا الإصحاح السابِع، ركَّزَ يسُوعُ أيضاً على مفهُوم العَطَش. قالَ يسُوعُ في يُوحنَّا 7 ما معناهُ، "إن عَطِشَ أحدٌ، فليُقبِلْ إليَّ ويشرَب. من آمنَ بي كما قالَ الكِتابُ تَجري من بَطنِهِ أنهارُ ماءٍ حَيّ. وهُوَ لن يكتَشِفَ فقط عندما يشرَبُ منِّي، أنَّني أنا ماءُ الحياة الذي يُروي عطَشَهُ للأبد، ولكن بعدَ أن يُروي ماءُ الحياةِ عطَشَهُ هذا، سوفَ يُصبِحُ الماءُ الحَيُّ فيهِ أنهارَ ماءٍ حَيّ تُروي عطشَ الذين يلتَقيهِم في حياتِه."

في كُلِّ لِقاءاتِ يسُوع هذهِ، سوفَ يُواجِهُ الناسَ بمفهومِ التوبة الذي يعني "إعادَة التفكير" في نظامِ القِيَم. فأن تُعيدَ التفكير بأُسلوبِ حياتِكَ، بدونِ أن تُحوِّلَ إتَّجاهَكَ للإتِّجاهِ المُعاكِس، لن تستطيعَ أن تنالَ ماءَ الحياة. عندما إتَّضحَ هذا الأمرُ للسَّامِريَّة، تابَت عن خطاياها، الأمرُ الذي جعلَ هذه القُوَّة شيِّقَةً ورائعة.

ولكن ما نُريدُ أن نراهُ في هذه القصَّة هُوَ القيمة التي أولاها يسُوعُ لهذه المرأة العطشى؛ هذه المرأة السامِريَّة البَسيطة، والخاطِئة. عندما ترى القيمة التي أولاها يسُوعُ لهذه المرأة، ترى وصفاً للقيمةِ التي وضعها يسُوعُ على أشخاصٍ نظيرها. كُنَّا نتأمَّلُ في دراستِنا بالقيمةِ التي وضعها يسُوعُ على الأشخاصِ الضَّالِّينَ المُتَألِّمين. أليسَ هذا اللِّقاءُ مِثالاً رائِعاً على ذلكَ؟ فخلالَ مُرُورِ يسُوع عبرَ السامِرة، وضعَ قيمةً كُبرى على هذه المرأة الواحدة، التي قضى معها وقتاً على إنفراد، لأنَّهُ إهتَمَّ بها كَثيراً. وبها عبَّرَ يسُوعُ عن أنَّهُ "هكذا أحبَّ اللهُ العالم حتَّى جاءَ إلى هذا العالم ليُعبِّرَ عن محبَّةِ الآب."

مرَّةً جديدة علينا أن نُواجِهَ التحدِّي. فعِندما تلتَقي بإمرأةٍ خاطئة مثل السامِريَّة، هل لديكَ ذلكَ النَّوع من التكريسِ والإهتِمام بهذا النوع من الخُطاة، كما كانَ لدى يسُوع؟ وهل تعتَرِفُ بالقِيمَةِ التي أولاها يسُوعُ للأشخاصِ الضَّالِّين؟

الصفحة
  • عدد الزيارات: 7301