العجيبةُ الروحيَّةُ الأُولَى في الدُّنيا
الخُطَّة الأَعظَم في العالم
يُخبِرُنا التاريخُ والموسوعاتُ العالميةُ عن عجائبِ الدُّنيا السبع القديمة، مثل أهرامُ الفراعنة في مصر، ومنارة الإسكندريَّة، والجنائن المُعلَّقة في بابل. ويُخبِرُنا التاريخُ أيضاً عن عجائبِ الدُّنيا السبع الحديثة، وعن عجائب الدُّنيا السبع الطبيعية. أما الكِتابُ المُقدَّس فيُخبِرُنا أنَّ عجائبَ الدُنيا السبع الحقيقيَّة هي عجائبُ الدُّنيا السبع الروحية.
العجيبةُ الروحية الأولى في الدُّنيا هي الخُطَّة الأعظم في العالم. إنَّ الذين يُراقِبُونَ هذا العالم بواسطة التليسكوب أو الميكروسكوب يحتارُونَ من الخُطَّة العجيبَة والنِّظام المُدهِش في عالمِنا. فالخُطَّةُ والنِّظام اللذين نراهُما في الأُمور الكبيرة والصغيرة في هذا العالم هُما رائعَين، جميلين، ومُعقَّدَين. فعندَما تنظُرُ إلى الخُطَّة العجيبة في العالم الكبير الذي تراهُ من خِلال التليسكوب وفي العالم الصغير الذي تَراهُ من خِلالِ الميكروسكوب، سيُعوِزُكَ من الإيمان لكي تعتقِد أن هذا العالم وُجدَ بالصُدفة، أكثر مما سيُعوِزُكَ من الإيمان لتعتقِد أن هُناكَ مُهندِساً وخالِقاً لكُلِّ ما نراهُ في عالمِنا. إن أهلَ الإيمان يعتقِدُونَ أن الخُطَّةَ العجيبة التي نُلاحِظُها في هذا العالَم هي بمثابةِ توقِيعِ اللهِ المكتوب على لوحةِ خليقتِه.
إنَّ اللهَ هو مُهندِسُ وخالِقُ هذا العالم، وخالقي وخالِقُك. ومن الإنسجام مع طبيعةِ الله أن نُؤمِنَ أن للهِ قصداً مُتعمَّداً من كُلِّ ما يُخطِّطُ لهُ ويخلُقُه. وبين كُلِّ خُطَطِ العالم، الخُطَّةُ الأعظَم هي الخُطَّةُ الفريدة التي وضعَها اللهُ لحَياةِ كُلِّ إنسانٍ بِمُفرَدِه. إن تعريفَ القاموس لكلمة "نفس" هو: الفرادَة، أو فرديَّةُ شخصٍ ما التي تُميِّزُهُ عن كُلِّ شخصٍ آخر." في الكتابِ المُقدَّس، يطرَحُ الربُّ يسوعُ المسيح السُّؤالين التاليين: "ما ينتَفِعُ الإنسانُ لو رَبِحَ العالمَ كُلَّهُ وخَسِرَ نفسَه؟ أو ماذا يُعطِي الإنسانُ فِداءً عن نفسِه؟" لقد خلَقَنا اللهُ القَدِير ذوي فَرَادةٍ تُميِّزُ كُلَّ واحدٍ منَّا عن كُلِّ كائنٍ بشريٍّ آخر على الأرض. ويُخبِرُنا يسوعُ أنهُ علينا أن لا نُضحِّي بنفسِنا الحقيقيَّة أو بالهويَّة الفرديَّة المُعطاة لنا من الله، حتَّى ولو كُنَّا سنربحُ العالم بأسرِه.
إنَّ مِفتاحَ لُغزِ خُطَّتِنا وفرديَّتِنا هو أن كُلَّ شخصٍ من الستة مِليارات نسمة، الذين يعيشونَ على الأرضِ الآن، لديهِ بَصماتٌ فريدة، وخامةُ صوتٍ فريدة، وخصائصُ وِرَاثيَّةٌ فريدة (DNA). فهُناكَ ستة مِليارات نسمة على أرضِنا اليوم، وكُلُّ واحدٍ منهم لهُ بصمتُهُ الفَرِيدَة. إن التصريحَ الكِتَابيَّ العميق بأنَّ للهِ خُطَّة فريدة لكُلِّ فردٍ من الستة مِليارات نسمة الذي يعيشون على الأرض اليوم، وكان لهُ خطَّة فريدة لكُلٍّ من الذين عاشوا قبلَنا، وسوفَ يكونُ لهُ هكذا خُطَّة لكلٍّ مِنَ الذين سيعيشونَ بعدَنا، هو بمثابةِ واحدة من عجائب الدُنيا السبع الروحيَّة.
مرقُس 8: 36،37، مزمور 139: 16، إرميا 1: 5، رومية 12: 1،2
- عدد الزيارات: 4622