الفَصلُ الأوَّل "الصَّلاة الرَّبَّانِيَّة"
(يُوحَنَّا 17: 1- 5)
الإصحاحُ السَّابِع عشَر هُوَ المكانُ حيثُ نَجِدُ ما ينبَغي أن يُسَمَّى، "الصلاة الرَّبَّانِيَّة." مُعظَمُ الناس يُشيرُونَ إلى الصَّلاة التي علَّمَها المسيح لتلاميذِهِ "بالصلاة الرَّبَّانِيَّة" (متَّى 6: 9- 13). ولكنَّ هذه الصَّلاة كانَ ينبَغي أن تُسَمَّى "صلاة التَّلاميذ." فهُوَ لم يُصَلِّ بالطريقَةِ التي علَّمَ تلاميذَهُ أن يُصَلُّوا بها. مثلاً، لم يَطلُبْ يسُوعُ غُفرانَ الخطايا. ولكنَّنا الآن ندرُسُ الصَّلاةَ التي صَلاَّها الرَّبُّ، وهي التي يَنبَغي تَسمِيَتُها الصَّلاة الرَّبَّانِيَّة.
هُناكَ صلاةٌ أُخرى يُمكِنُنا تسمِيتُها الصلاة الرَّبانِيَّة، تُوجَدُ في الأناجيلِ المُتشابِهَةِ النَّظرَة، متَّى، مرقُس، ولُوقا. فقبلَ أن يُواجِهَ الصَّليب، "صارَ عرقُهُ يتساقَطُ كقَطَراتٍ دَمٍ نازِلَةٍ على الأرض،" عندها صلَّى هذه الصلاة: "أيُّها الآب، إن أمكَن، فلتَعبُرْ عنِّي هذه الكَأس. ولكن، لتَكُنْ لا مَشيئَتي، بل مَشيئتُكَ." (لُوقا 22: 42).
هذه الصَّلاةُ في يُوحَنَّا الإصحاح 17 يُمكِنُ تَسمِيَتُها، "صلاة يسُوع كَرَئيسِ الكهنة الأعظم." فبعدَ أن كانَ في العُلِّيَّة معَ الأحد عشَر في الخُلوَة الأخيرة معَهُم، ها هُوَ الآن يُعلِنُ بَرَكَةً على كُلِّ ذلكَ التَّعليم، إذ يُصَلِّي من أجلِ الرِّجالِ الذين قَضى معَهُم آخِرَ ثلاثِ سنواتٍ وآخِرَ ساعَاتٍ من حياتِهِ قبلَ أن يَمُوتَ على الصَّليب.
تبدأُ صَلاتُهُ كالتَّالِي: "أيُّها الآبُ قد أتَتِ السَّاعَة. مَجِّدْ إبنَكَ لِيُمَجِّدَكَ إبنُكَ أيضاً. إذْ أعطَيتَهُ سُلطاناً على كُلِّ جَسَدٍ، ليُعطِيَ حياةً أبدِيَّةً لِكُلِّ من أعطَيتَهُ. وهذه هي الحياةُ الأبديَّةُ أن يعرِفُوكَ أنتَ الإلهَ الحَقيقيَّ وحدَكَ، ويسُوعَ المسيح الذي أرسَلتَهُ. أنا مجَّدتُكَ على الأرض. العَمَل الذي أعطَيتَني لأعمَلَ قَدْ أكمَلتُهُ. والآن مَجِّدني أنتَ أيُّها الآبُ عندَ ذاتِكَ بالمَجدِ الذي كانَ لي عندَكَ قبلَ كَونِ العالم." (يُوحَنَّا 17: 1- 5)
كتبَ يُوحَنَّا يقُولُ في العددِ المِفتاحِيِّ، "تكلَّمَ يسُوعُ بِهذا ورفعَ عينَيهِ نحوَ السَّماءِ وقالَ ..." الكلماتُ التي يُشيرُ يُوحَنَّا إليها هُنا هي التَّعليمُ الذي أعطاهُ يسُوعُ في العُلِّيَّةِ. يَربِطُ التَّصريحُ الإفتِتاحِيُّ الذي أعطاهُ يُوحَنَّا أطوَلَ صَلاةٍ ليسُوع معَ أطوَلِ عظَةٍ مُدَوَّنَةٍ ليَسُوع – أي عظة العُلِّيَّة.
أودُّ أن أبدَأَ دِراسَتنا لأطوَلِ صلاةٍ مُدَوَّنَةٍ صَلاَّها يسُوع، بإلقاءِ نظرَةٍ عامَّةٍ على هذه الصَّلاة. فالصلاةُ تقعُ في ثلاثَةِ أقسام. الأعدادُ الخَمسَةُ الأُولى التي سبقَ وقرأتُها عليكُم، تُشَكِّلُ الجُزءَ الأوَّلَ من الصَّلاة. ثُمَّ الأعداد 6 إلى 19 تُشَكِّلُ الجزءَ الثَّاني من الصلاة. الجِزءُ الثَّالِثُ من هذه الصَّلاةِ العظيمة يبدَأُ عندَ العددِ 20 وُصُولاً إلى العدد 26.
في الأعداد الخَمسةِ الأُولى منَ الصَّلاة، بعدَ أن خاطَبَ يسُوعُ اللهَ كأبيهِ – وهي الطَّريقَة التي علَّمنا بها في "صلاةِ التَّلاميذ" أن نُخاطِبَ الله – كانت كلماتُهُ الأُولى التي خاطَبَ الآبَ بها هي، "قد أتَتِ السَّاعَة." وكما أشَرتُ في تفسيري للإصحاح الثَّانِي عَشَر، إستَخدَمَ يسُوعُ هذه الجُملَة مراراً عبرَ إنجيلِ يُوحَنَّا. تَجِدُ هذه الجُملَةُ ذُروَتَها في الإصحاحِ الثَّانِي عشَر، وفي أوَّلِ عبارَةٍ من هذه الصَّلاة. منَ الواضِحِ أنَّ تلكَ "السَّاعَة" لم تَكُنْ تَعني ستِّينَ دَقيقَة، بل كانت تعني لحظَةَ الصَّليب عندما كانَ سيَمُوتُ لأجلِ خلاصِنا.
في هذه الأعدادِ الخَمسَةِ الأُولى، يُحَدِّدُ يُوحَنَّا الأهدافَ التي كتبَ هذا الإنجيل بِسَبَبِها. أخبَرَنا يُوحَنَّا أنَّ هدَفَهُ من كتابَةِ الإنجيل، هي أنَّهُ يُريدُنا أن نُؤمِنَ بأنَّ يسُوعَ هُوَ المسيح، لتَكُونَ لنا حياةٌ أبديَّة. (يُوحَنَّا 20: 30، 31) في الأعدادِ الأُولى من هذه الصَّلاة، يُخبِرُنا يسُوعُ أنَّ الحياةَ الأبديَّةَ هي أن نعرِفَ الآبَ والمسيحَ الذي أُرسِلَ من قِبَلِ الآب.
يُقدِّمُ يسُوعُ أيضاً حياتَهُ وخدمَتَهُ الخاصَّة أمامَ الآب. فبينما نُصغِي إلى يسُوعَ يُصَلِّي لِحياتِهِ وخدمَتِهِ، يُخبِرُنا كيفَ يُمكِنُنا أن نُمَجِّدَ الله. لقد مجَّدَ الآبَ بإكمالِ الأعمالِ التي كلَّفَهُ الآبُ ليعمَلَها خلالَ سنواتِهِ الثَّلاث والثَّلاثين التي قضاها على الأرض. منَ الواضِح أنَّنا نُمجِّدُ اللهَ بالطريقَةِ ذاتِها. فكما إهتمَّ يسُوعُ بحياتِهِ وخدمَتِهِ على هذه الأرض، علينا الإهتِمامَ بحياتِنا وخدمَتِنا على الأرض بعدَ أن نتعرَّفَ على يسُوع رَبَّاً ومُخَلِّصاً.
عندَما شَدَّدَ الرَّسُولُ بُولُس على حقيقَةِ كَونِنا لا نخلُصُ بأعمالِنا الصَّالِحَة، فهُوَ يَشَدِّدُ أيضاً على حقيقَةِ كَونِنا خَلُصنا لأعمالٍ صالِحَةٍ قد سَبقَ اللهُ فأعدَّها لِكَي نسلُكَ فيها (أفسُس 2: 8- 10).
هذا يعني أنَّهُ عندما يُخَلِّصُنا اللهُ من خلالِ يسُوع المسيح، هُناكَ هدَفٌ وقَصدٌ من خلاصِنا في هذه الحياة. وبالطبع، هُناكَ قصدٌ في الحياةِ الأُخرى، أي في الحالَةِ الأبديَّة. ولكن منذُ الوقتِ الذي يُخَلِّصُنا فيه وإلى أن يأخُذَنا إلى سمائِهِ، هُناكَ مقصَدٌ من خلاصِنا. إنَّهُ العمَلُ الذي إختارَنا من أجلِهِ، وخَلَّصَنا بهدَفِ القِيامِ بهِ، ودَعانا لكَي نسلُكَ فيهِ. (يُوحَنَّا 15: 16؛ أفسُس 2: 8- 10). فكما صَلَّى يسُوعُ لأجلِ العمل الذي أرادَهُ الآبُ أن يعمَلَهُ، علينا أن نُصَلِّيَ نحنُ أيضاً لأجلِ العمل الذي إختارَنا اللهُ لنعمَلَهُ من أجلِه.
تضَرُّعُهُ الأخيرُ في هذا القِسمِ الأوَّل من الصَّلاة، يُخبِرُنا بِشَيءٍ عن الخلق وعن شَخصِ يسُوع المسيح. فقِصَّةُ الخَلق، التي نَجِدُها في سفرِ التَّكوين الإصحاح الأوَّل، تستخدِمُ بالعِبريَّةِ ضَميرَ الجمعِ للإشارَةِ إلى الخالِق. نقرَأُ مثلاً: "نعمَلُ الإنسانَ على صُورَتِنا كَشَبَهِنا." من خلالِ دراسَةِ عظَةِ العُلِّيَّة، نستَنتِجُ أنَّ اللهَ مَوجُودٌ في ثلاثَةِ أشخاصٍ، ولقد أُعلِنَ لنا كالآب، والإبن، والرُّوح القُدُس.
عندما نسمَعُ يسُوعَ يُصَلِّي، "والآن أيُّها الآب، مَجِّدْنِي بالمجدِ الذي كانَ لي عندَكَ قبلَ كَونِ العالم،" نعرِفُ أنَّ يسُوعَ كانَ مَوجُوداً قَبلَ خلقِ العالم، وأنَّهُ شارَكَ في عملِيَّةِ الخلق. (يُوحَنَّا 1: 3) وبما أنَّنا نقرَأُ في كلمةِ اللهِ أنَّ رُوحَ اللهِ كانَ يَرِفُّ على وجهِ المياه، في مراحِلِ الخلق الأُولى، بإمكانِنا الإفتِراض أنَّهُ عندما قامَ اللهُ بعملِيَّةِ الخَلق، إشتَرَكَ كُلٌّ منَ الآبِ و الإبنِ والرُّوحِ القُدُس بإنسجامٍ كامِلٍ معاً في مُعجِزَةِ الخَلق.
نتعلَّمُ أيضاً من هذه الصَّلاة أنَّ يسُوعَ لم يبدَأْ بالوُجُودِ عندما وُلِدَ في بيت لحم. يُسَمِّي المُفَسِّرُونَ هذا بِوُجُودِ يسُوع ما قَبلَ التَّجسُّد، الأمرُ الذي يعني بِبَساطَةٍ أنَّهُ وُجِدَ قبلَ أن أصبحَ الكَلِمَةُ الأزَلِيُّ جسداً وعاشَ بينَنا (يُوحَنَّا 1: 1، 14). لقد وُجِدَ يسُوعُ بالفِعل في خَمسَةِ أشكالٍ مُختَلِفَة. فلقد وُجِدَ قبلَ أن يُصبِحَ جَسَدَاً ويُولَدَ في بيتَ لحم. وعاشَ في الجَسَدِ ثلاثاً وثلاثينَ سنَةً. وكذلكَ كانَ هناكَ الجَسَدُ المُمَجَّدُ الذي عاشَ فيهِ المسيحُ أربَعينَ يوماً بعدَ قيامَتِهِ.
ثلاثَةٌ منَ الرُّسُلِ كانُوا معَ يسُوع على ما نُسَمِّيهِ اليوم "جبل التَّجَلِّي." كتبَ متَّى يَقُولُ أنَّ يسُوعَ تغيَّرَت هيئَتُهُ أمامَ أُولئِكَ الرُّسُل: "وصارَ وجهُهُ يَشِعُّ كالشَّمسِ، وثيابُهُ بَيضاءَ كالنُّور." ولقد تحدَّثَ حينَها معَ مُوسَى وإيليَّا، وتغيَّرَ كُلِّيَّاً. إن كَلِمَة "تجلِّي" أو تغيُّر، التي يستَخدِمُها متَّى، هي بالواقِع كلمة "تحوُّل، التي نستَخدِمُها لنَصِفَ بها تَحَوُّلَ الدُّودَة الخارِجَة من الشَّرنَقَةِ إلى فراشَةٍ جميلَة (يُوحَنَّا 17: 2). بينما نتأمَّلُ بالأشكالِ المُتَنَوِّعَة التي وُجِد فيها يسُوع، علينا أن نتذكَّرَ من ضمنها حادِثَةَ التَّجلِّي أو التَّحَوُّل.
بعدَ أن أكَّدَ الرَّسُولُ يُوحَنَّا في الإصحاحِ الأوَّلِ من رِسالَتِهِ القَصيرَة حقيقَةَ كونِهِ هُوَ وباقي الرُّسُل قد رأَوا ولمسُوا جسدَ يسُوع المُقام، كتبَ يَقُولُ أنَّهُ لم يُعلَن بعد ماذا سنَكُونُ، لأنَّنا سنَكُونُ مِثلَهُ، وسَنَرَاهُ كما هُوَ الآن (1يُوحَنَّا 3: 1، 2). هذا يَقُودُنا إلى طرحِ السُّؤال، "بأيِّ شَكلٍ يُوجَدُ المسيحُ الآن؟" في عظَتِهِ يومَ الخمسين، أخبَرَنا بُطرُس أنَّ المسيحَ جالِسٌ عن يمينِ الله (أعمال 2: 33). وقالَ بُولُس أنَّ رجاءَنَا الوحيد هُوَ أنَّ المسيحَ يحيا في قُلُوبِنا اليوم (كُولُوسِي 1: 27).
الطِّلبَةُ الأخيرة في هذا المقطَعِ الإفتِتاحِيّ من هذه الصَّلاة، هي بالفِعل طِلبَةٌ عميقَةٌ تُحَرِّكُنا لنَطرحَ سُؤالاً طرحَهُ الرُّسُل عندما عاشُوا ثلاثَ سنواتٍ معَ يسُوع: "من هُوَ هذا الإنسانُ؟" (مرقُس 4: 41).
في القِسمِ الثَّانِي من الصَّلاة (6- 19)، صَلَّى يسُوعُ من أجلِ هؤُلاء الأحد عشَر، الذين وظَّفَ فيهِم الكثير. فلقد جنَّدَهُم، علَّمَهُم، أرشَدَهُم، ودرَّبَهُم لمُدَّةِ ثلاثِ سنَواتٍ. وأصبحَ على وشكِ تكليفهِم بالمأمُوريَّة وإعطائِهِم القُوَّة ليُبَشِّرُوا العالَمَ بإنجيلِهِ. لقد كانُوا معَهُ بإستمرار خلال السنواتِ الثَّلاث من خدمتِهِ العَلَنِيَّة. وقبلَ أن يُواجِهَ بعضَ التَّجارِب الظَّالِمَة على الصَّليب، كانَ آخرَ شَيءٍ عمِلَهُ من أجلِهم هُوَ أنَّهُ صَلَّى من أجلِهِم.
جَوهَرُ الوصيَّةِ الجديدة التي أعطاها يسُوعُ للرُّسُلِ في هذه الخُلوة الأخيرة معَهُ، كانَ خُطَّتَهُ لتأسيسِ مُجتَمَعٍ رُوحِيٍّ جديد وفريد في هذا العالم. لاحِظُوا كيفَ كرَّرَ يسُوعُ صلاتَهُ لتلاميذِهِ ليَكُونُوا واحِداً. وبينما صَلَّى خمسَ مرَّاتٍ لأجلِهِم، وفي القٍِسمِ الثَّالِثِ من هذه الصَّلاة، صلَّى لأجلِ أُولئكَ الذين سيُؤمِنُونَ بهِ من خلالِ شهادَةِ الرُّسُل، صَلَّى يسوعُ مُجدَّداً ليَكُونُوا واحِداً، كما كانَ هُوَ واحداً معَ الآبِ وكانَ الآبُ واحِداً معَهُ.
كانَ جوهَرُ التعليمِ في العُلِّيَّةِ هُوَ التَّالِي: "أنا في الآب والآب فِيَّ، وكُلُّ عمَلٍ أعمَلُهُ، وكُلُّ كَلِمَةٍ أقُولُها، هي نَتيجَةٌ لكَوني أنا في الآب والآب فيَّ." في القِسمَين الثَّانِي والثَّالِث من هذه الصَّلاة، كانَ جَوهَرُ الصَّلاةِ أن يَكُونَ تلاميذُهُ واحِداً معَه ومعَ بعضِهِم.
في هذا القِسم الثَّانِي من الصَّلاة، لاحِظُوا الطَّريقَة التي وصفَ بها يسُوعُ الرَّجالَ الذين صَلَّى من أجلِهِم: "أنا أظهَرتُ إسمَكَ لِلنَّاسِ الذين أعطَيتَني منَ العالم. كانُوا لكَ وأعطيتَهُم لي وقد حَفِظُوا كلامَكَ. والآنَ عَلِمُوا يَقيناً أنَّ كُلَّ ما أعطَيتَني هُوَ من عِندِكَ. لأنَّ الكلامَ الذي أعطَيتَني قد أعطَيتُهُم وهُم قَبِلُوا وعَلِمُوا يَقيناً أنِّي خَرجتُ من عندِكَ وآمنُوا أنَّكَ أرسَلتَني." (يُوحَنَّا 17: 6- 8).
في الإصحاحِ السَّادِس عشَر، أعطَى الإنطِباعَ تقريباً أنَّهُم لم يكُونُوا قد آمنُوا بهِ بعد. ولكن، بينما صَلَّى من أجلِهِم، قالَ أنَّهُم قَبِلُوا كلِمَتَهُ، وأنَّهُم أطاعُوا كلِمَتَهُ وآمنُوا بها. لَرُبَّما رآهُم يسُوعُ كما سيَكُونُونَ عندما سيُقوِّيهِم الرُّوحُ القُدُسُ يومَ الخمسين.
العالَمُ يُبغِضُ هؤُلاء لأنَّهُم يُؤمِنُونَ بِكَلِمَةِ يسُوع ويقبَلُونَها ويُطيعُونها. صَلَّى يسُوعُ ليحفظَ الآبُ هَؤُلاء إذ لا يزالُونَ في العالم، بينما يَرجِعُ هُوَ إلى الآب. إنَّهُم في العالَم ولكنَّهُم ليسُوا منَ العالَم. لقد حمَاهُم خلالَ وُجُودِهِ معَهُم، ولكنَّهُ الآنَ يطلُبُ منَ الآبِ أن يحفَظَهُم منَ الشِّرِّير. إنَّ صلاةَ التَّلاميذ التي علَّمَهُم أن يُصَلُّوها كُلَّ يَومٍ، هي، "نَجِّنا منَ الشِّرِّير." (متَّى 1: 13). لقد أظهَرَ يسُوعُ دائماً أنَّ سُلطَةَ الشَّيطان ينبَغي أن تُقهَرَ بالإيمانِ بالذي غلبَ العالَم (يُوحَنَّا 16: 33؛ 1يُوحَنَّا 4: 4؛ 5: 4).
- عدد الزيارات: 7315