Skip to main content

خُلاصَة

بإمكانِي أن أكتُبَ المَزيد عن الأعداد السَّبعة والخَمسين في هذا الإصحاح، ولكنَّ أفضَلَ طريقَةٍ لتلخيصِ هذا الإصحاح هي بأن نطرَحَ أسئِلَتَنا الثَّلاثَة مُجدَّداً. في الإصحاحِ الحادِي عشَر من إنجيلِ يُوحَنَّا: من هُوَ يسُوع؟ ما هُوَ الإيمانُ؟ وما هي الحياة؟

من هُوَ يسُوع؟ إنَّهُ الإنتِصارُ على المَوت، وهُوَ حياةٌ للذينَ يُؤمِنُونَ وللذين يحيُونَ فيهِ. أُولئكَ الذين يبنُونَ علاقَةً معَ المسيحِ الحَيِّ المُقام، والذين يحيُونَ في المسيح الأبديّ، لهُم حياةٌ أبديَّةٌ، الآن وإلى أبدِ الآبِدين!

ما هُوَ الإيمانُ؟ الإيمانُ هُوَ مُواجَهَةُ المَرَضِ والمَوت، في حالَةِ إيمانٍ وعَيشٍ في الرَّبّ. الإيمانُ هُوَ دحرَجَةُ حجَرِ عدَمِ الإيمان في محضَرِ المَوت، لنرى مجدَ اللهِ من خلالِ مُعجِزَةِ الإنتِصارِ على المَوت. الإيمانُ هُوَ الطَّلَبُ منَ المسيحِ أن ينزِعَ عنَّا "أقمِطَةِ القَبر وأن يُحَرِّرَنا عندما نُؤمِن. "حُلُّوهُ ودَعُوهُ يَذهَب،" هي الصُّورَةُ المجازِيَّةُ الجميلة التي تُمَثِّلُ معنى الإيمان.

ما هِيَ الحياةُ؟ بِحَسَبِ إصحاحِ القِيامَةِ العظيم هذا من إنجيلِ يُوحَنَّا، الحياةُ هي علاقَةٌ معَ المسيحِ المُقام الحَيّ، التي من خلالِها نعلَمُ أنَّهُ بما أنَّنا في إتِّحادٍ معَ الرَّبّ، سوفَ نحيا إلى الأبد. الإيمانُ هُوَ فهمُ كونِ المَوتِ الجسدي هُوَ مُجَرَّدُ تخرُّجٍ وإنتِقالٍ من هذه الحياة إلى المجالِ الأبديّ من حياتنا في المسيح.

لاحِظُوا التِّشديدَ في كَلِمَةِ اللهِ، من تكوين إلى رُؤيا، على كَونِنا مَخلُوقينَ لنُوجَدَ في مجالَين وليسَ في مجالٍ واحِدٍ فَحَسب. فنحنُ مخلُوقينَ لنحيا على الأرضِ لفترَةٍ وجيزَةٍ، ولهذا أعطانا خالِقُنا جسداً أرضِيَّاً مُؤَقَّتاً. ولكنَّنا أيضاً خُلِقنا لنحيا في السَّماءِ في الحياةِ الأبديَّة، ولهذا سوفَ نُعطَى جسداً سماوِيَّاً. الطريقَةُ الوحيدَةُ التي بها يستطيعُ هذا الجسدُ الأرضِيُّ الذي أُعطِيَ لنا أن يتأهَّلَ لِيَحيا في الحالَةِ الأبديَّة، هي بأن يجتازَ هذا الجَسَدُ مرحَلَةَ تحوُّلٍ، أو تغييراً كُلِّيَّاً. والقِيامَةُ هي وَسيلَةُ النَّقلِ لتحقيقِ هذا التَّغيير. (1كُورنثُوس 15).

القِيامَةُ ليسَت مُجَرَّدَ إنتِصارٍ على المَوت. فاللهُ سيستخدِمُ مُعجِزَةَ قيامَتِنا الشَّخصيَّة ليُعطِيَنا ذلكَ الجسد السَّماوِيّ الذي سيُؤهِّلُنا بأن نحيا معَ الرَّبِّ إلى الأبد في الحالَةِ الأبديَّة. بهذه الطريقة يَتِمُّ وَصفُ الحالَةِ الأبديَّة في إصحاحِ القِيامَةِ الرَّائِع هذا. تبدأُ هذه الحياةُ الأبديَّةُ في مجالِ هذه الحياة، عندما نُؤمِنُ ونبني علاقَةً معَ المسيحِ المُقام.

في هذا الإطار، تأمَّلُوا مُجدَّداً بقصدِ يُوحَنَّا من كتابَةِ إنجيلِهِ (يُوحَنَّا 20: 30، 31). هدَفُهُ الواضِح المُعلَن عنهُ هُوَ إقناعُنا أنَّ يسُوعَ هُوَ المسيح. وجزءٌ حيويٌّ من هدَفِهِ هي وعدُهُ بأنَّهُ سيَكُونُ لنا حياةٌ أبديَّةٌ عندما نُؤمِن. هذه الحياةُ الأبديَّةُ هي تلكَ النَّوعيَّة منَ الحياة التي أعدَّنا لها اللهُ، والتي من أجلِها خلَّصَنا، ولأجلِها سيُقِيمُنا منَ الموت كما أقامَ يسُوعُ لعازار.

في هذا الإصحاح، نتعلَّمُ أنَّ اللهَ سوفَ يستخدِمُ يَوماً ما مُعجِزَةَ القِيامَة ليجعَلَ منَ الحياةِ الأبديَّةِ حقيقَةً نِهائِيَّةً قُصوى للمُؤمنين. ولكنَّ كلمات يسُوع لِمَرثا تُخبِرُنا أنَّهُ لا ينبَغي علينا أن ننتَظِرَ إلى أن نَمُوتَ ونَقُومَ لكي نختَبِرَ الحياةَ الأبديَّة. بالنِّسبَةِ ليسُوع، تبدَأُ الحياةُ الأبديَّةُ عندما نُؤمِنُ ونَحيا حياتَنا فيهِ.

أحدُ أعظَمِ الأجوِبَةِ في هذا الإنجيل وفي كُلِّ كلمَةِ اللهِ على السُّؤال "ما هِيَ الحياة؟" هُوَ التَّحدِّي الذي بهِ إختَتَمَ يسُوعُ تعليمَهُ عنِ القِيامَةِ لمرثا، عندما ماتَ أخُوها: "أنا هُوَ القِيامَةُ والحياة. من آمنَ بي وإن ماتَ فسَيَحيا. وكُلُّ من كانَ حَيَّاً وآمنَ بي، فلن يمُوتَ إلى الأبد. أتُؤمِنينَ بهذا؟" (يُوحَنَّا 11: 25، 26).

عندما تسمَعُ تحليلاً طبيَّاً بأنَّكَ، لا سمحَ الله، سوفَ تُواجِهُ حقيقَةَ الموتِ، أو أنَّ أحدَ أحِبَّائِكَ سوفَ يُواجِهُ الموت؛ عندما تَقِفُ إلى جانِبِ قَبرِ أحدِ المُؤمنين الذين أحبَبتَهُم كَثيراً، فإنَّ هذا سوفَ يُشكِّلُ التَّحدِّي النِّهائِيّ: أتُؤمِنُ بالأخبارِ السَّارَّة التي نَجِدُها في إصحاحِ القيامَةِ العظيم من إنجيلِ يُوحَنَّا؟

  • عدد الزيارات: 3036