الفَصلُ العاشِر أمثالُ يسُوع في إنجيلِ متَّى - مَثَلٌ عنِ الوَزَنات
مَثَلٌ عنِ الوَزَنات (متَّى 21: 23، 28 – 31)
يُعتَبَرُ هذا واحِداً من أكثَرِ أمثالِ المسيح إثارَةً للإهتِمام. عندما صارَ اللهُ إنساناً وجاءَ إلى هذا العالم، الأمرُ الذي يُعطي قيمَةً كُبرى للوَزَنات، أصبَحَ إنساناً بدُونِ وَزناتٍ باستثناءِ أعمالِهِ. واحدٌ من الفُرُوقاتِ المُتعدِّدَة بينَ يسوع والفَرِّيسيِّين هو كونهُ أولى للأعمالِ قيمةً أكبر جداً من القيمَةِ التي أولاها للأقوال. أمَّا الفرِّيسيُّونَ فكانت أولويَّتُهم عكس أوليَّة المسيح. هذا الإختِلافُ هُوَ جوهَرُ هذا المَثَل الصغير.
لقد إعتَرَفَ الإبنانُ في هذا المَثل بأمرٍ مُعَيَّن، ولكنَّهُما فعلاً أمراً آخَر. لِهذا كانَ إعتِرافُهما بدُونَ معنىً، وشكَّلَ عملُهُما قيمتَهُما الحقيقيَّة. التطبيقُ الذي كانَ واضِحاً لدى رِجالِ الدِّين كانَ أنَّ كُلاً من يسُوع ويُوحنَّا المعمدان لم يكُن لديهما أيُّ سُلطانٍ يعتَرِفُ بهِ العالمُ الدينيُّ المعرُوفُ في زمانِهما. فبِعُرفِ أقوالِهما، لم يُعرِّفا عن أنفُسِهما أنَّهما أبناء الله اللَّذَينِ يعمَلانِ في كرمِِ الله. ولكن بِعُرفِ أعمالِهما، كانَ واضِحاً أنَّ كُلاً من يسُوع ويُوحنَّا المعمدان كانا في الكَرمِ، وكانا يعمَلانِ عملَ الآب.
من جِهَةٍ أُخرى، كانَ رجالُ الدِّينِ جميعاً رجالَ أقوالٍ لا رجالَ أعمال. فبإثوابِهم وعمائِمهم وإمتِيازاتِهم كانُوا يقولونَ أنَّهُم أبناءُ اللهِ وأنَّهُم يعمَلُونَ في كَرمِهِ. ولكن إستِناداً إلى أعمالِهم، كانَ واضحاً أنَّهُم لم يكُونُوا في كرمِ الآب، ولم يكُونُوا يعمَلُونَ عملَهُ.
عندَما سُئِلَ يسُوعُ عن أوراقِ إعتِمادِهِ، أو بأيِّ سُلطانٍ يعمَلُ ويُعلِّم، كانَ هذا المَثَلُ جوابَهُ العميق. كانت أعمالُهُ هي أوراقُ إعتِمادِه. ونحنُ نَغُشُّ أنفُسَنا إلى أن نُدرِكَ أنَّ أعمالَنا، وليسَ أقوالَنا، هي أوراقُ إعتِمادِنا الحقيقيَّة. هُناكَ حوالي مَليُونَي راعي كنيسة في هذا العالَمِ اليوم، ولكن أقَلّ من مائة ألف منهُم يحمِلُونَ شهاداتٍ في اللاهُوت. هذا يعني أنَّ أكثَريَّةَ الرُّعاة في هذا العالَمِ اليَوم يحتاجُونَ أن يسمَعُوا مَثَلَ يسُوع هذا. وما يتبعُ هو بمثابَةِ تعليقٍ على هذا المَثَلِ العَميق.
- عدد الزيارات: 33847