الفَصلُ العاشِر أمثالُ يسُوع في إنجيلِ متَّى - مَثَلُ الحِنطَة والزُّوان
مَثَلُ الحِنطَة والزُّوان (متَّى 13: 24- 30؛ 36- 42)
إنَّ هذا المَثَلَ الصغير العميق، بالإضافَةِ إلى تفسيرهِ، يُشكِّلُ تعليماً هاماً جداً من تعاليمِ يسوع، لأنَّهُ جوابُهُ على سُؤالٍ حيَّرَ اللاهُوتيِّين والفلاسِفة منذُ وُجِدَ علمُ اللاهُوت والفلسفَة. هذا السُّؤالُ هُوَ:"من أينَ أتى الشَّر؟" أو بِكلماتٍ أُخرى، "كيفَ يُمكِنُنا أن نفهَمَ وُجودَ الشَّرِّ في عالَمٍ مُخلوقٍ ومُسَيَّرٍ من قِبَلِ إلهٍ مُحِبٍّ قادِرٍ على كُلِّ شيء؟"
إنَّ جوابَ يسُوع المُعبَّر عنهُ بمَثَل هُوَ، "هُناكَ عدوٌّ مُعيَّنٌ لي قد فعلَ هذا، بينَما النَّاسُ نِيام." إنَّ أصلَ الشَّرّ يرجِعُ إلى "عدُوِّي"، وكذلكَ إلى إهمالِ الإنسان. إنَّ تفسيرَ يسُوع هذا لربَّما كانَ مصدَرَ الوحي لشخصٍ كتبَ التالي: "إن كُلَّ ما يَلزَم لكَي ينتَصِرَ الشَّرُّ على الخير هو أن لا يعمَلَ الأبرارُ شيئاً."
في هذا المثَل، "البُذُور" ليسَت كلمة الله التي تقَعُ على تُربَةِ حياةِ النَّاس، بل البُذُورُ هي أبناءُ المَلكوت الذينَ يُزرَعونَ في أرضِ هذا العالم. قد لا نفهَمُ هذا، ولكنَّ عندما نقبَلُ حقيقَةَ الشَّرّ، يُصبِحُ التحدِّي: ماذا سنفعَلُ حِيالَ هذه المُشكِلة؟ "الحَقلُ هُوَ العالم،" بحَسَبِ قولِ يسوع، وهذا يجعَلُنا نُفكِّرُ بأمرٍ شغلَ بالَهُ وتكلَّمَ عنهُ دائماً. فلقد سبقَ وطلبَ من تلاميذِهِ أن يُصلُّوا لَكي يُرسِلَ اللهُ فعلَةً إلى كَرمِهِ، لأنَّ الحَصادَ كثيرٌ والفعلةَ قليلون (متَّى 9: 37، 38).
لقد فَهِمَ جُونَ وِسلي وُجهةَ نظر المسيح هذهِ، وتنبَّاها عندما قالَ، "العالَمُ هُوَ أبرَشِيَّتِي." علينا أن لا نفقُدَ رُؤيةَ حقيقَةِ أنَّ "الحَقل هُوَ العالم،" وليسَ فقط الزاوِيَة الصغيرة من ذلكَ الحقل حيثُ نعمَلُ نحنُ. علينا أن نتحلَّى دائِماً بِرُؤيا عالَميَّة، وأن نقبَلَ التحدِّي بكونِ الخَيرِ والشرِّ كِلَيهِما يتواجَدانِ معاً في عالمِنا.
- عدد الزيارات: 33846