Skip to main content

الفصلُ الثامِن نُبُوَّةُ حبقُّوق - نَشيدُ حبقُّوق

الصفحة 4 من 5: نَشيدُ حبقُّوق

نَشيدُ حبقُّوق

لا نعرِفُ ماذا حصلَ لقائدِ الترنيم الشُّجاع حبقٌّوق، عندما سقطَت أورشليم. فعندما كانت تسقُطُ مُدُنٌ مثل أُورشليم، غالِباً كانَ يُذبَحُ نِصفُ السُّكَّان، والناجونَ كانُوا يُقتادونُ إلى السبي مُقيَّدينَ بالأصفاد. رُغمَ أنَّ حبقُّوق عرفَ أنَّ الإجتياحَ والسبيَ البابِلي كانا وَشيكَي الحُدُوث، وسوفَ يستَمِرَّانِ لسبعينَ عاماً، ختمَ رسالتَهُ بِنشيدِ تسبيح. لم تكُن لديهِ طريقَةٌ ليعرِفَ ماذا يُخبِّئُ لهُ المُستَقبَل، ولكنَّهُ عرفَ أنَّ مُستَقبَلَ أمَّتِهِ كانَ واعِداً بالرجاء. فبعدَ سبعينَ عاماً، ستسقُطُ بابِل، وسيرجِعُ يهوَّذا ليكُونَ شعبَ الله المُختار.

بدأَ حبقُّوق نُبُوَّتَهُ بما يبدو أنَّهُ تنهُّدِ اليأس. ولكنَّهُ ختمَ نُبُوَّتَهُ بنَشيدِ عبادَةٍ وتسبيح. فبطريقَةِ ختامِهِ لنُبُوَّتِهِ، أظهَرَ حبقُّوق لشعبِ الله في كُلِّ جيلٍ وحضارَةٍ كيفَ يُمكنُ تحويل تنهُّداتِ اليأس إلى نشيد التسبيح.

يظهِرُ نمُوذجُ كتابَةِ حبقُّوق لنشيدِهِ، عكسَ ما نراهُ في المُؤمن النفعي. فالمُؤمِنُ النفعي هو المُؤمن الذي يُريدُ أن يستخدِمَ الله ساعةَ يُريد، كما يستخدِمُ تسهيلاتِهِ الأُخرى كالكَهرباء والماء ووسائِلِ النقل. يُظهِرُ نشيدُ حبقُّوق الختامي هذا صفاتَ رجُلِ الإيمان الذي عرفَ الله، وعرفَ أنَّ اللهَ لن يتخلَّى عن خُطَّتِهِ بالدلاَلةِ إلى المسيَّا من خِلالِ شعبِهِ المُختار. فإن كانت كلِماتُ اللهِ صَحيحَةً، كما آمنَ حبقُّوق، عندَها لن يكُونَ من المُمكِن أن يُنسى شعبُ اللهِ نهائِيَّاً. قد يذهَبُونَ إلى السبي، وقد يُؤدَّبُونَ على خطاياهم، ولكنَّهُم لن يُبادُوا نِهائيَّاً، طالَما أنَّ النبوَّات المسياويَّة لا تزالُ تنتظِرُ تحقُّقَها.

عندما أعطى اللهُ إعلاناً رائِعاً لأيُّوب في وسطِ ألمِهِ المُبرِّح، ولإرميا عندما كان يكتُبُ مراثيه، أعطى اللهُ هذا النشيد الرائع لحبقُّوق، في أحلَكِ ساعةٍ في حياتِه:

"يا رَبُّ قد سَمِعتُ خبَرَكَ فَجَزِعتُ. يا رَبُّ عملَكَ في وسطِ السنين أحيِهِ. في وسطِ السنينَ عرِّف. في الغضبِ اذكُرِ الرَّحمَة. ...فَمَع أنَّهُ لا يُزهِرُ التين ولا يكونُ حَملٌ في الكُروم يكذِبُ عملُ الزيتُونة والحُقُول لا تصنَعُ طعاماً ينقَطِعُ الغَنَمُ من الحظيرة ولا بقرَ في المزاوِد. فإني أبتَهِجُ بالربِّ وأفرَحُ بإلهِ خلاصي. الربُّ السيِّدُ قُوَّتِي ويجعَلُ قَدَمَيَّ كالأيائل ويُمَشِّيني على مُرتَفَعاتي." (حبقُّوق 3: 2؛ 17-19). (مُلاحظة لقائدِ الترنيم: عندما يُرنَّمُ هذا العدد، ينبَغي أن تُرافَقَ الجوقَةُ بآلاتٍ وتَريَّة.)

التطبيقُ الشخصِيّ
الصفحة
  • عدد الزيارات: 12348