الفصلُ الأوَّل "مُواصفاتُ نَبيّ" - ناطِقونَ بإسمِ الله
ناطِقونَ بإسمِ الله
عندما نسمَعُ كلمة "نبي،" نُفكِّرُ بِدورِ النَّبِي وكأنَّهُ يُشبِهُ دورَ المُذيع الإعلامي الذي يُخبِرُنا عن الطقس، وعن التوقُّعات عمَّا ستكونُ حالُ الطقسِ في الغد. إنَّ كلِمَة نَبِي تعني بالحقيقة "الشخص الذي يتكلَّمُ نِيابةً عنِ الله." لهذا كانَ النبيُّ كائناً بشريَّاً تكلَّمَ اللهُ من خِلالِه. ولقد تكلَّمَ هؤلاء الأنبياء نيابةً عن الله بمَعنَيين. فأوَّلاً "أخبَروا" بكلمةِ الله بمعنى أنَّهم كانوا الوُعَّاظَ العِظام في الكتاب المقدَّس. ثُمَّ "أخبَروا مُسبَقاً: أو تنبَّأوا بأحداثٍ لم تحدُث بعد. وبعضُ هذه الأمور التي تنبَّأوا بها لا تزالُ تنتَظِرُ تحقيقَها.
يندَهِشُ الناسُ من البُعدِ المُستقبَلِي لخدمةِ النبي، الذي كانَ جزءاً ديناميكيَّاً حيوياً ولكن صغيراً من خدمة النبي. فالأنبياءُ لم يكونوا بالدرجةِ الأولى مُجرَّدَ مُخبِرينَ عن المُستقبَل، بل كانوا وُعَّاظاً. ولقد حضَّ الأنبياءُ شعبَ اللهِ على طاعةِ الكلمة وتطبيقها على حياتِهم الشخصيَّة. لقد استلمَ الأنبِياءُ غالِباً إعلاناتٍ نبويَّة عن حقائقَ جديدة، ولكن بمُعظَمِهم، إبتداءً من يشوع، وعظَ الأنبِياءُ بكلِمةِ اللهِ المُدوَّنة التي سبقَ وأُعطِيَت من خِلالِ مُوسَى. لهذا أُسمِّي مُوسى عملاقَ الأنبياء لأنَّهُ هو الذي استلمَ من الله الكلمة التي كرزَ بها الأنبياءُ اللاحِقون.
إنَّ كلِمَة نبِي مأخوذةٌ من كلِمَتَين تعنِيانِ، "الوقوفَ في المُقدِّمة للإنارة." فلقد وقفَ النبيُّ من أجلَ كلمةِ اللهِ المكتوبة وجعلها تُنِيرُ لكي يفهمَ شعبُ اللهِ كلِمَةَ الله. ولقد حضَّ النبِيُّ شعبَ الله على طاعَةِ وتطبيقِ كَلِمَةِ اللهِ في حياتِهم. فعندما كانَ يقبلَ النبيُّ إعلاناتٍ عن أحداثٍ مُستَقبَليَّة، حضَّ النبيُّ شعبَ الله دائماً على أن يعيشوا حياةً التقوى والقداسة، على ضوءِ الإعلان الذي أعطاهُ إيَّاهُ اللهُ ليُشارِكَهُ معَ شعبِهِ عنِ المُستَقبَل.
- عدد الزيارات: 10224