الفَصلُ الحادِي عشر ثلاث حقائِق عنِ الخَطيَّة وثلاث عنِ الخلاص - ثلاث حقائِق عنِ الخَلاص
ثلاث حقائِق عنِ الخَلاص
على مِثَال الخلفيَّة المَخمَليَّة السَّوداء التي يعرِضُ عليها صانعُ الجواهِرِ ماساتِهِ، فإنَّ عقابَ الخَطيَّةِ وسُلطتَها وثَمَنها تجعَلُ من الحقائِقِ الثَّلاث عن الخلاص تلمَعُ وتتألَّق.
يَسُوعُ أزالَ عِقابَ الخَطيَّة
الحقيقةُ الأُولى عن الخَلاص هي أن يسوع المسيح أزالَ عقاب الخطية. تُسمِّي كلمةُ الله هذا بالإنجيل، أو الخَبَر السار. عندما قضى يسوعُ الليلَ مع مُعلِّمِ الناموس نيقوديموس، قالَ يسوع ما معناه، "أنا إبنُ اللهِ الوحيد، وأنا حلُّ الله الوحيد، وأنا المُخلِّصُ الوحيد الذي أرسَلَه الله. فليسَ عندَ الآب حلٌّ آخر ولا مُخلِّصٌ آخر." (أُنظُرْ يُوحَنَّا 3: 14- 18). عندما تسمع ما قالَهُ يسوع لنيقوديموس، سوفَ تكتشف أن يسوعَ أوضحَ لنا أن كُل الديانات الأخرى تصلُ بنا إلى طريقٍ مسدود. فإما أن تُؤمِن بيسوع أو لا تُؤمِن به. لهذا يُعتَبَرُ هذا أكثرَ تصريحٍ عقائِدي قدَّمَهُ يسُوع.
الرُّوحُ القُدُس يستطيعُ أن يغلِبَ سُلطَةَ الخَطِيَّة
حقيقةُ الخلاص الثانية هي أن الروح القُدُس قادرٌ أن يغلِبَ سُلطان الخطية في حياتي وحياتِك. ويُخبِرُنا الرسول يوحنا في 1يوحنا 4: 4، "لأن الذي فيكُم أعظم من الذي في العالم." فما عدا سُلطان الله، لا يوجد في العالم سُلطانٌ أقوى من سلطان الخطية والشر والشيطان. ولكن الخبَرَ السارّ هو أن سلطان الله أعظَم من سُلطان الشيطان والخطيَّة. يقولُ الرسولُ بولُس أنَّنا عندما نحصَلُ على نعمَةِ الله، بإمكانِنا أن نكون أعظم من مُنتصِرين على سُلطَةِ الخَطيَّة في حياتِنا بسبب الروح القدس. (قارِن معَ رُومية 8: 37- 39).
التَّبريرُ يُزيلُ خَطِيَّتَنا من أمامِ عيني الله
حقيقةُ الخلاص الثالثة هي أكثرُ تعقيداً بعضَ الشئ، لأنَّها ترتبِطُ بِسِماتِ وبُقَعِ الخطية في حياتِنا، وبثمن الخطية. ففي نظرِ الله حتى وَصمَة الخطية تُغسَلُ بالغُفران. كما كتبَ داوُد في واحِدٍ من مَزامِيرِهِ: "كَبُعدِ المَشرِقِ عنِ المَغرِب، أبعدَ عنَّا مَعَاصِينا." (مَزمُور 103: 12؛ أنظُرْ أيضاً ميخا 7: 19). إنَّ كَلِمة تبرير هي واحِدَةٌ من أجمَلِ كلماتِ الكتابِ المُقدَّس. وهي تعني أنَّنا عندَما نعتَرِفُ بخَطِيَّتِنا ونَتُوبُ عنها، تُصبِحُ خَطِيَّتُنا في نظَرِ اللهِ وكأنَّها لم تحدُثْ أصلاً. فخَطِيَّتُنا لا تُسامَحُ فحَسب؛ ولا تُغفَرُ فَحَسب؛ ولا تُزالُ فحَسب؛ بل تذهَبُ إلى غَيرِ رجعة. وكأنَّنا لم نُخطِء أصلاً.
وعلى أيَّةِ حال، فللتبرير مجالان. أحياناً تَكُونُ وَصَماتُ الخَطِيَّةِ لا تُزالُ ولا تُمَّحى على الصَّعيدِ البَشريّ. فإذا إقتَرَفَ أحدُهُم جريمَةَ قَتلٍ وبعدَ ذلكَ، آمنَ بالمسيح، ففي نظَرِ اللهِ وكأنَّهُ لم يقتَرِفْ أصلاً هذه الجريمة. ولكن هل يعني إيمانُهُ بالمسيح أنَّهُ يستطيعَ أن يمضِيَ في سَبيلِهِ حُرَّاً طَليقاً؟ كلا بالطبع. فهُناكَ عواقِبُ عليهِ أن يدفَعَ ثمنَها.
دُعيتُ مرَّةً للذهابِ إلى منزلِ شخصٍ في الثالثة والثمانين من عُمرِه. وكان قد تابَ وتجدَّدَ واختبرَ المسيح وهو في الثانية والثمانين. وهذا غريبٌ. بعدَ تجديده الذي كان صادقاً تماماً، إتَّصَلَت بي زوجتُهُ وقالت لي، "عليكَ أن تأتي وتُكلِّم زوجي. فكُلُّ ما يفعلُهُ هو أنهُ يجلِسُ ويبكي ولا يتكلَّم عن السبب." فذهبتُ لرؤيةِ هذا الشيخ الطيِّب؟ وعندما تمالكَ أعصابَهُ، قال، "أولادي! أولادي! أولادي!" فقلتُ لهُ، "ماذا عن أولادِكَ؟" فأخبَرَني كم كان رديئاً كوالد مع أولادِه! فإثنان من أولادِهِ كانا في مُستشفَى الأمراض العقليَّة. وكان هذا الرجُل الشيخ مُقتنِعاً أنهُ هو المسؤول عن الحياة المأساويَّة التي عاشَها أولادُه. فبما أن الرجُلَ اختبرَ الولادة الجديدة، لم تعُد هُناكَ أيةُ وصمةٍ أو عقابٍ عليهِ في نظرِ الله. ولكن هُناكَ نُدُوبٌ ووصماتٌ في حياةِ أولادِه.
هُناكَ بعضُ الأُمور لا يُمكِنُنا أن نُزيلها. فثمنُ الخطية مُكلِفٌ جداً ونُدُوبُها أحياناً لا تُمَّحَى. لهذا كتبَ يُوحنَّا الرَّسُول في رسالتِهِ الأُولى: "أكتُبُ إليكُم أيُّها الأولاد حتَّى لا تُخطِئُوا." (1يُوحَنَّا 2: 1).
أعتَقِدُ أنَّهُ أحياناً يُرتَكَبُ خَطأٌ لاهُوتِيٌّ فادِح بِجعلِ الشُبَّان يظنون أنَّ هُناكَ أيُّ شَيءٍ صالِح أو جَيِّد في الخَطيَّة. فليسَ في الخطيَّةِ شئٌ صالِح. وليسَ أي شئ صالح في عواقِب الخطية. ولكن اللهَ يُمكِنُهُ أن يستخدِمَ عواقبَ خطايانا إن كُنا سنتجاوبُ معَ هذه العواقِب بالطريقة التي تجاوبَ بها داود. اللهُ قادرٌ أن يشفيَ الكثير من النُدُوب والوصَمات، ولكن هُناكَ وصمات وندوب للخطية لا يُمكِنُ محوها. لهذا يُعلِّمُنا الكتابُ المقدَّس أنهُ من الأفضل لنا أن لا نُخطِئ. قالَ يسوعُ للمرأة التي أُمسِكَت في فعلِ زنا، "ولا أنا أدينُكِ،" ولكنَّهُ أضافَ بقولِه، "إذهبي ولا تُخطِئي أيضاً." (يُوحَنَّا 8: 11) إيَّاكَ أن تُعطِي أولادَكَ الإنطِباع أنَّهُ من الأفضَل أن يُخطِئوا ومن ثَمَّ يخلُصون. فمن الأفضلِ أن لا يُخطِئوا أبداً.
تُوجدُ عَدوى للخَطيَّة تتفشَّى بينَ الذين يَقُولُونَ أنَّهُم تلاميذ ليسُوع المسيح. ولكنَّ اللهَ يُريدُنا جميعاً، أن نسمَعَ من خلالِ قِصَّةِ خَطِيَّةِ داوُد، كلمات يسُوع التي تَقُولُ لِكُلِّ واحِدٍ منَّا اليوم: "إذهَبْ ولا تُخطِء أيضاً."
- عدد الزيارات: 8402