Skip to main content

الفَصلُ الأوَّل سِفرُ اللاوِيِّين - أثاثُ الخَيمَة

الصفحة 3 من 4: أثاثُ الخَيمَة

أثاثُ الخَيمَة

كانَ المذبَحُ النُّحاسِيُّ يُشيرُ بالحقيقَةِ إلى إنجيلِ العهدِ الجَديد. فكُلُّ الحيواناتِ كانت تُذبَحُ ويُضحَّى بها على المذبَحِ النُّحاسِيّ، وكُلُّ الذَّبائحِ الحيوانيَّة وَجَدَتْ كامِلَ معناها الرَّمزي عندما ماتَ يسُوعُ على الصَّليب. يُخبِرُنا هذا المذبَحُ قائِلاً، "لا يُمكِنُكُم أن تقتَرِبُوا منَ اللهِ القُدُّوسِ بِدُونِ ذَبيحَةٍ. "فبِدُونِ سَفكِ دَمٍ لا تَحصُلُ مغفَرَة." (عبرانيين 9: 22)

وقِطعَةُ الأثاثِ التي تُسمَّى المِرحَضَة، حيثُ يُطَهِّرُ الكاهِنُ نفسَهُ طقسِيَّاً، قبلَ أن يدخُلَ إلى القُدس، تُعَلِّمُنا بما تَقُولُهُ كلمةُ اللهِ في عدَّةِ أماكِن: "من يَصعَدُ إلى جبلِ الرَّبِّ؟ الطَّاهِرُ اليَدَينِ والنَّقِيُّ القَلبِ." (مزمُور 24: 4)

إنَّ الشَّرِكَةَ معَ اللهِ هي الهدَفُ النِّهائِيُّ من خيمَةِ العبادَة. وكُلُّ شَيءٍ يتحرَّكُ لِيَصلَ بنا إلى هذه الغايَة. وفي الكتابِ المُقدَّس، غالِباً تُشَبَّهُ الشَّرِكَةُ معَ اللهِ بِوَجبَةِ طعام. فالمِرحَضة تُعَلِّمنا بما كانت أُمَّهاتُنا تقُولُهُ لنا عندما كُنَّا لا نزالُ أطفالاً، "أغسِلُوا أيديَكُم قبلَ أن تقتَرِبُوا منَ مائِدَةِ العشاء." إغتَسِلُوا قبلَ الجُلُوسِ إلى المائِدة، أي قبلَ أن تقتَرِبُوا منَ الشَّرِكَةِ معَ الله. تحتاجُونَ أن تغتَسِلُوا وأن تتطهَّرُوا. كانت هذه هي دلالَة ُالمرحضَة الرَّمزِيَّة.

وبينما كانَ الكاهِنُ يَقِفُ أمامَ المَنارَةِ الذَّهَبِيَّة، كانَ يعتَرِفُ أنَّ اللهَ كانَ مصدَرَ سفر اللاوِيِّين هذا، الذي نَقُومُ بدراسَتِهِ خلالَ مَسحِنا لأسفارِ الكتابِ المُقدَّس. لقد كانَ يعتَرِفُ الكاهِنُ أنَّ كلمةَ اللهِ هي النُّور الذي يَقُودُنا. كانَ الكاهِنُ يعبُدُ ويَشكُرُ اللهَ على إعطاءِ ذلكَ الخاطِئ عندَ البابِ إعلاناً عن كيفَ بإمكانِهِ أن يخلُصَ وأن يقتَرِبَ منَ اللهِ في العبادَة.

وكما أشرتُ سابِقاً، الخُبزُ على مائدَةِ خُبزِ الوُجُوه كانَ يرمُزُ إلى حقيقَةِ أنَّ اللهَ سيُشبِعُ شعبَهُ وسيَسُدُّ إحتياجَهُم. ومنَ الواضِحِ أنَّ اللهَ لا يُريدُ أبداً أن يَغيبَ عن أنظارِنا كَونَهُ هُوَ مصدَرَ شَبَعِنا وغذائِنا. وهُوَ يُريدُنا أن نَثِقَ بهِ وأن نتطلَّعَ إليهِ لِسدِّ كُلِّ حاجَةٍ من حاجاتِنا، جسديَّاً، عاطِفيَّاً، عقليَّاً، ورُوحيَّاً.

ثُمَّ دَعُونا ننظُرُ إلى مَذبَحِ البَخُّور. فعندما كانَ الكاهِنُ يَقِفُ أمامَ هذا المذبَح، كانَ يُصَلِّي من أجلِ الخاطِئ الذي كانَ يقِفُ أمامَ بابِ الباحَةِ الخارِجيَّة. وبينما كانَ الكاهِنُ يفعَلُ ذلكَ، كانَ يُمثِّلُ صُورَةً عنِ يسُوع المسيح، رئيس كهَنَتِنا الأعظَم، الذي يتشفَّعُ بنا أمامَ الله الآب.

مُلَخَّص
الصفحة
  • عدد الزيارات: 9520