Skip to main content

الدرس الرابع عشر

الفصل 10: 1-10

النص الكتابي:

"1لأَنَّ النَّامُوسَ، إِذْ لَهُ ظِلُّ الْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ لاَ نَفْسُ صُورَةِ الأَشْيَاءِ، لاَ يَقْدِرُ أَبَداً بِنَفْسِ الذَّبَائِحِ كُلَّ سَنَةٍ، الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا عَلَى الدَّوَامِ، أَنْ يُكَمِّلَ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ. 2وَإِلاَّ، أَفَمَا زَالَتْ تُقَدَّمُ؟ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الْخَادِمِينَ، وَهُمْ مُطَهَّرُونَ مَرَّةً، لاَ يَكُونُ لَهُمْ أيضاً ضَمِيرُ خَطَايَا. 3لَكِنْ فِيهَا كُلَّ سَنَةٍ ذِكْرُ خَطَايَا. 4لأَنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا. 5لِذَلِكَ عِنْدَ دُخُولِهِ إلى الْعَالَمِ يَقُولُ: «ذَبِيحَةً وَقُرْبَاناً لَمْ تُرِدْ، وَلَكِنْ هَيَّأْتَ لِي جَسَداً. 6بِمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ لِلْخَطِيَّةِ لَمْ تُسَرَّ. 7ثُمَّ قُلْتُ: هَئَنَذَا أَجِيءُ. فِي دَرْجِ الْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي، لأَفْعَلَ مَشيئتَكَ يَا أَللهُ». 8إِذْ يَقُولُ آنِفاً: «إِنَّكَ ذَبِيحَةً وَقُرْبَاناً وَمُحْرَقَاتٍ وَذَبَائِحَ لِلْخَطِيَّةِ لَمْ تُرِدْ وَلاَ سُرِرْتَ بِهَا». الَّتِي تُقَدَّمُ حَسَبَ النَّامُوسِ. 9ثُمَّ قَالَ: «هَئَنَذَا أَجِيءُ لأَفْعَلَ مَشيئتَكَ يَا أَللهُ». يَنْزِعُ الأول لِكَيْ يُثَبِّتَ الثَّانِيَ. 10فَبِهَذِهِ الْمَشيئةِ نَحْنُ مُقَدَّسُونَ بِتَقْدِيمِ جَسَدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَرَّةً وَاحِدَةً."

لقد اقتربنا من نهاية دراستنا للقسم العقائدي من الرسالة إلى العبرانيين. وكنا قد وصلنا إلى معرفة هذه الأمور من دروسنا السابقة لهذه الرسالة:

أولا: كهنوت السيد المسيح أعظم من كهنوت اللاويين حسب تعليم كلمة الله في المزمور 110.

ثانيا: العهد الجديد الذي دشنه السيد المسيح هو أعظم من العهد القديم الذي صار على أيام موسى النبي حسب تعليم كلمة الله في نبوة أرميا.

ثالثا: كانت تقدمة المسيح أعظم من تقدمات النظام القديم لأنه له المجد قدم نفسه مرة واحدة كذبيحة عن خطايا العالم بينما كانت ذبائح العهد القديم تقدم مراراً عديدة. سندرس في القسم الأول من هذا الفصل خلاصة ما تقدم بخصوص تفوق المسيح على سائر من جاء قبله وتفوق تقدمته الكاملة على سائر تقدمات النظام القديم.

1. كان نظام الناموس اللاوي نظاماً مؤقتاً إذ أنه كان ظل النظام التام والنهائي الذي دشنه السيد المسيح:

كان النظام اللاوي من وضع الله وكل ما يتعلق بالتقدمات والذبائح والعبادة ولكن ذلك لا يعني أن الله وضع ذلك النظام بشكل دائم. كلا إنه كان تمهيدياً للنظام التام الذي كان سيحل محله لدى قدوم المسيح إلى العالم. فهو بالنسبة للنظام الجديد كالظل بالنسبة للجسد. وهكذا نرى أن الذبائح التي كانت تقدّم كل سنة كانت تقدّم على الدوام ولكن لو كان النظام اللاوي تاماً وكاملاً لما صار من الواجب أن يستمر الناس في تقديم الذبائح كل سنة. ولو كان النظام اللاوي تاماً لتوقف الناس عن تقديم الذبائح باعتبار أن الخادمين وهم مطهرون مرة لا يكون لهم ضمير يبكّتهم على خطايا. ولكن مجرد تقديم الذبائح بصورة مستمرة كان دليلاً على عدم كمال النظام اللاوي الذي أنشيء في أيام موسى وهارون. ومن البديهي أنه لا يمكن أن دم ثيران وتيوس يرفع خطايا. كيف كان إذن يخلص الناس في تلك الأيام من خطاياهم ويقبلون لدى الله؟ كان يطهّرُ المؤمنين إيمانُهم التام بالله الذي كان يعلمهم بواسطة رموز وصور النظام القديم أن مغفرة الخطايا لجميع الناس في أيام النظام القديم والنظام الجديد إنما هي بواسطة المسيح يسوع وبما كان سيقوم به على الصليب.

2. نظام المسيح هو دائم ونهائي:

لم يكن من السهل أن يتكلم أي إنسان أو أن يكتب عن زوال واضمحلال النظام اللاوي وخاصة إن كان الذين سيقرأون الرسالة من أصـل عبري. ولكـن كاتب الرسالة أظهر من اقتباسه من المزمور 40 أن كلمة الله في العهد القديم كانت قد أظهرت حقيقة نظامه العقائدي الذي كان قد شرع في تفسيره. ماذا نتعلم من المزمور 40: 6-8؟

أ. أعدّ الله عهداً أفضل من العهد القديم وأن ذلك كان بواسطة تجسد ابنه الأزلي يسوع المسيح ومجيئه إلى عالمنا وعيشه بصورة تامة حسب إرادة الله وليس ذلك فقط بل أيضاً بأخذه (وهو البار الطاهر) خطايانا على نفسه وبموته على الصليب وبقيامته من الأموات.

ب. لم ينظر الله إلى دماء الحيوانات في العهد القديم وكأنها قادرة بنفسها على أن تنفع الإنسان. كلا إنها كانت رموزاً ذات قيمة تعليمية وكانت جميعها تشير إلى دم الفادي الزكي الذي سفك عن الإنسان. كان خطأ الذين كانوا يودون الارتداد عن المسيحية والرجوع إلى اليهودية خطأ فادحاً لأنهم بذلك كانوا يرفضون نظام الله النهائي والتام وطريقته العجيبة للتغلب على الخطية ويرجعون إلى نظام قديم كان على وشك أن يزول تماماً حتى من الناحية الخارجية لدى تدمير الهيكل من قبل الرومان وتلاشي النظام اللاوي إلى الأبد. لماذا الرجوع إلى الرمز وقد جاء الحق ذاته؟ لماذا الظن بأن دماء الحيوانات قادرة أن تقرب الإنسان من إلهه وبأن تجعله من الأبرار بينما كان حمل الله النقي قد قدم نفسه مرة بصورة نهائية؟ إن كانت مشيئة الله التي ظهرت في أيام العهد القديم هي بأن يأتي المخلص ويقدم نفسه عن خطايا العالم وإن كان هذا الأمر قد تم، أفليس من العصيان والتمرد أن ترفض مشيئة الله التي تمت في حياة المسيح يسوع وموته وقيامته؟

  • عدد الزيارات: 4205