Skip to main content

الدرس الثالث

الفصل 1- تابع

 النص الكتابي – انظر الفصل السابق.

رأينا أن كاتب الرسالة إلى العبرانيين أظهر بأن المسيح يسوع هو ابن الله الأزلي وأن الله تكلم بواسطته بصورة تامة وأنه هو أيضاً فادي البشرية. وبما أن اليهود كانوا ينظرون نظرة سامية إلى ملائكة الله وخاصة في الفترة الكائنة بين العهد القديم والعهد الجديد نلاحظ أن كاتب الرسالة يقتبس من الكتاب المقدس في عهده القديم وحسب ترجمته إلى اليونانية – تلك الترجمة التي أنجزت في الإسكندرية قبل نحو 300 سنة من الميلاد والمعروفة باسم الترجمة السبعينية – مظهرا كيف أن الله تعالى لم يتكلم عن الملائكة بصورة تشابه ولو عن بعد مثلما تكلم عن ابنه الذي صار المسيح، مخلص العالم. وهنا نشير أن أسفار العهد القديم في كتابنا المقدس العربي معربة مباشرة عن العبرية، بينما اقتباسات كاتب الرسالة إلى العبرانيين من العهد القديم هي من الترجمة السبعينية اليونانية وهذا ما يفسر وجود اختلاف لفظي زهيد بين النصين.

1.      لمن من الملائكة قال قط: أنت ابني، أنا اليوم ولدتك؟

هذا الاقتباس هو من المزمور الثاني والعدد السابع وعلينا أن نشير هناك إلى أن المزامير إنما كتبت بخصوص ملوك وعظماء من بني البشر وأن القسم الأكبر منها من تأليف داود. ولكن هذه المزامير لم تكن كاملة ولذلك نجد أن كتاب العهد الجديد، إقتداء بربهم يسوع المسيح وبتعاليمه السامية ونظراً لقيادة الروح القدس لهم، نراهم يطبقون تعاليم العديد من مزامير العهد القديم على المسيح يسوع. لم يقل الله كلمات المزمور الثاني عن أي ملاك ولكن هذه الكلمات تجد تتميماً لها في المسيح الذي هو ابن الله الأزلي.

 2. أنا أكون أباً وهو يكون لي ابناً:

هذه كلما قيلت في مناسبة تاريخية معينة بالنسبة لداود الملك ونراها مدونة في سفر صموئيل الثاني 7: 14 ولكنها ككلمات المزمور الثاني تجد تطبيقها التام في المسيح الذي جاء من نسل داود حسب طبيعته البشرية.

3. وأيضاً متى أدخل البكر إلى العالم يقول: ولتسجد له كل ملائكة الله:

هذا اقتباس من الترجمة السبعينية لسفر التثنية 32: 43. وهنا يدعى يسوع المسيح البكر لأنه أول من قام من الأموات بجسد القيامة المجيد الذي سيلبسه جميع المؤمنين به في يوم القيامة. ومن المرجح أن هذا العدد يشير إلى عودة المسيح إلى العالم وإلى أن الملائكة ستسجد له. ومن تسجد له الملائكة لابد أن يكون أعظم منهم بكثير.

4. وعن الملائكة يقول: الصانع ملائكته رياحاً وخدامه لهيب نار:

هذا العدد مقتبس من المزمور 104: 4، وأما عن الابن: "كرسيك يا الله إلى دهر الدهور قضيب ملك، أحببت البر وأبغضت الإثم، من أجل ذلك مسحك الله إلهك بزيت الابتهاج أكثر من شركائك. هذه كلمات مقتبسة من المزمور 45: 6و7. ومع أنها قيلت أولا بخصوص ملك أرضي إلا أنها لم تجد تتميمها في أي ملك من ملوك اسرائيل لأنهم جميعا كانوا خطاة وحتى أعظمهم سليمان وقع في خطية عبادة الأوثان وهكذا تم هذا المزمور في المسيح الذي هو من نسل داود حسب الجسد ولكنه هو أيضاً ابن الله مساو له في الجوهر. ولذلك يعلّمنا صاحب الرسالة أن كلمات هذا المزمور تشير إلى الابن بهذه العبارة الهامة: كرسيك يا الله إلى دهر الدهور وهذا أمر هام للغاية إذ أننا نرى أن سائر كتّاب أسفار العهد الجديد نظروا إلى المسيح كذي طبيعتين: إلهية وبشرية في أقنوم واحد.

5. نشير أخيراً إلى أن الأعداد 10-12 مقتبسة من المزمور 102: 25-27 والعدد الثالث عشر من المزمور 110: 1 الذي كان الرب يسوع المسيح ذاته قد اقتبسه مرة أثناء جدل مع رؤساء الدين المعاندين له والذي يعلم بكل وضوح أن المسيح هو ابن الله وابن الإنسان.

  • عدد الزيارات: 4750