Skip to main content

الدرس الحادي والعشرون

الفصل 13

النص الكتابي:

"1لِتَثْبُتِ الْمَحَبَّةُ الأَخَوِيَّةُ. 2لاَ تَنْسُوا إِضَافَةَ الْغُرَبَاءِ، لأَنْ بِهَا أَضَافَ أُنَاسٌ مَلاَئِكَةً وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ. 3اُذْكُرُوا الْمُقَيَّدِينَ كَأَنَّكُمْ مُقَيَّدُونَ مَعَهُمْ، وَالْمُذَلِّينَ كَأَنَّكُمْ أَنْتُمْ أيضاً فِي الْجَسَدِ. 4لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّماً عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ. وَأَمَّا الْعَاهِرُونَ وَالزُّنَاةُ فَسَيَدِينُهُمُ اللهُ. 5لِتَكُنْ سِيرَتُكُمْ خَالِيَةً مِنْ مَحَبَّةِ الْمَالِ. كُونُوا مُكْتَفِينَ بِمَا عِنْدَكُمْ، لأَنَّهُ قَالَ: «لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ» 6حَتَّى إِنَّنَا نَقُولُ وَاثِقِينَ: «الرَّبُّ مُعِينٌ لِي فَلاَ أَخَافُ. مَاذَا يَصْنَعُ بِي إنسان؟» 7اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إلى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإيمانهِمْ. 8يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإلى الأَبَدِ. 9لاَ تُسَاقُوا بِتَعَالِيمَ مُتَنَّوِعَةٍ وَغَرِيبَةٍ، لأَنَّهُ حَسَنٌ أَنْ يُثَبَّتَ الْقَلْبُ بِالنِّعْمَةِ، لاَ بِأَطْعِمَةٍ لَمْ يَنْتَفِعْ بِهَا الَّذِينَ تَعَاطَوْهَا. 10لَنَا «مَذْبَحٌ» لاَ سُلْطَانَ لِلَّذِينَ يَخْدِمُونَ الْمَسْكَنَ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْهُ. 11فَإِنَّ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي يُدْخَلُ بِدَمِهَا عَنِ الْخَطِيَّةِ إلى «الأقداس» بِيَدِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ تُحْرَقُ أَجْسَامُهَا خَارِجَ الْمَحَلَّةِ. 12لِذَلِكَ يَسُوعُ أيضاً، لِكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ الْبَابِ. 13فَلْنَخْرُجْ إِذاً إِلَيْهِ خَارِجَ الْمَحَلَّةِ حَامِلِينَ عَارَهُ. 14لأَنْ لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لَكِنَّنَا نَطْلُبُ الْعَتِيدَةَ. 15فَلْنُقَدِّمْ بِهِ فِي كُلِّ حِينٍ لِلَّهِ ذَبِيحَةَ التَّسْبِيحِ، أَيْ ثَمَرَ شِفَاهٍ مُعْتَرِفَةٍ بِاسمهِ. 16وَلَكِنْ لاَ تَنْسُوا فِعْلَ الْخَيْرِ وَالتَّوْزِيعَ، لأَنَّهُ بِذَبَائِحَ مِثْلِ هَذِهِ يُسَرُّ اللهُ. 17أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَاباً، لِكَيْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ بِفَرَحٍ، لاَ آنِّينَ، لأَنَّ هَذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ. 18صَلُّوا لأَجْلِنَا، لأَنَّنَا نَثِقُ أَنَّ لَنَا ضَمِيراً صَالِحاً، رَاغِبِينَ أَنْ نَتَصَرَّفَ حَسَناً فِي كُلِّ شَيْءٍ. 19وَلَكِنْ أَطْلُبُ أَكْثَرَ أَنْ تَفْعَلُوا هَذَا لِكَيْ أُرَدَّ إِلَيْكُمْ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ. 20وَإِلَهُ السَّلاَمِ الَّذِي أَقَامَ مِنَ الأموات رَاعِيَ الْخِرَافِ الْعَظِيمَ، رَبَّنَا يَسُوعَ، بِدَمِ الْعَهْدِ الأبدي، 21لِيُكَمِّلْكُمْ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ لِتَصْنَعُوا مشيئتهُ، عَامِلاً فِيكُمْ مَا يُرْضِي أَمَامَهُ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ إلى أَبَدِ الأبدينَ. آمِينَ. 22وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَحْتَمِلُوا كَلِمَةَ الْوَعْظِ، لأَنِّي بِكَلِمَاتٍ قَلِيلَةٍ كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ. 23اِعْلَمُوا أَنَّهُ قَدْ أُطْلِقَ الأَخُ تِيمُوثَاوُسُ، الَّذِي مَعَهُ سَوْفَ أَرَاكُمْ، إِنْ أَتَى سَرِيعاً. 24سَلِّمُوا عَلَى جَمِيعِ مُرْشِدِيكُمْ وَجَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الَّذِينَ مِنْ إِيطَالِيَا. 25اَلنِّعْمَةُ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ"

ها قد وصلنا بمعونة الله إلى الفصل الأخير من الرسالة إلى العبرانيين وقبل أن نبدأ بالتعليق على التعليمات المختلفة الواردة في درسنا علينا أن نعيد إلى الذاكرة خلاصة ما تعلمناه من هذه الرسالة. كتب صاحب هذه الرسالة لجماعة الإيمان من أصل يهودي عن السيد المسيح له المجد ككلمة الله الأخيرة للعالم الذي هو أيضاً مخلص العالم الوحيد. وقد حذّرهم من مغبة الرجوع عن الإيمان القويم والارتداد إلى اليهودية مظهراً لهم من تعاليم الأسفار المقدسة أن الله الذي أقام نظام العهد القديم إنما جاء بنظام العهد الجديد أيضاً لأن العهد الأول كان عهداً وقتياً وذا صفة تحضيرية للعهد التام والنهائي الذي دشنه السيد المسيح بموته على الصليب ككفارة عن خطايا العالم وبقيامته من الأموات وبصعوده إلى السماء. من احتقر نظام العهد القديم وارتد عنه لعبادة الأصنام مات بدون شفقة على شاهدين أو ثلاثة، أفلا يكون عقاب المرتدين أكثر صرامة، أولئك الذين يرتدون عن نظام العهد الأبدي أي عن المسيح يسوع وتدبيره الفعال للخلاص من الخطية؟ بهذه الكلمات القليلة لخّصنا ما تعلمناه من هذه الرسالة الفريدة. وهذه هي خلاصة تعاليم الفصل الأخير من الرسالة:

1. واجبات المؤمنين نحو بعضهم البعض:

على المؤمنين، وخاصة في أيام الاضطهاد والتشريد أن يظهروا حيوية إيمانهم بموقفهم من المؤمنين الغرباء الذين كانوا يذهبون من مكان إلى آخر إما بسبب أعمالهم أو في سبيل نشر الإيمان. وكيف تظهر المحبة الأخوية إلا بإضافة الغرباء؟ ألا يعلمون كيف أن إبراهيم أضاف ملائكة عندما ظن بأنه كان يضيف مسافرين غرباء؟ وكذلك كان عليهم كمؤمنين أن يمتنعوا عن ارتكاب الخطايا الشنيعة التي كان يرتكبها عابدو الأوثان كالزنى وعدم حفظ رابطة الزواج بشكل مقدس. وذكرهم أيضاً بأهمية عدم الوقوع في خطية محبة المال وألا يتّكلوا عليه بل على الله ليتمكّن كل مؤمن من القول: "الرب معين لي فلا أخاف، ماذا يصنع بي إنسان؟"

2. واجبات المؤمنين نحو الكنيسة وسيد الكنيسة الوحيد يسوع المسيح:

ذكر كاتب الرسالة في بحر رسالته أن قوماً من الذين أخذ إيمانهم يتزعزع امتنعوا عن القدوم إلى الاجتماعات الكنسية الجمهورية وهو الآن يذكّر الثابتين في الإيمان بواجباتهم نحو الكنيسة وخاصة نحو الذين كانوا قد أسسوها أي رسل السيد المسيح. وفوق كل شيء ليذكروا دوماً وهم معرضون لتجربة الارتداد عن الإيمان ليذكروا أن المسيح سيد الكنيسة هو هو، أي انه لا يتغير أمساً واليوم وإلى الأبد. وأنه متى وصل الإنسان إلى هذا الإيمان عليه أن يثبت فيه ويتشبث بمن افتداه من لعنة الخطية. وحتى في ختام الرسالة يعود الكاتب ويذكّرنا أن الرب يسوع المسيح تألم من أجلنا ومات خارج أسوار المدينة المقدسة على الصليب لنكون قادرين أن نأتي إلى الله خالقنا عابدين إياه بطريقة مرضية وبدون ستار الخطية الحاجز. يجدر بنا جميعاً أن نقدم بواسطة المسيح المخلص في كل حين ذبيحة التسبيح لله: أي ثمر شفاه معترفة باسمه وكذلك ألا ننسى فعل الخير والتوزيع على المعوزين لأنه بذبائح مثل هذه يسر الله.

3. وأخيراً يسلم كاتب الرسالة على المؤمنين ويتركهم في رعاية الله إله السلام الذي أقام من الأموات السيد المسيح راعي الخراف العظيم بدم العهد الأبدي النهائي أي العهد الجديد، والله أمين وقادر على أن يجعلهم كاملين في كل عمل صالح صانعين مشيئته تعالى وساعين دوماً إلى إرضاء من أنقذهم من الموت الأبدي أي يسوع المسيح الذي له المجد إلى أبد الآبدين، آمين.

  • عدد الزيارات: 3679