الشهادة للمسيح
إن الشهادة للمسيح هي قسم أساسي من خدمات الجمعية. فإن هذه هي خطة الجمعية لجعل نشر الإنجيل جزءاً عملياً من حياة كل عضو فيطبق ما قد تعلمه من الدرس وعزم عليه في الصلاة. وتشتمل هذه الخطة على كل الخدمات التي يقوم بها أعضاؤها لنشر الإنجيل وربح النفوس ضمن منطقة الكنيسة والمجمع الوطني. فيصبح كل عضو تلميذاً حقيقياً في محيطه ويجذب الآخرين إلى معرفة المخلص وينمو روحياً ويكون مواطناً واعياً يعمل بشجاعة للمحافظة على كل ما هو لخير الوطن ولمحاربة ما يفسد أخلاق المواطنين.
للشهادة المسيحية ثلاثة مقاصد وهي ربح الناس للمسيح وإظهار اهتمام المسيح ومحبته للآخرين وتنمية الأفراد في تحمل مسؤوليتهم تجاه ربح العالم لأن كل مؤمن يحمل بين يديه كلمة الحياة فإرادة الله هي أن يشترك في عمله الفدائي. ويعطي الله القوة المطلوبة لهذا العمل على شرط أن يكون الفرد مستعداً أن يكون إناء طاهراً لاستخدام الروح القدس. فتطلب منه إثمار الروح. كتب بولس عن اختباره إلى المؤمنين في غلاطية "وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف" (غلاطية5: 22-23).
إن هدف الجمعية هو العمل المسيحي الناتج عن القلب الحنون المهتم بكل ضال في كل أنحاء العالم.
الخدمات المنظمة في المنطقة
تشتمل هذه الخدمات على كل ما يعمله الأفراد والجماعة من خدمات تحت إشراف لجنة الخدمات. وتسعى اللجنة لتجنيد كل عضو في خدمة لربح الضالين وجعل المنطقة أكثر مسيحية بكل معنى الكلمة.
وضع الخطط
ينبغي أن تُنظم اللجنة الخطط المعدة باعتناء لكي تتجنب أعمال بعض الحاجات اللازمة ولكي تنسق العمل. وبعد أن تضع الخطط تنفذها الجمعية تحت إشراف اللجنة. فتهتم اللجنة بثلاثة أمور وهي الدرس وترتيب الخدمات ومتابعة الذين اتصل بهم بواسطة الخدمات.
1-الدرس
لكي تعد أفضل الخطط تحتاج اللجنة إلى درس المحيط فتلاحظ الحاجات الخاصة والطرق المناسبة لسد تلك الحاجات وتلاحظ أيضاً المؤسسات الأخرى التي قد تهتم ببعض هذه الحاجات.
والأعضاء الذين يعينون في خدمة ما يدرسونها ويختارون الطرق الفضلى للقيام بها. فإن التفكير العقلي يرافق الاهتمام القلبي للخدمة المفيدة كما أن الجهل والإهمال يسببان المزيد من المشاكل.
2-ترتيب الخدمات
تُرتب الخدمات بحيث تسنح لكل فرد أن يشترك في خدمة ما بانتظام فالمستحسن أن تعين خدمة لكل شهر وأن يشترك الأعضاء بالدور في كل نوع من الخدمة.
3-متابعة الذين اتصل بهم
إن النتيجة المنشودة من كل الخدمات هي إيصال رسالة الخلاص إلى حياة الناس من كل الطبقات والأشكال. ويقتضي ذلك الاهتمام الحي المستمر بهم. فإن الخدمة مرة واحدة- من أي نوع كانت- لا تكفي لتؤثر على الناس وتربحهم بل يحتاجون إلى المحبة والاهتمام المستمر مدة طويلة والمواظبة على زيارتهم ومساعدتهم. فعلى اللجنة أن تشجع الأعضاء على هذه العناية المستمرة بكل من يتصلون بهم.
نظرة عامة إلى حاجات المنطقة
لمحة خاطفة إلى مدينة أو ضاحية من المدينة تكشف عن محلات الحاجة إلى خدمة مسيحية. لكن العمل المفيد المثمر يتطلب درساً دقيقاً شاملاً أكثر من هذه اللمحة وليس مثل هذا الدرس من الأمور الصعبة.
فالخطوة الأولى هي كتابة كل ما يعرف عن المدينة من هذه الناحية ثم البحث عن أمور أخرى مجهولة. وهذه هي الطريقة الوحيدة لتأسيس عمل حكيم ومفيد في المدينة.
بواسطة الدرس يهتم بمحيط الكنيسة المباشر أي الحي الذي تقع فيه من المدينة أو المنطقة القريبة منها في الريف. وتتوخى المعلومات الواضحة عن هذا المحيط وليس الآراء فقط.
وعلى اللجنة أن تحتفظ بالمعلومات التي تجمعها كي تراجعها من وقت إلى آخر كمصدر اقتراحات لوضع الخطط فيما بعد.
كما وإن على اللجنة أن تطلب إرشاد الرب في تعيين الخدمات وتطبيق معلوماتها على حاجات المدينة أو المنطقة لتمجيد اسمه. فإن فهم حالة المنطقة يؤدي إلى اكتشاف أعمال مفيدة. كمعرفة حالات السجناء التي تؤدي إلى خدمتهم وإلى مساعدة من يطلق سراحهم منهم في إيجاد عمل الخ. ومعرفة أسباب سجنهم قد تؤدي إلى السعي لنزع بعض مصادر التجربة من المنطقة كالملاهي ودور السينما والخمارات وغيرها. والمعرفة بوجود أميين تدفع الجمعية إلى تأسيس صفوف لتعليم القراءة. وقد تقتضي الحاجة إلى فتح صف حضانة للأولاد الذين تتركهم أمهاتهم ليعملن خارج البيت أو تدبير طرق خاصة لتبشير أخرس أو مقعد أو شخص لا يعرف اللغة العربية. على كل حال كن صديقاً لهؤلاء جميعهم من أجل المسيح لعلك تربح البعض له ولخدمته.
وفي المدينة أو الضيعة يحتاج الناس إلى أنواع من التسلية المفيدة التي لا تناقض إيمانهم والتي تقوي الشركة والألفة بينهم. أما وقت الفراغ فقد يولد الشر بين الناس ولاسيما الأحداث لذلك قيل "الفراغ مفسدة". إن تنظيم التسلية المفيدة هو من أفضل الخدمات التي قد تقوم بها الجمعية.
الزيارات التبشيرية
على لجنة الخدمات أن لا تنهمك في درس حاجات المنطقة لدرجة تنسى معها الغاية الرئيسية من كل الخدمات وهي ربح النفوس فعلى اللجنة وأعضاء الجمعية أن يعيروا انتباههم لهذا العمل الهام قبل كل خدمة أخرى. وكل ما يعمل يجب أن يؤول لمصالحة الإنسان مع الله.
لكل مؤمن رغبة في إشراك الآخرين بأخبار الخلاص المفرحة. فمنذ أيام المسيحية الأولى ذهب المؤمنون إلى أعضاء عائلاتهم وأصدقائهم وجيرانهم مخبرين بالإيمان الذي يغير الحياة. وتهتم كل كنيسة مبنية على العهد الجديد بهذا العمل أولاً.
إذا كانت الكنيسة تقوم بمنهاج زيارات تبشيرية منظمة فعلى الجمعية أن تشترك فيه وتتعاون مع الكنيسة. وفي عدم وجود مثل هذا المنهاج في الكنيسة تنظيم لجنة الخدمات منهاجاً لأعضاء الجمعية.
وأحد الأسباب التي تعطي فاعلية للزيارات هو إعداد الزائرين. لأن البعض ينقصهم الاختبار أو البراعة في التكلم أو الثقة بأنفسهم.
على الزائر أن يعد قلبه أولاً بواسطة درس المواد عن شرح طريق الخلاص ومسؤولية المؤمنين تجاه ذلك. ثانياً بواسطة درس العهد الجديد ووضع علامة تحت الأعداد المناسبة لاستخدامها مع غير المؤمنين. ثالثاً بواسطة الصلاة.
وتعد اللجنة بطاقات فيها أسماء الذين تنوي زيارتهم وعناوينهم. وتجمع هذه المعلومات من مدرسة الأحد والمدرسة الصيفية ومنت أعضاء الكنيسة.
وتعد اللجنة أيضاً مساعدات للزائرين ككتب أو كراريس عن ربح النفوس ودروس في اجتماعات الجمعية عن هذا الموضوع وتهيئ لهم أيضاً النبذ والأناجيل للتوزيع خلال الزيارات وتستخدم بعض الجماعات إضبارات خاصة بكل منها ثلاثة جيوب يوضع في إحداها البطاقات التي تحمل أسماء الناس وعناوينهم والثاني النبذ وفي الثالث الكراريس عن شرح طريق الخلاص لفائدة الزائر.
وعلى اللجنة أو تواظب على تشجيع الأعضاء على الزيارات. فتعين أوقات خاصة للزيارات وإذا أمكن تهيئ طرق المواصلات وفي بعض الأحيان تهيئ صف حضانة للأطفال لكي تزورهم أمهاتهم. كما وترتب أوقاتاً لتقديم تقارير عن الزيارات، فيها يخبر البعض باختباراتهم ويشجع الزائرون على مواصلة زياراتهم مراراً إلى أن يربحوا الأفراد ويأتوا بهم إلى اجتماعات الكنيسة.
خدمات أخرى
تتوقف الخدمات التي تقوم بها الجمعية على حاجات المنطقة التي تقع فيها.
والمصدران الأساسيان للشهادة للمسيح هما مؤسستان أمر الله بتأسيسهما وهما العائلة والكنيسة. فإن العائلة تعرض أعظم فرصة للشهادة لكل فرد لأن الفرد يتصل هناك بأفراد عديدين ويتاح له التكلم معهم ويرى طريقة الحياة بكل حرية وباستمرار. وكما ويأتي إلى بيته الأصدقاء والجيران والمعارف الكثيرون. وبإمكان المؤمن أن يفتح بيته لاجتماعات الصلاة وغيرها. فإن شهادة الفرد في دائرة العائلة والبيت هي الامتحان الأول لإخلاصه واهتمامه بالضالين.
والمصدر الرئيسي الثاني للشهادة هو الكنيسة فمنها يذهب الشهود إلى كل أنحاء المنطقة. أما بعض الخدمات الممكنة لهم فهي:
-خدمة العميان والطرش بواسطة القراءة على العميان أو تهيئة الكتب للطرش ودعوتهم إلى اجتماعات الكنيسة.
-توزيع نسخ الكتاب المقدس وأجزاء منه أو نبذ في أماكن عمومية وعلى المرضى والمقعدين والمحتاجين وعلى المتكلمين بلغات أخرى.
-توزيع المعلومات عن تأثير المسكرات السيئ والدعاية ضد استعمالها بكل الطرق المتيسرة لذلك.
-تشجع الأعضاء على الاقتراع في انتخابات حكومية بطريقة مسيحية لرفع شأن الأمانة والاستقامة في الحكم والسياسة.
-زيارة السجون للتبشير وتعليم الكتاب المقدس وتوزيع الكتب والمجلات للمطالعة مع نسخ الكتاب المقدس وأناجيل.
-زيارة المرضى والمقعدين وإعطائهم الحاجات التي يتفق الطبيب والعائلة على أنها مناسبة لهم.
-تعليم أعضاء الجمعية أهمية كل فرد في المجتمع وحثهم على سد بعض حاجات أناس من شعوب أخرى.
-زيارة مؤسسات وملاجئ للقيام بخدمات مختلفة لقراءة الكتاب المقدس.
- عدد الزيارات: 5283