الوعي تجاه العالم
إن الوعي الذي نقصده هو الرؤية بواسطة لفهم والقلب. أي ما يمكّن المؤمن ليس من أن يسمع فقط بل من أن يفهم أيضاً، وليس من أن يبصر فقط بل من أن يدرك أيضاً، فهو الوعي الذي يحرك القلب فيهتم ويسود على العواطف بتنمية الحنان ويتوغل في العقل لتعميق الفهم ونزع كل ما يحول دون الشهادة الفعالة للآخرين.
يصرخ العالم اليوم طالباً الانتباه فلم يعد بإمكان الفرد أن ينسحب غير مكترث ويغلق قلبه وعينيه أمام العالم لأنه كما قال أحدهم "إن العالم على عتبتنا" فإن العالم قد انكمش فأصبحت أخبار أقصى منطقة منه تصل إلى بيتنا في الحال بواسطة الجرائد والإذاعة والتلفزيون وعلى المسيحي الحساس الضمير أن يهتم بما يسمعه ويراه.
ينص هدف الجمعية بخصوص الوعي تجاه العالم على السعي "لتنمية روح التقدير لجميع الشعوب والاهتمام العميق بالذين لا يعرفون المسيح" وهذا القصد يتمم بطريقتين وتحت إشراف لجنتين:
1-برامج عم عمل الرب في كل العالم تحت إشراف لجنة وضع البرامج.
2-مطالعة كتب عن هذا الموضوع انفرادياً وجماعياً تحت إشراف لجنة درس عمل الرب في العالم أجمع.
البرامج عن نشر الإنجيل في العالم
لا يمكن أن يتصف المؤمن بالوعي تجاه العالم إلا إذا استوعب معلومات كثيرة عن العالم في أنحائه المختلفة. فإن الأسلوب الأكثر فاعلية وتنظيماً هو البرنامج الشهري الذي يعطي هذه المعلومات ويشوق الأعضاء إلى المعرفة عن شعوب أخرى والاهتمام بهم لأن هذا البرنامج يأتي شهراً بعد آخر وإذا عرض ببراعة وفاعلية يعمق الشعور بالأخوة والمسؤولية ويحمل الأعضاء على التعبير عن اهتمامهم بواسطة العطاء والصلاة والخدمة.
وتتوقف نواحي أخرى من عمل الجمعية على لذة البرنامج وفاعليته فإن جذب الأعضاء الجدد والمحافظة على الأعضاء القدماء يتأثران بنوع البرامج وفوائدها وكذلك الوكالة والصلاة والخدمات تتحسن عندما ينمو الأعضاء في الفهم والاهتمام بكل العالم لسبب حسن البرامج. فعلى أعضاء لجنة وضع البرامج أن يدركوا أن عملهم يؤثر على أعمال لجان أخرى وأن يشعروا أن مسؤوليتهم عظيمة جداً كما أن لهم فرصة عظيمة للتأثر الروحي.
عناصر البرنامج
يتألف كل برنامج من ثلاثة عناصر رئيسية هي الناس والقصد والأسلوب وعلينا أن نعطيها أهميتها بحسب هذا الترتيب فإنه كثيراً ما نهتم بأسلوب تقديم البرنامج مع أنه أقل أهمية من العنصرين الآخرين. فالسؤال الأول يجب أن يكون عن الناس المشتركين فيه وهو ما هي الحاجات التي يجب مراعاتها في هذا البرنامج؟ وكيف نفعل ذلك؟
الناس
كلمة "مشتركين" لا تشتمل على الذين يقدمون البرنامج فقط بل على كل من يحضر الاجتماع لأنهم يشتركون أيضاً بواسطة السمع ثم بواسطة العمل الذي ينتج عن انطباعاتهم. وقلة عدد المشتركين في البرامج هي علة كبيرة فيها. يقال "كلما وضعت في العمل قوة كلما أخذت منه فائدة" أي كلما اشترك فرد في البرنامج- أكان ذلك بالدرس والاستعداد وتقديم جزء منه أم بالسمع والأسئلة والإجابة والموافقة- كلما استفاد ذلك الفرد من الاختبار. فإن مهمة لجنة وضع البرامج أن تكتشف طرقاً لإشراك جميع الأعضاء في أعمالها ويتطلب ذلك معرفة الأعضاء وميولهم.
القصد
يجب أن يهدف كل برنامج إلى قصد أو أكثر من قصد. فإن القصد الواضح يرشد في اختيار الأسلوب. وكما أن المسافر يختار الخارطة بعد أن يعرف مقصده والعامل يختار أدواته بعد أن يعرف العمل المطلوب منه كذلك يعد البرنامج الناجح بعد أن يعرف هدفه.
فإن اختيار الهدف يساعدنا على أن نتذكر أن البرنامج الناجح له نتائج فيجب أن تعده اللجنة بشكل جذاب يدفع أعضاء الجمعية إلى العمل المنتج المثمر ومع هذا نرى أنه إذا طلب من البعض أن يكتبوا أهدافهم وغايتهم من البرنامج يقولون لماذا نكتبها وكلنا نعرف أسباب وضع البرامج! يقولون هذا لئلا يكشف عن الغموض في تفكيرهم. فإن الغموض أسهل من تعريف الهدف والسعي لإصابته فنعمل كما قال أحدهم "نهدف إلى لا شيء ونصيبه".
الأسلوب
ينتج الأسلوب عن الأشخاص المشتركين وعن القصد من البرنامج ويحتوي الأسلوب على مصادر المواد والطرق التي بها يقدم البرنامج والمساعدات كالصور والخرائط.
إعداد البرنامج
يجب أن يتبع إعداد البرنامج خطة منطقية شاملة وإليك خطوات مقترحة لمثل هذه الخطة.
1-وضع هدف البرنامج أو أهدافه
إن الهدف هو ما يرجى حدوثه خلال تقديم البرنامج وبعده نتيجة له. والهدف يرشد إلى اختيار المواد والأسلوب. فيجب أن يكون واضحاً ومحدوداً ومثلاً على ذلك:
الموضوع: الباكستان.
الهدف: أن يشعر الأعضاء بمسؤولية شخصية تجاه تقدم الإنجيل في الباكستان وأن يصلوا لأجله عن فهم وباستمرار.
والهدف يرشد أيضاً إلى تقدير النتائج وتحسين العمل بعدئذ. فيسأل هل سبّب البرنامج الاهتمام المرجو؟ هل أخذ البعض يصلون لأجل عمل الرب في الباكستان صلوات مبنية على معرفتهم للحالة والحاجة؟ وإن لم يكن هكذا لماذا؟ وكيف يمكن تحسين البرامج المقبلة؟
2-الق نظرة إلى المواد المتيسرة
إن المواد المناسبة هي المعلومات والاختبارات التي يمكن استعمالها لدرس الموضوع وبلوغ الهدف. والمواد الأساسية تأتي عادة من البرامج المطبوعة التي ترشد إلى درس منتظم لأنحاء العالم المختلفة فلا بد للجنة وضع البرامج من أن تستغل هذه المواد.
ويمكن استخدام مواد أخرى من مجلات وكراريس وكتب وجرائد وأفلام وصور وتحف ولبس وشرائط مسجلة ومتكلمين. وبالإضافة إلى هذه قد تستعين اللجنة بتمثيلية أو نموذج أو رحلة أو أكلة. فإن هذه المصادر كالأدوات يجب أن تختار بعد تحديد الغاية المنشودة ومعرفة ما تستطيع المصادر عمله في سبيل تتمة هذه الغاية.
3-اختر أساليب مناسبة
إن الأساليب هي الطرق المختلفة لتقديم الأفكار والمعلومات والآراء، واختيار الأسلوب هو عمل فني لأن الأساليب كثيرة فيختار على ضوء الهدف من البرنامج والمصادر المتيسرة وعدد المشتركين ومعرفتهم للموضوع ومكان الاجتماع وظروفه. والأسلوب هو مجرد وسيلة فيجب أن لا يجذب الانتباه إليه فيلهي الحضور عن الانتباه إلى الموضوع الرئيسي. وإليك بعض الأساليب لتقديم البرامج ويمكن استخدام أسلوبين أو أكثر في برنامج واحد.
رسالة: إن الفرد المقتدر في التكلم يعد موضوعاً بعناية ويقدمه شفهياً.
رسالة وبحث: يقدم المتكلم رسالته ثم يشترك الجميع في بحث عام للموضوع.
حلقة بحث: يتراوح عدد أفراد الحلقة بين أربعة وثمانية أشخاص لهم إلمام خاص بالموضوع فيجلسون حول طاولة أمام الحضور ويتحدثون بنظام في الموضوع المعين.
حلقة بحث يتبعه البحث العام
عدد من المحاضرين: يلقي كل واحد بدوره محاضرة محددة عن نواحي مختلفة لموضوع واحد.
عدد من المحاضرين يتبعهم بحث عام
مباحثة: يقود شخص واحد الحضور أو قسماً من الحضور في موضوع معين.
مقابلة: تستخدم الأسئلة والأجوبة مع بضعة أفراد لجمع المعلومات ومقابلة الآراء. الخ...
تمثيلية أو فيلم: تقديم المعلومات بهذه الواسطة.
بحث تمثيلية: بعد مشاهدة التمثيلية أو الفيلم يبحث الحضور في معنى التمثيلية وتأثيره على الحياة العملية.
4-ترتيب البرنامج وتعيين المشتركين في تقديمه
بعد اختيار الأسلوب ترتب اللجنة البرنامج خطوة فخطوة وتعين المسؤول عن كل خطوة والوقت المسموح له به لكي يسير البرنامج بانسجام وضمن الوقت المحدد. فإن البرنامج الطويل يشيع الملل في نفوس الحاضرين ويذهب بقسم من انتباههم.
وترتيب كل برنامج بعناية يمكن اللجنة من تعيين مهمة كل فرد بوضوح وحينما تدعو متكلماً عليها أن تنبهه إلى ثلاثة أمور: ما هو المطلوب منه، وما هي المساعدات المتيسرة لذلك، (كالصور والخرائط مثلاً)، وكم دقيقة خصصت له. وعلى اللجنة مسؤولية إيجاد المساعدات كالصور واللباس وأغراض أخرى. أما اللجنة الاجتماعية فيتعاون أعضاؤها في ترتيب الغرفة والمعارض وغيرها. وإذا كان هناك دعاية وإعلانات للبرنامج تهتم فيها لجنة الدعاية.
درس عمل الرب في العالم أجمع
إن هذا الدرس ضروري جداً لكل مؤمن يرغب في معرفة العالم الذي يعيش فيه والذي أحبه الله وتزوده بهذه المعرفة الكتب الروحية الجيدة عن عمل الرب في كل العالم.
الدرس خلال اجتماعات الجمعية
تحتوي خطة عمل الجمعية على درس كتابين في اجتماعات الجمعية خلال السنة وهذا هو الحد الأدنى فإن استطاعت الجمعية درس كتاب واحد كل ثلاثة أشهر يستفيد الأعضاء جداً.
يتناول كل كتاب للدرس أحد المواضيع التالية: عمل الرب في إحدى نواحي العالم، الصلاة، الوكالة، الخدمة، رسالة الكتاب المقدس عن قصد الله الشامل للعالم أجمع فإن هذه المواضيع تؤلف الأساس المتين للجمعية وحياة أفرادها.
الدرس والمطالعة على انفراد
يتطلب العالم المنكمش اليوم رؤية شاملة ومعرفة واسعة عن بلدان وشعوب أخرى وعلى المؤمن الذي له فكر المسيح أن يطلع على أنحاء العالم كله ويهتم به. ولكي يفعل ذلك عليه مطالعة كتب عديدة عن حالة شعوب الأرض وميزاتهم وفوائدهم وأن يعرف شيئاً عن عمل الرب في بلدانهم لكي يصلي على ضوء هذه الأمور طالباً مجيء ملكوت الله وأن يشعر بمسؤوليته الشخصية عن ذلك. يجب أن يدرس عن رسالة الكتاب المقدس الإرسالية الشاملة للعالم وعن العمل المعمداني في كل بلاد وعن المؤمنين الأبطال الذين فتحوا بلداناً وحملوا الإنجيل إلى شعوب وثنية في الماضي والحاضر.
فتتحمل لجنة درس عمل الرب في العالم أجمع مسؤولية ترتيب الدرس أثناء اجتماعات الجمعية وتشجيع الأعضاء على الدرس والمطالعة باستمرار إذ تعلن ظهور كتب جديدة بطرق مشوقة.
- عدد الزيارات: 3199