تدريب القواد
من الأمور الأساسية في نجاح المنظمة القيادة الجيدة. والعنصر الرئيسي في القيادة هو الإرشاد. عرّف أحدهم "القيادة" بقوله: هي المقدرة في التأثير على الناس كي يتعاونوا في العمل في سبيل بلوغ هدف يريدون الوصول إليه فهي توجيه نشاط جماعة من الناس ومقدراتهم في أعمال تؤدي إلى أهداف الجماعة. وهناك طرق عديدة لتجنيد القواد وتدريبهم.
تجنيد القواد
لتجنيد القواد أهمية فائقة. فإن تجهيز كل جمعية بهيئة من القواد المكرسين المقتدرين يتطلب عمل لجنة الترشيح بجد وعناية (انظر بحث عمل هذه اللجنة).
إن بعض الأعضاء مقتدرون على القيادة إنما تنقصهم الثقة في أنفسهم فيحتاجون إلى تشجيع اللجنة لهم بالفهم والصبر. وغيرهم مهملون يريدون الجلوس مكتوفي الأيدي بينما يقوم غيرهم بالعمل. وكثيراً ما يكون هؤلاء قد أغفلوا أهداف الجمعية السامية المحيية ووعد الله بالمعونة لمن يخدمه. فعلى هؤلاء أن يواجهوا الخدمة والمسؤولية تجاهها. وأعضاء آخرون يتأخرون في قبول مناصب الخدمة لأنهم لا يفهمون متطلبات الخدمة فيحتاجون إلى المعلومات الواضحة عن وظائف الجمعية وإلى التعليم عن أعمال الجمعية وتقسيمها.
ولكن السبب الرئيسي في نقص عدد القواد هو أن كثيرين من الأعضاء لم يطلب منهم أحد أن يكونوا قواداً. وقد يظهر هذا صعب التصديق لأنه من السهل أن يظن أن فرص الوصول للقيادة قد منحت للجميع بينما كثيرون لم تسنح لهم الفرصة. فعلى الجمعية الواعية أن تسعى دائماً لاكتشاف مواهب الأعضاء ومقدراتهم واستخدام كل واحد بحسب مقدراته.
وتقدم الدعوة لقبول مركز خدمة في الجمعية على أعلى أساس ممكن أي ليس على أساس الولاء لشخص أو للجمعية بل على أساس الولاء للرب في تحمل المسؤولية. فإن تكريس الفرد الشخصي وولاءه للمسيح يؤديان إلى العمل الجدي في سبيل خدمته.
واجبات القواد
ولكي يقوم كل فرد بعمله على أكمل وجه ممكن يجب أن يفهم واجباته.
لكل موظف ولجنة واجبات معينة مختصة بعمل الجمعية. وقد قسمت المسؤولية ووزعت لكي يشترك كثيرون في منهاج عمل الجمعية. فإن كل فرد يتحمل جزأه من المسؤولية ويقوم بواجباته بفهم وبراعة يساهم في جعل منهاج الجمعية كله موحداً وفعالاً.
إن الواجبات التي تختص بكل موظف وبكل عضو في لجنة تدعى واجبات عامة. وأما الواجبات التي تختلف بموجب نوع الخدمة فتدعى واجبات خاصة.
واجبات القواد العامة
على كل موظف ورئيس لجنة وعضو في لجنة أن:
يدرس دليل الجمعية.
يحضر اجتماعات لجنته بانتظام.
يتعاون هو وسائر الأعضاء في عمل الجمعية.
يكون أميناً في الصلاة ودرس الكتاب المقدس يومياً.
يكون أميناً في حضور اجتماعات الجمعية والقيام بواجباته نحوها.
يتعاون في وضع الخطط وإعداد التقارير.
يحضر اجتماعات خاصة بعمل الجمعية تعقد لأفراد عدة كنائس (في المجمع، مؤتمرات الخ).
تدريب الموظفين واللجان
بيّن يسوع ضرورة تدريب القواد. وإذ بدأ يجمع تلاميذه اختار رجالاً عاديين غير مدربين وكان طلبه الوحيد منهم أن يكونوا مستعدين للعمل ووعد أن يساعدهم لكي يصبحوا كما أراد هو أن يصيروا أي أنه هيأ لهم التدريب.
وقد يقول قائل أن القواد ولدوا بهذه الموهبة لكن هذا القول لا يصح على معظم الأحوال. ويتضح لنا درس أسلوب السيد مع الرجال الذين اختارهم إمكانية تطور المقدرة على القيادة في الذين ليسوا بقواد من طبيعتهم. كان أتباع يسوع رجالاً عاديين اتصفوا بتكريس غير اعتيادي، كانوا أشخاصاً معتدلين في المقدرة وغير معتدلين في الإيمان، كانوا من عامة الناس إنما استثنائيين في محبتهم ليسوع. فبإرشاده تدربت مقدراتهم ونشاطهم ووجهوا لقيادة الآخرين. وأعظم القواد هم من هذا النوع.
إذاً بإمكانية الجمعية المؤلفة من أعضاء مكرسين أن تدرب القواد وتطورهم.
درس دليل الجمعية
إن الهدف الأول في تدريب القواد هو أن يدرس جميع الموظفين وأعضاء اللجان دليل الجمعية معاً ويضعوا الخطط العامة لعمل السنة وهذا يساعد الجميع على معرفة نواحي عمل الجمعية المختلفة ويرشدهم إلى القيام بها.
ينال كل من يدرس الدليل بإحدى الطرق التالية "خاتماً" على شهادة "هيأة تشجيع التعليم والتدريب في الكنائس المعمدانية" للدرس المدعو "أساليب الخدمة".
الدرس في الصف
يستغرق الدرس في الصف لا أقل من 7,30 ساعات وقد يقسم ذلك إلى 10 حصص دراسية طول الحصة 45 دقيقة أو 5 حصص طول الحصة 1,30 ساعة، أو تقسيم آخر.
على الشخص الذي يريد أن ينال خاتماً مقابل درسه: أن يحضر لا أقل من 4,30 ساعات (أي 6 حصص طول الحصة 45 دقيقة أو ما يعادله). وأن يقرأ الكتاب كله.
وإن لم يحضر كل الدرس أي مدة 7,30 ساعات عليه أن يقدم فحصاً كتابياً وينال علامة لا أقل من 70 بالمائة.
وإن كان أميّاً عليه أن يحضر كل الدرس أي مدة 7,30 ساعات وأن يقدم فحصاً شفهياً وينال علامة لا أقل من 70 بالمائة.
ترسل أسماء الذين يكملون جميع متطلبات الدرس إلى دائرة المنشورات المعمدانية، ص. ب 2026 بيروت مع تصريح المعلم وإمضائه.
الدرس الإنفرادي
على الشخص الذي يريد أن ينال خاتماً مقابل درسه:
أن يقرأ الكتاب كله.
وأن يكتب ملخص كل فصل متبعاً رؤوس أقلام الكتاب ويرسل تصريحاً عما فعل مع الملخص إلى دائرة المنشورات المعمدانية ص. ب 2026 بيروت.
وضع الخطط بواسطة اللجان
هناك علاقة متينة بين التدريب ووضع الخطط. فإن التدريب يمكن الفرد من وضع الخطط المفيدة وكذلك الاشتراك في وضع الخطط وتنفيذها يدرب الفرد ويمكنه من تحسين خدمته. إذاً وضع الخطط ذو شأن كبير. والمنظمة التي لا تكترث لوضع الخطط تقصر عن إدراك إمكانياتها للخدمة والفائدة. لأن وضع الخطط يتطلب بعد النظر والاستعداد الكافي قبل البدء في العمل ومع أن وضع الخطط يتطلب الوقت فإنه يوفر الوقت بعدئذ إذ تسير أعمال الجمعية بسهولة وانسجام وفاعلية.
واجب اللجنة: وضع الخطط
إن نجحت جمعية ما وبلغت أهدافها لا بد لها من القيام بعمل كثير ويمكن للأفراد أن يقوموا بجزء من هذا العمل وعلى الجمعية كوحدة أن تقوم بجزء آخر، وما تبقى منه- وهو جزء كبير- تقوم به جماعات صغيرة تدعى لجاناً. إن الجمعية كوحدة لا تستطيع أن تعمل كل شيء، لقلة الوقت، ولأن الجماعة الكبيرة لا تعمل بفاعلية. وحيث أنه ليس لخير الجمعية أن يقوم الأفراد بكثير من العمل، فإن الطريقة العملية الديمقراطية الناجحة هي طريقة استخدام اللجان، وذلك للأسباب التالية:
أن اللجان توزع العمل والمسؤولية بحيث لا يكون الثقل على بضعة أفراد فقط.
وإنها تهيئ فرص الاشتراك في العمل لأكبر عدد ممكن.
إنها تنتفع من أفكار ومناهج جماعة تفوق أفكار ومناهج الأفراد.
إنها تهيئ طريقة مرتبة لوضع الخطط وتنفيذها للمنظمة.
إنها تهيئ للأفراد فرصة تطوير مقدراتهم على القيادة وغيرها.
فتكون كل ناحية من نواحي عمل الجمعية منوطة بلجنة. وعلى كل لجنة أن تجتمع كل شهر أو على الأقل مرة كل ثلاثة أشهر لوضع الخطط للأشهر المقبلة بالإضافة إلى الاجتماع الذي يعقد في بداية السنة لرسم الخطط العامة للسنة كلها.
الخطط العامة
وهي الخطط التي توضع قبل بداية السنة الجديدة حين يلقي أعضاء اللجنة نظرة شاملة إلى السنة والعمل خلالها. فيجب على كل عضو أن يحضر هذا الاجتماع الهام الذي يحتوي على:
شرح واضح لما قد طلبت المنظمة من هذه اللجنة.
رسم خطة شاملة خلال السنة كي يعرف الأعضاء تماماً ما هو عملهم في كل ربع السنة.
الخطط الخاصة
تضع اللجنة الخطط الخاصة حين درس الخطط العامة وتنفيذها خلال السنة. وهي تحتوي على الطرق والأساليب للعمل والتشجيع، وعلى اختيار مصادر المواد المطلوبة وترتيب العمل بالتفصيل.
وبعد أن تضع اللجنة خططها يرفعها رئيس الجنة إلى اللجنة التنفيذية.
واجب اللجنة التنفيذية: تنسيق الخطط
في اجتماع اللجنة التنفيذية تنسق الخطط. فهذه اللجنة تسمع تقارير رؤساء اللجان وتنسق خططهم لأن كل لجنة قد تعمل أعمالها على أكمل وجه ولكنها لا تعرف أعمال اللجان الأخرى وخططها فيحصل تناقض في الخطط أو تشتيت في نشاط الجمعية. لذلك يكون عمل هذه اللجنة هو تلافي التناقض والتشتيت وتنسيق خطط كل اللجان كي تصبح خطة واحدة متحدة.
وهكذا أيضاً يتدرب أعضاء هذه اللجنة على الطرق الديمقراطية للعمل ورسم الخطط واتخاذ المبادئ وتشجيع الأعضاء على العمل نحو بلوغ "الأهداف للتقدم".
واجب الجمعية كلها: المصادقة على الأعمال
وفي اجتماع الجمعية التدبيري تحصل الخطوة الثالثة للخطط. فاللجنة التنفيذية تقدم تقريراً مختصراً قد يقدمه الرئيس أو النائب أو غيرهما. وفي هذا الوقت تصادق الجمعية على خطط اللجان التي تحتاج إلى المصادقة كتعيين تاريخ لعمل ما، أو إنفاق شيء من صندوق الجمعية، أو اتخاذ مشروع جديد. أما تفاصيل الخطط العامة التي قد صادقت عليها الجمعية فلا حاجة إلى تقديمها إلى الجمعية ثانية للمصادقة عليها. لأن في هذا ضياعاً للوقت فيحسن بالجمعية أن تقضي هذا الوقت في برنامج مفيد أو في تشجيع الأعضاء على بعض نواحي العمل. فإن رئيس كل لجنة يحتاج من وقت إلى آخر إلى بضع دقائق لشرح بعض الخطط وتشجيع الأعضاء على الاشتراك فيها.
وبعد أن يصادق على الخطط ترفع إلى اللجنة.
واجب اللجنة: التنفيذ
إن أفضل الخطط لا تنفع شيئاً إذا لم تنفذ. فإن التنفيذ هو الخطوة الرابعة في سير الخطط وهو الامتحان لفاعلية الخطط. فتشرف اللجنة على تنفيذ الخطط مستخدمة أعضاءها في المسؤوليات المختلفة.
حضور اجتماعات عامة
تجد الجمعية التشجيع والفائدة في الاتصال مع جمعيات أخرى أمثالها والشركة معها. فإن الاجتماعات التي تشمل جمعيات من عدة كنائس توسع إدراك الأعضاء وتعمق فهمهم في أهداف الجمعية وتثير النشاط في رسم خططها إذ تسمع أفكاراً جديدة وتسنح لها فرصة التعاون في العمل. وتجد كل جمعية محلية مثل هذه الفرص في اجتماعات جمعيات المجمع وفي مؤتمرات مختلفة.
- عدد الزيارات: 3953