تقديم
في ختام تاريخ مملكة يهوذا، وقبيل غروب شمسها، كانت كلمات الرب إلى إرميا: "هكذا قال الرب قفوا على الطريق وانظروا واسألوا عن السبل القديمة أين هو الطريق الصالح وسيروا فيه فتجدوا راحة لنفوسكم" (إر6: 16). وها نحن أيضاً قد بلغنا ختام تاريخ المسيحية، وقريباً سيخطف الرب من العالم كنيسته الحقيقية، بينما يتقيأ من فمه الكنيسة الاسمية لتنال دينونتها العادلة. فمن اللازم والمهم أن نسأل نحن أيضاً عن السبل القديمة لنتعلم ونعتبر، ونشدد أيادينا للخير (نح2: 18).
لهذا السبب كان هذا الكتاب الذي أقدمه مع صلواتي للرب أن يجعله نافعاً لأهل الإيمان، الذين هم "شركائي في النعمة" (فى 1: 7) وبالنعمة صرنا "شركاء الدعوة السماوية" (عب3: 1). وفي طريق بلوغنا لهدف الدعوة نعبر معاً وادي البكاء فصرنا بذلك شركاء الألم والضيق والصبر (فى3: 10، رؤ1: 9). لكن عن قريب جداً إذ تنتهي الغربة والسياحة سنصبح جميعاً شركاء المجد (1بط5: 1). نعم إلى شركاء النعمة والدعوة، الألم والمجد أقدم هذا الكتاب الذي يحكي قصة النعمة والألم منذ أن أُعلنت دعوة الله العليا إلى لحظة وصولنا للمجد.
يوسف رياض
الإسكندرية
نوفمبر 1991
- عدد الزيارات: 3382