الفصل الرابع: مفهوم الخلاص
رابح النفوس لابد أن يعرف جيداً مفهوم الخلاص ليستطيع تقديم رسالة الخلاص واضحة للآخرين.
إن الكتاب المقدس من سفر التكوين إلى سفر الرؤيا يتكلم عن سقوط الإنسان في الخطية وخلاصه منها.
ويعلن لنا الكتاب المقدس أن الإنسان يخلص بقبول المسيح رباً ومخلصاً وفادياً لحياته.
"وآيات أخر كثيرة صنع يسوع قدام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه" (يوحنا 20: 30و31).
"وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه. من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة" (1يوحنا 5: 11و12).
كما يعلن لنا الكتاب المقدس كذلك أن الغرض الرئيسي من مجيء المسيح إلى أرضنا هو خلاصنا.
"لأن ابن الإنسان قد جاء لكي يطلب ويخلص ما قد هلك" (لوقا 19: 10).
"صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا" (1تيموثاوس 1: 15).
وقد قال ملاك الرب الذي ظهر في حلم ليوسف رجل مريم "يا يوسف ابن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك. لأن الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس. فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع. لأنه يخلص شعبه من خطاياهم" (متى 1: 20و21).
فالمسيحية إذاً هي ديانة الخلاص، وهي الديانة الوحيدة بين كل ديانات الأرض التي تعطي للخاطئ الذي يؤمن بالمسيح مخلصاً شخصياً لنفسه يقين الخلاص.
وسنتحدث بإفاضة عن هذا اليقين فيما يلي من حديث. ولإيضاح مفهوم الخلاص وضعته في خمسة أقسام، ورسمته على شكل نجمة خماسية ليسهل عليك استيعاب المفهوم الكتابي للخلاص وبالتالي لتعريف الآخرين عن هذا الخلاص العظيم.
(1) مصدر الخلاص
(2) أساس الخلاص
(3) طريق نوال الخلاص
(4) برهان نوال الخلاص
(5) تأكيد الخلاص
مصدر الخلاص: (محبة الله) الله المحب العظيم
طريق نوال الخلاص: الإيمان الحي القويم
برهان نوال الخلاص: السلوك النقي المستقيم
تأكيد نوال الخلاص: (كلمة الله) الحق الإلهي العظيم
1- مصدر الخلاص: الله المحب العظيم
إن الله المحب العظيم هو مصدر الخلاص.
"لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3: 16).
"ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" (رومية 5: 8).
"أنظروا أية محبة أعطانا الآب حتى ندعى أولاد الله" (1يوحنا 3: 1).
لقد أكمل الله عمل الخلاص بسبب محبته الكثيرة وبسبب رحمته ونعمته التي أنعم بها علينا في المسيح يسوع. ومن الجدير بالذكر أنك لو سألت الكثيرين حتى من المؤمنين عن معنى كلمة نعمة لهالك جهلهم بمفهومها.
ذات مرة سأل أحد الأخوة، وكان يقود اجتماعاً أسبوعياً لدرس الكتاب: ما معنى كلمة نعمة؟
وأجاب كل واحد بجواب لا أساس له في كلمة الله. قال واحد: إن النعمة تعني محبة الله. وقال ثانٍ: إن النعمة تعني عناية الله.. وقال ثالث: إن النعمة تعني رعاية الله. كان أحد خدام الإنجيل حاضراً، فاستأذن الأخ القائد وقال: سألخص لكم معنى النعمة في جملة واحدة لتحفظوها "النعمة هي إحسان إلى إنسان لا يستحق الإحسان".
وهناك عدة نصوص كتابية تؤكد لنا أن الله خلصنا بسبب نعمته ورحمته. "لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم. هو عطية الله، ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد" (أفسس 2: 8و9).
"الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التي أعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية. وإنما أظهرت الآن بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذي أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل" (2تيموثاوس 1: 9و10).
"الله الذي هو غني في الرحمة من أجل محبته الكثيرة أحبنا بها. ونحن أموات بالخطايا أحياناً مع المسيح. بالنعمة أنتم مخلصون" (أفسس 2: 4و5).
"مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات. لميراث لا يفنى لا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السموات لأجلكم" (1بطرس 1: 3و4).
"ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه. لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تيطس 3: 4و5).
2- أساس الخلاص: دم المسيح الكريم
إن الخلاص مؤسس على عمل المسيح الكفاري الذي أتمه فوق صليب الجلجثة. فالمسيح له المجد هو أساس الخلاص.
"فإنه لا يستطيع أحد أن يضع أساساً آخر غير الذي وُضع الذي هو يسوع المسيح" (1كورنثوس 3: 11).
"وليس بأحد غيره الخلاص. لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص" (أعمال 4: 12).
"عالمين أنكم قد أفتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو بذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء. بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح" (1بطرس 1: 18و19).
"لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه" (2كورنثوس 5: 21).
3- طريق نوال الخلاص: الإيمان الحي القويم
الإيمان هو الكيفية التي بها ينال الفرد خلاص الله.
"ولكن بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه لأنه يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنه موجود وأنه يجازي الذين يطلبونه" (عبرانيين 11: 6).
وهناك الكثير من نصوص الكتاب المقدس التي تؤكد أن الخلاص بالإيمان وحده.
"الذي يؤمن بالابن له حياة أبدية. والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله" (يوحنا 3: 36).
"الحق الحق أقول لكم من يؤمن بي فله حياة أبدية" (يوحنا 6: 47).
عندما دخل حافظ سجن فيلبي مرتعداً إلى حيث كان بولس وسيلا سألهما قائلاً: "يا سيديّ ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟.. فكان جواب بولس وسيلا "آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص" (أعمال 16: 30و31).
وقف رجل شيخ في أحد الاجتماعات وقال: لقد ظللت اثنين وأربعين عاماً أدرس وأبحث في حقائق كلمة الله حتى تعلمت ثلاث حقائق. وأنصت الجميع ليعرفوا ما هي هذه الحقائق الهامة التي تعلمها ذلك الشيخ الوقور في هذه السنوات الطويلة. واستطرد الشيخ يقول: إن الحقائق التي تعلمتها هي:
أولاً: إنني لا أستطيع أن أفعل شيئاً لأجل خلاص نفسي.
ثانياً: إن الله لا يطالبني بعمل شيء لكي أخلص.
ثالثاً: إن الرب يسوع قد أكمل خلاصي فوق الصليب، وكل ما علي أن أقبل هذا الخلاص بالإيمان.
"متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح" (رومية 3: 24).
* إن الإيمان يعني الثقة الكاملة.
* إن الإيمان يعني القبول التام.
* إن الإيمان يعني التصديق المطلق.
* إن الإيمان يعني الثقة الكاملة: وهذا هو تعريف كاتب الرسالة إلى العبرانيين "وأما الإيمان فهو الثقة بما يُرجى والإيقان بأمور لا تُرى" (عبرانيين 11: 1).
* الإيمان يعني القبول التام: وهذا هو ما نقرأه في إنجيل يوحنا "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل بل من الله" (يوحنا 1: 12و13).
* الإيمان يعني التصديق المطلق لشهادة الله عن المسيح "إن كنا نقبل شهادة الناس فشهادة الله أعظم لأن هذه هي شهادة الله التي قد شهد بها عن ابنه. من يؤمن بإبن الله فعنده الشهادة في نفسه. من لا يصدق الله فقد جعله كاذباً لأنه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها الله عن ابنه. وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه. من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة" (1يوحنا 5: 9-12).
علينا أن نحفظ في ذاكرتنا أن الخلاص هو قبول، وليس نتيجة جهد أو عمل، وهذا القبول يتم بالإيمان وحده، أكرر القول أن موت المسيح هو أساس خلاصنا، فلو لم يمت المسيح على الصليب ما كان لأحد خلاصاً.
منذ سنوات كان أحد خدام الرب يلقي سلسلة من الخدمات الخلاصية، وتكلم كثيراً عن موت المسيح على الصليب، وحتمية هذا الموت لخلاص الخطاة. وذات ليلة تقدم إليه أحد من الحاضرين وقال له: أنا لا أحب أن أسمع شيئاً عن الصليب. وكل ليلة أنت تتكلم عنه. لماذا لا تكلمنا عن المسيح كمثال، بدلاً من هذا الحديث المتكرر عن ضرورة الصليب. وأجاب خادم الرب بهدوء: وهل أنت مستعد أن تتبع المسيح إذا أنا تكلمت عنه كمثال؟ فأجاب ذلك الشخص: نعم أنا مستعد تماماً أن أسلك في خطواته. فأجاب خادم الرب: حسناً.. نفترض أنك من الآن ستبدأ الخطوة الأولى. فيها نقرأ معاً ما هو مكتوب عن المسيح كمثال: "الذي لم يفعل خطية ولا وجد في فمه مكر" (1بطرس 2: 22). واستطرد خادم الرب يقول: "هل يمكنك أن تخطو هذه الخطوة.. أن تعيش بلا خطية وأن يخلو فمك من المكر؟" سكت ذلك الشخص لحظة وهو يفكر وأخيراً أجاب: كلا إنني لا أستطيع أن أحيا حياة العصمة من الخطية.. هل رأيت أن حاجتك الأولى والعظمى ليست إلى المسيح كمثال بل إلى المسيح كمخلص.
"وأما الذي لا يعمل (لأجل خلاص نفسه) ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يحسب له براً" (رومية 4: 5).
منذ سنوات سمع شاب أتعبته الخطية وأذلته عن خادم يعقد سلسلة اجتماعات خلاصية ويقدم فيها خلاص الله، فأسرع راكباً حصاناً ليذهب إلى البلد الذي تعقد به هذه الاجتماعات. ووصل الشاب والناس يخرجون من الخيمة بعد انتهاء الاجتماع.. وكان ذلك الاجتماع آخر الاجتماعات. أسرع الشاب إلى خادم الرب باكياً وصارخاً بيأس: سيدي ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلص؟ ورد خادم الرب: لقد جئت متأخراً يا ولدي... وقال الشاب: أعرف أنني تأخرت ساعة عن موعد الاجتماع بسبب أمر لم يكن في قدرتي الخلاص منه... واستطرد خادم الرب قائلاً: كلا يا ولدي أنت لم تتأخر ساعة لقد تأخرت ألفي سنة...
وفغر الشاب فاه ... وقال: ألفي سنة؟! واستمر الخادم في كلامه فقال: أجل يا ولدي إنك لا تستطيع أن تفعل شيئاً لأجل خلاص نفسك، فمنذ ألفي سنة تقريباً عمل الرب يسوع كل شيء إذ مات لأجلك على الصليب.
وبقي خادم الرب مع ذلك الشاب موضحاً له طريق الخلاص وقبل الشاب المسيح مخلصاً شخصياً لنفسه ومضى إلى بلدته فرحاً بخلاص الله.
4- برهان الخلاص: السلوك التقي القويم
الخلاص ليس مجرد عقيدة عقلية. أو تعاليم كنسية أو صلوات فرضية. الخلاص تغيير جذري في حياة الفرد الذي يقبل المسيح.
"إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت. هو ذا الكل قد صار جديداً" (2كورنثوس 5: 17).
"لأنكم كنتم قبلاً ظلمة وأما الآن فنور في الرب" (أفسس 5: 8).
إن برهان الخلاص هو التغيير في السلوك. المؤمن لا يستطيع أن يري للناس إيمانه إلا بأعماله. ولكن علينا دائماً أن نذكر أن الأعمال الصالحة نتيجة للخلاص وليس أساساً أو وسيلة للخلاص. يقول بولس الرسول "لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من أعمال كي لا يفتخر أحد. لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها" (أفسس 2: 8-10).
يتحدى يعقوب مدعي الإيمان قائلاً: "أرني أعمالك وأنا أريك بأعمالي إيماني" (يعقوب 2: 18).
ويقول الرب يسوع للمؤمنين به "من ثمارهم تعرفونهم. هل يجتنون من الشوك عنباً أو من الحسك تيناً. هكذا كل شجرة جيدة تصنع أثماراً جيدة. وأما الشجرة الردية فتصنع أثماراً ردية. لا تقدر شجرة جيدة أن تصنع أثماراً ردية ولا شجرة ردية أن تصنع أثماراً جيدة" (متى 7: 16-18).
ويعود فيقول "فليضيء نوركم هكذا قدام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (متى 5: 16).
5- تأكيد الخلاص: (كلمة الله) الحق الإلهي العظيم
في بعض الحالات القليلة، وتحت تأثير التعاليم غير الكتابية لا يتأكد المؤمن أنه قد خلص، وقد يستمر في جهله هذا لمدة من الزمان قصرت أم طالت، يسيطر عليه شعور الخوف وعدم اليقين. وهذا النوع من المؤمنين يقال عنهم أنهم يعيشون في "الظل" ومعظم هذا النوع من الذين كانوا يعيشون قبل الإيمان والتجديد حياة أدبية عالية فلما تجددوا لم يروا فارقاً كبيراً في حياتهم. وهناك أغلبية عظمى من هذا النوع من المؤمنين وعدم يقينهم بأنهم قد نالوا الخلاص يعود إلى التعاليم غير الكتابية التي تلقنوها وصدقوها.
هذا النوع يظل الخوف يسيطر عليه حتى يثق تماماً في صدق مواعيد الله... وحتى تتعمق في حياتهم كلمات يوحنا الرسول القائلة "كتبت هذا إليكم أنتم المؤمنين باسم ابن الله لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية ولكي تؤمنوا باسم ابن الله" (1يوحنا 5: 13).
لكن المؤمن المتجدد يجب أن يتأكد خلاصه. إن المؤمنين الذين يتمتعون بيقين الخلاص يعيشون لا في "الظل" بل في "نور الظهيرة". "إنهم لما آمنوا تغيرت حياتهم وأصبحوا في النور، وتأكدوا أنهم قد انتقلوا من الظلمة إلى النور، وأن الله قد أهلهم لشركة ميراث القديسين في النور، ونقلهم من سلطان الظلمة إلى ملكوت ابن محبته، وأنه لهم فيه الفداء بدمه غفران الخطايا" (كولوسي 1: 12-14).
فالمؤمن المتجدد يستطيع أن يتأكد أنه نال الخلاص على أساس الحق الإلهي العظيم والحق الإلهي العظيم المعلن في الكتاب المقدس يرينا أن المؤمن يستطيع أن يتأكد من خلاصه وذلك على الأسس الآتية:
1- كلمة الله الصادقة ومواعيده الأمينة:
إن يقين المؤمن أساسه كلمة الله الصادقة ومواعيده الأمينة. "ليس الله إنساناً فيكذب. ولا ابن إنسان فيندم. هل يقول ولا يفعل. أو يتكلم ولا يفي" (عدد 23: 19).
يقول يوحنا الرسول في رسالته "من لا يصّدق الله فقد جعله كاذباً لأنه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها الله عن ابنه. وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه. من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة" (1يوحنا 5: 10-12).
ثم يستطرد فيقول "كتبت هذا إليكم أنتم المؤمنين باسم ابن الله لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية" (1يوحنا 5: 13).
وعلينا أن نلاحظ أن يوحنا لم يقل "لكي تأملوا" أو "لكي تظنوا" أو "لكي ترجوا" بل "لكي تعلموا" وهنا اليقين الكامل.
فالإنسان حين يؤمن بالرب يسوع مخلصاً شخصياً لنفسه يكون بهذا قد خلص بناءً على كلمة الله "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 3: 16).
وما دامت كلمة الله تقول "كل من يؤمن" فالمؤمن يقول بيقين "أنا أؤمن" إذاً "أنا خلصت يقيناً"
لما قال الرب يسوع لبطرس "أبعد إلى العمق وألقوا شباككم للصيد" (لوقا 5: 4).
قال بطرس "يا سيد قد تعبنا الليل كله ولم نأخذ شيئاً ولكن على كلمتك (وهنا السر... على كلمتك) ألقي الشبكة" (لوقا 5: 5).
سألوا شاباً اسمه جون ادوارد كيف تيقنت خلاصك؟ أجاب: لقد قال الرب يسوع "تعالوا إلي يا جميع المتعبين..." فأتيت إليه متعباً بحمل خطاياي الثقيل. وقال الرب يسوع "وأنا أريحكم".. ولأن كلمته صادقة ووعده أمين "قد أراحني من ثقل ذنوبي وآثامي".
ذكر أحد خدام الإنجيل أنه بعد نهاية أحد الاجتماعات تخلف شخص كانت تبدو عليه علامات الكآبة والحزن. سألته عن سبب حزنه فقال: أنا أشك في نوالي خلاص الله. تكلمت إليه عن الخلاص، وعرفته أن خطاياه قد غفرت تماماً بدم المسيح ولكنه لم يتأثر بهذا الكلام وخرج حزيناً كما جاء. في الليلة التالية عاد مهموماً وقال لي أنه بعد الصلاة معي، وبعد قبوله المسيح لم يزل يشك في نواله الخلاص. فتحدثت إليه عن تأكيد الخلاص، وأن هذا اليقين أساسه أن الرب قال أن مواعيده صادقة، لكنه لم يتأثر بما قلت، وكان كلامي بلا جدوى. أخيراً ذكرت له (يوحنا 3: 16)، وأريته أن الله قد وعد أن يعطي الحياة الأبدية لكل من يؤمن بالمسيح وبعمله الكفاري على الصليب... وبدا أن كلامي لم يقنعه، ولكنه قبل أن يذهب طلب مني أن أصلي من أجله فوعدته بأني سأصلي من أجله.. وما إن سار بضع خطوات حتى ناديته وسألته: هل تؤمن بأني سأصلي من أجلك؟ أجاب: نعم أؤمن لأنك وعدتني بذلك. عندئذٍ قلت له: أليست وعود الله أصدق من وعدي؟ هل تصدق كلامي ولا تصدق مواعيد الله؟ وفهم الرجل غرضي، وأشرق عليه نور الحق الإلهي.. وقال وهو يهتف: نعم إن الله صادق في وعوده.. وقد آمنت بصدق كلمته، وعلى أساسها أنا الآن متيقن من نوالي خلاص الله، ومضى فرحاً يهلل بلسان حاله:
ثابتٌ علـى مواعيـد الكتـاب عالمٌ بأنها عين الصواب
لست أخشى من شكوكٍ وارتياب ثابتٌ على وعـود الله
2- التغيير الذي حدث في حياتك:
لاشك أن هناك تغييراً قوياً حدث في حياتك يوم قابلت الرب يسوع وقبلته مخلصاً شخصياً لك. لقد أصبحت تحب الخير وتكره الشر. وانتصرت على خطايا كثيرة طالما هزمتك بقوة المسيح العامل فيك. وحياتك المتغيرة تؤكد خلاصك.
3- عمل المسيح الكفاري العظيم:
يتيقن المؤمن خلاصه على أساس عمل المسيح الكفاري العظيم الذي أتمه على الصليب كما يقول بولس الرسول "الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته" (أفسس 1: 7) ويقول أيضاً "متبررين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح" (رومية 3: 24). هناك فوق الصليب سدد المسيح كل عقاب خطايانا
قـد قضى ديني كلـه الحمل
حينما مات لذا قال قد كمل
هناك فوق الصليب سحق الرب الشيطان وقوات الظلام. وعلى أساس عمله الكفاري يتيقن المؤمن خلاصه.
هناك قصة تروى عن فتاة خرجت ذات مرة إلى الغابة فصادفها أسد يزأر فصرخت طالبةً النجدة، وإذ بشخص يتقدم مضحياً بنفسه، رأى الرعب المتجسم على وجه الفتاة، والفزع الرهيب التي هي فيه فاستّل سيفه وطعن الأسد طعنة نجلاء فأرداه قتيلاً... ووقفت الفتاة ترتعد من الخوف والفزع والرعب.. فنظر إليها منقذها وقال: لا داعي للخوف أو الفزع أو الرعب، فقالت: لكني ما زلت خائفة ومرتعبة، قال المنقذ العظيم: لماذا الخوف يا ابنتي والأسد ميت أمام عينيك؟!
لماذا الشك أيها المؤمن وقد هزم المسيح قوات الظلام. وقام منتصراً على الموت؟! إن عمله العظيم فوق الصليب هو أساس يقينك.
4- شهادة الروح القدس:
يستطيع المؤمن أن يتيقن خلاصه على أساس شهادة الروح القدس داخله "من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة في نفسه" (1يوحنا 5: 10).
5- الأمثلة الكتابية:
الأمثلة في الكتاب المقدس كثيرة وهي ترينا أن كل من نال الخلاص تيقن من خلاصه. فالمرأة السامرية، ومريم المجدلية، وزكا العشار، وحافظ سجن فيلبي، وشاول الطرسوسي، واللص على الصليب. كلهم رددوا بصورة أو أخرى كلمات بولس الرسول "لهذا السبب أحتمل هذه الأمور أيضاً لكنني لست أخجل لأنني عالم بمن آمنت وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم" (2تيموثاوس 1: 12).
6- قوة الله الحافظة:
إن قوة الله الحافظة تؤكد خلاص المؤمن. وهذا هو وعد الرب يسوع الأمين "خرافي تسمع صوتي وأنا أعرفها فتتبعني وأنا أعطيها حياة أبدية ولن تهلك على الأبد ولا يخطفها أحد من يدي. أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل ولا يقدر أحد أن يخطف من يد أبي" (يوحنا 10: 27-29).
"من سيفصلنا عن محبة المسيح. أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف. كما هو مكتوب أننا من أجلك نمات كل النهار- قد حسبنا مثل غنم للذبح. ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا.
فإني متيقن أنه لا موت ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة. ولا علو ولا عمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا" (رومية 8: 35-39).
والآن يواجهنا سؤال: هل يحق للمؤمن أن يعترف أمام الناس بأنه قد خلص، أم يعتبر ذلك كبرياء وغرور؟
اعتراف المؤمن بالمسيح، وبنواله الخلاص أمر جوهري "لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت. لأن القلب يؤمن به للبر والفم يعترف به للخلاص" (رومية 10: 9و10).
بعد أن خلص الرب مجنون كورة الجدريين من اللجئون الذي احتل جسده قال له: "اذهب إلى بيتك وإلى أهلك وأخبرهم كم صنع الرب بك ورحمك" (مرقس 5: 19).
ويقول بطرس الرسول "بل قدسوا الرب الإله في قلوبكم مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف" (1بطرس 3: 15).
يجدر بكل مؤمن أن يذكر أنه قد أخذ الخلاص مجاناً، فلا فخر له إن اعترف بنواله هذا الخلاص الثمين. لأن الخلاص ليس من أعماله أو جهده بل هو هبة مجانية من الله فلا مجال للفخر، بل إن المجال كله هو الافتخار بالرب وما عمله فوق الصليب. "من افتخر فليفتخر بالرب" (1كورنثوس 1: 31).
"وأما من جهتي فحاشى لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم" (غلاطية 6: 14).
أزمنة الخلاص
على رابح النفوس أن يعرف مفهوم الخلاص، أن يعرف أن مصدر الخلاص هو الله العظيم وأن أساس الخلاص هو شخص المسيح الكريم. وأن طريق الخلاص هو الإيمان الحي القويم. وأن برهان الخلاص هو السلوك النقي المستقيم. وأن تأكيد الخلاص هو الحق الإلهي العظيم.
لكن عليه كذلك أن يعرف أزمنة الخلاص.فالخلاص يحتوي على ثلاثة أزمنة: الماضي، الحاضر، والمستقبل.
الخلاص ماضياً: هو الخلاص من عقاب الخطية.
الخلاص حاضراً: هو الخلاص من سلطان الخطية.
الخلاص مستقبلاً: هو الخلاص من الجسد الترابي.
الخلاص ماضياً:
الخلاص معناه "النجاة".. فمن يخلص من الغرق معناه أنه "نجا من الغرق" ومن يخلص من النار معناه أنه "نجا من الحريق".
وحين ينال الفرد الخلاص ينجو من عقاب خطاياه.
"لأن أجرة الخطية هي موت. وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا لله" (رومية 6: 23).
إنه على أساس دم المسيح المسفوك يغفر الله كل خطايانا "الذي لنا فيه الفداء بدمه غفران الخطايا".. وبهذا يخلص المؤمن نهائياً من دينونة الله القادمة. "إذاً لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" (رومية 8: 1).
"الحق الحق أقول لكم أن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل انتقل من الموت إلى الحياة" (يوحنا 5: 24).
في كلمات ربنا نجد خمس حقائق ذكرها أحد خدام الرب:
الحقيقة الأولى: حقيقة سماع كلمة الله "من يسمع كلامي".
الحقيقة الثانية: حقيقة الإيمان بمحبة الله "يؤمن بالذي أرسلني" (1يوحنا 4: 14)، أي يؤمن بأن الله قد أرسل
ابنه مخلصاً للعالم.
الحقيقة الثالثة: حقيقة امتلاك الحياة الأبدية "فله حياة أبدية".
الحقيقة الرابعة: حقيقة النجاة من الدينونة "ولا يأتي إلى دينونة".
الحقيقة الخامسة: حقيقة الانتقال من الموت إلى الحياة "بل قد انتقل من الموت إلى الحياة".
هذا كله في الماضي... فالخلاص ماضياً هو النجاة من عقاب ونتائج الخطية.
الخلاص حاضراً:
الخلاص في الحاضر معناه التجديد.. أو الميلاد الثاني.. أو الخليقة الجديدة وهذه كلها ذات معنى واحد.
"لأننا كنا قبلاً أغبياء غير طائعين ضالين مستعبدين لشهوات ولذات مختلفة عائشين في الخبث والحسد ممقوتين مبغضين بعضنا بعضاً. ولكن حين ظهر لطف مخلصنا الله وإحسانه. لا بأعمال في بر عملناها نحن بل بمقتضى رحمته خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس. الذي سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا" (تيطس 3: 3-6).
يقول الرب يسوع لنيقوديموس "الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله... الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يوحنا 3: 3و5).
والميلاد من فوق، أو الميلاد من الماء الذي يرمز إلى كلمة الله، والروح القدس معناه أن يأخذ الإنسان طبيعة جديدة من الله.
"إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هو ذا الكل قد صار جديداً" (2كورنثوس 5: 17).
فالمؤمن يخلص في الحاضر بالميلاد الثاني. إذ يعطيه الرب طبيعة جديدة التي يسميها بولس "الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق" (أفسس 4: 24).
وهنا لا بد لنا أن نقول كلمة ذات أهمية قصوى هي أن الإنسان غير المتجدد يعيش بطبيعة واحدة، هي الطبيعة الساقطة. التي ورثها من آدم الأول. ولكن الإنسان المتجدد يعيش بطبيعتين.. الطبيعة الساقطة، ويسميها الكتاب "الإنسان العتيق"، والطبيعة الجديدة ويسميها الكتاب "الإنسان الجديد" وهناك صراع دائم بين الطبيعتين في داخل المؤمن كما يقول بولس الرسول "وإنما أقول أسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد، لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد، وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون" (رومية 5: 16و17).
فهناك طبيعتان في المؤمن الطبيعة القديمة التي ترفض الخضوع لإرادة الله وسيطرة الروح القدس، والطبيعة الجديدة التي تريد أن تعمل مشيئة الله والتسليم الكلي له. نقرأ في رسالة يوحنا الأولى نصين هامين:
النص الأول "إن قلنا أننا لم نخطئ نجعله كاذباً وكلمته ليست فينا" (1يوحنا 1: 8و10).
والنص الثاني "كل من هو مولود من الله لا يفعل خطية لأن زرعه يثبت فيه ولا يستطيع أن يخطئ لأنه مولود من الله" (1يوحنا 3: 9).
ويبدو النصان كأنهما متناقضان ولكن الواقع أنه لا تناقض هناك. فالخطية التي يسقط فيها المؤمن تنبع من طبيعته القديمة الساقطة الموروثة من آدم الأول... والحياة المنتصرة تنبع من الطبيعة الجديدة التي لا تستطيع أن تخطئ. والإصحاحان السابع والثامن من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية يرسمان صورة لهذا الصراع ويقدمان الطريق إلى النصرة.
وعلينا أن نذكر أن الخلاص من سلطان الإنسان العتيق خلاص مستمر...
"لأنه إن كنا ونحن أعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالأولى كثيراً ونحن مصالحون نخلص بحياته" (رومية 5: 10).
أما الخلاص من عقاب الخطية تم بموت المسيح. أما الخلاص من سلطان الخطية فيتم باستمرار بحياة المسيح فينا.
وعندما قال بولس الرسول للمؤمنين في فيلبي "تمموا خلاصكم بخوف ورعدة" (فيلبي 2: 12) لم يكن يعني أن نتمم خلاصنا الفدائي، فهذا قد تم مرة وإلى الأبد على الصليب، بل كان يعني أن نتمم خلاصنا من سيادة الإنسان العتيق فينا وذلك بإعطاء الروح القدس مركز السيادة في حياتنا "ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون" (رومية 8: 13).
الخلاص مستقبلاً:
* خلص المؤمن من عقاب الخطية بموت المسيح.
* وخلص من سلطان الخطية بالميلاد الثاني وسكنى الروح القدس فيه، والخلاص هنا مستمر.
* ولكنه سوف يخلص من الجسد الترابي عند مجيء الرب يسوع المسيح. "فإن سيرتنا نحن هي في السموات التي منها أيضاً ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده بحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شيء" (فيلبي 3: 10و21).
فهذه المرحلة من الخلاص هي مرحلة فداء الجسد كما يقول بولس الرسول "لأن الخليقة نفسها أيضاً ستعتق من عبودية الفساد إلى حرية مجد أولاد الله. فإننا نعلم أن كل الخليقة تئن وتتمخض معاً إلى الآن. وليس هكذا فقط بل نحن الذين لنا باكورة الروح نحن أنفسنا أيضاً نئن في أنفسنا متوقعين التبني فداء أجسادنا" (رومية 8: 21-23).
في هذه المرحلة من مراحل الخلاص يقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغير كما يقول بولس الرسول "هو ذا سر أقوله لكم لا نرقد كلنا لكننا كلنا نتغير. في لحظة في طرفة عين عند البوق الأخير. فإنه سيبوق فيقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغير" (1كورنثوس 15: 51و52).
عظمة الخلاص
إن الخلاص عظيم، وعظمته لا توصف بالألفاظ البشرية. قال كاتب الرسالة إلى العبرانيين "فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصاً هذا مقداره قد ابتدأ الرب بالتكلم به ثم تثبت لنا من الذين سمعوا. شاهداً الله معهم بآيات وعجائب وقوات متنوعة ومواهب الروح القدس حسب إرادته" (عبرانيين 2: 3و4).
فالخلاص عظيم بالنسبة لمن قام به: إن الذي أم خلاصنا على أتم الصليب هو ابن الله القدوس.
* "الذي كان كل شيء به وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يوحنا 1: 3).
* "الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله. لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً
في شبه الناس. وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب" (فيلبي 2: 6-8).
* "الذي هو صورة الله غير المنظور.. فإنه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى
سواء كان عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل به وله قد خلق" (كولوسي 1: 15و16).
* "الذي وهو بهاء مجد الله ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا
جلس في يمين العظمة في الأعالي" (عبرانيين 1: 3).
والخلاص عظيم بالنسبة لتكاليفه: لقد كلف الخلاص "دم المسيح الكريم" وهذا ثمن باهظ يعسر على الذهن البشري تصوره واستيعابه.
"عالمين أنكم قد افتديتم لا بأشياء تفنى بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء. بل بدم كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح. معروفاً سابقاً قبل تأسيس العالم" (1بطرس 18: 20).
إن أمر فدائنا كان موضوع المشورة الإلهية الأزلية. ولذا فإن من يهمل هذا الخلاص ويرفضه سينال عقاباً رهيباً.
إن الخلاص مجاناً لا لأنه رخيص، بل لأننا نعجز عن تقديم أي مقابل له. فهو أثمن بكثير من الفضة والذهب، وليس في قدرتنا تقديم شيء مقابله لأن كل ما يمكن أن نقدمه سيبدو ضئيلاً بالنسبة لدم المسيح الكريم.
- عدد الزيارات: 30154