الفصل الثالث: الروح القدس وربح النفوس
الروح القدس هو العامل الرئيسي في ربح النفوس. وبدون الروح القدس لا يستطيع المؤمن أن يربح نفوساً للمسيح. لذلك أوصى الرب يسوع تلاميذه أن يقيموا في أورشليم إلى أن يلبسوا قوة من الأعالي.
"وأنتم شهود لذلك. وها أنا أرسل إليكم موعد أبي. فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي" (لوقا 24: 48و49).
هناك قصة تروى عن أن الرب بعدما قام من الأموات ظافراً منتصراً اجتمع حوله الرسل وتقدم إليه يوحنا قائلاً "يا رب، لقد قمت بعمل الفداء العجيب.. واشتريت الناس بدمك.. فها أسرع منادياً في شوارع أورشليم بعملك العظيم؟.. "وقال الرب ليوحنا "ليس الآن يا يوحنا" فتقدم إليه يعقوب وقال "يا رب إن بشارة الخلاص حلوة، والنفوس تهلك بدونها.. فهل أسرع منادياً بالغفران، والسلام، والحياة الأبدية للنفوس الهالكة؟" وقال الرب "ليس الآن" عندئذٍ سأله يوحنا "إذاً متى؟" وأجاب المسيح له المجد: "ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض" (أعمال 1:8).
لقد كان الرسل شرذمة من التلاميذ الجبناء نقرأ عنهم "فتركه الجميع وهربوا" (مرقس 14: 5) لكنهم بعد أن امتلأوا من الروح القدس امتلأوا شجاعةً، وذهبوا إلى كل مكان في أورشليم ينادون برسالة خلاص الله حتى قال لهم رئيس كهنة اليهود "أما أوصيناكم وصية أن لا تعلموا بهذا الاسم. وها أنتم قد ملأتم أورشليم بتعليمكم" (أعمال 5: 38).
لقد نالوا القوة التي وعدهم بها الرب حين امتلأوا بالروح القدس. وعلينا أن نذكر على الدوام أن الروح القدس هو سر القوة في ربح النفوس "لا بالقدرة ولا بالقوة بل بروحي قال رب الجنود" (زكريا 4: 8)
وفي هذا الفصل سيكون موضوع دراستنا "الروح القدس وربح النفوس" وسندرس هذا الموضوع فيما يلي من كلمات:
1. علاقة الروح القدس بالمؤمن.
2. سكنى الروح القدس.
3. الامتلاء بالروح القدس.
4. كيفية الامتلاء بالروح القدس.
5. نتائج الامتلاء بالروح القدس.
6. أسئلة بخصوص الروح القدس.
1. علاقة الروح القدس بالمؤمن
يتحدث بولس الرسول عن علاقة الروح القدس بالمؤمن في رسالته الأولى إلى كورنثوس، فيعلن لنا أن الناس ينقسمون بالنسبة لعمل الروح فيهم إلى ثلاثة أقسام:
1- الإنسان الطبيعي:
وهو الذي يقول عنه بولس الرسول "ولكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة. ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يحكم فيه روحياً" (1كورنثوس 2: 14).
الإنسان الطبيعي هو الإنسان الذي يعيش على طبيعته البشرية، وهو لا يقبل ما لروح الله لأنه يعتبر أمور روح الله جهالة لا يليق به أن يقبلها. والإنسان الطبيعي يعتبر صلب المسيح، وعملية الفداء جهالة كما قال بولس الرسول "لأن كلمة الصليب عند الهالكين جهالة. أما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله" (1كورنثوس 1: 18).
وقد كتب بولس عن الناس الذين يعيشون بالطبيعة البشرية الساقطة يقول "لأن غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس وإثمهم الذين يحجزون الحق بالإثم إذ معرفة الله ظاهرة فيهم لأن الله أظهرها لهم. لأن أموره غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى إنهم بلا عذر. لأنهم لما عرفوا الله لم يمجدوه أو يشكروه كإله بل حمقوا في أفكارهم وأظلم قلبهم الغبي. وبينما هم يزعمون أنهم حكماء صاروا جهلاء. وأبدلوا مجد الله الذي لا يفنى بشبه صورة الإنسان الذي يفنى والطيور والدواب والزحافات" (رومية 1: 18-23).
2- المؤمن الجسدي:
والمؤمن الجسدي هو الذي يتحدث عنه بولس في كلماته إلى الكورنثيين "وأنا أيها الأخوة لم أستطع أن أكلمكم كروحيين بل كجسديين كأطفال في المسيح. سقيتكم لبناً لا طعاماً لأنكم لم تكونوا بعد تستطيعون بل الآن أيضاً لا تستطيعون لأنكم بعد جسديون. فإذا فيكم حسد وخصام وانشقاق ألستم جسديين وتسلكون بحسب البشر. لأنه متى قال واحد أنا لبولس وآخر لأبلوس أفلستم جسديين" (1كورنثوس 3: 1-4).
والمؤمن الجسدي هو الذي يعيش على اللبن، فهو لا يريد أن يتعمق في معرفة كلمة الله ويغترف من كنوزها بل يكتفي بالأمور السطحية.
والمؤمن الجسدي تظهر فيه أعمال الجسد، الحسد، والخصام، والانشقاق. والمؤمن الجسدي يتبع القادة الروحيين أكثر من إتباعه للمسيح.
ولقد كتب بولس معظم رسائله لمعالجة حالة المؤمنين الجسديين، وتحريضهم لينتقلوا إلى الحالة الروحية المباركة.
المؤمن الجسدي، إنسان مولود ثانيةً، لكنه يخضع لميوله الجسدية. إن الروح القدس يسكن فيه لكنه غير ممتلئ بالروح القدس. إنه شخص غير ناضج في الإيمان، إنه ما زال طفلاً يحتاج إلى الرعاية، وليس رجلاً قوياً يرعى الآخرين.
3- المؤمن الروحي:
المؤمن الروحي هو الذي ذكره بولس بكلماته "وأما الروحي فيحكم في كل شيء وهو لا يحكم فيه من أحد" (1كورنثوس 2: 15).
المؤمن الروحي يتكلم لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية بل بما يعلمه الروح القدس قارناً الروحيات بالروحيات.
والمؤمن الروحي يعرف الأشياء الموهوبة له من الله "ونحن لم نأخذ روح العالم بل الروح الذي من الله لنعرف الأشياء الموهوبة لنا من الله" (1كورنثوس 2: 12).
والمؤمن الروحي له فكر المسيح "وأما نحن فلنا فكر المسيح" (1كورنثوس 2: 16).
والمؤمن الروحي مؤمن ناضج روحياً ويستطيع أن يهضم الأشياء العسرة الفهم في الكلمة المقدسة "وأما الطعام القوي فللبالغين الذين بسبب التمرن قد صارت لهم الحواس مدربة على التمييز بين الخير والشر" (عبرانيين 5: 14).
مما سبق يتبين لنا أن المؤمن الجسدي هو الذي يسمح لطبيعته العتيقة أن تسيطر على طبيعته الجديدة. أما المؤمن الروحي فهو الذي يعطي لروح الله حرية السيطرة على طبيعته العتيقة وبهذا لا تظهر في حياته أعمال الجسد. وهذا ما ذكره بولس بكلماته "فإذا أيها الأخوة نحن مدينون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد. لأنه إذا عشتم حسب الجسد فستموتون. ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون" (رومية 8: 12و13)
"وإنما أقول أسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد. لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد. وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون" (غلاطية 5: 16و17).
فمن أي نوع أنت؟
هل أنت مؤمن جسدي أو مؤمن روحي؟
2. سكنى الروح القدس
يسكن الروح القدس في المؤمن حالما يرجع إلى الله تائباً، وحالما يتمم فيه الروح القدس معجزة الولادة الجديدة. وليس هناك ابن لله لا يسكن فيه الروح القدس. يقول بولس الرسول للمؤمنين في رومية "وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح إن كان روح الله ساكناً فيكم. ولكن إن كان أحد ليس له روح المسيح فذلك ليس له" (رومية 8: 9) ومعنى هذه الكلمات أنه إن كان أحد لا يسكن فيه روح المسيح فذلك الإنسان ليس للمسيح. ويقول للمؤمنين في أفسس "الذي فيه أيضاً أنتم إذ سمعتم كلمة الحق إنجيل خلاصكم الذي فيه أيضاً إذ آمنتم ختمتم بروح الموعد القدوس. الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى لمدح مجده" (أفسس 1: 13و14). ويقول لأهل غلاطية "ثم بما أنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً يا أبا الآب. إذا لست بعد عبداً بل ابناً وإن كنت ابناً فوارث لله بالمسيح" (غلاطية 4: 6و7).
ويكتب ثانيةً للمؤمنين في رومية قائلاً "إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضاً للخوف بل أخذتم روح التبني الذي به نصرخ يا أبا الآب" (رومية 8: 15).
ويكتب للمؤمنين في كورنثوس فيقول "ولكن الذي يثبتنا معكم في المسيح وقد مسحنا هو الله. الذي ختمنا أيضاً وأعطى عربون الروح في قلوبنا" (2كورنثوس 1: 12و22).
من النصوص السابقة نرى بوضوح كامل أن الروح القدس يسكن المؤمن عند إيمانه بالمسيح.. ويأتينا السؤال: لكن لماذا؟ والجواب: لكي يستطيع أن يحيا الحياة التي يريدها الله كما يقول بولس الرسول "فإذاً أيها الأخوة نحن مدينون ليس للجسد لنعيش حسب الجسد. لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون. ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون. لأن كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله" (رومية 8: 12-14).
"لأننا نحن عمله مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها" (أفسس 2: 10)
وليس في مقدور المؤمن أن يسلك في الأعمال الصالحة التي أعدها له الله إلا بقوة الروح القدس الساكن فيه.
3. الامتلاء بالروح القدس
يقول بولس الرسول للمؤمنين في أفسس "ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح القدس" (أفسس 5: 18).
والامتلاء بالروح القدس معناه أن يكون للروح القدس السلطان المطلق على المؤمن، فهو لا يعني الحصول على المزيد من الروح القدس، بل يعني امتلاك الروح القدس المزيد من حياة المؤمن.
فكما أن السكران بالخمر هو تحت سيطرة الخمر، ويتصرف تحت هذه السيطرة كذلك المؤمن الممتلئ بالروح هو تحت سيطرة وسيادة روح الله القدوس، ويتصرف بقيادة الروح.
جاءت سيدة إلى رجل الله المعروف دكتور توم مالون وقالت له بزهو "دكتور مالون لقد امتلكت الروح القدس". ورد عليها رجل الله قائلاً "ليس المهم أن تمتلكي الروح القدس، بل المهم أن الروح القدس يمتلكك".
جاءت كلمة "امتلئوا بالروح" كأمر. فالرسول يأمر كل مؤمن أن يمتلئ بالروح، ومعنى ذلك أن هذا الامتلاء هو بعمل من جانب المؤمن، هذا العمل هو أن يعطي المؤمن للروح القدس حرية السيطرة الكاملة على حياته.
والامتلاء بالروح القدس يختلف عن سكنى الروح القدس، فبينما سكنى الروح القدس عمل لا يتكرر ولا ينزع كما يقول بولس للمؤمنين في أفسس "ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء" (أفسس 4: 30).فالروح القدس يسكن المؤمن إلى يوم فداء جسده عندما يأتي الرب.. لكن الامتلاء من الروح القدس يتكرر. وتكرار الامتلاء حق واضح في سفر أعمال الرسل فبطرس امتلأ بالروح القدس يوم الخمسين إذ كان في العلية التي قيل عن كل من كانوا فيها "وامتلأ الجميع من الروح القدس" (أعمال 2: 4) ولكننا نقرأ عنه أنه حينما واجه رئيس الكهنة ورؤساء وشيوخ وكتبة اليهود "حينئذٍ امتلأ بطرس من الروح القدس" (أعمال 4: 8).
فالامتلاء تكرر في حياة بطرس، كما تكرر أيضاً في حياة المؤمنين في أورشليم، فمع أنهم امتلأوا بالروح القدس يوم الخمسين إلا أننا نقرأ عنهم "ولما صلوا تزعزع المكان الذي كانوا مجتمعين فيه. وامتلأ الجميع من الروح القدس وكانوا يتكلمون بكلام الله بمجاهرة" (أعمال 4: 31).
وتكرر الامتلاء بالروح القدس في حياة بولس، فبينما نراه وقد امتلأ بالروح القدس عند لقائه بحنانيا، كما يقول حنانيا له " أيها الأخ شاول قد أرسلني الرب يسوع الذي ظهر لك في الطريق الذي جئت فيه لكي تبصر وتمتلئ من الروح القدس" (أعمال 9: 17) كذلك نقرأ عنه عندما قابل الساحر الكذاب باريشوع، ورأى محاولته في إفساد الوالي عن الإيمان "وأما شاول الذي هو بولس أيضاً فامتلأ من الروح القدس وشخص إليه. وقال أيها الممتلئ كل غش وكل خبث يا ابن إبليس يا عدو كل بر ألا تزال تفسد سبل الله المستقيمة. فالآن هي ذا يد الرب عليك فتكون أعمى لا تبصر الشمس إلى حين ففي الحال سقط عليه ضباب وظلمة فجعل يدور ملتمساً من يقوده بيده" (أعمال 13: 9-11).
من هذه النصوص نرى أن الغرض الرئيسي من الامتلاء بالروح القدس مزدوج.
أولاً: لكي يعطي قوة للمؤمن ليشهد بشجاعة وجرأة وفاعلية للرب يسوع المسيح.
ثانياً: لكي يظهر ثمر الروح في حياة المؤمن. وهو الثمر الذي ذكره بولس في موضعين. الموضع الأول في رسالة غلاطية "وأما ثمر الروح فهو محبة فرح وسلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة تعفف ضد أمثال هذه ليس ناموس" (غلاطية 5: 22و23).
والموضع الثاني في رسالة أفسس ".. امتلئوا بالروح مكلمين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب. شاكرين كل حين على كل شيء في اسم ربنا يسوع المسيح لله والآب. والآن دعني أسألك: هل أنت ممتلئ بالروح القدس؟ أم أنت مكتفٍ بسكنى الروح القدس؟ إن الامتلاء من الروح القدس هو الذي يمكنك من الشهادة الفعالة للرب يسوع. كتب بولس للمؤمنين في كورنثوس قائلاً: "وأنا لما أتيت إليكم أيها الأخوة أتيت ليس بسمو الكلام أو الحكمة منادياً لكم بشهادة الله. لأني لم أعزم أن أعرف شيئاً بينكم إلا يسوع المسيح وإياه مصلوباً. وأنا كنت عندكم في ضعف وخوف ورعدة كثيرة وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المقنع بل ببرهان الروح والقوة لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله" (1كورنثوس 2: 1-7).
فبولس الرسول اعتمد على برهان الروح القدس، وقوة الروح القدس، لكي يكون إيمان السامعين لا على أساس حكمة الناس الباطلة، بل بقوة الله.
4. كيفية الامتلاء بالروح القدس
بعد أن ظهرت لنا أهمية الامتلاء بالروح القدس، يأتينا السؤال: كيف نمتلئ بالروح القدس؟ ولكي أجعل هذا السؤال أكثر فاعلية: كيف أمتلئ أنا بالروح القدس؟ وهناك شروط واضحة في كلمة الله للامتلاء بالروح القدس. لكن علينا أن نذكر أن الملء بالروح القدس ليس وقفاً على فريق خاص من المؤمنين بل هو حق لكل مؤمن.
ما هي شروط الامتلاء بالروح القدس؟
1- التعطش إلى الملء:
المؤمن المكتفي بحياته السطحية.. بحياة الطفولة في المسيح، بالحياة المسيحية المظهرية.. هذا المؤمن لا يمتلئ بالروح القدس. إن الرب يطلب إحساس المؤمن بحاجته للملء، وتعطشه الشديد لهذا الملء، وإدراكه الواضح أنه بدون هذا الملء لا يمكن أن تكون شهادته للمسيح فعالة.
يقول الرب يسوع في عظته على الجبل "طوبى للجياع والعطاش إلى البر. لأنهم يشبعون" (متى 5: 6).
ويقول في اليوم الأخير العظيم من العيد "إن عطش أحد فليقبل إلي ويشرب. من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي. قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنين به مزمعين أن يقبلوه. لأن الروح القدس لم يكن قد أعطى بعد. لأن يسوع لم يكن قد مجد بعد" (يوحنا 7: 37-39).
وفي سفر أشعياء نقرأ الكلمات "لأني أسكب ماء على العطشان وسيولاً على اليابسة أسكب روحي.."(أشعياء 44: 3).
إن كنت تريد أن تكون رابحاً للنفوس فلا بد أن تمتلئ من الروح القدس.
2- تفريغ الحياة من المعوقات:
"قال يعقوب لبيته ولكل من كان معه اعزلوا الآلهة الغريبة التي بينكم" (تكوين 35: 2و3).
وقال أليشع "هكذا قال الرب اجعلوا هذا الوادي جباباً جباباً. لأنه هكذا قال الرب لا ترون ريحاً ولا ترون مطراً وهذا الوادي يمتلئ ماء فتشربون" (2ملوك 3: 16و17). فعزل الأصنام من حياتك.. ورفع الأحجار من قلبك ضرورة لبركة الامتلاء.
إن التفريغ يعني ترك المؤمن لكل خطية معروفة لديه. كل خطية تشغل قلبه ولبه، وكل مؤمن يعرف "ضربة قلبه" (1ملوك 8: 38).
كل ما يعوق عمل الروح القدس وسيطرة الروح القدس يجب عزله. والمؤمن لا يستطيع أن يقوم بعملية تفريغ الحياة من المعوقات إلا بالتوبة والانسحاق والصلاة الأمينة والرجوع إلى الله من كل القلب. والرجوع هو رجوعك كمؤمن لا كخاطئ.
المؤمن يجب أن يتفرغ ليمتلئ... فهل ركعت في محضر الله، وصليت بأمانة مع داود قائلاً "اختبرني يا الله واعرف قلبي وامتحني واعرف أفكاري. وأنظر إن كان في طريق باطل وأهدني طريقاً أبدياً" (مزمور 139: 23و24).
هناك قصة حقيقية عن أخ اسمه "حنا" كان يعيش في سوريا. كان الأخ "حنا" يمتلك حصاناً، وكان الحصان غالياً جداً عنده... كان يقضي الساعات في العناية بهذا الحصان وجاء وقت أدرك فيه الأخ "حنا" حاجته إلى الملء بالروح القدس لكي يحيا الحياة الغالبة، ولكي يربح نفوساً للمسيح. وبدأ يحضر إلى مبنى الكنيسة مبكراً نصف ساعة قبل موعد الاجتماع ويقضي الوقت في الصلاة صارخاً بصوت عالٍ لكي يملأه الرب بالروح القدس... مرت أسابيع وهو على هذا الحال. أشفق عليه الأخوة والأخوات من أعضاء الكنيسة وقرروا أن يصلوا حتى يعطيه الرب سؤل قلبه... وذات ليلة سمعه الأخوة يصرخ بصوتٍ عالٍ قائلاً "حتى الحصان يا رب حتى الحصان" وعندما نطق بهذه العبارة أعطاه الرب سؤل قلبه لقد فرغ قلبه من الصنم الذي كان يشغله، وأعطى للروح القدس كامل السيطرة على حياته.
أعود مكرراً "امتلئوا بالروح"
3- التواضع والخضوع:
"لأنه هكذا قال العلي المرتفع ساكن الأبد القدوس اسمه. في الموضع المرتفع المقدس أسكن ومع المنسحق والمتواضع الروح لأحيي روح المتواضعين ولأحيي قلب المنسحقين" (أشعياء 57: 15).
قال فرنسيس الأسيسي "إن الله كان يبحث عن أضعف، وأحقر، وأصغر شخص ليستخدمه فوجدني أنا"
ويقول بولس الرسول "فأنظروا دعتكم أيها الأخوة أن ليس كثيرون حكماء حسب الجسد ليس كثيرون أقوياء ليس كثيرون شرفاء. بل اختار الله جهال العالم ليخزي الحكماء واختار الله ضعفاء العالم ليخزي الأقوياء. واختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود. لكي لا يفتخر كل ذي جسد أمامه" (1كورنثوس 1: 26-29).
إن الماء ينحدر بسرعة نحو الأماكن الواطئة، هكذا الروح القدس المشار إليه بأنهار ماء حي، يجري بسرعة ليملأ النفوس المتواضعة.
4- الطاعة:
يقول بطرس الرسول "ونحن شهود له بهذه الأمور والروح القدس أيضاً الذي أعطاه الله للذين يطيعونه" (أعمال 5: 32).
ويقصد بالطاعة في هذه الآية طاعة الإيمان، وقبول كل ما يعلنه الرب لنا في كلمته. ويقصد بالطاعة كذلك الاستماع إلى أوامر الرب وتنفيذها تحت كل الظروف.
لما عصى شاول الملك الرب عصياناً جزئياً بحجة أنه أبقى خيار الغنم لأجل الذبح للرب قال له صموئيل "هل مسرة الرب بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الرب. هو ذا الاستماع أفضل من الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش. لأن التمرد كخطية العرافة والعناد كالوثن والترافيم. لأنك رفضت كلام الرب رفضك من الملك" (1صموئيل 15: 22و23).
قال الرب يسوع "إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبي وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً" (يوحنا 14: 23).
فأطع الرب طاعة مطلقة حتى ولو طلب منك أن تقدم "اسحق" على المذبح، وثق أن الرب سيملؤك إلى كل ملأه.
5- التكريس الكامل للرب:
التكريس يعني تخصيص الحياة بجملتها للرب، جسداً، ونفساً وروحاً. كما يعني تخلي الإنسان عن اهتماماته، وعن ذاته وتسليم الكل للرب تسليماً تاماً لا رجوع فيه. كتب بولس الرسول للمؤمنين في رومية قائلاً "فأطلب إليكم أيها الأخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية، ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة" (رومية 12: 1و2).
والتكريس يقود إلى التقديس لأن "المذبح يقدس القربان" (متى 23: 19).
* التكريس هو الجانب البشري.
* والتقديس هو الجانب الإلهي.
فنحن نكرس نفوسنا لله، والله يقدسنا أي يخصصنا لذاته ولخدمته، ويملأنا بالروح القدس.
حين أحضر الشعب في القديم العطايا المختلفة لبناء خيمة الاجتماع، جاؤوا بها بسخاء وسماحة قلب، وقد ذكر الرب لهم فيما بعد هذه السماحة وهذا السخاء بقوله "لأني ذكرت غيرة صباك" فهل لك الغيرة المباركة التي بها تقدم وتخصص نفسك بالكلية للرب؟ هل يمكن أن يضع الرب على جبهتك ما وضعه على جبهة هرون "قدس للرب" (خروج 28: 36). إذا كرست نفسك بالكلية للرب فسيملؤك الرب بروحه القدوس.
5. نتائج الامتلاء بالروح القدس
يجدر بنا أن لا ننسى أننا ندرس موضوع "ربح النفوس" هذا هو موضوعنا المركزي، ولأن الامتلاء من الروح القدس شرط جوهري وأساسي للنجاح في ربح النفوس أرى لزاماً علينا أن نتبع الامتلاء بالروح القدس.
النتيجة الأولى النجاح في ربح النفوس:
هذا نراه في اختبار بطرس الرسول، فبعد أن امتلأ بالروح القدس يوم الخمسين وقف ورفع صوته منادياً برسالة الحياة.. ونقرأ عن هذه المناسبة الكلمات "فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم وقالوا لبطرس ولسائر الرسل ماذا نصنع أيها الأخوة. فقال لهم بطرس توبوا وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس... فقبلوا كلامه واعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس" (أعمال 2: 37-41).
لقد تعامل الروح القدس مع النفوس، ونخس قلوب الخطاة بمنخس الكلمة فتابوا، وآمنوا بالرب يسوع المسيح، واعتمدوا، وانضموا إلى الكنيسة.
ذكر المبشر المعروف تشارلس فني أنه بعد أن نال الملء بالروح القدس، كان ينزل من بيته وله رغبة ملتهبة لربح النفوس للمسيح. وفي نفس الوقت كان نجاحه عجيباً، لأن الروح القدس هو الذي يعمل في قلب السامع ويقوده إلى صليب المسيح.
ذكر الدكتور توري أنه ذات يوم أخذ معه شاباً نحيفاً ضعيفاً إلى اجتماع في قرية، ووقف ذلك الشاب النحيل الضعيف يعظ، وبعد الرسالة قدم الدعوة للحاضرين وتقدم 57 شخصاً طالبين الخلاص بدموع. في طريق العودة سأل الدكتور توري ذلك الشاب عن سر قوته التي جذبت هذا العدد الكبير. وأجاب الشاب: دكتور توري هل نسيت وعد الرب "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم"... لقد جاء يوم ملأني الرب فيه بروحه ومن ذلك الوقت رأيت النجاح العجيب في ربح النفوس للمسيح.
النتيجة الثانية ظهور ثمر الروح في حياتنا:
كثيرون من المؤمنين جسديين ويسلكون بحسب البشر، فيهم حسد وخصام وانشقاق. لكن المؤمن الممتلئ بالروح يظهر في حياته ثمر الروح، ذلك الثمر الذي ذكره بولس بكلماته "وأما ثمر الروح فهو محبة فرح سلام طول أناة لطف صلاح إيمان وداعة وتعفف" (غلاطية 5: 22).
في هذا الثمر نرى ثلاث ثلاثيات:
* الثلاثية الأولى متجهة إلى الله "محبة فرح سلام"
* الثلاثية الثانية متجهة إلى الناس "طول أناة لطف صلاح"
* الثلاثية الثالثة متجهة إلى النفس "إيمان وداعة تعفف"
وهذا الثمر يتكاثر تكاثراً طردياً مع درجة الامتلاء، ويظهر في حياة الممتلئ بالصفات الجميلة التي يطلق عليها "ثمر الروح".. إنه عنقود متكامل مرتبط معاً يشبه العنقود الذي حمله الجواسيس من أرض كنعان إلى موسى والشعب القديم.
قال الرب يسوع "من ثمارهم تعرفونهم" (متى 6: 16).
فمن لا يظهر في حياته ثمر الروح فهو غير ممتلئ بالروح، ولنلاحظ أن أول ثمرة للروح القدس هي "المحبة لله" وحين نحب الله سنخدمه بأمانة وإخلاص معطين له كل المجد.
في مقابلة للرب مع سمعان بعد قيامته قال الرب لسمعان "يا سمعان بن يونا أتحبني؟ قال له نعم يا رب أنت تعلم أني أحبك. قال له ارعَ غنمي" (يوحنا 21: 16).
فإذا امتلأت بالروح ستحب الرب وبالتالي ستذهب ملتهباً لربح النفوس.
النتيجة الثالثة نوال القوة:
قال الرب لتلاميذه "لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم" (أعمال 1: 8) وهذه القوة سباعية.
1- فهي أولاً قوة للشهادة للمسيح
"ستنالون قوة وتكونون لي شهوداً"
* شهود في أورشليم- فعليك أن تبدأ بالشهادة في بيتك وحيث تعيش.
* شهود في كل اليهودية- فعليك أن تشهد للجيران ولغير المؤمنين الذين يترددون على الكنيسة.
* شهود في السامرة- فعليك أن تشهد لمن يخالفوك في المعتقدات والأصل والتقاليد.
* شهود في أقصى الأرض- خذ معك البشارة حيثما ذهبت وأينما كنت.
2- وهي ثانياً قوة لكي لا نخجل بإنجيل المسيح
"لأن الله لم يعطنا روح الفشل بل روح القوة والمحبة النصح. فلا تخجل بشهادة ربنا ولا بي أنا أسيره بل أشترك في احتمال المشقات لأجل الإنجيل بحسب قوة الله" (2تيموثاوس 1: 7و8).
3- وهي ثالثاً قوة للمحبة
"لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا" (رومية 5: 5). إن انسكاب محبة الله في قلوبنا تمكننا من محبة أعدائنا.
4- وهي رابعاً قوة لمواجهة العالم الشرير
كتب يوحنا الرسول قائلاً "أنتم من الله أيها الأولاد وقد غلبتوهم لأن الذي فيكم أعظم من الذي في العالم" (1يوحنا 4: 4).
5- وهي خامساً قوة ضد الشيطان
فبقوة الملء استطاع الرسل الأولون أن يواجهوا الشيطان وأعوانه في كل مكان ذهبوا إليه" (أعمال 13: 6-12).
6- وهي سادساً قوة ضد الجسد
"وإنما أقول اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد" (غلاطية 5: 16).
7- وهي سابعاً قوة تعطي للكلمة فاعليتها
"فلما سمعوا نخسوا في قلوبهم" (أعمال 2: 38). إن الروح القدس حين يملؤك، ويسيطر على كيانك، يرشدك إلى الطريق، ويقودك في كل مراحل خدمتك ويصنع بك عجائب.
6. أسئلة بخصوص الروح القدس
لابد لنا ونحن نتحدث عن عمل الروح القدس الفعال في ربح النفوس أن نجيب على أسئلة نرى لزاماً علينا أن نجيب عليها.
السؤال الأول: ما معنى إطفاء الروح؟
يوصي بولس الرسول المؤمنين في تسالونيكي فيقول "لا تطفئوا الروح" (اتسالونيكي 5: 16). فما معنى إطفاء الروح؟ إطفاء النار يعني كفها والروح القدس يُطفأ بالخطايا السلبية. أي بعدم القيام بما يطلبه الروح القدس. والرسول قد وضع ابتداءً من عدد 12 في الإصحاح الخامس من رسالته إلى تسالونيكي ما يجب أن يفعله المؤمن فهو يطلب احترام واعتبار الخدام الذين ينذرون المؤمنين ويدبرونهم عدد 12و13 ويطلب أن نسالم بعضنا بعضاً عدد 13. ويطلب إنذار الذين بلا ترتيب. وتشجيع صغار النفوس. إسناد الضعفاء والتأني على الجميع عدد 14. ويطلب عدم مجازاة الشر بالشر. ويطلب إتباع الخير بعضنا لبعض وللجميع عدد 15. ويطلب أن نفرح كل حين عدد 16. ونصلي بلا انقطاع عدد 17 ونشكر في كل حين عدد 18. وعصيان هذه الوصايا أو واحدة منها يطفئ الروح.
كثيراً ما يقودنا الروح لزيارة محتاج أو الصلاة لأجل مريض. فنعصي صوته. وهذا معناه أننا نطفئ الروح.
وهناك أشياء أخرى تطفئ الروح مثل الخوف من الناس والامتناع عن تقديم الرسالة لهم حين يطالبنا الروح القدس بذلك. عدم الغفران ومسامحة من أساؤوا إلينا، عدم حضور اجتماعات الكنيسة بمواظبة، الاستهانة بشخص ما أو احتقار شخص لسبب مظهره أو مركزه الاجتماعي.
فإطفاء الروح يحدث بالخطايا السلبية، التي ترتبط بعلاقتنا مع الآخرين وسلوكنا الاجتماعي أو بعلاقتنا بالرب.
السؤال الثاني: ما معنى أحزان الروح؟
يوصي بولس الرسول المؤمنين في أفسس قائلاً "ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به ختمتم ليوم الفداء" (أفسس 4: 30) فما معنى أحزان الروح؟
الروح القدس يحزن بالخطايا الإيجابية. أي الخطايا التي يفعلها المؤمن. وهو يكتب قائمة بهذه الخطايا في (أفسس 4: 25-31) وفيها يطالب:
* أن نطرح الكذب ونتكلم بالصدق عدد 25
* أن نغضب ولا نخطئ عدد 26
* أن لا تغرب الشمس على غيظنا عدد 27
* أن لا نعطي إبليس مكاناً عدد 27
* أن لا يسرق السارق عدد 28
* أن لا تخرج كلمة ردية من أفواهنا عدد 29
* أن يرفع من بيننا كل مرارة وسخط وغضب وصياح وتجديف وخبث عدد 31
وارتكاب أي من هذه الخطايا يحزن الروح القدس. نقرأ في أشعياء الكلمات "ولكنهم تمردوا وأحزنوا روح قدسه" (أشعياء 63: 10).
فكل تمرد وعصيان في حياة المؤمن يحزن الروح القدس. وكل خطية سرية أو علنية لا يعترف بها المؤمن ويتوب عنها تحزن الروح القدس. عندما ارتكب داود خطيته المعروفة أحزن الروح القدس، وفقد بهجة خلاصه فصرخ قائلاً "رد لي بهجة خلاصك".
السؤال الثالث: ما معنى التجديف على الروح القدس؟
نقرأ في إنجيل مرقس كلمات ربنا المبارك "ولكن من جدف على الروح القدس فليس له مغفرة إلى الأبد بل هو مستوجب دينونة أبدية" (مرقس 3: 29).
نطق الرب بهذه الكلمات محذراً اليهود الذين نسبوا معجزاته إلى بعلزبول رئيس الشياطين قائلين "إن معه روحاً نجساً" (مرقس 3: 30) وقال لهم "فإن كان الشيطان يخرج الشيطان فقد انقسم على ذاته. فكيف تثبت مملكته. وإن كنت أنا ببعلزبول أخرج الشياطين فأبناؤكم بمن يخرجون. لذلك هم يكونون قضاتكم. ولكن إن كنت أنا بروح الله أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله" (متى 12: 26-28).
فالتجديف على الروح القدس معناه أن ننسب أعمال الروح إلى الشيطان.
ويجدر بنا هنا أن نقول مؤكدين أن المؤمن الحقيقي لا يمكن أن يرتكب خطية التجديف على الروح القدس. لأن الروح القدس يسكن داخله، ويعطيه قوة للتمييز. والمؤمن الحقيقي لا يمكن أن يهبط إلى درك النطق بكلمات التجديف على الروح القدس فيقول إن المسيح به شيطان، وأنه عمل معجزاته بقوة الشيطان.
جاء أحد الشباب حزيناً باكياً إلى خادم الرب. فلما سأله خادم الرب عن سبب حزنه أجابه الشاب: إني أخشى أن أكون قد ارتكبت خطية التجديف على الروح القدس. لقد تجددت من سنين ولكن الخوف يسيطر علي إذ أخشى أن أكون قد جدفت على الروح القدس، أجاب خادم الرب: إن خوفك يا ولدي دليل قاطع على أنك لم تجدف على الروح القدس لأن الذي يجدف على الروح يمنع عمله فيه إلى الأبد، فلا يبكته الروح.. إن خوفك هو مجرد شعور يهاجمك به الشيطان فالمؤمن لا يمكن أن يجدف على الروح القدس.
السؤال الرابع: ما معنى المعمودية بالروح القدس؟
كتب بولس الرسول إلى المؤمنين في كورنثوس يقول "لأننا جميعنا بروح واحد أيضاً اعتمدنا إلى جسد واحد يهوداً أم يونانيين عبيداً أم أحراراً وجميعنا سقينا روحاً واحداً" (1كورنثوس 12: 13).
وكلمة المعمودية بالروح تعني الاندماج أو الالتحام بجسد المسيح فالمؤمن يعتمد بالروح وبهذا العمل يصبح عضواً في جسد المسيح الذي هو الكنيسة.
- عدد الزيارات: 9604