الخاتمة
إن ذهبت أيها القارئ إلى الخاطئ وفي يدك كلمة الله وعلى فمك صلاة وفي قلبك روح الحياة وفي عينيك دمعة المحبة والبكاء حينئذ ترجع بالترنم حاملاً حزمك من النفوس المخلّصة وتفرح كما يفرح الراعي الذي يرجع وعلى منكبيه خروفه الضال فلا يوجد فرح يعادل الفرح بخلاص النفوس فهو جزء من أفراح السماء التي تفرح بخاطئ واحد يتوب فهل اختبرت فرح الخدمة وهل تقدر تقول مع بولس "لست احتسب لشئ ولا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع" إنني أخاف أن بعضنا اختبر فقط أتعاب الخدمة وفشلها وليس مجدها وفرحها فيقول مع سمعان "يا معلم قد تعبنا الليل كله ولم نمسك شيئاً وقد صرفنا سنوات في الخدمة ولم نربح نفوساً فلنسمع المسيح يقول لنا اليوم ما قاله للتلاميذ "ابعدوا إلى العمق وألقوا شباككم للصيد" ابعدوا إلى عمق معرفة الناس ومعرفة الكتاب ومعرفة الله- أبعدوا إلى عمق الشركة مع الله فتصيروا صيادي الناس- لنجرب العمل الفردي كأفضل وسيلة لربح النفوس فهو عمل العضو والخادم على السواء ولنذهب لأجل الضال حتى نجده فنرجع فرحين قائلين "لقد عظم الرب العمل معنا وصرنا فرحين قائلين إنني لا أسألك اليوم إن كنت عضواً أو مبشراً أو واعظاً أو راعياً ولكن هل أنت رابح نفوس؟- هل أنت صياد للناس؟ فهذا عمل كل مسيحي متجدد قد اختبر الخلاص وامتلأ بالروح القدس.
نحن في هذا المكان نحو مائة شخص فلو كرّسنا نفوسنا تماماً للخدمة عن طريق العمل الفردي الذي أهملناه زمناً وعزمنا أن لا يمر يوم من حياتنا دون أن نسعى لربح نفس واحدة للمسيح فإني أؤكد لكم أننا نربح ألوفاً وربوات من سكان هذه البلاد ويحضرني هنا قول يوحنا وسلي "أعطوني مائة شخص مكرسين تماماً للمسيح لا يكرهون شيئاً سوى الخطية ولا يحبون شيئاً سوى الله وإني أربح تهم العالم للمسيح في زمن قصير. فهل تحقق شعار هذا المؤتمر فيك اليوم "رابح النفوس حكيم" وهل تسمع صوت الفرد المشتاق إلى معرفة طريق الخلاص يرن في آذانك اليوم كما سمعه فيلبس قديماً قائلاً "كيف يمكنني أن لم يرشدني أحد" وهل تلبي هذا النداء قائلاً مع إشعياء "هأنذا أرسلني".
- عدد الزيارات: 3512