الله والأمم
ومن هذا القول نتعلم حقيقة أخرى وهي أن الأمر لم يقتصر على أن الله قرب الأمم إليه تعالى فقط، بل إن الأمم واليهود الذين يؤمنون أصبحوا جسداً واحداً لأن المسيح قد أزال حائط السياج المتوسط قاتلاً العداوة بجسده "مبطلاً ناموس الوصايا في فرائض لكي يخلق الاثنين في نفسه إنساناً واحداً جديداً" فليست المسألة مجرد حياة جديدة بل حالة جديدة لم تكن من ذي قبل وهي أن المسيح والكنيسة يكونان "إنساناً واحداً جديداً صانعاً سلاماً. ويصالح (أي المسيح) الاثنين في جسد واحد مع الله بالصليب قاتلاً العداوة به. فجاء وبشركم بسلام أنتم البعيدين والقريبين". قد كان الأمم بحسب تدبير الله بعيدين جداً وكان اليهود قريبين، أما الآن فقد تغير الحال كل التغيير. ونلاحظ أن المسألة لم تصبح أن الأمم الذين آمنوا تساووا مع إسرائيل في امتيازاتهم، بل أن هناك "إنساناً واحداً جديداً" ليس فيه يهودي أو أممي، إذ قد انتقل كلاهما من حالته السابقة إلى مركز جديد مبارك – إلى الاتحاد في المسيح، الأمر الذي لم يكن موجوداً من قبل إلا في مشورات الله.
- عدد الزيارات: 3378