ثانياً- مصدر الكنيسة
أ-اختلف عظماء الرجال الأتقياء اختلافاً بيّناً بشأن الوقت الذي بدأت فيه الكنيسة. كثيرون يذهبون إلى أن الاجتماع هو استمرار لإسرائيل العهد القديم أو ناشئ عنه, بينما يشدد الآخرون على أن الكنيسة لم تكن معروفة في العهد القديم, وأنها بدأت في العهد الجديد. وهاك الاعتبارات التي تساند الرأي الثاني:
1-في اف3: 4 و5 يتكلم الرسول بولس عن الكنيسة بأنها "سر المسيح الذي في أجيال أُخَر لم يُعَرَّف به بنو البشر كما قد أعلن الآن لرسله القديسين وأنبيائه بالروح". ويقول أيضاً في عدد 9 أن الكنيسة هي "السر المكتوم منذ الدهور في الله". (انظر أيضاً كو1: 26 ورو16: 25 و 26). وهكذا كانت الكنيسة سراً في الله طيلة أزمنة العهد القديم ولم تعلن إلا عند ظهور رسل العهد الجديد وأنبيائه.
2-ويقول الرب يسوع في مت16: 18 "على هذه الصخرة ابني كنيستي". أي أن الكنيسة في ذلك الوقت كانت في حكم المستقبل.
3-ويؤكد بولس في اف4: 8- 11 أن المسيح المقام والذي صعد إلى السماء هو الذي أعطى الكنيسة عطايا. وهذا برهان قوي على أنه لو كانت الكنيسة موجودة قبل صعوده لكانت إذن أعوزتها العطايا اللازمة لبنيانها.
ب-ونحن نؤمن أنه ليس من اليسير فحسب أن نثبت أن الكنيسة بدأت في العهد الجديد, بل إنها ولدت يوم الخمسين على وجه التحديد.
1-يقول الكتاب إن جسد المسيح تكوَّن بالمعمودية بالروح القدس (1كو12: 13). فهل يمكننا أن نحدد متى كانت المعمودية بالروح القدس؟
2-في أع1: 5, وقبل صعود الرب مباشرة وعد رسله قائلاً: "ستعمدون بالروح القدس ليس بعد هذه الأيام بكثير".
3-وفي يوم الخمسين "امتلأ الجميع من الروح القدس وابتدأوا يتكلمون بألسنة أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا" (أع2: 4).
4-وعندما نصل إلى أع5: 11 نجد أن الكنيسة قد برزت فعلاً إلى عالم الوجود لأننا نقرأ "فصار خوف عظيم على جميع الكنيسة...". إن ذلك يوضح بجلاء عظيم يوم مولد الكنيسة بأنه يوم الخمسين.
- عدد الزيارات: 4107