الخليقة
بالإيمان نفهم أن العالمين أُتقنت بكلمة الله- كلمة قدرته، وأن الله خلق وأبدع كل الكائنان الجامدة والحية من لا شيء. وأنه خلق السموات والأرض في البدء المعين منه في عصور قديمة سحيقة لم تُعلن في كلمة الله. ولكنه نظم هذا العالم وأعده لسكن الإنسان في ستة أيام حرفية (تك 1: 3) وبذلك يكون بين خلق السموات والأرض (تك 1: 1) وبين تنظيم الكون (تك 1: 3) زمن طويل جداً قد يبلغ إلى ملايين السنين فيها وصلت الأرض إلى حالة الخراب والخلاء والظلمة وذلك طبعاً بفعل قوات الشر. ولا تعارض بين الكتاب والعلم الصحيح من جهة ما أكتشف من مخلفات هذه الحقبة الطويلة ولا ترد كلمة "خلق" في تنظيم الستة الأيام إلا مرتين: الأولى عند إبداع الحياة الحيوانية، والثانية عند خلق الإنسان.
والله هو الحامل لكل الأشياء بكلمة قدرته، والحافظ لها بمقتضى نواميس وضعها لها، ولكنه، جلت قدرته، فوق تلك النواميس ومتحكم فيها.
- عدد الزيارات: 3793