مشيئة الله لي
إن كثيرين منّا قد تشجّعوا بكلمات ايوب التي تؤكّد لنا أن الرب يعرف الطريق الذي اسلكه. لكن بقيَ سؤال هام علينا أن نسأله، وهو كيف يمكنني أن أعرف الطريق الذي يريدني الله أن أتخذه؟. بلا شك، كلنا نؤمن بشكل عام أن الرب يرشد اولاده، وفعلاً علينا أن نؤمن بذلك، لان الكتاب يعلّم ذلك، مثلا' لنا وعد الله، "أعلمك الطريق التي تسلك.. عيني عليك" (مز8:32)، ومع ذلك أشكّ أن كثيرين منا يعترفون انهم واجهوا مواقف خاصة لا يعرفون ماذا يفعلون او ماذا يقرّرون. في كثير من الاحيان نرغب حقا أن نسير في الاتجاه الذي يريده الله لنا، ولكن بدلاً مِن أن نسير بثقة، نختبر مدة طويلة مِن القلق، الاحباط والاكتئاب الروحي. لماذا يحدث هذا؟. مع اننا نعرف ان الله يقود شعبه، لكننا غير مستعدين عملياً ان نضع ثقتنا في عنايته وقيادته لحياتنا، وكثيراً ما لا نفهم الاسلوب الذي به يرشد الرب عادةً شعبه اليوم. لنأخد هذه الحالات التالية، شاب يترك المدرسة او الجامعة ويحتاج أن يقرّر أية سيرة حياة يختار وأية وظيفة يلتحق، واخر يفكر في خدمة الرب بشكل كامل ولكن اين وبأي شكل؟ واخر يفتكر في الزواج ويريد أن يتأكد ما هي مشيئة الله وما يختاره الله؟ واخر يريد ان يبحث عن عمل في مكان ما. عادة عندما يواجه الشباب المؤمن هذه القرارات لا يعرفون أين يبدأون. ان الجواب العام لحالات كهذه، القول سأصلي لهذا الامر واسأل الله أن يرشدني! هذا جيد ولكن هذا لا يكفي الا اذا كان الشخص يعرف كيف يميّز جواب الله حين يأتي. هنا نجد أن كل مؤمن يرى أمر تمييز ارشاد الرب بطرق متنوعة، نعترف أن اختبار المؤمنين لقيادة الرب لا تتبع دائماً ذات النموذج، ومِن الخطأ ان يدّعي احدنا ان الطريقة التي قاده الرب فيها هي الطريقة الوحيدة التي يستخدمها الله. ومع ذلك، نتأمل بالصلاة ما يقول الكتاب المقدس عن اسلوب الله لارشاد شعبه. لا نترك الامر للتخمين لان الامر هام.
- عدد الزيارات: 4064