كلمة تقديم
كتاب "الصحة الروحية" هو كتاب جديد في أسلوبه، لأنه كُتب بواسطة "طبيب حبيب" وفي نفس الوقت خادم للكلمة، فلقد كتبه متخصص في صميم تخصصه. وككاتب متعلم في ملكوت السموات أخرج لنا من كنزه جُدداً وعتقاء، إذ أضفى على دراسته العلمية الأكاديمية القديمة بُعداً روحياً، فخرج هذا الكتاب.
إنه كتاب رائد، بحسب علمي. فلم يقع تحت بصري فيما سبق كتاب مثله. ولو أن الكاتب لم يفعل غير ما شجعنا الرسول بولس بالوحي عليه عندما قال "أليست الطبيعة نفسها تعلمكم" (1كو 11 : 14)
فإذا كانت الطبيعة تعلمنا، فلا غرابة أن نتعلم أيضا من علم الأمراض والوقاية منها دروساً روحية نافعة لنا.
ولقد كانت خطة المؤلف في هذا الكتاب هي الانتقال بالفكر من الأصغر إلى الأكبر (انظر مت 6 : 26 – 30). فإذا كنا نهتم بصحتنا الجسدية – ولا غبار على ذلك – ألا يكون من الأجدر بنا جداً أن نهتم بصحتنا الروحية؟! فالكتاب المقدس يعلمنا أن الإنسان الداخلي أهم من الإنسان الخارجي (2كو 4: 16) وأن النفس في نظر الله أهم من الجسد (أي 33 : 18 – 22). ولهذا كان المسيح في أيام جسده يقدم أولا غفران الخطايا للنفس قبل أن يمتع العليل بشفاء البدن.
والكتاب المقدس يعتبر الخطية مرضاً، والمسيح المخلص من الخطية هو الطبيب العظيم. وبالتالي يمكننا القول أن العلاقة النضرة والشركة المستمرة مع الرب هما الصحة الروحية.
لقد قيل مرة لأحد الأمراء "لماذا يا ابن الملك أنت ضعيف هكذا من صباح إلى صباح.أما تخبرني؟"(2صم 13 : 4). لقد كان غريباً أن يبدو ابن الملك عليل الجسد. وإن المرء يتعجب أكثر عندما يرى بعضاً من أولاد الله الأعزاء في ضعف روحي. ليت هذا الكتاب يكون بركة حقيقية لكل من تعثرت شركته مع الله، واعتلت صحته الروحية.
بالإجمال هذا الكتاب الصغير في حجمه، كثير النفع من الناحية العملية، وإننا نشكر الرب الذي شغل الأخ الحبيب المترجم ليقدمه إلى القارئ العربي. فلقد كانت المكتبة العربية بحاجة إلى نظيره. ومع أن الكتاب لا ينشغل كثيراً بالأمور النظرية، ولكنه يلمس أموراً عمليه يحتاج إليها الجميع ولا سيما الشباب.
صلاتي إلى الرب الذي احتمل الضرب لنٌشفى ... أن يهبنا نعمة حتى نوجد أمامه في ملء الصحة الروحية.
آمين،،
يوسف رياض
- عدد الزيارات: 6934