أين تقف؟
كان مسعى أعداء نحميا بكل الحيلة والمكر أن يخدعوه إلى أسلوب المساومة. ولذلك دعوه أن يأتي إلى بقعة أونو ليتناقشوا هناك. ولكن ما هذا الذي سيتكلموا عنه؟ لقد عرف نحميا أين يقف وعرف أن السور هو سور الله وأن ترك العمل للذهاب إلى بقعة أونو هو نزول.
أيها الأخوة إن كنا ننشغل بمركز الانفصال كما يتضح من كلمة الله (ومن منا يمكنه أن يكتفي بأقل من ذلك؟) فكيف نترك نحن هذا المبدأ وننـزل نحن إلى أولئك الذين يُصرّون على الوصول إلى مبدأ تسوية قابلة للمرونة؟ ألنا الحق أن نجاهد وندافع عن أي شيء أقل من الحق كله؟ كلا أيها الأخوة الأعزاء. بل ليتنا من خلال تأملاتنا في هذا الجزء الكتابي أن نقتنع بأنه ليس لدينا تفويض من الله أن نُضعف أو نقلل مستوى الانفصال ولو إلى درجة 50% لنسمع مرة أخرى صوت اشعياء الذي يرن بالتحدي.
"إلى الشريعة وإلى الشهادة إن لم يقولوا مثل هذا القول فليس لهم فجر" (إش 8: 20).
- عدد الزيارات: 2879